المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[الخامس والثلاثون: عند عروض حاجة] - الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود

[ابن حجر الهيتمي]

فهرس الكتاب

- ‌‌‌بين يدي‌‌ الكتاب

- ‌ب

- ‌ ا

- ‌د

- ‌ج

- ‌ترجمة الإمام الفقيه أحمد ابن حجر الهيتمي المكي

- ‌اسمه ونسبه:

- ‌مولده ونشأته:

- ‌طلبه للعلم:

- ‌شيوخه:

- ‌مقاساته في الطلب وخروجه إلى مكة:

- ‌زملاؤه وأقرانه:

- ‌تلامذته:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌وصف النسخ الخطّيّة

- ‌منهج العمل في الكتاب

- ‌خاتمة

- ‌صور المخطوطات المستعان بها

- ‌[خطبة الكتاب]

- ‌مقدّمة في الكلام على قوله تعالى:

- ‌[فوائد هذه الآية:]

- ‌[الفائدة] الأولى:

- ‌[الفائدة] الثانية:

- ‌[الفائدة] الثالثة:

- ‌وأما صلاة الملائكة عليه صلى الله عليه وسلم:

- ‌وأما صلاة مؤمني الإنس والجنّ عليه

- ‌فائدة:

- ‌[الفائدة] الرابعة:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌أحدها:

- ‌الأمر الثاني:

- ‌الأمر الثالث:

- ‌[الفائدة] الخامسة

- ‌تنبيه:

- ‌[الرسول أخصّ مطلقا من النبيّ]

- ‌[قول ابن عبد السلام: النبوّة أفضل من الرسالة]

- ‌[بلاغة قوله تعالى: وملائكته]

- ‌[بلاغة قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا]

- ‌[الكفار مخاطبون بالفروع المجمع عليها]

- ‌[أنه صلى الله عليه وسلم مرسل للخلق عامة]

- ‌[الأنبياء أفضل من الملائكة والأدلة على ذلك]

- ‌منها: قوله تعالى

- ‌ومنها: اختصاص الأنبياء بأنهم الذين قامت بهم حجة الله على خلقه

- ‌ومنها: أن للبشر طاعات لم يثبت مثلها للملائكة كالجهاد

- ‌ومنها: أن طاعات البشر أكمل

- ‌[بلاغة قوله تعالى يا أَيُّهَا]

- ‌[اختلاف الأصوليين في دخوله ص في صيغة: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ونحوها]

- ‌[الفائدة] السادسة: [في حكم الصلاة عليه ص]

- ‌[أدلة وجوب الصلاة عليه ص في التشهد عند الشافعية]

- ‌تتمة: [في صلاة رسول الله ص على نفسه]

- ‌[حكم السلام عليه ص]

- ‌السابعة:

- ‌تنبيه:

- ‌[في حديث سيدنا علي رضي الله عنه: «اللهم؛ داحي المدحوات

- ‌تنبيه:

- ‌الفصل الثالث في مسائل وفوائد تتعلق بما مضى في الفصلين الأولين

- ‌[المسألة] الأولى:

- ‌[حكم السلام على غير الأنبياء]

- ‌[المسألة] الثانية:

- ‌[الصيغة التي مال إليها المصنف في الصلاة عليه ص]

- ‌[الصلاة على غير الأنبياء تبعا]

- ‌[عدم جواز إبدال لفظ (محمد) ب (أحمد) ، وبالضمير في التشهد]

- ‌[الصلاة عليه ص خارج الصلاة بصيغة الطلب أفضل منها بصيغة الخبر]

- ‌[الحكمة من اقتصاره ص في كثير من الروايات على اسمه العلم]

- ‌[المسألة] الثالثة:

- ‌[معنى السلام عليه ص]

- ‌[حكمة الالتفات من الغيبة إلى الخطاب في التشهد]

- ‌[المسألة] الرابعة:

- ‌[المسألة] الخامسة:

- ‌منها: [معنى قوله: (اللهم) ]

- ‌[معنى قوله: (محمد) ]

- ‌[معنى قوله: (الأمي) ]

- ‌[معنى قوله: (أزواجه) ]

- ‌تنبيه:

- ‌[معنى قوله: (الذرية) ]

- ‌[معنى قوله: (الآل) ]

- ‌[معنى قوله: (البركة) ]

- ‌[معنى قوله: (إبراهيم) ]

- ‌[معنى قوله: (آل إبراهيم) ]

- ‌[معنى قوله: (العالمون) ]

- ‌[معنى قوله: (الحميد) ]

- ‌[معنى قوله: (المجيد) ]

- ‌[معنى قوله: (الأعلون) ]

- ‌[معنى قوله: (المصطفون) ]

- ‌[معنى قوله: (المقربون) ]

- ‌[معنى قوله: (المكيال الأوفى) ]

- ‌[المسألة] السادسة:

- ‌[المسألة] السابعة:

- ‌[المسألة] الثامنة:

- ‌الفصل الرابع في فوائد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ منها: صلاة الله تعالى وملائكته ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌تنبيه:

- ‌ ومنها: أنها سبب لمحبة الملائكة وإعانتهم وترحيبهم

- ‌ ومنها: أنها سبب لشفاعته وشهادته صلى الله عليه وسلم

- ‌ ومنها: أنها سبب للبراءة من النفاق ومن النار

- ‌ ومنها: أنها كفارة لنا وزكاة لأعمالنا

- ‌ ومنها: أنها سبب لمزاحمة كتفه صلى الله عليه وسلم على باب الجنة

- ‌ ومنها: أنها تستغفر لقائلها

- ‌ ومنها: أن المرة الواحدة منها بقيراط كجبل أحد

- ‌ ومنها: أن ملكا قائما على قبره يبلغه إياها

- ‌تنبيه:

- ‌[مطلب في الحث على زيارة القبر الشريف]

- ‌[مطلب في معنى رد الروح إليه ص]

- ‌خاتمة:

- ‌ ومنها: أنها سبب للكيل بالمكيال الأوفى من الثواب

- ‌ ومنها: أنها سبب لكفاية المهمات في الدنيا والآخرة

- ‌ ومنها: أنها أمحق للخطايا من الماء للنار

- ‌ ومنها: أن المرة الواحدة منها تمحو ذنوب ثمانين سنة

- ‌ ومنها: أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة

- ‌ ومنها: أنها سبب لرضا الله تعالى

- ‌ ومنها: أنها سبب لغشيان الرحمة

- ‌ ومنها: أنها سبب للأمان من سخط الله تعالى

- ‌ ومنها: أنها سبب للدخول تحت ظل العرش

- ‌ ومنها: أنها سبب لثقل الميزان والنجاة من النار

- ‌ ومنها: أنها سبب للأمن من العطش يوم القيامة

- ‌ ومنها: أنها تأخذ بيد من يعثر على الصراط حتى يمر عليه

- ‌ ومنها: أن من صلى عليه صلى الله عليه وسلم في يوم ألف مرة

- ‌ ومنها: أنها سبب لكثرة الأزواج في الجنة

- ‌ ومنها: أنها تعدل عشرين غزوة في سبيل الله تعالى

- ‌ ومنها: أنها تعدل الصدقة

- ‌ ومنها: أن صلاة مئة في يوم بألف ألف حسنة

- ‌ ومنها: أن صلاة مئة كل يوم سبب لقضاء مئة حاجة

- ‌ ومنها: أن صلاة واحدة سبب لقضاء مئة حاجة

- ‌ ومنها: أن من صلى عليه صلى الله عليه وسلم مئة مرة في اليوم

- ‌ ومنها: أنها أحبّ الأعمال إلى الله تعالى

- ‌ ومنها: أنها زينة للمجالس

- ‌ ومنها: أنها تنفي الفقر

- ‌ ومنها: أن من أكثر منها.. يكون أولى الناس به صلى الله عليه وسلم

- ‌ ومنها: أن بركتها وفائدتها تدرك الرجل وولده وولد ولده

- ‌ ومنها: أن أحبّ ما يكون العبد إلى الله تعالى وأقربه إذا أكثر منها

- ‌ ومنها: أن الآتي بها قد لا يسأله الله تعالى فيما افترض عليه

- ‌ ومنها: أن من صلّى عليه صلى الله عليه وسلم في يوم خمسين مرة.. صافحه يوم القيامة

- ‌ ومنها: أنها طهارة للقلوب من الصدأ

- ‌خاتمة في ذكر منامات ونحوها، لا بأس بالإشارة إلى بعضها لأن فيها حثا لمن سمعها على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الفصل الخامس في ذكر عقوبات وقبائح لمن لم يصلّ على النبي ص

- ‌ منها: أن من ذكر صلى الله عليه وسلم عنده فلم يصلّ عليه.. كان شقيّا

- ‌ ومنها: أن من ذكر عنده فلم يصلّ عليه.. خطىء طريق الجنة

- ‌ ومنها: أن من ذكر عنده فلم يصلّ عليه صلى الله عليه وسلم.. فقد جفاه

- ‌ ومنها: أن البخيل كلّ البخيل الذي لا يراه يوم القيامة

- ‌ ومنها: أن من لم يصلّ عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره.. ملعون

- ‌ ومنها: أن من ذكر صلى الله عليه وسلم عنده فلم يصلّ عليه ألأم الناس

- ‌ ومنها: أن كل مجلس خلا عن ذكره صلى الله عليه وسلم كان على أهله ترة من الله عز وجل يوم القيامة

- ‌ ومنها: أن من لم يصلّ عليه صلى الله عليه وسلم.. فلا دين له

- ‌ ومنها: أن من لم يصلّ عليه صلى الله عليه وسلم.. لا يرى وجهه

- ‌الفصل السادس في ذكر أمور مخصوصة تشرع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها

- ‌الأول: بعد الفراغ من الوضوء والغسل والتيمم

- ‌الثاني: في الصلاة إذا مرّ فيها باية فيها ذكره صلى الله عليه وسلم

- ‌الثالث: عقبها [عقب الصلاة]

- ‌الرابع: عقب إقامتها

- ‌فائدة:

- ‌[الخامس: عند القيام لصلاة الليل من النوم]

- ‌[السادس: بعد الفراغ من التهجّد]

- ‌[السابع: عند المرور بالمساجد ودخولها والخروج منها]

- ‌[الثامن: في يوم الجمعة وليلتها]

- ‌[التاسع: في الخطب]

- ‌العاشر: في أثناء تكبيرات صلاة العيدين

- ‌[الحادي عشر: في صلاة الجنازة]

- ‌[الثاني عشر: في الحج عقب التلبية]

- ‌الثالث عشر: الصلاة والسلام عليه عند قبره الشريف صلى الله عليه وسلم

- ‌[الرابع عشر: عند الذبيحة]

- ‌[الخامس عشر: عند عقد البيع]

- ‌[السادس عشر: عند كتابة الوصية]

- ‌[السابع عشر: في خطبة التزويج]

- ‌الثامن عشر: في طرفي النهار، وعند إرادة النوم

- ‌[التاسع عشر: عند إرادة السفر]

- ‌[العشرون: عند ركوب الدابة]

- ‌[الحادي والعشرون: عند الخروج إلى السوق، وحضور دعوة]

- ‌[الثاني والعشرون: عند دخول المنزل]

- ‌الثالث والعشرون: في الرسائل وبعد البسملة

- ‌[الرابع والعشرون: عند الهمّ، والشدائد]

