المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أو مالك تسليم العباد من المهالك؛ أي: فهو المعطي له، - الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود

[ابن حجر الهيتمي]

فهرس الكتاب

- ‌‌‌بين يدي‌‌ الكتاب

- ‌ب

- ‌ ا

- ‌د

- ‌ج

- ‌ترجمة الإمام الفقيه أحمد ابن حجر الهيتمي المكي

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌مولده ونشأته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌شيوخه:

- ‌مقاساته في الطلب وخروجه إلى مكة:

- ‌زملاؤه وأقرانه:

- ‌تلامذته:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌وصف النسخ الخطّيّة

- ‌منهج العمل في الكتاب

- ‌خاتمة

- ‌صور المخطوطات المستعان بها

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌مقدّمة في الكلام على قوله تعالى:

- ‌[فوائد هذه الآية:]

- ‌[الفائدة] الأولى:

- ‌[الفائدة] الثانية:

- ‌[الفائدة] الثالثة:

- ‌وأما صلاة الملائكة عليه صلى الله عليه وسلم:

- ‌وأما صلاة مؤمني الإنس والجنّ عليه

- ‌فائدة:

- ‌[الفائدة] الرابعة:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌أحدها:

- ‌الأمر الثاني:

- ‌الأمر الثالث:

- ‌[الفائدة] الخامسة

- ‌تنبيه:

- ‌[الرسول أخصّ مطلقا من النبيّ]

- ‌[قول ابن عبد السلام: النبوّة أفضل من الرسالة]

- ‌[بلاغة قوله تعالى: وملائكته]

- ‌[بلاغة قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]

- ‌[الكفار مخاطبون بالفروع المجمع عليها]

- ‌[أنه صلى الله عليه وسلم مرسل للخلق عامة]

- ‌[الأنبياء أفضل من الملائكة والأدلة على ذلك]

- ‌منها: قوله تعالى

- ‌ومنها: اختصاص الأنبياء بأنهم الذين قامت بهم حجة الله على خلقه

- ‌ومنها: أن للبشر طاعات لم يثبت مثلها للملائكة كالجهاد

- ‌ومنها: أن طاعات البشر أكمل

- ‌[بلاغة قوله تعالى يا أَيُّهَا]

- ‌[اختلاف الأصوليين في دخوله ص في صيغة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ونحوها]

- ‌[الفائدة] السادسة: [في حكم الصلاة عليه ص]

- ‌[أدلة وجوب الصلاة عليه ص في التشهد عند الشافعية]

- ‌تتمة: [في صلاة رسول الله ص على نفسه]

- ‌[حكم السلام عليه ص]

- ‌السابعة:

- ‌تنبيه:

- ‌[في حديث سيدنا علي رضي الله عنه: «اللهم؛ داحي المدحوات

- ‌تنبيه:

- ‌الفصل الثالث في مسائل وفوائد تتعلق بما مضى في الفصلين الأولين

- ‌[المسألة] الأولى:

- ‌[حكم السلام على غير الأنبياء]

- ‌[المسألة] الثانية:

- ‌[الصيغة التي مال إليها المصنف في الصلاة عليه ص]

- ‌[الصلاة على غير الأنبياء تبعا]

- ‌[عدم جواز إبدال لفظ (محمد) ب (أحمد) ، وبالضمير في التشهد]

- ‌[الصلاة عليه ص خارج الصلاة بصيغة الطلب أفضل منها بصيغة الخبر]

- ‌[الحكمة من اقتصاره ص في كثير من الروايات على اسمه العلم]

- ‌[المسألة] الثالثة:

- ‌[معنى السلام عليه ص]

- ‌[حكمة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في التشهد]

- ‌[المسألة] الرابعة:

- ‌[المسألة] الخامسة:

- ‌منها: [معنى قوله: (اللهم) ]

- ‌[معنى قوله: (محمد) ]

- ‌[معنى قوله: (الأمي) ]

- ‌[معنى قوله: (أزواجه) ]

- ‌تنبيه:

- ‌[معنى قوله: (الذرية) ]

- ‌[معنى قوله: (الآل) ]

- ‌[معنى قوله: (البركة) ]

- ‌[معنى قوله: (إبراهيم) ]

- ‌[معنى قوله: (آل إبراهيم) ]

