المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌والشعر له أسباب: - الدر الفريد وبيت القصيد - جـ ١

[محمد بن أيدمر]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌الدر الفريد وبيت القصيد

- ‌فَرادةُ الدر الفريد

- ‌محمَّد بن أيدمر

- ‌ثقافته وأدبه:

- ‌شاعريته وشعره:

- ‌الأشعار:

- ‌مؤلفاته:

- ‌مصادر ترجمته:

- ‌النسخة المعتمدة في التحقيق:

- ‌منهجي في التحقيق:

- ‌شكر وتقدير:

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌ضرُوْبِ الشِّعْرِ

- ‌وَالشِّعْرُ لَهُ أسْبَابٌ:

- ‌وَإِبْدَاعُ المَعْنَى

- ‌وَيَتْلُوْهُمَا أصْنَافُ البَدِيْعِ:

- ‌أَمَّا صِدْقُ التَّشبِيْهِ

- ‌وَمُشَاكَلَةُ التَّجْنِيْسِ

- ‌وَمُبَايَنَة التَّطْبِيْقِ

- ‌وَوُقُوْعُ التَّضْمِيْنِ

- ‌وَنُصُوْعُ التَّرْصِيْعِ

- ‌وَاتِّزَانُ التَّسْمِيْطِ

- ‌وَصِحَّةُ التَّقسِيْمِ

- ‌وَمُوَافَقَةُ التَّوْجِيْهِ

- ‌وَحِدَّةُ الاسْتِطْرَادُ:

- ‌وَحَلَاوَةُ الاسْتِعَارَةِ

- ‌وَلُطْفُ المَخْلَصِ:

- ‌وَنَظَافَةُ الحَشْوِ:

- ‌وَالتَّرْدِيْدِ وَالتَّصْدِيْرِ:

- ‌وَتَأكِيْدُ الاسْتِثْنَاءِ

- ‌وَكَمَالُ التَّتْمِيْمِ:

- ‌وَالإِيْغَالُ فِي التَّبْلِيْغِ:

- ‌وَالإِغْرَاقُ فِي الغُلُوِّ:

- ‌وَمُوَازَاةُ المُقَابَلَة:

- ‌وَسُهُوْلَةُ التَّسْهِيْمِ:

- ‌وَوُقُوْعُ الحَافِرِ عَلَى الحَافِرِ:

- ‌وَدِلَالَةُ التَّتْبِيْعِ

- ‌وَالوَحْيُ وَالإِشَارَةُ وَتَكرِيْرُهَا:

- ‌وَبَرَاعَةُ الابْتِدَاءِ:

- ‌وَأَمَّا تَمْكِيْنُ القَوَافِي:

- ‌وَالمُلَائَمَةُ بَيْنَ صَدْرِ البَيْتِ وَعَجُزِهِ

- ‌وَإِرْدَافُ البَيْتِ بِأَخِيْهِ

- ‌وَإشْبَاعُ المَعْنَى بِأَوْجَزِ لَفْظٍ، وَإبْرَازهُ فِي أحْسَنِ صِيْغَةٍ مِنَ البيانِ:

- ‌وَخَلُوْصُ السَّبْكِ:

- ‌وَلِلشَّاعِرِ أدَوَات لَا غِنَى لَهُ عَنْهَا

- ‌أَقْسَامُ الأَدَبِ

- ‌فَأَمَّا صِحَّةُ الانْتِقَادِ:

- ‌وَأَمَّا التَّمْيِيْزُ بَيْنَ المَدْحِ وَالشُّكْرِ

- ‌وَالفَصْلُ بَيْنَ الهَجْوِ وَالذَّمِّ

- ‌وَالبَوْنُ بَيْنَ الولَعِ وَالهَمْزِ

- ‌وَالتَّرْجِيْحُ بَيْنَ اللَّوْمِ وَالعَتَبِ

- ‌وَالفَرْقُ بَيْنَ الهَزِّ وَالاسْتِزَادَةِ

- ‌وَالتَّصَارفُ بَيْنَ التَّنَصُّلِ وَالاعْتِذَارِ

- ‌وَالحَدُّ بَيْنَ التَّقَاضِي وَالإِذْكَارِ

- ‌وَالتَّفَاوُتُ بَيْنَ أنْوَاع السَّرِقَاتٍ:

- ‌فَالسَّرِقَةُ عَلَى ثَلَاثَةِ ضُرُوبٍ:

- ‌فَنَظْم المَنْثُوْرِ

- ‌وَإحْسَانُ الآخِذِ عَلَى المَأْخُوْذِ مِنْهُ، وَزِيَادَتُهُ عَلَيْهِ:

- ‌وَالشِّعْرُ المَحْدُوْدُ وَالمَجْدُوْدُ:

- ‌وَتَكَافُؤُ إحْسَانِ المُتَّبِع وَالمُبْتَدِعِ:

- ‌وَنَقْلُ المَعْنَى إِلَى غَيْرِهِ:

- ‌وَتَقَابُلُ النَّظَرِ فِي المَعْنَى إِلَى مِثْلِهِ:

- ‌وَالسَّلْبُ

- ‌وَالسَّلْخُ:

- ‌وَالالْتِقَاطُ وَالتَّلْفِيْقُ:

- ‌فَالخَلْعُ

- ‌وَالاصْطِرَافُ:

- ‌وَالإِغَارَةُ

- ‌وَالاجْتِلَابُ، وَالاسْتِلْحَاقُ:

- ‌وَالانْتِحَالُ

- ‌وَالإِنْحَالُ:

- ‌وَالمُرَافَدَةُ:

- ‌وَتَنَازُعُ الشَّاعِرَيْنِ فِي الشِّعْرِ

- ‌تَقْصِيْرُ المُتَّبعِ عِنْ إِحْسَانِ المُبْتَدِعِ، وَتَكَافُؤُ السَّارِقِ وَالسَّابِقِ فِي الإِسَاءةِ وَالتَّقْصِيْرِ

- ‌وَتَكَافُؤُ السَّارِقِ وَالسَّابِقِ فِي الإِسَاءةِ وَالتَقْصِيْرِ:

- ‌وَبَاقِي المَجَازَاتِ

- ‌الاسْتِعَارَاتُ المُسْتْكْرَهَةُ:

- ‌وَمَا اجْتَمَع فِيْهِ لِلشَّيْءِ الوَاحِدِ اسْمَانِ

- ‌وَمَا يُحْمَلُ الكَلَامُ فِيْهِ عَلَى المَعْنَى لَا عَلَى اللَّفْظِ

- ‌وَمَا لفظُهُ لَفْظُ الموجَبِ وَمَعْنَاهُ مَعْنَى النَّفْي

- ‌وَمَا يُخْبَرُ فِيْهِ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ يُرَادُ بِهِ جَمِيْعُهُ

- ‌وَمَا يُعْطَفُ عَلَيْهِ الشَّيْءُ، وَلَيْسَ هُوَ مِثْلُهُ

- ‌وَالحَذْفُ

- ‌وَمَا جَاءَ مِنَ التَّقْدِيْمِ وَالتَّأْخِيْرِ

- ‌وَمَا يُحْذَفُ مِنْهُ المُضَافُ، فَيَقُوْمُ المُضَافُ إِلَيْهِ مَقَامَهُ

- ‌وَمَا فُرِّقَ فِيْهِ بينَ المُضَافِ وَالمُضَافِ إِلَيْهِ

- ‌وَمَا يُشَبَّهُ فِيْهِ الشَّيْءُ بِالشَّيْءِ، ثُمَّ يُجْعَلُ المُشَبَّهُ بِهِ هُوَ المُشَبَّهُ بِعَيْنِهِ

- ‌[خاتمة المقدمة]

الفصل: ‌والشعر له أسباب:

‌وَالشِّعْرُ لَهُ أسْبَابٌ:

مَتَى خَلَا مِنْ وَاحِدٍ منها كان كَالحَيَوَانِ الَّذِي عَابَهُ نَقْصٌ فِي خِلْقَتِهِ، وَشَانَهُ فَقْدُ شَيْءٍ مِنْ أَعْضَاءِ صُوْرتهِ. أوَّلُهَا فَصَاحَةُ اللَّفْظِ، وَإِبْدَاعُ المَعْنَى؛ لأنَّ الشِّعْرَ لَفْظٌ وَمَعْنًى، فَاللَّفْظُ جِسْمُ الحَيَوَانِ، وَالمَعْنَى رُوْحُهُ وَنَفْسُهُ، وَفَصَاحَةُ اللَّفظِ نُعُوْمَةُ ذَلِكَ الجِسْمِ، وَحُسْنُ بَشَرَتِهِ، وَصفَاءُ لَؤْبهِ.

وَإِبْدَاعُ المَعْنَى شَرَفُ تِلْكَ النَّفْسُ، وَكَمَالُهُا وَزَهْوُهَا. وَكَمَا أنَّ الجِسْمَ بِغَيْرِ رُوْحٍ لَا يُوْجَدُ بِهِ حَرَكَة وَلَا عَقْلٌ، وَالرُّوْحَ بِغَيْرِ جِسْمٍ لَا يُدْرَكُ لَهَا مَلَكَةُ وَلَا فِعْلٌ، فَكذَلِكَ الشِّعْرُ، لَا يَصحُّ إلَّا بِاجْتِمَاع اللَّفْظِ وَالمَعْنَى فِيْهِ مِنْ غَيْرِ انْفِرَادِ أحَدهُمَا عَنِ الآخَرِ. وَإذَا كَانَتْ الفَصاحَةُ مُسَلَّمَةً إلَى العَرَبِ ---- مِنْ إبْدَاعِ المَعْنَى، وَجَزَالَةِ اللَفْظِ، وَالحِذْقِ بِصنَاعَةِ الشِّعْرِ -- حَقُّهُمْ، وَلَا يُنْكَرُ سَبْقُهُمْ. وَأنَا لَا أُسَلِّمُ إلَى المُتَقَدِّمِ إِذَا جَاءَ بِالرَّدِيْءِ مِن شِعْرِهِ لِتَقَدُّمِهِ، وَلَا أبْخَسُ المُتَأخِّرَ حَقَّ الفَضِيْلَةِ لِتَأخُّرِهِ اقْتِدَاءً بِالمئَلِ السَّائِرِ، المُنْجِدِ الغَائِرِ، المُحْكَمِ الأَوْصَافِ، الكَامِلِ العَدْلِ وَالإنْصَافِ، وَهُوَ قَوْلُ أمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عَلِيّ بن أبِي طَالِبٍ عليه السلام: لَا تَنْظُرْ إلَى مَنْ قَالَ، وَانْظُرْ ما قال.

فَالفَصَاحَةُ فِي اللَّفْظِ كَالأَبْيَاتِ الَّتِي يَرْوِيْهَا النَّاسُ لِلفَرَزْدَقِ (1): [من الطويل]

(1) قَدْ قِيْلَ: إنَّ هَذِهِ الأَبْيَاتَ لِلأَخْطَلِ بنِ غَالِبٍ المُجَاشِعِيُّ أَخِي الفَرَزْدَقَ وَهُوَ الأَصَحُّ لأَنَّهُ لَمَّا مَاتَ وَكَانَ الأخْطَلُ هَذَا شَاعِرًا فَحْلًا طَوِيْلَ اللِّسَانِ كثيْرَ المَحَاسِنِ فَكَسَفَهُ الفَرَزْدَقُ فَانْطَوَى فَضْلهُ:

وَمِنْ فَصِيْحِ الشِّعْرِ مِنْ هَذَا البَابِ قَوْلُ الصَّمَّةِ بن عَبْدُ اللَّهِ بن طُفَيْلٍ القُشَيْرِيُّ (1):

