الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم «1» .. فهو بعد تسليم صحته يحتمل أن يكون عدم الإنصات فيه للقصص، وذكرت الصلاة معه؛ لأنها لازمة له في العادة الغالبة من فعل القصّاص، أو أن عدم الإنصات لبعدهم بحيث لا يسمعون، والأول أقرب، على أن هذا ليس فيه نقل إجماع، ولأنه حكاية عمن رآهم فقط.
العاشر: في أثناء تكبيرات صلاة العيدين
؛ لما صح عن ابن مسعود: (أنه علّم الوليد بن عقبة حين سأله عن ذلك أن يحمد الله ويصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بين كل تكبيرتين، وصدّقه على ذلك حذيفة وأبو موسى رضي الله تعالى عنهم)«2» .
[الحادي عشر: في صلاة الجنازة]
، فهي مشروعة فيها بعد التكبيرة الثانية بلا خلاف، ثم المشهور عند الشافعي وأحمد: أنها ركن، خلافا لمالك وأبي حنيفة رضي الله تعالى عنهم، ويدل للأول ما جاء عن أبي أمامة: أنه أخبره بعض الصحابة رضوان الله تعالى عليهم: (أنها كالتكبير سنّة في صلاة الجنازة) ، رواه جماعة منهم الشافعي رضي الله تعالى عنه «3» .
وتضعيف روايته بمطرّف.. ردّه البيهقي بأنه جاء عن الزهري بمعنى رواية مطرف «4» ، ورواه في «سننه» والحاكم في «صحيحه» عنه: أنه أخبره رجال من الصحابة في الصلاة على الجنازة: (أن يكبّر، ثم يصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الزهري: حدثني بذلك أبو أمامة وابن المسيّب يسمع، فلم ينكر عليه، فذكرت الذي أخبرني أبو أمامة من السنة في الصلاة على الميت لمحمد بن سويد، فقال: وأنا سمعت الضحاك بن قيس يحدث
(1) أخرجه القاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 87) .
(2)
أخرجه البيهقي (3/ 291) ، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 77) .
(3)
أخرجه الشافعي في «مسنده» (1219) ، والأم (2/ 608) .
(4)
معرفة السنن والآثار (7602) .
عن حبيب بن سلمة في صلاة صلاها على الميت مثل الذي حدثنا أبو أمامة «1» .
وجاء عن الزهري أيضا: أنه سمع أبا أمامة يحدث ابن المسيب: (أن السنة في الصلاة على الجنازة: أن يقرأ بفاتحة الكتاب، ويصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه «2» ابن الجارود والنميري كلاهما من طريق عبد الرزاق عن معمر «3» ، ورجال هذا الإسناد مخرّج لهم في «الصحيحين» ، لكن قال الدارقطني: وهم فيه عبد الواحد بن زياد، فرواه عن معمر عن الزهري عن سهل بن سعد؛ أي: وإنما هو عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، كما مر.
وأخرج البيهقي في «سننه» أن أبا هريرة قال لعبادة بن الصامت لمّا سأله عن الصلاة على الميت: (أنا والله أخبرك، تبدأ فتكبّر، ثم تصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، وتقول: اللهمّ؛ إن هذا عبدك
…
) إلخ «4» .
وأخرج مالك وغيره عنه: أنه سئل كيف تصلّي على الجنازة؟ فقال:
(أتّبعها من أهلها، فإذا وضعت.. كبّرت وحمدت الله، وصليت على نبيّه صلى الله عليه وسلم، ثم أقول: اللهمّ؛ إنه عبدك
…
إلخ) «5» ، وجاء ذلك عن ابن عباس وابن مسعود ومجاهد رضي الله تعالى عنهم.
قيل: وتسنّ عند إدخال الميت القبر للحديث الحسن: أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا وضع الميت في القبر.. قال: «باسم الله، وعلى سنة
(1) المستدرك (1/ 360) ، والسنن الكبرى (4/ 39) .
(2)
في النسخ: (وأخرجه) ، والصواب ما أثبتناه، والله أعلم.
(3)
وأخرجه أيضا ابن أبي شيبة في «مصنفه» (3/ 180) عن عبد الأعلى عن معمر عن الزهري، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 81) عن معمر عن الزهري.
(4)
السنن الكبرى (4/ 40) .
(5)
أخرجه مالك (1/ 228) ، والطبراني في «الدعاء» (1200) ، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 80) .