الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى ابن أبي شيبة: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام يا رسول الله، فقال:«لا تقل: عليك السلام؛ فإن عليك السلام تحية الموتى» «1» .
وروى الترمذي بسند حسن: أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
عليك السلام يا رسول الله ثلاث مرات، فقال له:«إن (عليك السلام) تحية الميت» ، ثم قال:«إذا لقي الرجل أخاه المسلم.. فليقل: السلام عليك ورحمة الله» ، ثم ردّ عليه صلى الله عليه وسلم فقال:«وعليك ورحمة الله» ثلاثا اهـ «2» .
وليس بصحيح؛ لأن رده صلى الله عليه وسلم السلام يدل على أنه سلام صحيح، والفصل بين الابتداء والرد بكلام يسير لغرض صحيح.. لا يضر، كما بينته في «شرح الإرشاد» .
وأيضا: فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قال للموتى: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين» «3» فدل على أن معنى كون (عليك السلام تحية الموتى) أي: موتى القلوب؛ وأنها عادة الجاهلية، وعلى كلّ فالسلام عليكم أفضل في حق الحيّ والميّت.
خاتمة:
ذكر البيهقي وغيره: أن سليمان بن سحيم رآه صلى الله عليه وسلم يوما، فسأله: هل يفقه سلام المسلّمين عليه؟ قال: «نعم، وأردّ عليهم» «4» .
(1) أخرجه أبو داود (5209) ، والنسائي في «الكبرى» (10078) ، وابن أبي شيبة (6/ 28) وغيرهم.
(2)
سنن الترمذي (2721) .
(3)
أخرجه مسلم (249) ، وأبو داود (3237) ، والنسائي (1/ 93) وفي «الكبرى» (143) وغيرهم.
(4)
شعب الإيمان (4165) .
وقال إبراهيم بن شيبان: تقدمت إلى القبر الشريف، فسلّمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعته من داخل [القبر] يقول:«وعليك السلام» .
ووقع للسيد نور الدين بن العفيف الإيجي «1» : أنه سمع جواب سلامه من داخل القبر الشريف: «عليك السلام يا ولدي» .
وفي «مسند الدارمي» : أن الأذان والإقامة تركا أيام الحرّة «2» ، وأن ابن المسيّب لم يبرح مقيما في المسجد، فكان لا يعرف وقت الصلاة.. إلا بهمهمة «3» يعرفها، يسمعها من قبره صلى الله عليه وسلم «4» .
وروى أبو عبد الرحمن السلمي عن أبي الخير الأقطع: أنه مكث خمسة أيام لا يأكل، فجاء للقبر الشريف وشكا، ثم تنحى ونام خلف المنبر، فرآه صلى الله عليه وسلم وأبو بكر عن يمينه، وعمر عن يساره، وعليّ بين يديه، فحرّكني عليّ وقال: قم، قد جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقمت إليه وقبلت بين عينيه، فدفع إليّ رغيفا، فأكلت نصفه، وانتبهت فإذا في يدي نصف رغيف «5» .
ووقع للحفاظ أبي بكر مسند أصبهان، والطبراني، وأبي الشيخ: أنه نزلت بهم فاقة، فجاء الأول للقبر وشكا الجوع، فقال له الطبراني: اجلس؛ إما الرزق أو الموت، فلم يلبثوا أن جاءهم علويّ بشيء كثير مع غلاميه، وأخبرهم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بحمل شيء إليهم «6» .
(1) في هامش (ج) : (نسبة إلى إيج بلد بفارس) .
(2)
في هامش (ب) و (ج) : (الحرّة: اسم لوقعة أيام يزيد) .
(3)
في هامش (ج) : (الهمهمة: الكلام الخفي) .
(4)
مسند الدارمي (94) .
(5)
ذكره ابن عساكر في «تاريخه» (66/ 161) .
(6)
انظر «تذكرة الحفاظ» (3/ 974) ، و «سير أعلام النبلاء» (16/ 400) .