الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تنبيه:
جاء في رواية الاقتصار على (أزواجه) ، وفي أخرى وصفهن ب (أمهات المؤمنين) ، والأولى تشمل غير المدخول بهن بخلاف الثانية. وقاعدة أن المقيّد يحكم به على المطلق، والخاصّ يحكم به على العام.. تبين أن المراد المدخول بهن.
[معنى قوله: (الذرية) ]
و (الذّرّية) - بضم المعجمة وقد تكسر-: نسل الإنسان من ذكر وأنثى، وقد تخص بالنساء والأطفال، ومنه ذراري المشركين من الذرء، وهو الخلق، ولكثرتها أسقط الهمز، وقيل: من ذرّ فرّق، أو من الذّر؛ لأنهم خلقوا أولا مثل الذر، وهو النّمل الصغير، وعليهما فلا أصل له في الهمز.
ويدخل فيهم أولاد البنات اتفاقا على ما قاله ابن الحاجب، لكن ردّ بأن مذهب أبي حنيفة: أنهم لا يدخلون، وهو رواية عن أحمد.
نعم؛ أجمعوا على دخول أولاد فاطمة في ذريته صلى الله عليه وسلم؛ خصوصية لهم لشرف هذا الأصل العظيم، والمحتد الكريم «1» .
[معنى قوله: (الآل) ]
و (الآل) قيل: أصله أهل، قلبت الهاء همزة ثم سهلت، بدليل أهيل، وهذا هو المشهور، وهو مذهب سيبويه ومحققي النحاة، وقيل: أول من آل يؤول إذا رجع، بدليل أويل، حكاه الكسائي «2» ، ويختص بالإضافة إلى معظّم ك (حملة القرآن آل الله)«3» ، وإنما قيل: آل فرعون لتصوره بصورة
(1) المحتد: الأصل.
(2)
وفي ذلك يقول بعضهم من الرجز:
قال الإمام سيبويه العدل
…
ألأصل في آل لديهم أهل
فأبدلوا الها همزة والهمزا
…
قد أبدلوها ألفا ويعزى
إلى الكسائي أن الاصل أول
…
والواو منها ألفا قد أبدلوا
وشاهد لأوّل أهيل
…
وشاهد لآخر أويل
(3)
ذكره الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» (7/ 12) ، والكناني في «تنزيه الشريعة» -
العظماء، ويضاف للضمير على الأصح، لا لغير العاقل، ويدخل المضاف إليه فيه ك (فعل آل فلان كذا) إلا بقرينة، ومنه «1» : قوله صلى الله عليه وسلم للحسن: «إنّا آل محمد لا تحل لنا الصدقة» «2» فإن ذكرا معا.. فلا كالفقير والمسكين.
والمراد بهم هنا عند الشافعي والجمهور رضي الله تعالى عنهم: من حرمت عليهم الزكاة، وهم مؤمنو بني هاشم والمطلب، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم للحسن ما ذكر، وقوله:«وإنها لا تحل لمحمد، ولا لآل محمد» «3» .
وقيل: أزواجه وذريته للتعبير بهما في رواية مكان «آله» ، وردّ بأنه صح الجمع بين الثلاثة، فدل على تغايرها.
وقد يطلق الآل على الزوجات، كما في خبر عائشة:(ما شبع آل محمد من خبز مأدوم ثلاثا)«4» .
وقيل: ذرية فاطمة خاصة.
وقيل: ذرية عليّ والعباس وجعفر وعقيل وحمزة، وهم ورّاثه لو فرض أنه يورث، وبالغ بعضهم في الانتصار لهذا القول، فقال: من فسر الآل بغير هؤلاء.. فقد غلط، وليس كما زعم.
وقيل: جميع قريش.
وقيل: جميع أمة الإجابة، ومال إليه مالك، واختاره الأزهري وبعض
- (1/ 101) ، والعجلوني في «كشف الخفاء» (1/ 18)، كلهم بلفظ:«أهل القرآن آل الله» .
(1)
أي: من دخول المضاف إليه في المضاف.
(2)
أخرجه ابن خزيمة (2347) ، وابن حبان (722) ، والطبراني في «الكبير» (3/ 76) .
(3)
أخرجه مسلم (1072/ 168) ، وابن خزيمة (2342) ، وابن حبان (4526) .
(4)
أخرجه البخاري (5438) ، ومسلم (2970) .