- ‌[معنى قوله: (العالمون) ]

- ‌[معنى قوله: (الحميد) ]

- ‌[معنى قوله: (المجيد) ]

- ‌[معنى قوله: (الأعلون) ]

- ‌[معنى قوله: (المصطفون) ]

- ‌[معنى قوله: (المقربون) ]

- ‌[معنى قوله: (المكيال الأوفى) ]

- ‌[المسألة] السادسة:

- ‌[المسألة] السابعة:

- ‌[المسألة] الثامنة:

- ‌الفصل الرابع في فوائد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ منها: صلاة الله تعالى وملائكته ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌تنبيه:

- ‌ ومنها: أنها سبب لمحبة الملائكة وإعانتهم وترحيبهم

- ‌ ومنها: أنها سبب لشفاعته وشهادته صلى الله عليه وسلم

- ‌ ومنها: أنها سبب للبراءة من النفاق ومن النار

- ‌ ومنها: أنها كفارة لنا وزكاة لأعمالنا

- ‌ ومنها: أنها سبب لمزاحمة كتفه صلى الله عليه وسلم على باب الجنة

- ‌ ومنها: أنها تستغفر لقائلها

- ‌ ومنها: أن المرة الواحدة منها بقيراط كجبل أحد

- ‌ ومنها: أن ملكا قائما على قبره يبلغه إياها

- ‌تنبيه:

- ‌[مطلب في الحث على زيارة القبر الشريف]

- ‌[مطلب في معنى رد الروح إليه ص]

- ‌خاتمة:

- ‌ ومنها: أنها سبب للكيل بالمكيال الأوفى من الثواب

- ‌ ومنها: أنها سبب لكفاية المهمات في الدنيا والآخرة

- ‌ ومنها: أنها أمحق للخطايا من الماء للنار

- ‌ ومنها: أن المرة الواحدة منها تمحو ذنوب ثمانين سنة

- ‌ ومنها: أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة

- ‌ ومنها: أنها سبب لرضا الله تعالى

- ‌ ومنها: أنها سبب لغشيان الرحمة

- ‌ ومنها: أنها سبب للأمان من سخط الله تعالى

- ‌ ومنها: أنها سبب للدخول تحت ظل العرش

- ‌ ومنها: أنها سبب لثقل الميزان والنجاة من النار

- ‌ ومنها: أنها سبب للأمن من العطش يوم القيامة

- ‌ ومنها: أنها تأخذ بيد من يعثر على الصراط حتى يمر عليه

- ‌ ومنها: أن من صلى عليه صلى الله عليه وسلم في يوم ألف مرة

- ‌ ومنها: أنها سبب لكثرة الأزواج في الجنة

- ‌ ومنها: أنها تعدل عشرين غزوة في سبيل الله تعالى

- ‌ ومنها: أنها تعدل الصدقة

- ‌ ومنها: أن صلاة مئة في يوم بألف ألف حسنة

- ‌ ومنها: أن صلاة مئة كل يوم سبب لقضاء مئة حاجة

- ‌ ومنها: أن صلاة واحدة سبب لقضاء مئة حاجة

- ‌ ومنها: أن من صلى عليه صلى الله عليه وسلم مئة مرة في اليوم

- ‌ ومنها: أنها أحبّ الأعمال إلى الله تعالى

- ‌ ومنها: أنها زينة للمجالس

- ‌ ومنها: أنها تنفي الفقر

- ‌ ومنها: أن من أكثر منها.. يكون أولى الناس به صلى الله عليه وسلم

- ‌ ومنها: أن بركتها وفائدتها تدرك الرجل وولده وولد ولده

- ‌ ومنها: أن أحبّ ما يكون العبد إلى الله تعالى وأقربه إذا أكثر منها

- ‌ ومنها: أن الآتي بها قد لا يسأله الله تعالى فيما افترض عليه

- ‌ ومنها: أن من صلّى عليه صلى الله عليه وسلم في يوم خمسين مرة.. صافحه يوم القيامة

- ‌ ومنها: أنها طهارة للقلوب من الصدأ

- ‌خاتمة في ذكر منامات ونحوها، لا بأس بالإشارة إلى بعضها لأن فيها حثا لمن سمعها على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الخامس في ذكر عقوبات وقبائح لمن لم يصلّ على النبي ص

