الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع في فوائد الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهي كثيرة:
-
منها: صلاة الله تعالى وملائكته ورسوله صلى الله عليه وسلم
، ورفع الدرجات وتكفير السيئات، وأنها تعدل عتق عشر رقاب، فقد صح في «مسلم» وغيره:«من صلّى عليّ صلاة واحدة.. صلى الله عليه عشرا» «1» .
وفي رواية صحيحة: «كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات» «2» زاد ابن حبان في «صحيحه» : «ورفعت له عشر درجات» «3» .
وفي رواية سندها حسن: «ما من عبد مؤمن يذكرني فيصلّي عليّ.. إلا كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات» «4» .
وفي أخرى بسند لا بأس به: «من صلّى عليّ عشرا.. صلّى الله عليه مئة، ومن صلّى عليّ مئة.. صلّى الله عليه ألفا، ومن زاد صبابة وشوقا.. كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة» «5» .
(1) أخرجه مسلم (408) ، وابن حبان (906) ، وأبو داود (1530) ، والنسائي (2/ 25) وغيرهم.
(2)
أخرجه أحمد (4/ 29) ، وأبو يعلى (1425) ، والطبراني في «الكبير» (5/ 101) ، وعبد الرزاق في «المصنف» (2/ 214) .
(3)
هذه الزيادة هي في رواية النسائي (3/ 50) .
(4)
أخرجه تمام الرازي في «الفوائد» (703) ، وذكره ابن نقطة في «تكملة الإكمال» (1607) .
(5)
قال الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 232) : (أخرجه أبو موسى المديني بسند-
وفي رواية- في سندها مجهول- بعد «مئة» : «ومن صلّى عليّ مئة..
كتب الله بين عينيه براءة من النفاق، وبراءة من النار، وأسكنه الله يوم القيامة مع الشهداء» «1» .
وفي أخرى بعد «ألفا» : «ومن صلّى عليّ ألفا.. زاحمت كتفه كتفي على باب الجنة» ، قال الحافظ السخاوي:(ولم أقف على أصلها إلى الآن)«2» .
وفي أخرى: «صلّوا عليّ؛ فإن الصلاة عليّ كفارة لكم وزكاة، فمن صلّى عليّ صلاة.. صلّى الله عليه عشرا» «3» .
وفي أخرى: «فإن الصلاة عليّ درجة لكم» ، قال العراقي: سندها صحيح، وردّ بأن فيه علة وانقطاعا «4» .
وفي أخرى عند الدارقطني: «البخيل من ذكرت عنده.. فلم يصلّ عليّ من صلّى عليّ
…
» الحديث «5» .
وصح: «من ذكرت عنده.. فليصلّ عليّ، ومن صلّى عليّ مرة..
صلّى الله عليه عشرا» «6» .
وصحح الحاكم خبر: إن عبد الرحمن بن عوف رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقد استقبل فخرّ ساجدا، فأطال السجود حتى ظن أنه توفّي، فدنا منه فرفع رأسه وقال:«من هذا؟» ، فسأله عن ذلك، فقال: «إن جبريل أتاني فبشرني فقال: إن الله عز وجل يقول: من صلّى عليك.. صليت عليه، ومن
- قال الشيخ مغلطاي: لا بأس به) .
(1)
أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7231) .
(2)
انظر «القول البديع» (ص 242) .
(3)
تقدم (ص 80) .
(4)
ذكره الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 234) من طريق أبي إسحاق السبيعي عن أنس وقال: (قال أبو حاتم: إن أبا إسحاق لا يصح له من أنس سماع، بل ولا رؤية) .
(5)
عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 235) للدارقطني في «العلل» .
(6)
أخرجه النسائي في «الكبرى» (9806) ، وفي «عمل اليوم والليلة» (61) .
سلّم عليك.. سلمت عليه، فسجدت لله شكرا» «1» .
وفي رواية: «إن جبريل لقيني فقال: أبشّرك أن الله يقول: من صلّى عليك.. صليت عليه، ومن سلم عليك.. سلمت عليه» «2» .