- ‌الخامس والعشرون: عند خوف الغرق

- ‌السادس والعشرون: في أول الدعاء ووسطه وآخره

- ‌[السابع والعشرون: عند طنين الأذن]

- ‌[الثامن والعشرون: عند خدر الرّجل]

- ‌[التاسع والعشرون: عند العطاس]

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌الثلاثون: عند تذكّر منسيّ، أو خوف نسيان

- ‌[الحادي والثلاثون: عند استحسان الشيء]

- ‌[الثاني والثلاثون: عند أكل الفجل]

- ‌[الثالث والثلاثون: عند نهيق الحمير]

- ‌الرابع والثلاثون: عقب الذنب لتكفّره

- ‌[الخامس والثلاثون: عند عروض حاجة]

- ‌[السادس والثلاثون: في سائر الأحوال]

- ‌السابع والثلاثون: لمن اتّهم وهو بريء

- ‌[الثامن والثلاثون: عند لقاء الإخوان]

- ‌التاسع والثلاثون: عند تفرّق القوم بعد اجتماعهم

- ‌[الأربعون: عند ختم القرآن]

- ‌[الحادي والأربعون: في الدعاء لحفظ القرآن]

- ‌الثاني والأربعون: عند افتتاح كل كلام

- ‌[الثالث والأربعون: عند ذكره صلى الله عليه وسلم]

- ‌الرابع والأربعون: عند نشر العلم والوعظ

- ‌[الخامس والأربعون: عند الإفتاء]

- ‌[السادس والأربعون: عند كتابة اسمه صلى الله عليه وسلم]

- ‌[في ذكر منامات حسنة لأصحاب الحديث]

- ‌خاتمة: في العمل بالحديث الضعيف والموضوع

الفصل: ‌[الخامس والثلاثون: عند عروض حاجة]

وأردتم ألا يوجد له ريح.. فاذكروني عند أول قضمة» ولا يصح مرفوعا «1» ، والأشبه: أنه من كلام ابن المسيّب.

[الثالث والثلاثون: عند نهيق الحمير]

، أخرج الطبراني وابن السّنّي: «لا ينهق الحمار حتى يرى شيطانا أو يتمثّل له شيطان، فإذا كان ذلك..

فاذكروا الله وصلوا عليّ» «2» ، ومن ثمّ سنّ التعوّذ حينئذ كما في حديث «3» ؛ لما يخشى من شر ذلك الشيطان وشر وسوسته، فيلجأ إلى الله في دفعه متوسلا إليه بالصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم.

‌الرابع والثلاثون: عقب الذنب لتكفّره

، كما مر في مبحث (كونها كفارة للذنوب) «4» ومرّ ثمّ أيضا: أنها زكاة لنا، والزكاة تتضمن: النماء، والبركة، والطهارة، والتكفير يتضمن محق الذنوب، فتضمّن الحديثان: أنها تطهر النفس من رذائلها، وتنمّيها وتزيد في كمالها، وإلى هذين يرجع كمال النفس، فعلم أنه لا كمال لها إلا بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، التي هي من لوازم محبته ومتابعته وتقديمه على كل من سواه من المخلوقين صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا.

[الخامس والثلاثون: عند عروض حاجة]

مرّ فيه حديث في (الثامن عشر)«5» ، وحديث في مبحث (كون الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تنفي الفقر)«6» ، وجاء عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه كيفية صلاة ثنتي عشرة

(1) ذكره الديلمي في «الفردوس» (1068) ، وانظر «تنزيه الشريعة» (2/ 261) إتماما للفائدة.

(2)

عمل اليوم والليلة (314) ، وعزاه الحافظ ابن حجر في «الفتح» (6/ 353) للطبراني.

(3)

حديث التعوذ لسماع النهيق أخرجه البخاري (3303) ومسلم (2729) ولفظه: «إذا سمعتم صياح الدّيكة.. فاسألوا الله من فضله؛ فإنها رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار.. فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطانا» .