وَبِالأَجْرَعِ الأَقْصَى الَّذِي أَنْبَتَ الغَضَا

جَاءَ ذِرُّ أَعِيَا صَيْدُهَا كُلُّ صَائِدِ

وَمَرْعًى أَنِيْقٌ غَيْر دَانٍ مرَادُهُ

وَمَاءٌ نَمِيْرٌ غَيْرُ سَهْلِ المَوَارِدِ

ألا بِأَبِي العَيْشُ الَّذِي كَانَ لِي

زَمَانَ الصِّبَى لَكِنَّهُ غَيْرُ عَايِدِ

_________

(1)

لم ترد في ديوانه. =

ص: 97

وَرَكْبٍ كَأنَّ الرِّيْحَ تَطْلُبُ عِنْدَهُمْ

لَهَا تِرَةً مِنْ جذْبِهَا بِالعَصَايِبِ (1)

سَرَوا يَخْبِطُوْنَ اللَّيْلَ وَهْيَ تَلُفُّهُمْ

إلَى شُعَبِ الأكْوَارِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ (2)

= مَلَاعِبُ أَخْدَانَ الصِّبَى وَلِدَاتِهِ

نَعِمْنَا بِهَا دَهْرًا وَمَلْهَى لَوْ لَايِدِ

لَيَالِيَ أُمْسِي وَالغَوَانِي ضَجَائِعِي

وَأَعْضَادُهُنَّ النَّاعِمَاتُ وَسَائِدِي

وَمَا لِي مِنْ رَيَّا إِذَا مَا ذَكَرْتَهَا

سِوَى نَفْسٍ مِنْ شِدَّةِ الشَّوْقِ صَاعِدِ

وَدَمْعٌ تَكَادُ العَيْنُ مِنْ حَرِّ مَائِهِ

تَذُوْبُ فَيَخْبُو نُوْرُهَا غَيْرِ بَارِدِ

وَكَقَوْلِ أَبِي عُبَادَةَ البُحْتُرِيّ (1):

أَطَاعَ الهَوَى وَاسْتَعْبَدَتْهُ المَطَامِعُ

وَمَالَتْ بِهِ نَحْوَ الحَبِيْبِ النَّوَازعُ

وَكَانَ تَمَادِي البُعْدِ أنْسَاهُ وَجْدَهُ

فَهَيَّجَ ذِكْرَاهُ الحَمَامُ السَّوَاجِعُ

نَوَائِح يُبْكِي شَجْوهَا كُلَّ سَامِعٍ

لَهُنَّ وَإنْ لَمْ تَجْرِ مِنْهَا المَدَامِعُ

كَتَمْتُ الهَوَى مَا اسْطَعْت فَازْدَادَ كثرةً

عَلَيَّ وَحَتَّى مَ تَسَعْهُ الأَطَالِعُ

فَوَاكَبِدَى مَالِي أَحِنُّ إِلَى الصِّبَى وَ

هَيْهَاتَ مَا عَهِدَ الصِّبَى لِي رَاجِعُ

وَإنْ أَكُ نَاهَزَ سَبْعِيْنَ حِجَّةٍ

فَقَلْبِي فِي طَبْعِ الصبَابَةِ يَافِعُ

يُطَيِّرُ مَرَّ الدَّهْرِ أَجْسَام أَهْلِهِ

وَتَبْقَى عَلَى حَالَاتِهِنَّ الطَّبَائِعُ

وَمِنْ مَحَاسِنِ شِعْرِ أَبِي الطَّيِّبِ فِي النَّسَبِ بِالأَعْرَابِيَّاتِ قَوْلهُ مِنْ قَصِيْدَةٍ (2):

دِيَارُ اللَّوَاتِي دَارهنَّ عَزِيْزَةً

بِطُوْلِ القَنَا يَحْفَظْنَ بِالتَّمَائِمِ

حِسَانُ يَنْقِشُ الوشَى مِثْلهُ

إِذَا مَسَّ فِي أَجْسَادِهِنَّ النَّوَاعِمِ

وَيَنْسِمْنَ عَنْ دُرٍّ تَقَلَّدْنَ مِثْلَهُ

كَأنَ التَّرَاقِي وُشِحَتْ بِالمَبَاسِمِ

(1)

أَلَمَّ بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بن المُعْتَزِّ فَقَالَ:

وَالرِّيْحُ تَجْذِبُ أطراف الرداءِ كَمَا

أَفْضى الشَّفِيْقُ إِلَى تَنْبِيْهِ وَسْنَانِ

(2)

وَيُرْوَى: سَرَوا وَسَرَتْ نَكْبَاءُ وَهِيَ تَلُفُّهُمْ.

