الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بشكل رياح جنوبية غربية، بعد أن كانت جنوبية شرقية قبل عبورها لخط الاستواء.
5-
المنخفضات الجوية، ويقصد بها المنخفضات التي تتكون في العروض المعتدلة في نصف السنة الشتوي، وهي المسئولية عن معظم التقلبات الجوية في معظم البلاد العربية في نصف السنة الشتوي، وعلى الرغم من أن هذه المنخفضات تتحرك عادة من الغرب إلى الشرق، وأن خطوط سيرها توجد غالبًا على جنوبي أوروبا وحوض البحر المتوسط فإن تأثير بعضها قد يمتد نحو الجنوب حتى شمال السودان وجنوب شبه الجزيرة العربية، ويعتبر البحر المتوسط نفسه منطقة رئيسية من مناطق نشأة هذه المنخفضات، وإن كان بعضها قد ينشأ على الأراضي المجاورة له أو يغزوه من ناحية الغرب.
وقد دل إحصاء المنخفضات الجوية خلال عشر سنوات من 1929 حتى 1939 على أن مجموع ما ظهر منها في الأشهر المبتدئة بأكتوبر والمنتهية بمايو من هذه السنوات بلغ 442 منخفضًا وأن 74 منها نشأ في المنطقة الواقعة بين تونس وإيطاليا بينما نشأ 30 منها جنوب جبال أطلس، وقد لوحظ أن المنخفضات التي تنشأ إلى الجنوب من جبال أطلس تنشأ غالبًا في الربيع بل وينشأ بعضها في فصل الصيف1.
1 Trewartha Ibid 229. 30
13-
4-
الدورات الهوائية والرياح المترتبة على الضغوط الجوية:
في ضوء الدراسة السابقة للضغوط الجوية، وتوزيع مناطقها وما يطرأ عليها من تغير بين الصيف والشتاء يمكننا أن نرسم صورة عامة لنظام الرياح السائدة على مختلف أجزاء العالم العربي فيما يلي: من الطبيعي أن تكون الرياح التجارية التي تهب من الاتجاهات الشمالية عمومًا هي أوسع أنواع الرياح العامة انتشارًا في العالم العربي بسبب وقوع القسم الأكبر منه في نطاقها، وهي في جملتها رياح منتظمة ذات تأثير ملطف وخصوصًا في الصيف، إلا أن تزحزح الجبهة.
الاستوائية ITCZ نحو الشمال في هذا الصيف ونحو الجنوب في فصل الشتاء يترتب عليه تغير في موقع الحد الجنوبي للنطاق الذي تسوده هذه الرياح من فصل إلى آخر.
ففي فصل الصيف تكون الجبهة الاستوائية ممتدة على شمال إفريقيا وغربي آسيا مع خط عرض 15ْ شمالًا تقريبًا، ويكون هذا الخط هو الحد الجنوبي لنطاق الرياح التجارية والحد الشمالي لنطاق الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي كانت في الأصل تجارية جنوبية شرقية ثم انحرفت بعد عبورها لخط الاستواء أما في فصل الشتاء فيتغير الوضع حيث تأخذ الجبهة ITCZ في التزحزح تدريجيًّا نحو الجنوب حتى تصل إلى الجنوب من خط الاستواء، وهكذا فإن الحد الجنوبي لنطاق الرياح التجارية يتمشى في هذا الفصل مع خط الاستواء تقريبًا، بينما يتزحزح الضغط المرتفع الآزوري في نفس الاتجاه، ويمتد على شمال إفريقيا وغربي آسيا كما سبق أن بينا، ونتيجة لهذا يدخل شمال الوطن العربي "حتى خط عرض 29ْ شمالًا تقريبًا" في منطقة الانتقال بين الرياح الغربية والرياح التجارية ويكون معرضًا للتقلبات التي يسببها النشاط الإعصاري على البحر المتوسط الذي يكون عندئذ مركزًا لضغط منخفض. ولذلك فإن اتجاهات الرياح تكون متقلبة.
وبناء على التوزيع السابق للضغط الجوي والرياح يمكننا أن نقسم العالم العربي على أساس اتجاهات الرياح السائدة إلى ثلاثة نطاقات هي:
1-
النطاق الواقع شمالي خط عرض 29ْ شمالًا، وهو الخط الذي تقع عليه مدينة الكويت ويمر إلى الشمال من حائل وتبوك في المملكة العربية السعودية وبمدينة بني سويف على نهر النيل وواحة سيوة بصحراء مصر العربية وواحات جغبوب وجالو وغدامس في شمال ليبيا. ففي كل المناطق الواقعة شمال هذا الخط تكون الرياح التجارية سائدة في فصل الصيف، ويتوقف اتجاهها على موقع المنطقة بالنسبة لمركز الضغط الآزوري في الشمال وللمنخفضات الواقعة على امتداد الجبهة الاستوائية ITCZ في الجنوب، وأهمها منخفض
السودان الموسمي ومنخفض الهند الموسمي، إلا أن أغلبها يكون شماليًّا غربيًّا أو شماليًّا، ففي مدينة الإسكندرية مثلًا تكون النسبة المئوية للرياح الشمالية الغربية في شهر يوليو 52% والنسبة المئوية للرياح الشمالية 29% بينما لا تكاد تهب رياح تذكر من الاتجاهات الجنوبية "راجع جدول 38".
أما في فصل الشتاء فتكون الرياح في هذا النطاق متقلبة الاتجاه وتكون موزعة على جميع الاتجاهات بنسب متقاربة مع ميل إلى زيادة نسب مرات الهبوب من الاتجاهات الشمالية والغربية، ويرجع ذلك إلى أن هذا النطاق يقع في المنطقة الانتقالية بين النطاق الذي تسوده الرياح التجارية في الجنوب والنطاق الذي تسوده الرياح الغربية "العكسية" في الشمال، وإلى أنه يتعرض في هذا الفصل لغزو كثير من المنخفضات الجوية التي تعبره من ناحية الغرب، والتي تؤدي إلى تقلبات كثيرة في اتجاهات الرياح.
2-
النطاق المحصور بين خطي عرض 29ْ و18ْ شمالًا تقريبًا، وهو يضم معظم النطاق الصحراوي المداري من الوطن العربي من الخليج العربي في الشرق حتى ساحل المحيط الأطلسي في الغرب، وفيه تسود الرياح التجارية التي تهب من الاتجاهات الشمالية بصفة دائمة تقريبًا ومعظمها يهب من الشمال والشمال الشرقي، فإذا راجعنا اتجاهات الرياح في وادي حلفا مثلًا "الجدول 38" نجد أن 32% منها اتجاهها شمالي، و9% اتجاهها شمالي غربي كما نجد أن نسب مرات السكون في نفس الشهر مرتفعة جدًّا حيث تصل إلى 45%، ولا يتغير الوضع كثيرًا في شهر يوليو عنه في شهر يناير حيث تظل الرياح التجارية هي السائدة، إلا أن التغيرات التي تطرأ على توزيع مناطق الضغط الجوي الرئيسية في الصيف تؤدي إلى زيادة مرات هبوب الرياح الشمالية الغربية والغربية على حساب الرياح الشمالية والشمالية الشرقية، كما أن تزحزح الجبهة الاستوائية ITCZ نحو الشمال في هذا الفصل يؤدي إلى وصول بعض الرياح الجنوبية الغربية إلى الأجزاء الجنوبية من هذا النطاق في بعض الأحيان