- ‌ منها: أن من ذكر صلى الله عليه وسلم عنده فلم يصلّ عليه.. كان شقيّا

- ‌ ومنها: أن من ذكر عنده فلم يصلّ عليه.. خطىء طريق الجنة

- ‌ ومنها: أن من ذكر عنده فلم يصلّ عليه صلى الله عليه وسلم.. فقد جفاه

- ‌ ومنها: أن البخيل كلّ البخيل الذي لا يراه يوم القيامة

- ‌ ومنها: أن من لم يصلّ عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره.. ملعون

- ‌ ومنها: أن من ذكر صلى الله عليه وسلم عنده فلم يصلّ عليه ألأم الناس

- ‌ ومنها: أن كل مجلس خلا عن ذكره صلى الله عليه وسلم كان على أهله ترة من الله عز وجل يوم القيامة

- ‌ ومنها: أن من لم يصلّ عليه صلى الله عليه وسلم.. فلا دين له

- ‌ ومنها: أن من لم يصلّ عليه صلى الله عليه وسلم.. لا يرى وجهه

- ‌الفصل السادس في ذكر أمور مخصوصة تشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها

- ‌الأول: بعد الفراغ من الوضوء والغسل والتيمم

- ‌الثاني: في الصلاة إذا مرّ فيها باية فيها ذكره صلى الله عليه وسلم

- ‌الثالث: عقبها [عقب الصلاة]

- ‌الرابع: عقب إقامتها

- ‌فائدة:

- ‌[الخامس: عند القيام لصلاة الليل من النوم]

- ‌[السادس: بعد الفراغ من التهجّد]

- ‌[السابع: عند المرور بالمساجد ودخولها والخروج منها]

- ‌[الثامن: في يوم الجمعة وليلتها]

- ‌[التاسع: في الخطب]

- ‌العاشر: في أثناء تكبيرات صلاة العيدين

- ‌[الحادي عشر: في صلاة الجنازة]

- ‌[الثاني عشر: في الحج عقب التلبية]

- ‌الثالث عشر: الصلاة والسلام عليه عند قبره الشريف صلى الله عليه وسلم

- ‌[الرابع عشر: عند الذبيحة]

- ‌[الخامس عشر: عند عقد البيع]

- ‌[السادس عشر: عند كتابة الوصية]

- ‌[السابع عشر: في خطبة التزويج]

- ‌الثامن عشر: في طرفي النهار، وعند إرادة النوم

- ‌[التاسع عشر: عند إرادة السفر]

- ‌[العشرون: عند ركوب الدابة]

- ‌[الحادي والعشرون: عند الخروج إلى السوق، وحضور دعوة]

- ‌[الثاني والعشرون: عند دخول المنزل]

- ‌الثالث والعشرون: في الرسائل وبعد البسملة

- ‌[الرابع والعشرون: عند الهمّ، والشدائد]

- ‌الخامس والعشرون: عند خوف الغرق

- ‌السادس والعشرون: في أول الدعاء ووسطه وآخره

- ‌[السابع والعشرون: عند طنين الأذن]

- ‌[الثامن والعشرون: عند خدر الرّجل]

- ‌[التاسع والعشرون: عند العطاس]

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌الثلاثون: عند تذكّر منسيّ، أو خوف نسيان

- ‌[الحادي والثلاثون: عند استحسان الشيء]

- ‌[الثاني والثلاثون: عند أكل الفجل]

- ‌[الثالث والثلاثون: عند نهيق الحمير]

- ‌الرابع والثلاثون: عقب الذنب لتكفّره

- ‌[الخامس والثلاثون: عند عروض حاجة]

- ‌[السادس والثلاثون: في سائر الأحوال]

- ‌السابع والثلاثون: لمن اتّهم وهو بريء

- ‌[الثامن والثلاثون: عند لقاء الإخوان]

- ‌التاسع والثلاثون: عند تفرّق القوم بعد اجتماعهم

- ‌[الأربعون: عند ختم القرآن]

- ‌[الحادي والأربعون: في الدعاء لحفظ القرآن]

- ‌الثاني والأربعون: عند افتتاح كل كلام

- ‌[الثالث والأربعون: عند ذكره صلى الله عليه وسلم]

- ‌الرابع والأربعون: عند نشر العلم والوعظ

- ‌[الخامس والأربعون: عند الإفتاء]

- ‌[السادس والأربعون: عند كتابة اسمه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[في ذكر منامات حسنة لأصحاب الحديث]

- ‌خاتمة: في العمل بالحديث الضعيف والموضوع

الفصل: أو مالك تسليم العباد من المهالك؛ أي: فهو المعطي له،

أو مالك تسليم العباد من المهالك؛ أي: فهو المعطي له، فيرجع لصفة القدرة.