وفي أخرى عنه: «فتوضأ ثم صلى ركعتين، فسجد سجدة، فأطال السجود فيها
…
» فذكره «3» ، ولا مانع من تعدد القصة.
وفي أخرى: «سجدت شكرا؛ لأن جبريل أخبرني: أنه من صلّى عليّ..
صلى الله عليه» «4» .
وفي أخرى: «سجدت شكرا لربي فيما أبلاني- أي: فيما أنعم عليّ- في أمتي، من صلّى عليّ صلاة من أمتي.. كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات» «5» .
وفي أخرى سندها حسن: أنه صلى الله عليه وسلم خرج عليهم يوما وفي وجهه البشر، فقال: «إن جبريل جاءني فقال: ألا أبشرك يا محمد بما أعطاك ربك من أمتك، وبما أعطى أمتك منك: من صلى عليك منهم صلاة..
صلى الله عليه، ومن سلم عليك منهم.. سلم الله عليه» «6» .
وفي أخرى سندها جيد، بل صححه بعضهم: أنه صلى الله عليه وسلم خرج يتبرّز، فتبعه عمر بمطهرة، فوجده ساجدا، فتنحى عنه حتى رفع رأسه، فشكره إذ تنحى، ثم قال:«إن جبريل أتاني فقال: من صلى عليك من أمتك واحدة.. صلى الله عليه عشرا، ورفعه عشر درجات» «7» .
(1) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (1/ 550) ، وأحمد (1/ 191) .
(2)
أخرجه الضياء في «المختارة» (929) .
(3)
أخرجه أبو يعلى (847) ، والبيهقي في «الشعب» (1555) .
(4)
أخرجه ابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (57) .
(5)
أخرجه أبو يعلى (858) ، وابن أبي شيبة (1/ 400) .
(6)
أخرجه الضياء في «المختارة» (932) ، وابن عساكر في «تاريخه» (56/ 72) .
(7)
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (642) ، وابن عساكر في «تاريخه» -
وفي أخرى رجالها ثقات: «ما صلى عليّ عبد من أمتي صلاة صادقا من قلبه.. إلا صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات» «1» .
وفي أخرى في سندها غير مشهور، لكن وثّقه ابن حبان على قاعدته فيمن لم يجرّح: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسرور، فقال:
«الملك جاءني فقال لي: يا محمد؛ إن الله تعالى يقول لك: أما ترضى- وفي لفظ: أما يرضيك- يا محمد ألّا يصلي عليك أحد من عبادي- وفي لفظ:
من أمتك- إلا صلّيت عليه عشرا، ولا يسلّم أحد من عبادي- وفي لفظ: من أمتك- إلا سلّمت عشرا؟ - وفي لفظ: «عليه» فيهما- قال: بلى يا ربّ» «2» .
وفي رواية ضعيفة: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما طيب النفس، يرى في وجهه البشر، فقالوا: يا رسول الله؛ أصبحت طيب النفس، يرى في وجهك البشر، فقال: «أجل؛ أتاني آت من ربي، فقال:
من صلّى عليك من أمتك صلاة.. كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وردّ عليه مثلها» «3» .
وفي أخرى: «أتاني آت من ربي فأخبرني: أنه لن يصلّي عليّ أحد من أمتي.. إلا ردّ الله عليه عشر أمثالها» «4» .
- (56/ 362) .
(1)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (22/ 195) ، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 373) .
(2)
أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (3/ 196) ، والنسائي في «الكبرى» (1207) ، وابن أبي شيبة (2/ 398) .
(3)
أخرجه أحمد (4/ 29) ، وذكره المنذري في «الترغيب والترهيب» (2471) .
(4)
أخرجه البيهقي في «الشعب» (2/ 212) ، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (1) ، وابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (49) .
وفي أخرى لأبي نعيم عن أبي طلحة رضي الله تعالى عنه: دفعنا «1» إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو أطيب شيء نفسا، فقلنا له، فقال:«ما يمنعني؛ وإنما خرج جبريل عليه السلام آنفا، فأخبرني: أنه من صلّى عليّ صلاة.. كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، ورد عليه مثل ما قال؟!» «2» .