(4)

انظر (ص 147) .

(5)

انظر (ص 229) .

(6)

انظر (ص 177) .

ص: 239

ركعة (ثم عقب التشهّد يصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يكبّر ويسجد، ويقرأ ساجدا «الفاتحة» سبعا، وآية الكرسي سبعا، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له

إلى قدير عشرا، ثم يقول: اللهمّ؛ إني أسألك بمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، واسمك الأعظم، وجدّك الأعلى، وكلماتك التامة، ثم يسأل حاجته، ثم يرفع رأسه، ثم يسلّم) . وسندها واه بمرّة، وذكره ابن الجوزي في «كتابه» «1» . وروي عن ابن جريج من حديث أبي هريرة وطرقه كلها واهية، لا سيما وهو معارض بالنهي الصحيح عن القراءة في الركوع والسجود، وأيضا ففيه السجود بين التشهد والسلام من غير سهو، وهو مبطل للصلاة.

ومعنى (معاقد العز من عرشك) : أنه كما يقال: عقدت هذا الأمر بفلان؛ لكونه قويّا عالما.. فالأمانة والقوة والعلم معاقد الأمر به، وسبب ذلك؛ أي: بالأسباب التي أعززت بها عرشك حتى أثنيت عليه بقولك:

الْعَرْشِ الْعَظِيمِ والْعَرْشِ الْكَرِيمِ والْعَرْشِ الْمَجِيدُ.

و (منتهى الرحمة من كتابك) : كأنه أراد به آيات سعة رحمته سبحانه وتعالى وكثرة أفضاله، أو الآيات التي يستوجب قارئها أو العامل بها ذلك، ذكره المدينيّ.

وجاء: «من كانت له إلى الله حاجة، أو إلى أحد من بني آدم..

فليتوضأ، وليحسن وضوءه، وليصلّ ركعتين، ثم يثني على الله تعالى، ويصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ، والسلامة من كل ذنب، لا تدع لي ذنبا.. إلا غفرته، ولا همّا.. إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا.. إلا قضيتها يا أرحم الراحمين» أخرجه الترمذي وابن ماجه

(1) انظر «الموضوعات» (2/ 63) .

ص: 240

والطبراني وغيره، وقال الترمذي:(غريب وفي إسناده مقال، وفائد راويه ضعيف) اهـ «1»

وذكر ابن الجوزي له في «الموضوعات» «2» .. مردود؛ فقد قال الحاكم: (حديث فائد مستقيم؛ إلا أن الشيخين لم يخرّجا له، وإنما أخرجت حديثه شاهدا)«3» ، وقال ابن عديّ:(هو مع ضعفه يكتب حديثه)«4» ، وفي الجملة هو حديث ضعيف جدا، يكتب في فضائل الأعمال، وأما كونه موضوعا.. فلا، قاله السخاويّ «5» ، لكن قال السبكيّ وغيره: محل العمل بالحديث الضعيف ما لم يشتد ضعفه، وإلا.. لم يعمل به في الفضائل أيضا.

وجاء بسند ضعيف: «من كانت له حاجة إلى الله.. فليسبغ الوضوء وليصلّ ركعتين، يقرأ في الأولى ب (الفاتحة) و (آية الكرسي) ، وفي الثانية ب (الفاتحة) و (آمن الرسول)، ثم يتشهّد ويسلّم ويدعو بهذا الدعاء:

اللهمّ؛ يا مؤنس كلّ وحيد، ويا صاحب كلّ فريد، ويا قريبا غير بعيد، ويا شاهدا غير غائب، ويا غالبا غير مغلوب، يا حيّ يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، يا بديع السماوات والأرض؛ أسألك باسمك الرحمن الرحيم، الحيّ القيوم، الذي عنت له الوجوه، وخشعت له الأصوات، ووجلت له القلوب من خشيته: أن تصلّي على محمد، وعلى آل محمد، وأن تفعل بي كذا؛ فإنه تقضى حاجته» «6» .