أو ذو السلام على المؤمنين في الجنة، فيرجع للكلام القديم.

أو الذي سلّم خلقه من ظلمه.

أو سلّم المؤمنين من العذاب.

أو المسلّم على المصطفين من عباده في الدنيا.

واختار ابن فورك وغيره الأول، وعليه يفارق القدوس بأن السلام للتنزيه عن أفعال النقص، والقدوس للتنزيه عن صفاته، كذا قيل، وهو غفلة عما مرّ في معنى السلام على القول الأول، فالوجه أن يفرق بأن السلام للمعنى الأعم كما مرّ «1» ، والقدوس لأخصّ من ذلك، وهو التنزيه عن صفات النقص.

‌تنبيه:

نقل ابن عرفة عن ابن عبد السلام: أنه يكفي أن يقال: صلى الله عليه وسلم، وعن غيره: أنه أنكر ذلك، وقال: لا بد أن يزيد (تسليما)، وكأنه أخذ بظاهر: وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً، وليس أخذا صحيحا كما يظهر بأدنى تأمّل.

وإذ انتهت المقدمة، فلنشرع في فصول الكتاب بعون الملك الوهاب، فنقول وبالله التوفيق:

(1) أي: من أنه يدل على التنزيه عن النقص من كل وجه ذاتا وصفة وفعلا.

ص: 79

الفصل الأول في الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

في أي وقت كان وفي الأمر بتحسينها، وأن علامة أهل السّنة الإكثار منها، وغير ذلك قال تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً؛ مرّ أن الآية مدنية، وذكر أبو ذر الهروي: أن الأمر بها كان في السنة الثانية من الهجرة، وقيل: في ليلة الإسراء.

أخرج ابن عدي في «الكامل» وغيره: أنه صلى الله عليه وسلم قال:

«صلوا عليّ صلى الله عليكم» «1» .

وقال صلى الله عليه وسلم: «صلوا عليّ؛ فإن الصلاة عليّ كفارة لكم وزكاة، فمن صلى عليّ صلاة.. صلى الله عليه عشرا» «2» سنده صحيح على ما قاله العراقي، لكنه معترض بأن فيه انقطاعا وعلّة.

وقال صلى الله عليه وسلم: «صلوا عليّ؛ فإنها لكم أضعاف مضاعفة» ذكره الديلمي بلا إسناد تبعا لأبيه.

وقال أبو ذر رضي الله تعالى عنه: (أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أصلّيها- أي: الضحى- في السفر والحضر، وألّا أنام إلّا على وتر، وبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وهو ضعيف «3» .

(1) الكامل (4/ 312) .

(2)

أخرجه ابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (40) .

(3)

أخرجه ابن عدي في «الكامل» (7/ 288) ، وابن عساكر في «تاريخه» (8/ 416) .

ص: 80

ويروى مما لم يعرف له أصل: «الصلاة عليّ نور يوم القيامة عند ظلمة الصراط، ومن أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى يوم القيامة.. فليكثر من الصلاة عليّ» .

ويروى أيضا: «أكثروا من الصلاة عليّ؛ لأن أول ما تسألون في القبر عني» قال الحافظ السخاوي: (لم أقف له على سند، وربما يستدل له بثبوت السؤال للمرء في قبره عنه صلى الله عليه وسلم «1» .

وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا صليتم عليّ.. فأحسنوا الصلاة؛ فإنكم لا تدرون لعلّ ذلك يعرض عليّ، قولوا: اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك

» الرواية الآتية بتخريجها «2» .

وفي رواية مرسلة: «إنكم تعرضون عليّ بأسمائكم وسيماكم، فأحسنوا الصلاة عليّ» «3» .

