الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخامس والعشرون: عند خوف الغرق
.
حكى الفاكهانيّ عن بعض الصالحين: أنه كان في سفينة مشرفة على الغرق في البحر الملح، فنام فرأى النبيّ صلى الله عليه وسلم يأمره أن يأمر أهلها أن يقولوا ألف مرة:(اللهمّ؛ صلّ على محمد صلاة تنجينا بها من جميع الأهوال والآفات، وتقضي لنا بها جميع الحاجات، وتطهّرنا بها من جميع السيئات، وترفعنا بها عندك أعلى الدرجات، وتبلّغنا بها أقصى الغايات، في الدنيا وبعد الممات) ، فأخبرهم بذلك، فقالوها، فحين بلغوا ثلاث مئة مرة.. فرّج الله تعالى عنهم، وساقها المجد بإسناده «1» ، وزاد عن بعضهم: أن من قالها في كل مهمّ ونازلة وبلية ألف مرة.. فرج الله تعالى عنه، وأدرك مأمولاه.
السادس والعشرون: في أول الدعاء ووسطه وآخره
.
أجمع العلماء على ندب ابتدائه بالحمد، ثم بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، وجاء بسند رجاله رجال الصحيح:«إذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئا.. فليبدأ بمدحه والثناء عليه بما هو أهله، ثم يصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل بعد؛ فإنه أجدر أن ينجح أو يصيب» «2» .
وفي رواية: «إذا أراد أحدكم أن يدعو فأحبّ أن يستجاب له..
فليحمد الله، وليثن عليه، وليصلّ على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بحاجته؛ فإنه أجدر أن يستجاب له» «3» .
وبسند ضعيف غريب: «لا تجعلوني كقدح الراكب» ، قيل: وما قدح الراكب؟ قال: «إن المسافر إذا فرغ من حاجته.. صبّ في قدحه ماء، فإن كان له إليه حاجة.. توضأ منه أو شربه، وإلا.. أهراقه؛ اجعلوني في أول الدعاء ووسطه وآخره» «4» .
(1) الصّلات والبشر (ص 171) .
(2)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (9/ 155) ، وعبد الرزاق في «مصنفه» (19642) .
(3)
عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 419) لابن أبي الدنيا في «الذكر» .
(4)
أخرجه عبد بن حميد في «مسنده» (1142) ، والشهاب في «مسنده» (944) ، -
وفي رواية مرسلة أو معضلة: «لا تجعلوني كقدح الراكب، اجعلوني في أول دعائكم وأوسطه وآخره» «1» .
والمراد بالنهي عن التشبيه بالقدح: ألا يؤخّر في الذكر؛ فإن الراكب يعلق قدحه في آخرة رحله ويجعله خلفه، وفي رواية بدل (أهراقه) السابقة:
(هراقه) ، وهاؤه مبدلة من ألف؛ إذ أصله (أراق)(فأهراق) ، مما جمع فيه بين البدل والمبدل منه.
وأخرج النسائي وغيره: «الدعاء كله محجوب حتى يكون أوله ثناء على الله عز وجل، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو فيستجاب لدعائه» «2» .
والديلميّ: «كل دعاء محجوب حتى يصلّى على النبي صلى الله عليه وسلم» «3» .
وفي لفظ له: «الدعاء يحجب عن السماء، ولا يصعد إلى السماء من الدعاء شيء حتى يصلّى على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا صلّي على النبي صلى الله عليه وسلم.. صعد إلى السماء» «4» .
وهو في «الشفا» بلفظ: «الدعاء والصلاة معلّق- أي: كل منهما- بين السماء والأرض، ولا يصعد إلى الله عز وجل حتى يصلّى على النبي صلى الله عليه وسلم» «5» .
- والديلمي في «الفردوس» (7452) ، وعبد الرزاق في «مصنفه» (3117) ، والبيهقي في «الشعب» (1578) .
(1)
قال الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 418) : (رواه سفيان بن عيينة في «جامعه» ) .
(2)
أخرجه ابن بشكوال في «القربة» (3) ، وكذلك عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 419) للنسائي، وانظر «تذكرة الحفاظ» (3/ 1026) .
(3)
أخرجه الديلمي في «الفردوس» (4754) ، والطبراني في «الأوسط» (725) ، والبيهقي في «الشعب» (1575) .
(4)
كذلك عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 420) للديلمي.
(5)
كذلك عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 420) إلى «الشفا» .