وفي أخرى عنه للتيمي وابن عساكر: دخلت على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فلم أره أشد استبشارا منه يومئذ، ولا أطيب نفسا، قلت:
يا رسول الله؛ ما رأيتك قط أطيب نفسا، ولا أشد استبشارا منك اليوم؟! فقال:«ما يمنعني؛ وهذا جبريل قد خرج من عندي آنفا، فقال: قال الله تعالى: من صلّى عليك صلاة.. صليت عليه بها عشرا، ومحوت عنه عشر سيئات، وكتبت له عشر حسنات؟!» «3» .
وفي أخرى عنه للطبراني وغيره: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متهلل وجهه مستبشر، فقلت: يا رسول الله؛ إنك على حالة ما رأيتك على مثلها، قال:«وما يمنعني؛ أتاني جبريل عليه السلام، فقال: بشّر أمتك أنه من صلّى عليك صلاة.. كتب الله له بها عشر حسنات، وكفّر عنه بها عشر سيئات» «4» زاد ابن شاهين: «ورفع له بها عشر درجات، وردّ الله عز وجل عليه مثل قوله، وعرضت عليّ يوم القيامة؟!» «5» .
وفي أخرى عنه للطبراني: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) في هامش (ج) : (أي: سرنا) .
(2)
أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (8/ 131) .
(3)
عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 244) للتيمي في «ترغيبه» ، ولأبي القاسم ابن عساكر، ولأبي اليمن بن عساكر، كلهم من رواية عبد الحكم.
(4)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (5/ 101) وفي «الأوسط» (6410) ، وأبو يعلى (1425) .
(5)
هذه الزيادة هي للطبراني في «الكبير» (5/ 101) .
وأسارير وجهه تبرق، فقلت: يا رسول الله؛ ما رأيتك أطيب نفسا، ولا أظهر بشرا من يومك هذا؟ قال:«وكيف لا تطيب نفسي، ويظهر بشري؛ وإنما فارقني جبريل عليه السلام الساعة، فقال: يا محمد؛ من صلّى عليك من أمتك صلاة.. كتب الله له بها عشر حسنات، ورفعه بها عشر درجات، وقال له الملك مثل ما قال لك؟! قلت: يا جبريل؛ وما ذاك الملك؟ قال: إن الله عز وجل وكّل ملكا منذ خلقك إلى أن يبعثك، لا يصلّي عليك أحد من أمتك.. إلا قال: وأنت صلّى الله عليك» «1» .
وفي أخرى: «ما من مسلم يصلّي عليك صلاة واحدة.. إلا صليت أنا وملائكتي عليه عشرا» «2» زاد أبو يعلى الصابوني: «فأكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة، وإذا صليتم عليّ.. فصلوا على المرسلين؛ فإني رجل من المرسلين» «3» .
وفي أخرى: «ولا يكون لصلاته منتهى دون العرش، لا تمرّ بملك.. إلا قال: صلّوا على قائلها كما صلّى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم» «4» .
وفي أخرى سندها حسن- وقيل: صحيح-: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإذا بأبي طلحة، فقام إليه فتلقاه، فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله؛ إني لأرى السرور في وجهك، قال:«أجل؛ أتاني جبريل آنفا، فقال: يا محمد؛ من صلّى عليك مرة- أو قال: واحدة- كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات، ورفع له بها عشر درجات» «5» .
(1) أخرجه الطبراني في «الكبير» (5/ 100) .
(2)
أخرجه الطبراني في «الكبير» (5/ 99) .
(3)
هذه الزيادة عزاها أيضا الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 245) لأبي يعلى الصابوني في «فوائده» من طريق أبي ظلال عن أنس.
(4)
أخرجه الخطيب في «تاريخه» (8/ 41) ، وعزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 245) لأبي الفرج في كتاب «الوفا» له.