_________

(1)

لم ترد في ديوانه.

(2)

ديوانه 4/ 11.

ص: 98

إِذَا مَا اسْتَدَارُوا وِجْهَةَ الرِّيْحِ أعْصَفَتْ

تَصُكُّ وُجُوْهَ القَوْمِ بَيْنَ الرَّكَائِبِ

إِذَا أنِسُوا نَارًا يَقُوْلُوْنَ لَيْتَهَا

وَقَدْ خَصرَتْ أيْدِيْهِمْ [نار غالب](1)

رَأُوا ضَوْءَ نَارٍ في يَفَاعٍ تَألَّفَتْ

يُؤَدِّي إِلَيْهَا لَيْلُهَا كُلَّ سَاغِبِ (2)

تُشَبُّ لِمَقْرُوْرِيْنَ طَالَ سُرَاهُمُ

إِلَيْهَا وَقَدْ أصغَتْ تَوَالِي الكَوَاكِبِ

تَرَى نَسَبًا مِنْ صَادِرِيْنَ وَوُرَّدٍ

إِذَا رَاكِبٌ وَلَّى أنَاخَتْ بِرَاكِبِ

إلَى نَارِ ضَرَّابِ العَرَاقِيْبِ لَا يَنِي

لَهُ مِنْ غِرَارَي سَيْفِهِ خَيْرُ طَالِبِ (3)

تُدَرُّ لَهُ الأنْسَاءُ فِي لَيْلَةِ الصَّبَا

وَتُمْرَى بِهِ اللَّبَّاتُ عِنْدَ التَّرَائِبِ

وَكَقَوْلِ ذِي الرُّمَّةِ (4): [من الطويل]

(1) يُرْوَى: إِذَا أُوْقِدَتْ نَارٌ يَقُوْلُوْنَ، ما بين المعقوفين بياض في الأصل وأكملناه من الديوان.

* * *

الخَصِرُ الَّذِي يَجِدُ البَرْدَ وَقَوْلُهُ: خَصِرَت أَيْدِيْهِمْ أي مَسَّهَا البَرْدُ. وَالخَرِصُ الَّذِي يجدُ البَرْدَ وَالجُوْعَ مَعًا.

(2)

وَيُرْوَى: تَألَّقَتْ بِالقَافِ.

(3)

يُرْوَى: لَمْ يَزَلْ لهُ مِنْ غِرَارَي.

(4)

وَاسْمُهُ غَيْلَانُ بن عُقْبَةَ بن نَهِيْش بن مَسْعُوْد بن حَارِثةَ بن عُمَرَ بن رَبِيْعَةَ بن سَاعِدَةَ بن كَعْب بن عَوْف بن ثَعْلَبَةَ بن رَبِيْعَةَ بن مَلْكَانَ بن عُدَيِّ بن عَبْدِ مُنَاةَ بن أَدّ بن طَابِخَةَ بن الْيَاسِ بن مُضَرَ بن نزار بن مَعْدِ بن عَدْنَانَ.