وروى التّيمي عن زين العابدين عليّ بن الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم أنه قال: (علامة أهل السنة كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وذكر ابن الجوزي في كتابه «سلوة الأحزان» : (أن آدم لمّا رام القرب من حواء.. طلبت منه المهر، فقال: يا ربّ؛ ماذا أعطيها؟ قال: يا آدم؛ صلّ على صفيي محمد بن عبد الله عشرين مرة، ففعل صلّى الله عليهما وعلى سائر الأنبياء والمرسلين) .

وجاء بسند ضعيف جدّا أنه صلى الله عليه وسلم قال: «بكاء الصغير إلى شهرين شهادة ألاإله إلا الله، وإلى أربعة أشهر الثقة بالله تعالى، وإلى ثمانية

(1) القول البديع (ص 100) .

(2)

انظر (ص 86) .

(3)

أخرجها عبد الرزاق في «مصنفه» (3111) .

ص: 81

أشهر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ولسنتين استغفار لوالديه، فإذا استسقى.. أنبع الله تعالى له من ضرع أمه عينا من الجنة، فيشرب فتجزئه من الطعام والشراب» ، وفي رواية:«وأن محمدا رسول الله» ، و «اليقين» بدل «الثقة» «1» .

وفي رواية: «لا تضربوا أولادكم على بكائهم سنة؛ فإن أربعة أشهر منها يشهد ألاإله إلّا الله، وأربعة أشهر يصلي عليّ، وأربعة أشهر يدعو لوالديه» «2» .

وجاء بسند صحيح- على ما قاله المجد اللغوي-: «إذا صليتم على المرسلين.. فصلوا عليّ معهم؛ فإني رسول من المرسلين» «3» ، وفي لفظ:

«إذا سلمتم عليّ.. فسلموا على المرسلين» «4» .

وللأول طريق أخرى إسنادها حسن جيد، لكنه مرسل.

وجاء من طرق ضعيفة: «صلوا على أنبياء الله تعالى ورسله؛ فإن الله عز وجل بعثهم كما بعثني» «5» . صلّى الله عليهم وسلم تسليما.

وأما ما حكي عن مالك: أنه لا يصلّى على غير نبينا من الأنبياء.. فأوّله أصحابه بأن معناه: أنا لا نتعبّد بالصلاة عليهم كما تعبّدنا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.

(1) أخرجه الديلمي في «الفردوس» (2142) ، وانظر «اللآلىء المصنوعة» (1/ 99) .

(2)

أخرجه الخطيب في «تاريخه» (11/ 336) ، وقد ردّه الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (5/ 478) ، وانظر «اللآلىء المصنوعة» (1/ 98) ، و «تنزيه الشريعة» (1/ 171) .

(3)

أخرجه ابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (69) .

(4)

أخرجه أبو نعيم في «تاريخ أصبهان» (1/ 311) .

(5)

أخرجه البيهقي في «الشعب» (131) ، والديلمي في «الفردوس» (3710) ، وعبد الرزاق (3118) ، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 48) .

ص: 82

والصلاة على الملائكة لا يعرف فيها نص، وإنما تؤخذ من الحديث المذكور:«صلوا على أنبياء الله تعالى ورسله» ، وقد ثبت أن الله سبحانه وتعالى سماهم رسلا.

ص: 83

الفصل الثاني في كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على اختلاف أنواعها

عن أبي مسعود الأنصاري البدري- واسمه عقبة بن عمرو «1» - رضي الله تعالى عنه قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلّي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«قولوا: اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم» رواه مسلم وغيره «2» ، و «علمتم» فيه فتح العين وتخفيف اللام، وضمها وتشديد اللام.

وفي لفظ صحيح أيضا- كما مر في أحاديث أدلة الشافعي رضي الله تعالى عنه على وجوبها في الصلاة-: «إذا أنتم صليتم.. فقولوا: اللهم؛ صلّ على محمد النبيّ الأميّ، وعلى آل محمد، [كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم] ، وبارك على محمد [النبي الأمّي] وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد» «3» .

(1) في النسخ: (ابن مسعود الأنصاري البدري واسمه عقبه بن عامر

) وصوابه ما أثبت، والله أعلم، انظر «الإصابة» (2/ 483) ، و «الإستيعاب» (3/ 105) .

