الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رسول الله صلى الله عليه وسلم» اهـ «1» ولا دلالة فيه؛ لأن الصلاة هنا لذكره صلى الله عليه وسلم.
ولم يصح في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في رجب بخصوصه شيء.
وفي «موضوعات ابن الجوزي» في ذلك أحاديث واهية، لا يعتدّ بها، وفي بعضها:(ثواب عظيم لمن يصوم أول خميس منه، ثم يصلّي بين العشاءين ليلة الجمعة ثنتي عشرة ركعة، وذكر ما يقول فيها، وبعد فراغها)«2» ، (ولمن صلّى ليلة نصف رجب أربع عشرة ركعة)«3» ، (ولمن صلّى ثنتي عشرة ركعة في ليلة لثلاث بقين منه)«4» .
وكذا لم يصح في شعبان بخصوصه شيء، وإن عقد ابن أبي الصيف من أئمتنا المتأخرين بابا لذلك في جزء له في فضل شعبان، وذكر فيه عن جعفر وأبي اليمان ما لم يعرف له أصل يعتمد عليه.
[الثاني عشر: في الحج عقب التلبية]
، جاء عن القاسم: كان يستحب ذلك، وسنده ضعيف «5» .
وعلى الصفا والمروة؛ لما صح عن عمر رضي الله تعالى عنه: أنه خطب الناس بمكة فقال: (إذا قدم الرجل منكم حاجّا.. فليطف بالبيت سبعا، وليصلّ عند المقام ركعتين، ثم ليبدأ بالصفا، فيستقبل البيت فيكبّر سبع تكبيرات بين كل تكبيرتين حمد لله، وثناء عليه، وصلاة على النبي صلى الله
(1) أخرجه الحاكم (1/ 366) ، وابن حبان (3110) ، وأبو داود (3213) ، والترمذي (1046) ، والنسائي في «الكبرى» (10860) ، وغيرهم.
(2)
الموضوعات (2/ 47) .
(3)
الموضوعات (2/ 49) .
(4)
أخرجه البيهقي في «الشعب» (3812) ، وفي «فضائل الأوقات» (ص 97) ، وانظر «تنزيه الشريعة» (2/ 90) .
(5)
أخرجه البيهقي (5/ 46) ، والدارقطني (2/ 238) ، والشافعي في «الأم» (3/ 396) ، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 72) .
عليه وسلم، وسله لنفسك، وعلى المروة مثل ذلك) «1» .
وجاء عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: أنه (كان يكبّر على الصفا ثلاثا، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له
…
إلخ، ثم يصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو ويطيل القيام والدعاء، ثم يفعل على المروة مثل ذلك) «2» .
وعند استلام الحجر؛ لما صح عن ابن عمر: أنه كان إذا أراده.. قال:
(اللهمّ؛ إيمانا بك
…
إلخ، ثم يصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يستلمه) «3» ، ورواه الواقدي في «مغازيه» مرفوعا «4» ، والأول أصح.
وفي الطواف؛ لما في «منهاج الحليمي» : (عن سفيان بن عيينة:
سمعت [منذ] أكثر من سبعين سنة يقولون في الطواف: اللهمّ؛ صلّ على محمد وعلى أبينا إبراهيم، وهذا إنما يقوله ولد إبراهيم، فغيره يقول:
اللهمّ؛ صلّ على محمد نبيك وإبراهيم خليلك، وهذا حسن؛ لأن المناسك كلها إرث إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والبيت من بنائه، وتلبية الناس إجابة لدعائه) اهـ ملخصا «5» .
وفي الموقف؛ أخرج البيهقي: «ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف، فيستقبل القبلة بوجهه، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير مئة مرة، ثم يقرأ:(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) مئة مرة، ثم يقول: اللهمّ؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت
(1) أخرجه البيهقي (5/ 94) ، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 73) .
(2)
أخرجه القاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم» (ص 76) .
(3)
أخرجه الطبراني في «الأوسط» (5482) ، وفي «مسند الشاميين» (2/ 315) .
(4)
المغازي (3/ 1098) .
(5)
المنهاج في شعب الإيمان (2/ 440) .
على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وعلينا معهم مئة مرة.. إلا قال الله تبارك وتعالى: يا ملائكتي؛ ما جزاء عبدي هذا؟! سبّحني وهلّلني، وكبّرني وعظّمني، وعرفني وأثنى عليّ، وصلّى على نبيّي، اشهدوا أني قد غفرت له وشفّعته في نفسه، ولو سألني عبدي هذا.. لشفّعته في أهل الموقف كلهم» «1» .
قال البيهقي: هذا غريب ليس في إسناده من ينسب إلى الوضع، قال غيره: بل كلهم موثقون إلا رجلا منهم فإنه مجهول، ورواه الديلمي وزاد فيه:«قراءة (الفاتحة) مئة مرة» ، وبعد «وله الحمد» :«يحيي ويميت بيده الخير» «2» .
وذكر المحب الطبري في «أحكامه» دعاء طويلا فيه: أنه يلبّي ثلاثا، ويكبر ثلاثا، ثم يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له
…
إلخ مئة مرة، إن الله قد أحاط بكل شيء علما مئة مرة، والتعوذ ثلاثا، و (الفاتحة) ثلاثا، و (الإخلاص) مئة، ويصلّي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو لنفسه ووالديه وأقاربه وإخوانه المؤمنين، وذكر لذلك ثوابا عظيما، قال المحب:
أخرجه أبو منصور في «جامع الدعاء الصحيح» ، قال غيره: وهو عجيب؛ أي: لأن ابن الجوزي ذكره في «الموضوعات» «3» .
وفي الملتزم، ذكر النووي في «أذكاره» وغيره في الدعاء المأثور فيه:
(اللهم؛ صلّ وسلّم على محمد وعلى آل محمد)«4» ، والشافعي والأصحاب: (أنه يسن لمن فرغ من طواف الوداع أن يقف فيه ويقول: اللهمّ
(1) أخرجه البيهقي في «الشعب» (4074) ، وفي «فضائل الأوقات» (ص 376) .
(2)
الفردوس بمأثور الخطاب (6044) .
(3)
الموضوعات (2/ 123) .
(4)
الأذكار (ص 330)، وقال ابن علان في «الفتوحات» (4/ 391) :(قال الحافظ: قلت: لم أقف له على أصل، والله المستعان) .