وَإنَّمَا سُمِيَّ بِذَلِكَ لَقَوْلهِ فِي أُرْجُوْزَةٍ لَهُ يَصِفُ وَتَدًا:

أبعَثْتَ فِي رُمَّةِ التَّقْلِيْدِ نَعَمْ

فَأَنْتَ اليَوْمَ كَالمَعْمُوْدِ

وَقِيْلَ إنَّمَا سُمِّيَ بِذِي الرِّمَّةِ لأنَّهُ كَانَ خُشِيَ عَلَيْهِ وَهُوَ غُلَامَ المَسَّ فَأَتَى بِهِ رَجُلٌ مِنَ الحَيِّ فَكَتَبَ لَهُ مُعَاذِةً فَشُدَّتِ بِخَيْطٍ وَعُلِّقَتْ عَلَيْهِ. يَقُوْلُ فِي أُرْجُوْزَتهِ (1):

_________

(1)

ديوانه 1/ 357 - 358. =

ص: 99

ألم تعلمي ياميّ أنا وبيننا

فيافٍ لطرف العين فيهن مطرحُ

ذَكَرْتُكِ إذْ مَرَّتْ بِنَا أُمُّ شَادِنٍ

أمَامَ المَطَايَا تَشْرَئِبُّ وَتَسْنَحُ

مِنَ المُؤْلفَاتِ الرَّمْلِ أدْمَاءُ حُرَّةٌ

شُعَاعُ الضُّحَى فِي مَتْنِهَا يَتَوَضَّحُ

. . . . . . . . . . . . صَحْبُهَا

لنَا وَسَوَادُ اللَّيْلِ قَدْ كَادَ يَجْنَحُ

. . . . . . . . . . . . . . . .

ندَى الطَّلِّ إلَّا أنَّهُ أَمْلَحُ

كأنَّ خُزَامى عَالجٍ في ثيابها

بُعَيْدَ الكَرَى أَوْ فَارَ مِسْكٍ تُذْبَّحُ

أبيْتُ على مِثْلِ الأَثَافِي وَبَعْلَهَا

يَبِيْتُ على مِثْلِ النَّقَا يَتَبَطَّحُ (1)

= وَالدَّهْرُ يُبْلِي جِدَّةَ الحَدِيْدِ

غَيْرَ ثَلَاثٍ وَثَلَاثٍ سُوْدِ

وَغَيْرَ بَاقي مَلْعَبِ الوَليْدِ

وَغَيْرَ مَرْضُوْخِ القَفَا مَوْتُوْدِ

أَشْعَثَ بَاقِي رُمَّةَ التَّقْلِيْدِ

الرُّمَّةَ: مَا بَقِيَ مِنَ الوَتَدِ مِنْ حَبْلٍ أَوْ خَيْطٍ.

قَالَ أبُو عَمْرُو: وَإنَّمَا سُمِّيَ ذَو الرُمَّةِ لأنَّهُ أَصابَهُ شري فَقِيْلَ لَهُ: لَوْ عَلَّقْتَ عَلَى نَفسِكَ قِطَعَ الحِبَالِ وَالعِظَامِ ذَهَبَ عَنْكَ هَذَا الدَّاءُ فَفَعَلَ فَسُمِّيَ بهِ. وَقَدْ كَرَّرَ ذُو الرَّمَّةَ ذِى الرُّمَّةِ في شِعْرِهِ فَقَالَ (1):

لمِيَّةَ أَطْلَالٌ بِذِي الرِّزْقِ أَصْبَحَت

خَوَالِي مَا فِيْهَا سِوَى الوَحْشِ مِنْ أَهْلِ

وَقَفْتُ بِهَا صحْبِي فَلأَيًا عَرَفْتُهَا

بِأَشْعَثَ بالٍ فوق رمة الجبل

عَهِدْتُ بِهَا ميًّا مُذِ العَامِ حَوْلَهَا

نَوَاشِئُ مِنْ جَارَاتِهَا كَمَهْيُ الرَّمْلِ

تُرَى أَنَّها اسْتَحْلَتْ بِعَادِي أَوْ وَشَا

إِلَيْهَا بِيَ الوَاشُوْنَ أَمْ كَرِهَتْ وَصْلِي

أَيَا مَيَّ عَدْلكِ أَنْ تَبِيْتِي خليَّةً

وَأُمْسِي حَلِيْفَ الهَمِّ أَمْ لَيْسَ بالعَدْلِ

(1)

وَكَقَوْلِ كُثَيِّر بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ الخُزَاعِيّ (2):

_________

(1)

انظر: ديوانه 1/ 137.