(2)

أخرجه مسلم (405) ، وابن حبان (1958) ، وأبو داود (979) ، والترمذي (3220) ، وغيرهم.

(3)

تقدم (ص 69) .

ص: 84

وفي لفظ مرسل: قيل: يا رسول الله؛ أمرنا أن نسلم عليك، وأن نصلّي عليك، فقد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: «تقولون:

اللهمّ؛ صلّ على آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، اللهم؛ بارك على آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم» «1» .

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة رضي الله تعالى عنه، فقال: ألا أهدي لك هدية؛ إن النبيّ صلى الله عليه وسلم خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله؛ قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلي عليك؟ - وفي رواية للحاكم: كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟ - قال:

«قولوا: اللهمّ؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم؛ بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد» متفق عليه «2» .

وفي لفظ للبخاري: «على إبراهيم وعلى آل إبراهيم» في الموضعين «3» .

وفي رواية للبيهقي: أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول في الصلاة:

«اللهم؛ صلّ على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد» «4» .

وصح أن سبب هذا السؤال: أنه لما نزلت آية: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ.. قال رجل: يا رسول الله؛ هذا السلام عليك قد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟

الحديث «5» .

(1) أخرجه القاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 67) .

(2)

البخاري (6357) ، مسلم (406) ، الحاكم (3/ 149) .

(3)

البخاري (3370) .

(4)

السنن الكبرى (2/ 147) .

(5)

أخرجه أحمد (4/ 244) والطبراني في «الكبير» (19/ 125) وابن بشكوال في «القربة» (14) .

ص: 85

وفي رواية مرسلة: أنها لمّا نزلت.. قالوا: يا رسول الله، هذا السلام عليك قد علمنا كيف هو، فكيف تأمرنا أن نصلي عليك؟ قال: «تقولون:

اللهم اجعل صلاتك وبركاتك على محمد، كما جعلتها على إبراهيم، إنك حميد مجيد» ، زاد ابن أبي شيبة، وسعيد بن منصور:«آل» في الموضعين «1» .

وفي أخرى مرسلة أيضا: «قولوا: اللهم؛ صلّ على محمد عبدك ورسولك وأهل بيته، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد» «2» .

وفي لفظ للبخاري وغيره عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه:

قلنا: يا رسول الله؛ هذا السلام عليك قد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟

قال: «قولوا: اللهم؛ صلّ على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم» ، وفي رواية:«وآل إبراهيم» «3» .

وفي أخرى متفق عليها: «قولوا: اللهم؛ صلّ على محمد وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذرّيّته، كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد» ، زاد أحمد وغيره:«آل إبراهيم» في الموضعين، وابن ماجه:«كما باركت على آل إبراهيم في العالمين» «4» .

وفي أخرى- في سندها مختلط واختلاف، والمعروف وقفها، وحسّن المنذري سند الموقوف، وصححه مغلطاي، لكن اعترضا بأن فيه من اختلط بأخرة، ولم يتميز حديثه الأول من الآخر فاستحق الترك-: «قولوا: اللهم؛

(1) أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 391) ، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 63) .

(2)

أخرجه القاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 62) .

(3)

البخاري (6358) .

(4)

أخرجه البخاري (3369) ، ومسلم (407) ، وابن ماجه (905) ، وأحمد (5/ 374) .

ص: 86

اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين محمد عبدك ورسولك، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللهم؛ ابعثه مقاما محمودا يغبطه الأولون والآخرون، اللهم؛ صلّ على محمد وأبلغه الوسيلة والدرجة الرفيعة من الجنة، اللهم؛ اجعل في المصطفين محبته، وفي المقربين مودته، وفي الأعلين ذكره- أو قال: داره- والسلام عليه ورحمة الله وبركاته، اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم؛ بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد» «1» .

وفي أخرى غريبة: «قولوا: اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد» «2» .

وفي أخرى- في سندها اختلاف على راويها-: «قولوا: اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد» «3» .

وفي رواية أبي داود: «اللهم؛ صلّ على محمد النبي، وأزواجه أمهات

(1) أخرجه ابن ماجه (906) موقوفا على ابن مسعود، وذكره المنذري في «الترغيب» (2492) والإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 106) ، وعزاه لابن أبي عاصم، وقال:(فيه المسعودي، وهو ثقة، ولكنه اختلط)، والمسعودي: هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود المسعودي الكوفي، انظر «تهذيب الكمال» (17/ 219) .

