الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقيل: هو: (اللهم؛ صلّ على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي، وعلى آله وأزواجه وذريته، وسلّم عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك)، قال بعض المحققين: وهذه أبلغ.
وقيل: هو: (اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد وسلم، عدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك)، قال بعض المحققين: وهذا مأخوذ من الحديث الصحيح في التسبيح، وإنه أفضل من غيره.
وقيل: هو: (اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد صلاة دائمة بدوامك) .
وقيل: هو: (اللهم؛ يا رب محمد وآل محمد؛ صلّ على محمد، وآل محمد، واجز محمدا صلى الله عليه وسلم ما هو أهله) .
وقيل: هو: (اللهم؛ صلّ على محمد النبي، وأزواجه أمهات المؤمنين
…
) إلخ ما مر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديثه: «من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى.. فليقل ذلك» «1» .
[الصيغة التي مال إليها المصنف في الصلاة عليه ص]
والذي أميل إليه وأفعله منذ سنين: أن الأفضل ما يجمع جميع ما مر بزيادة، وهو: (اللهم؛ صلّ على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي، وعلى آل محمد وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي، وعلى آل محمد وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، وكما يليق بعظيم شرفه وكماله ورضاك عنه، وما تحب وترضى له، دائما أبدا، عدد معلوماتك، ومداد كلماتك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، أفضل صلاة وأكملها وأتمها، كلما ذكرك وذكره الذاكرون،
(1) تقدم تخريجه (ص 91) .
وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون، وسلم تسليما كذلك، وعلينا معهم) .
فهذه الكيفية قد جمعت الوارد في معظم كيفيات التشهد التي هي أفضل الكيفيات كما مرّ، وسائر ما استنبطه العلماء رضي الله تعالى عنهم من الكيفيات، وادّعوا أنها أفضل، وزادت عليهم زيادات بليغة، تميزت بها، فلتكن هي الأفضل على الإطلاق.
ثم رأيت اليافعي رحمه الله تعالى قال: (ينبغي أن يجمع بين الكيفيات الثلاث فيقول
…
) ، وذكر بعض هذه الكيفية.
وبعض المحققين قال: (لو جمع بين ما في الحديث، وأثر الشافعي رضي الله تعالى عنه، وما قاله القاضي حسين.. لكان أشمل) اهـ
وهذه الثلاث مذكورة في هذه الكيفية التي استنبطتها، مع ما فيها من الزيادات.
وقال المحقق الكمال بن الهمام: (كل ما ذكر من الكيفيات موجود في:
ولا شك أن الكيفية التي ذكرتها مشتملة على جميع ما في هذه وزيادة، فلتكن أولى منها وأفضل.
ونقل ابن مسدي عن جمع من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين ومن بعدهم: أن هذا لا يوقف فيه مع المنصوص، وأن من رزقه الله تعالى بيانا، فأبان عن المعاني بالألفاظ الفصيحة المباني، الصريحة المعاني، مما يعرب عن كمال شرفه صلى الله عليه وسلم، وعظيم حرمته.. كان ذلك واسعا، واحتجوا بقول ابن مسعود رضي الله تعالى عنه:(فأحسنوا الصلاة على نبيكم صلى الله عليه وسلم؛ فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه) .
وحاول بعضهم كيفية تجمع جميع ما مر من الوارد، وهي: (اللهم؛ صلّ
وبارك وترحم على محمد عبدك ونبيك ورسولك النبي الأمي، سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، إمام الخير، وقائد الخير، ورسول الرحمة، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، وآله وأصهاره وأنصاره، وأتباعه وأشياعه ومحبيه، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد.
وصلّ وبارك وترحم علينا معهم، أفضل صلاتك، وأزكى بركاتك، كلما ذكرك الذاكرون، وغفل عن ذكرك الغافلون، عدد الشفع والوتر، وعدد كلماتك التامات المباركات، وعدد خلقك، ورضا نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك، صلاة دائمة بدوامك.
اللهم؛ ابعثه يوم القيامة مقاما محمودا، يغبطه به الأولون والآخرون، وأنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة، وتقبّل شفاعته الكبرى، وارفع درجته العليا، وأعطه سؤله في الدنيا والآخرى، كما آتيت إبراهيم وموسى.
اللهم؛ اجعل في المصطفين محبته، وفي المقربين مودته، وفي الأعلين ذكره، واجزه عنا ما هو أهله، خير ما جزيت نبيّا عن أمته، واجز الأنبياء كلهم خيرا.
صلوات الله وصلوات المؤمنين على محمد النبي الأمي، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، اللهم؛ أبلغه منا السلام، واردد علينا منه السلام، وأتبعه من أمته وذريته ما تقرّ به عينه، يا رب العالمين) .
وهذه وإن جمعت الألفاظ الواردة، لكن الكيفية التي قدمتها أبلغ منها؛ لاشتمالها على أصح الكيفيات، مع زيادة أبلغيّة متضمنة لمعاني جميع هذه الألفاظ وزيادة.
واعلم أن صلاة التشهد التي مرّت عن النووي رحمه الله تعالى أنها أفضل الكيفيات.. لها كيفيات جاءت في الأحاديث الصحيحة وغيرها، كما قدمتها في (الفصل الثاني) ، فيحصل بكل منها المقصود، لكن قال الشافعي
رضي الله تعالى عنه: الأفضل أن يقول- يعني في التشهد-: (اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد) .
ونقله النووي في «شرح المهذب» عن الأصحاب أيضا، وقال:(إنه الأولى، لكن بزيادة «على» قبل «آل» في الموضعين لثبوتها في روايات، قال: وينبغي أن يجمع ما في الأحاديث الصحيحة، فيقول: «اللهم؛ صلّ على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد» )«1» .
زاد في «الأذكار» بعد (محمد) في (صلّ) فقط: (عبدك ورسولك)«2» ، وأسقط في «الفتاوى» :(النبي الأمي) في (وبارك)«3» ، واعترض بأنه فاته أشياء واردة تفضل ما زاده، أو تزيد عليه ك (أمهات المؤمنين) بعد (وأزواجه) ، ونحو (وأهل بيته) بعد (وذريته) ، وك (عبدك ورسولك) في (وبارك) ، ونحو (في العالمين) في الأولى، ونحو (إنك حميد مجيد) قبل (وبارك) ، ونحو (وترحم على محمد)
…
إلخ (وصلّ علينا معهم) آخر التشهد؛ لورودها عند الترمذي وغيره.
ومنازعة ابن العربي فيها بأنها تكرار بلا فائدة؛ لجريان قول في (الآل) بأنهم كل الأمة، وبالخلاف في الصلاة على غير الأنبياء، وبأن روايها انفرد بها.. مردودة بأن راويها ثبت، فلا يضر انفراده على أنه لم ينفرد.
(1) المجموع (3/ 430) .
(2)
الأذكار (170) .
(3)
فتاوى الإمام النووي (ص 48) .