(5)
أخرجه ابن الجعد في «مسنده» (2948) ، والبغوي في «جزئه» (1/ 26) .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاصي رضي الله تعالى عنهما بسند حسن:
(من صلّى على النبي صلى الله عليه وسلم واحدة.. صلّى الله تعالى عليه وملائكته بها سبعين صلاة)«1» ، وحكمه الرفع؛ إذ لا مجال للاجتهاد فيه.
وروى ابن أبي عاصم في بعض طرق حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه الآتي: «سجدت شكرا لربي فيما أبلاني في أمتي، من صلّى عليّ صلاة.. صلت عليه الملائكة مثل ما صلى عليّ، فليقلّ عبد أو ليكثر» «2» .
وفي رواية: «من صلّى عليّ صلاة.. صلّى الله عليه وملائكته عشرا، ومن صلّى عليّ عشرا.. صلّى الله عليه وملائكته مئة، ومن صلّى عليّ مئة..
صلى الله عليه وملائكته ألف صلاة، ولم تمس جسده النار» «3» .
وفي أخرى ضعيفة: «من صلّى عليّ.. صلّى الله عليه وملائكته، فليكثر عبد أو فليقلّ» «4» .
وفي أخرى ضعيفة أيضا: «من صلّى عليّ صلاة.. صلّت عليه الملائكة ما صلّى عليّ، فليكثر عبد أو ليقلّ» «5» .
نعم؛ في رواية سندها حسن: «من صلّى عليّ صلاة.. لم تزل الملائكة تصلّي عليه ما صلّى عليّ، فليقلّ عبد من ذلك أو ليكثر» «6» .
(1) أخرجه أحمد (2/ 172) .
(2)
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (48) .
(3)
أخرجه ابن بشكوال في «القربة» (93) .
(4)
أخرجه ابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (55) .
(5)
أخرجه الضياء في «المختارة» (216) ، والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (1341) ، وابن أبي عاصم في «الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (37) .
(6)
أخرجه ابن ماجه (907) ، وأبو داود الطيالسي (1142) ، وأحمد (3/ 445) ، وغيرهم.
وجاء بإسناد لا بأس به: «من صلّى عليّ.. بلغتني صلاته، وصليت عليه، وكتب له سوى ذلك عشر حسنات» «1» .
وسيأتي: «ومن صلّى عليّ، ثم بلغتني صلاته.. صليت عليه، كما صلى عليّ، ومن صليت عليه.. نالته شفاعتي» «2» .
وروى ابن أبي عاصم: «من صلّى عليّ.. كتب الله له بها عشر حسنات، ومحا عنه بها عشر سيئات، ورفعه بها عشر درجات، وكنّ له عدل عشر رقاب» ، وفيه من لم يسم «3» .
وأخرج جمع: «من صلّى عليّ صلاة تعظيما لحقي.. جعل الله عز وجل من تلك الكلمة ملكا، جناح له في المشرق، وجناح له في المغرب، ورجلاه في تخوم الأرض، وعنقه ملويّ تحت العرش، يقول الله عز وجل له: صلّ على عبدي، كما صلّى على نبيّي؛ فهو يصلي عليه إلى يوم القيامة» ، وهو حديث منكر «4» .
ويروى: «إن لله ملكا له جناحان، أحدهما بالمشرق، والآخر بالمغرب، فإذا صلّى العبد عليّ حبّا.. انغمس في الماء، ثم ينتفض، فيخلق الله من كل قطرة تقطر منه ملكا يستغفر لذلك المصلي إلى يوم القيامة» ، قال الحافظ السخاوي:(لم أقف على سنده، وفي صحته نظر)«5» .
وكذا قال فيما روي عن مقاتل أنه قال: (إن لله تعالى ملكا تحت العرش على رأسه ذؤابة قد أحاط بالعرش، ما من شعرة على رأسه إلا مكتوب عليها:
لا إله إلا الله محمد رسول الله، فإذا صلّى العبد على النبي صلى الله عليه
(1) أخرجه الطبراني في «الأوسط» (1663) .
(2)
انظر (ص 175) .
(3)
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (52) .
(4)
أخرجه الديلمي في «الفردوس» (1124) .
(5)
القول البديع (ص 251) .