(2)

عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 106) للنميري في «فضل الصلاة» .

(3)

أخرجه البخاري (3370) ، ومسلم (406) ، وابن حبان (912) ، والترمذي (483) ، وأحمد (4/ 241) ، وغيرهم.

ص: 87

المؤمنين، وذريته وأهل بيته» «1» .

وفي أخرى صحيحة لكنها معلولة: «قولوا: اللهم؛ صلّ على محمد، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد» «2» .

وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أنه قال: يا رسول الله؛ كيف نصلّي عليك؟ - يعني: في الصلاة- قال: «تقولون: اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، ثم تسلّمون عليّ» أخرجه الشافعي رضي الله تعالى عنه، وشيخه فيه ضعيف، وهو عند البزار والسرّاج من وجه إسناده صحيح على شرط الشيخين «3» .

وله طريق أخرى عند الطبري: «قولوا: اللهمّ؛ صلّ على محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم» .

وفي رواية أخرى ضعيفة: «قولوا: اللهم؛ اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد» «4» .

وفي رواية زيادة: «وارحم محمدا وآل محمد، كما صليت وباركت وترحّمت على إبراهيم

» إلخ «5» ، وفي سندها مجهول عن رجل مبهم، فتصحيح قوم لها اغترارا بذكر الحاكم لها في «المستدرك» شاهدا.. وهم.

(1) سنن أبي داود (982) .

(2)

أخرجه أحمد (4/ 244) .

(3)

أخرجه البزار في مسنده (942) ، والشافعي في «الأم» (2/ 270) ، وشيخه فيه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، انظر «الكامل في الضعفاء» (217) .

(4)

أخرجه أحمد (5/ 353) .

(5)

أخرجه الحاكم (1/ 269) ، والبيهقي (2/ 379) .

ص: 88

وفي أخرى ضعيفة: «اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل بيته، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهمّ؛ صلّ علينا معهم، اللهم؛ بارك على محمد وعلى أهل بيته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم؛ بارك علينا معهم، صلاة الله وصلوات المؤمنين على محمد النبيّ الأميّ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته» «1» .

وفي أخرى- ضعيفة أيضا- زيادة: «وارحم محمدا وآل محمد، كما رحمت على إبراهيم، إنك حميد مجيد» «2» .

وفي أخرى- عن علي كرم الله وجهه- زيادة: «اللهمّ؛ وترحّم على محمد وعلى آل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم؛ وتحنّن على محمد وعلى آل محمد، كما تحنّنت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، اللهمّ؛ وسلّم على محمد وعلى آل محمد، كما سلمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد» ، وسندها ذاهب؛ إذ فيه مجهولان وآخر متروك الحديث يضع على أهل البيت، وله طرق أخرى كلها غريبة، وفي بعضها تسلسل بالعدّ؛ أي: أنه صلى الله عليه وسلم عدّ تلك الكلمات في يد عليّ رضي الله تعالى عنه، وقال صلى الله عليه وسلم:

«عدّهن في يدي جبريل، وقال: عدّهن في يدي ميكائيل، وقال: عدّهن في يدي إسرافيل، وقال: عدّهن في يدي ربّ العالمين جل جلاله» «3» ولا يخلو سندها عن متّهم بالكذب والوضع؛ فهو بسبب ذلك تالف، بل قال بعض

(1) أخرجه الدارقطني (1/ 354) .

(2)

قال الإمام الدميري في «النجم الوهاج» (2/ 165) : (نقل الصيدلاني: أن من الناس من يزيد: «وارحم محمدا كما ترحمت على إبراهيم» وربما يقول: «كما رحمت» .. قال: وهذا لم يرد في الخبر، وهو غير فصيح؛ فإنه لا يقال: رحمت عليه) ، وانظر «تلخيص الحبير» (1/ 273) .

(3)

أخرجه البيهقي في «الشعب» (2/ 222) ، والحاكم في «معرفة علوم الحديث» (ص 33) ، وابن عساكر في «تاريخه» (48/ 316) .

