الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
11-
1- 1-
الأقاليم الاستوائية:
صفاتها العامة:
تتخلص أهم الصفات المناخية التي تتميز بها هذه الأقاليم فيما يلي:
1-
ارتفاع درجة الحرارة طول العام بحيث يندر أن ينخفض معدلها في أي شهر من الشهور عن 18 ْمئوية.
2-
صغر المدى الحراري السنوي بحيث لا يزيد في متوسطه على ثلاث درجات مئوية "5.4 ْف" وكذلك صغر المدى اليومي الذي لا يزيد غالبًا على تسع درجات مئوية "16.2 ْف".
3-
انخفاض الضغط الجوي وهدوء الرياح أو سكونها في معظم الأحيان حيث إن هذه الأقاليم تقع عمومًا في نطاق الركود الاستوائي.
4-
ارتفاع الرطوبة النسبية في الجو بسبب كثرة المسطحات المائية مع شدة الحرارة التي تساعد الهواء على حمل مقادير عظيمة من بخار الماء، ويلاحظ أن اجتماع الحرارة والرطوبة الشديدتين مع سكون الهواء هو الذي يجعل مناخ هذه الأقاليم ثقيلًا لا يبعث على النشاط والعمل.
5-
غزارة الأمطار طول السنة مع ظهور قمتين لها في فصلي الربيع والخريف وهي في جملتها من نوع أمطار التيارات الصاعدة.
درجة الحرارة:
من المعروف أن الشمس تتعامد على خط الاستواء مرتين في السنة، كما أنها لا تميل عنه في أي وقت من الأوقات عند تزحزحها الظاهري نحو الشمال أو نحو الجنوب بأكثر من 23.5ْ من درجات العرض، ولهذا السبب نجد أن المتوسط السنوي لدرجة الحرارة في المنطقة الاستوائية بصفة عامة أعلى منه في أي منطقة أخرى فوق سطح الأرض، ولكن يجب ألا نفهم من هذا أن النطاق الاستوائي هو أشد بقاع العالم حرارة في جميع الفصول دون استثناء، حيث إن
بعض الأقاليم المدارية التي تمتد إلى الشمال وإلى الجنوب منه مباشرة تمتاز بأن صيفها شديد الحرارة جدًّا وخصوصًا في داخل اليابس، حتى إنها كثيرًا ما تكون في هذا الفصل أشد حرارة من الأقاليم الاستوائية، وترجع هذه الظاهرة إلى عاملين رئيسيين هما:
أولًا: أن طول النهار يزداد في فصل الصيف كلما بعدنا عن خط الاستواء، فعند المدارين مثلًا يبلغ طول النهار حوالي 13.5 ساعة في يوم 21 يونيو، أما عند خط الاستواء فلا يزيد طول النهار ولا ينقص بشكل ملموس عن 12 ساعة في جميع أيام السنة تقريبًا، ولهذا فإن ما تكسبه الأرض من حرارة الشمس في ساعات النهار في أثناء اليوم الواحد من أيام الصيف عند خط عرض 30 مثلًا يفوق ما تكسبه عند حط الاستواء في أثناء النهار أيضًا في أي يوم من أيام السنة.
ثانيًا: أن ظروف المنطقة الاستوائية بما يغطي سطح الأرض فيها من غابات كثيفة ومسطحات مائية كثيرة وما يسقط بها من أمطار غزيرة مع كثرة السحب التي تحجب أشعة الشمس فترة من النهار كلها تقلل نوعًا ما من فعل هذه الأشعة في رفع درجة الحرارة.
وعندما نقارن المتوسطات الشهرية لدرجة الحرارة عند خط الاستواء بعضها ببعض نلاحظ أن مدى التغير السنوي لدرجة الحرارة صغير جدًّا فهو لا يزيد في المتوسط على 3 درجات مئوية بل إنه يقل عن ذلك كثيرًا في المناطق الساحلية وخصوصًا في الجزر التي تخضع للمؤثرات البحرية، كما هي الحال في الجزر الكثيرة المتناثرة حول خط الاستواء في المحيط الهادي، ففي معظم هذه الجزر يغلب ألا يزيد الفرق بين أشد الشهور حرارة وأقلها حرارة على درجة واحدة.
أما المدى اليومي لدرجة الحرارة فإنه منخفض كذلك ولكنه يعتبر مرتفعًا إذا ما قورن بالمدى السنوي لها فهو يتراوح في متوسطه حول 8 درجات مئوية راجع الجدول رقم "15".
جدول رقم "15"
المعدلات الشهرية لدرجة الحرارة "بالدرجات المئوية" ومدى التغير السنوي في بعض محطات الأقاليم الاستوائية، وفيما يأتي بيانها وبيان مواقعها بالنسبة لخطوط الطول والعرض وارتفاعاتها بالنسبة لمنسوب سطح البحر.
1-
سنغافوره -1 شمالًا و104 شرقًا، 3 أمتار.
2-
زنجبار -6 جنوبًا و39 شرقًا، 17مترًا.
3-
دوالا Duala "الكاميرون" - 4 جنوبًا و10 شرقًا، 8 أمتار.
4-
مناوس "البرازيل" -3 جنوبًا و60 غربًا، و44 مترًا.
5-
جورجتون "جيانا البريطانية" -7 شمالًا و58 شرقًا، متران.
6-
عنتبة "أوغندة" - خط الاستواء و32 شرقًا، 83 مترًا.
7-
كيتو Quit "إكوادور" - خط الاستواء و79 غربًا، 2850 مترًا.
ومما تجدر الإشارة إليه أن السكان الوطنيين في الأقاليم الاستوائية قد يجدون من الصعب عليهم أن يتحملوا هذا الفرق اليومي في درجة الحرارة على الرغم من أنه صغير في حد ذاته، وكثيرًا ما يضطر هؤلاء السكان لأن يوقدوا النار للتدفئة في أثناء الليل إذا ما هبطت درجة الحرارة إلى أقل من 20 مئوية، ويرجع هذا بصفة خاصة إلى ضعف مقدرتهم على الاحتمال بسبب معيشتهم في مناخ لا تتغير مظاهره كثيرًا من فصل إلى آخر أو من يوم إلى آخر.
والواقع أن الأقاليم الاستوائية بما يميزها من حرارة شديدة ورطوبة عالية طول السنة تعتبر من أقل بقاع العالم صلاحية لحياة الإنسان، ولبذل المجهود الذهني والبدني.