(1) أخرجه الترمذي (479) ، وابن ماجه (1384) ، والطبراني في «الأوسط» (3422) .

(2)

الموضوعات (2/ 61) .

(3)

المستدرك (1/ 320) .

(4)

الكامل (6/ 26) .

(5)

القول البديع (ص 432) .

(6)

ذكره الإمام السيوطي في «اللآلىء المصنوعة» (2/ 41) ، وعزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (432) للديلمي في «الفردوس» ، ولأبي القاسم التيمي في «الترغيب» .

ص: 241

وفي رواية سندها واه بمرّة: أنه صلى الله عليه وسلم علّم [أم] أيمن كيفية أخرى مخالفة للكيفية السابقة؛ فلشدة ضعفها لا حاجة لنا بذكرها «1» ، على أن فيها تعمّد السجود بين التشهد والسلام لغير سهو يقتضيه، وهو مبطل للصلاة كما مر.

وفي أخرى موقوفة على ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: (من كانت له حاجة إلى الله.. فليصم يوم الإثنين والخميس والجمعة، فإذا كان يوم الجمعة.. تطهّر وراح إلى المسجد، فتصدّق بصدقة قلّت أو كثرت، فإذا صلّى الجمعة.. قال: اللهمّ؛ إني أسألك باسمك، بسم الله الرحمن الرحيم، الذي لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم، أسألك باسمك، بسم الله الرحمن الرحيم، الذي لا إله إلا هو، الحيّ القيوم، الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، الذي ملأت عظمته السماوات والأرض، وأسألك باسمك، بسم الله الرحمن الرحيم، الذي لا إله إلا هو، الذي عنت له الوجوه، وخشعت له الأصوات، ووجلت القلوب من خشيته: أن تصلّي على محمد صلى الله عليه وسلم، وأن تقضي حاجتي، وهي كذا وكذا، فإنه يستجاب له إن شاء الله تعالى، قال: وكان يقال:

لا تعلّموها سفهاءكم؛ لئلا يدعوا بها في مأثم، أو قطيعة رحم) «2» .

وأخرج كثيرون- منهم: الترمذي وقال: حسن صحيح، والحاكم وقال:

صحيح على شرطهما-: أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه في حاجة، فكان عثمان لا يلتفت [إليه] ، فلقي عثمان بن حنيف فشكا إليه ذلك، فقال له: ائت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصلّ فيه ركعتين، ثم قل: اللهم؛ إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك محمد صلى الله عليه

(1) حديث أم أيمن عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 432) لعبد الرزاق الطبسي.

(2)

في جميع النسخ: (موقوفة على ابن عمر) ، وعزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 433) لأبي موسى المديني والنميري موقوفا على ابن عمرو.

ص: 242

وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجّه بك إلى ربي، فتقضي لي حاجتي، واذكر حاجتك، ثم رح حتى أروح، فانطلق الرجل، فصنع ذلك، ثم أتى باب عثمان بن عفان، فجاءه البوّاب، فأخذ بيده وأدخله على عثمان، وأجلسه معه على الطّنفسة «1» ، فقال: ما حاجتك؟ فذكر حاجته، فقضاها له، ثم قال: ما فهمت حاجتك حتى كان الساعة، وما كانت لك من حاجة فسل.

ثم إن الرجل خرج من عنده، فلقي عثمان بن حنيف، فقال له: جزاك الله تعالى خيرا، ما كان ينظر في حاجتي، ولا يلتفت إليّ حتى كلّمته، فقال له عثمان بن حنيف: ما كلمته ولا كلّمني، ولكنّي شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل ضرير البصر «2» ، فشكا إليه ذهاب بصره، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«ائت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصلّ ركعتين، ثم قل: اللهمّ؛ إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرحمة، يا محمد إني أتوجّه بك إلى ربّي، فيجلّي لي عن بصري، اللهمّ؛ شفّعه فيّ، وشفعني في نفسي» ، قال عثمان: فوالله؛ ما تفرّقنا وطال بنا الحديث..