(2)

ديوانه ص 43. =

ص: 100

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رَمَتْنِي عَلَى عَمْدٍ بُثينَةُ بَعْدَما

تَوَلَّى شَبَابِي وأَرْجَحنَّ شَبَابَهَا

بعَيْنَيْنِ نَجْلَاوَيْنِ لَوْ رَقْرَقَتْهُمَا

لنوءِ الثُّرَيّا لاسْتَهَلَّ سَحَابُهَا

وَلَكنَّمَا تَرْمِينَ نَفْسًا شَجِيَةً

لِعَزَّةَ مِنْهَا صَفْوُهَا وَلُبابُهَا

وَكَقَوْلِ بَعْضُ الأَعْرَابِ:

أَلَا لَا تَعْدُ إِلَى لَيْلَة مِثْلُ لَيْلَتِي

تخيْفُ مِنًى إِذْ نَامَ أَهْلُ المَنَازِلِ

طَرِيْحًا بِبَابِ الشعبِ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ

تُسَاقُ عَلَى خَدَّيْهِ أَيْدِي الرَّوَاحِلِ

يَقُوْلُوْنَ مَنْ هَذَا القَتِيلُ الَّذِي نَرَى

وَيَنْظرْنَ شَزْرًا مِنْ سُجُوْفِ المَحَامِلِ

وَلَوْ عَلِمُوا مَاجَنَّ فِي بَاطِنِ الحَشَا

لَعَايَنَ مَقْتُوْلًا يَهِيْمُ بِقَاتِلِ

كَقَوْلِ مُسْلِمُ بن الوَليْدِ (1):

وَزَائِرَةٍ رُعْتُ الكَرَى بِلِقَائِهَا

وَنَادَمْتُ فيها كَوْكَبَ الصُّبْحِ وَالفَجْرَا

فَبِتُّ أُسِرُّ النَّجْمِ طَوْرًا حَدِيْثهَا

وَطَوْرًا أُنَاجِي البَدْرَ أُحْسِبُهَا البَدْرَا

إِلَى أَنْ رَأَيْتُ اللَّيْلَ مُنْفَصِمَ العُرَى

يُوزعُ فِي ظَلْمَائِهِ الأنْجُمَ الزُّهْرَا

إِذَا مَا مَشَتْ خَافَتْ تَمِيْمَةَ حَلْيهَا

تُدَارِي عَلَى المَشْي الخَلَاخِلَ وَالعِطْرَا

وَكَقَوْلِ أَبِي حَيَّةَ النُّمَيْرِيّ (2):

وَخَبَّرَكِ الوَاشُوْنَ أَنْ لَا أُحِبّكُمْ

بَلَى وَسُتُوْرِ اللَّهِ ذَاتِ المَحَارِمِ

أَصُدُّ وَمَا الصَّدُّ الَّذِي تَعْلَمِيْنَهُ

عِزَاءٌ بِكُمْ إِلَّا ابْتِلَاعُ العَلَاقِمِ

وَإِنَّ دَمًا لَوْ تَعْلَمِيْنَ حَنيتِهِ

عَلَى الحَيِّ جَانِي مِثْلِهِ غَيْرُ سَالِمُ

أَمَا أَنَّهُ لَوْ كَانَ غَيْرُكِ أَرْقَلَتْ

إِلَيْهِ القَنَا بِالرَّاعِفَاتِ اللهاذِمُ

وَلَكِنَّهُ وَاللَّهِ مَا ظَلَّ مُسَلِّمًا

كَغِرِّ الثَّنَايَا وَاضِحَاتِ المَلَاغِمِ

إِذَا هُنَّ سَاقَطْنَ الأَحَادِيْثَ لِلفَتَى

سِقَاطَ حَصَى المَرْجَانِ مِنْ سلكِ نَاظِمِ

_________

(1)

ديوانه ص 45.

(2)

مجموع شعره ص 84.

ص: 101