الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتمثل مرتفعات اليمن ومرتفعات عسير في جنوب غربي المملكة العربية السعودية المنطقة الثالثة التي يسقط أغلب مطرها صيفًا، وتعتبر اليمن بصفة خاصة منطقة موسمية بمعنى الكلمة وإن كانت أمطارها أقل في كميتها من أمطار معظم الأقاليم الموسمية الأخرى في جنوب وجنوب شرق آسيا ومعظم أمطارها وكذلك معظم أمطار عسير أمطار تضاريسية صيفية تسببها الرياح الموسمية الجنوبية الغربية التي تتقدم من الجنوب الغربي بتأثير مراكز الضغط المنخفض الموسمية التي تتبع الضغط المنخفض الذي يتكون على آسيا عمومًا في هذا الفصل.
ومما يستلفت النظر أنه بينما تسقط معظم أمطار مرتفعات اليمن وعسير في نصف السنة الصيفي فإن معظم أمطار المناطق المنخفضة من حولها ومن بينها سهول تهامة المجاورة للبحر الأحمر تسقط شتاء، وذلك بسبب مواجهة المرتفعات للرياح الرطبة التي تحمل بعض الهواء المداري البحري من خليج غانة. حيث يستطيع بعض هذه الرياح أن يعبر السودان وهضبة الحبشة في مستويات عالية. وهذا يعني أن معظم المطر الذي يسقط في الصيف على هذه المرتفعات عبارة عن مطر تضاريسي، وإلى جانب الأمطار الصيفية التي تسقط على هضاب اليمن وعسير تسقط كذلك بعض الأمطار الربيعية التي تحدث غالبًا بسبب العواصف الرعدية المحلية التي يسببها نشاط التيارات الهوائية الصاعدة.
ولذلك فإن وقت سقوطها يكون عادة بعد الظهر.
تذبذب الأمطار في معظم أجزاء العالم العربي:
باستثناء المناطق المطيرة في جنوب السودان وعلى الجوانب البحرية لجبال أطلس والجبل الأخضر في ليبيا وجبال سوريا ولبنان ومرتفعات اليمن وعسير، حيث لا يؤدي تغير كمية المطر فيها من سنة إلى أخرى إلى حدوث تغيرات كبيرة على مظاهر الحياة الطبيعية والبشرية، فإن كل المناطق الأخرى في العالم العربي تعاني من التغير الواضح في كمية الأمطار وتوزيعها على الأشهر من سنة
إلى أخرى بحيث يصعب الاعتماد عليها في أي تخطيط زراعي أو رعوي، ففي شمال مصر وليبيا مثلًا يبلغ معدل التغير 50% أو أكثر. ولا شك في أن قلة الأمطار عمومًا معناه أن أي تغير في كميتها قد تترتب عليه نتائج كبيرة. ويمكننا أن ندرك التغير الكبير في نظام المطر إذا استعرضنا على سبيل المثال أمطار أي محطة من المحطات الواقعة على حافة الصحراء خلال عدة سنين. ففي واحة سيوة مثلًا نجد أن 43.2 مم قد سقطت بها في سنة 44/ 45، بينما لم يسقط بها أي شيء خلال 21 سنة بين 1900و1921، ويبلغ المعدل السنوي فيها 10.1مم.
وعلى الأطراف الجنوبية للصحراء وفي مناطق الإستبس المجاروة لها يرتفع كذلك معدل تغير المطر ارتفاعًا كبيرًا، ففي بورسودان مثلًا يبلغ المعدل السنوي 84.4 مم، ومع ذلك فإن الأمطار قد انخفضت في سنة 1910 إلى 20.3 مم بينما ارتفعت في سنة 1925 إلى 421.6 مم، وفي تلك السنة سقط 71.1 مم خلال 24 ساعة. وفي الخرطوم يبلغ المعدل السنوي 168مم، ومع ذلك فإن أمطارها قد انخفضت في سنة 1901 إلى 63.5 مم بينما ارتفعت في سنة 1938 إلى 381مم، وفي البصرة يبلغ المعدل السنوي 144.4مم ولكن أمطارها انخفضت في إحدى السنوات إلى 53.3 مم بينما ارتفعت في سنة أخرى إلى 353.1 مم، وسجل في يوم واحد من الأيام 88.9 مم، وفي الشارقة على الخليج العربي يبلغ المعدل السنوي 1157 مم، ومع ذلك فقد حدث أن سقط 110.2 مم في يوم واحد. كما حدث نفس الشيء تقريبًا في البحرين التي يبلغ معدل مطرها السنوي 82.7 بينما سجل في أحد الأيام 71.1 مم.