حتى دخل الرجل كأن لم يكن به ضرر، وفي لفظ:«اللهمّ؛ إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، يا محمد إني متوجّه بك إلى ربي في حاجتي هذه تقضيها لي، اللهم؛ شفّعه فيّ، وشفّعني فيه» أي: في قضائها، وهذه القصة ذكرت استطرادا «3» .

وفي «الإحياء» مرفوعا: «إذا سألتم الله عز وجل حاجة.. فابدؤوا بالصلاة عليّ؛ فإن الله تعالى أكرم من أن يسأل حاجتين، فيقضي إحداهما

(1) الطّنفسة- بكسر الطاء والفاء، وبضمهما، وبكسر الطاء وفتح الفاء-: البساط الذي له خمل رقيق.

(2)

في النسخ: (وأتاه رجل) ، والتصويب من الطبراني.

(3)

أخرجه الحاكم (1/ 526) ، والترمذي (3578) ، والنسائي في «الكبرى» (10419) ، وأحمد (4/ 138) ، وأخرجه مطولا بذكر القصة البيهقي في «دلائل النبوة» (6/ 168) ، والطبراني في «الكبير» (9/ 30) و «الدعاء» (1050) .

ص: 243

ويردّ الآخرى» «1» ، والمعروف: أنه من قول أبي الدرداء، ولعل أبا سليمان الداراني أخذ منه قوله:(إذا أردت أن تسأل الله تعالى حاجة.. فصلّ على محمد صلى الله عليه وسلم، ثم سل حاجتك، ثم صلّ عليه صلى الله عليه وسلم؛ فإن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم مقبولة، والله عز وجل أكرم من أن يرد ما بينهما) .

وأخرج الديلمي قصة طويلة عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه وقعت له مع المنصور، وخلاصه منه على خلاف القياس بواسطة دعاء دعا به، وذكره، لكن سند ذلك ضعيف جدّا «2» .

وفي «ربيع الأبرار» : (أن رجلا خاف من عبد الملك بن مروان، فلم يقرّ به مكان، فسمع هاتفا من واد: أين أنت من السّبع؟ فقال: وأيّ سبع يرحمك الله تعالى؟ فقال: سبحان الواحد الذي ليس غيره إله، سبحان الدائم الذي لا نفاد له، سبحان القديم الذي لا ندّ له، سبحان الذي يحيي ويميت، سبحان الذي هو كلّ يوم في شأن، سبحان الذي يخلق ما يرى وما لا يرى، سبحان الذي علم كلّ شيء بغير تعليم، اللهمّ؛ إني أسألك بحق هؤلاء الكلمات وحرمتهن: أن تصلّي على محمد، وأن تفعل بي كذا)«3» .

وأمر ابن طولون بضرب عنق شخص، فطلب أن يمكّن من صلاة ركعتين فمكّن، ثم سمع يقول وهو يشير بإصبعيه: يا لطيفا فيما يشاء، يا فعّالا لما يريد؛ صلّ على محمد وآله، والطف بي في هذه الساعة، وخلّصني من يديه، ثم فتّش عليه فلم يوجد، ولم يكن بالمحل الذي هو فيه طاق، فقيل

(1) الإحياء (1/ 307) .

(2)

ذكر القصة بطولها الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 436) ، وعزاها للديلمي أيضا، وأخرجها كذلك ابن عساكر في «تاريخه» (18/ 87)، وفي الدعاء الذي دعا به: (

ويا ذا النعماء التي لا تحصى عددا؛ أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وبك أدرأ في نحور الأعداء والجبارين

) إلخ.

(3)

ربيع الأبرار (2/ 526) .

ص: 244