ص: 89

محققي الفقهاء والحفاظ من المتأخرين: إن سائر الطرق التي فيها زيادة الرحمة والتحنن لا تخلو عن ذلك، ولشيخ الإسلام الوليّ أبي زرعة إفتاء طويل في ذلك لخّصت حاصله في «شرح الإرشاد» .

نعم؛ أخرج البخاري في «الأدب المفرد» وابن جرير والعقيلي: أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من قال: اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، وترحّم على محمد وعلى آل محمد، كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم.. شهدت له يوم القيامة بالشهادة، وشفعت له» «1» وهو حديث حسن، ورجاله رجال الصحيح إلا واحدا، لكن ذكره ابن حبان في «الثقات» على قاعدته «2» .

وفي رواية ضعيفة: «اللهم؛ اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على محمد وعلى آل محمد، كما جعلتها على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد» «3» .

وفي أخرى سندها هالك: أنه صلى الله عليه وسلم قال لمن قال: اللهم؛ صلّ على محمد حتى لا تبقى صلاة، اللهم؛ بارك على محمد حتى لا تبقى بركة، اللهم؛ سلّم على محمد حتى لا يبقى سلام، وارحم محمدا حتى لا تبقى رحمة:«إني أرى الملائكة قد سدّوا الأفق» «4» .

وورد بسند حسن: «من قال: اللهم؛ صلّ على محمد، وأنزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة.. وجبت له شفاعتي» ، وفي رواية:«عندك في الجنة» «5» .

(1) الأدب المفرد (641) .

(2)

هو سعيد بن عبد الرحمن الأموي مولى سعيد بن العاصي، «الثقات» (3/ 391) .

(3)

هذه الرواية تقدمت قريبا بلفظها وتقدم تخريجها.

(4)

أخرجه الطبراني في «الكبير» (5/ 141) .

(5)

أخرجه الطبراني في «الكبير» (5/ 25) ، وأحمد (4/ 108) ، والبزار (6/ 299) .

ص: 90

فالمقعد المقرّب على الرواية الأولى يحتمل أنه المقام المحمود؛ لأنه أظهر فضائله التي يتميز بها ذلك اليوم، وعلى الرواية الثانية يحتمل أنه الوسيلة؛ لأنها أرفع درجاته التي يتميز بها على جميع أهل الجنة.

وبسند ضعيف: «من قال: جزى الله عنّا محمدا صلى الله عليه وسلم بما هو أهله.. أتعب سبعين ملكا ألف صباح» «1» ، وضمير (أهله) يحتمل أنه لله تعالى، وأنه لمحمد صلى الله عليه وسلم، وتعب السبعين هذا الزمن الطويل بكتابة ما يقابل ذلك من الثواب، أو بالاستغفار له.

ويروى: «من صلى على روح محمد في الأرواح، وعلى جسده في الأجساد، وعلى قبره في القبور.. رآني في منامه، ومن رآني في منامه..

رآني يوم القيامة، ومن رآني يوم القيامة.. شفعت له، ومن شفعت له..

شرب من حوضي، وحرم الله جسده على النار» ، قال الحافظ السخاوي:

(لم أقف على أصله إلى الآن)«2» .

وروى أبو داود في «سننه» ، وعبد بن حميد في «مسنده» وغيرهما:

أنه صلى الله عليه وسلم قال: «من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى إذا صلى علينا أهل البيت.. فليقل: اللهم صلّ على محمد النبيّ، وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، كما صليت على إبراهيم، إنك حميد مجيد» «3» .

وفي رواية في سندها مجهول، وآخر مختلط:«فليقل: اللهم؛ اجعل صلواتك وبركاتك على محمد النبي» «4» .

(1) أخرجه الطبراني في «الكبير» (11/ 165) ، و «الأوسط» (237) .

(2)

ذكره الحافظ السخاوي في «القول البديع» (ص 116) ، وعزاه إلى أبي القاسم السبتي في كتابه «الدر المنظم في المولد المعظم» .

(3)

أخرجه أبو داود (982) ، والبيهقي (2/ 151) .

(4)

أخرجه ابن عدي في «الكامل» (2/ 424) والمختلط: هو حيان بن يسار، وانظر «تهذيب الكمال» (5/ 348) .

ص: 91