الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي رواية موقوفة على عليّ رضي الله عنه وكرم وجهه: (من سرّه أن يكتال بالمكيال الأوفى.. فليقرأ سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ الآية)«1» .
[في حديث سيدنا علي رضي الله عنه: «اللهم؛ داحي المدحوات
…
» ]
وجاء عن علي رضي الله عنه بسند ضعيف- وله طريق أخرى رجالها رجال الصحيح، إلا أنها مرسلة؛ لأن راويها لم يدرك عليّا رضي الله عنه: أنه كان يعلّم الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول:(اللهم داحي المدحوّات)، ويروى:(المدحيات) ؛ أي: الأرضين، قال تعالى:
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها أي: بسطها؛ لأنها كانت أولا ربوة، (وبارىء المسموكات) أي: موجد السماوات لا على مثال سابق، ويروى:
(سامك) أي: رافع، (وجبّار القلوب على فطرتها شقيّها وسعيدها) أي:
من جبر وأجبر بمعنى قهر؛ أي: قهر القلوب جميعها، وأثبتها على ما فطرها عليه من معرفته، (اجعل شرائف صلاتك، ونوامي بركاتك، ورأفة تحننك على عبدك ورسولك الخاتم لما سبق، والفاتح لما أغلق) أي: بضم أوله وكسر ثالثه، (والمعلن الحق بالحق، والدامغ) أي: المهلك، (لجيشات الأباطيل) أي: جمع جيشة، وهي: المرة من جاش إذا ارتفع، (كما حمّل) أي: بضم فكسر مع التشديد، (فاضطلع) أي: بالمعجمة، (بأمرك) أي: نهض به لقوته عليه، (بطاعتك، مستوفزا في مرضاتك) أي: ماضيا فيها، (بغير نكل عن قدم) أي: بغير جبن وإحجام عن الإقدام فيها (ولا وهن في عزم) أي: ضعف في رأي، ويروى:(واهيا) بالمثناة التحتية، (واعيا لوحيك، حافظا لعهدك، ماضيا في نفاذ أمرك) أي: بالفاء والمعجمة، (حتى أورى) أي: من ورى الزند يري وريا إذا خرجت ناره، ويجوز وري يري بالكسر فيهما، وأوريته، ووريته، (قبسا لقابس) أي:
(1) ذكره الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 118) وعزاه إلى ابن زنجويه.
شعلة من نار، وفيه تشبيه سعيه صلى الله عليه وسلم في إظهار ما جاء به، حتى صار لا يخفى على أحد بإيقاد نار وجعلها على علم، حتى صارت كذلك، فهو استعارة بالكناية، يتبعها استعارة ترشيحية، ويصح أن يكون من مجاز التمثيل، (آلاء الله تصل بأهله أسبابه) أي- بالمد- نعمه، جمع ألى بالفتح والتنوين كرحى، وبالكسر والتنوين كمعى، وبالكسر وسكون اللام والتنوين كنحي، وبالكسر أو الفتح بغير تنوين، (به هديت) أي: بالبناء للفاعل والمفعول، (القلوب بعد خوضات الفتن والإثم، وأنهج) أي: قوم (موضحات الأعلام، ومنيرات الإسلام، ونايرات الأحكام) أي: بنون ثم تحتية، (فهو أمينك المأمون، وخزّان علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين، وبعيثك نعمة، ورسولك بالحق رحمة، اللهم افسح له فسحا في عدنك) أي- بفتح فسكون-: جنتك، من عدن: أقام، (واجزه) أي:
بوصل الهمزة وكسر الزاي، قال تعالى: وَجَزاهُمْ بِما صَبَرُوا وفيه ضبط غير ذلك، لكنه تحريف، (مضاعفات الخير من فضلك، مهنّئات «1» له غير مكدرات، من فوز ثوابك المضنون) أي: الذي يضن به لنفاسته، (وجزيل عطائك المعلول) أي: من العلل- وهو بفتحتين-: الشّرب الثاني بعد النّهل- بفتحتين- وهو: الشّرب الأول، وأراد العطاء بعد العطاء، (اللهم أعل على بناء البانين بناءه، وأكرم مثواه لديك ونزله) أي- بضم فسكون، أو ضم-:
ما يهيّأ للضيف، (وأتمم له نوره، واجزه من ابتغائك له مقبول الشهادة، ومرضيّ المقالة، ذا منطق عدل، وخطّة فصل) أي: أمر قطع؛ أي: مقطوع به، (وحجة وبرهان عظيم صلى الله عليه وسلم ، زاد أبو بكر بن أبي شيبة في رواية فيها مجهول: (اللهم اجعلنا سامعين مطيعين، وأولياء مخلصين، ورفقاء مصاحبين، اللهم أبلغه منّا السلام، واردد عليه منّا السلام)«2» .
(1) في (ب) : (مهيئات) .
(2)
أخرجه الطبراني في «الأوسط» (9085) ، وابن أبي شيبة في «مصنفه» (7/ 82)، وقال الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 120) : (أخرجه الطبراني، وابن أبي-
وفي «الشفا» : (عن علي أيضا في الصلاة على النبيّ صلى الله عليه وسلم لكن قال السخاوي: لم أقف على أصله-: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً لبيك اللهم ربي وسعديك، صلوات الله البرّ الرحيم، والملائكة المقربين، والنبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، وما سبّح لك من شيء يا رب العالمين على محمد بن عبد الله خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الشاهد البشير، الداعي إليك بإذنك السراج المنير، وعليه السلام)«1» .
وأخرج أبو سعد في «شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم» : «لا تصلوا عليّ الصلاة البتيراء» قالوا: وما الصلاة البتيراء يا رسول الله؟ قال: «تقولون اللهم صلّ على محمد وتمسكون، بل قولوا: اللهم؛ صلّ على محمد وعلى آل محمد» «2» ، قال السخاوي:(لم أقف له على إسناد)«3» .
وعنده بسند تالف: «اللهم؛ صلّ على محمد كما أمرتنا أن نصلّي عليه، وصلّ عليه كما ينبغي أن يصلّى عليه» «4» .
وصح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: أنه كان يقول في صلاته:
(اللهم؛ تقبل شفاعة محمد الكبرى، وارفع درجته العليا، وأعطه سؤله في الآخرة والأولى، كما آتيت إبراهيم وموسى)«5» .
- عاصم، وسعيد بن منصور، والطبري في (مسند طلحة) من «تهذيب الآثار» له، وأبو جعفر أحمد بن سنان القطان في «مسنده» ، وعنه يعقوب بن شيبة في «أخبار علي» ، وابن فارس، وابن بشكوال [القربة (87) ] هكذا موقوفا بسند ضعيف) .
(1)
الشفا بتعريف حقوق المصطفى (ص 562) ، وانظر «القول البديع» (ص 121) .
(2)
شرف المصطفى صلى الله عليه وسلم (2047) .
(3)
القول البديع (ص 121) .
(4)
كذلك عزاه الإمام السخاوي في «القول البديع» (ص 122) لأبي سعد في «شرف المصطفى» .
(5)
أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (3104) ، والقاضي إسماعيل الجهضمي في «فضل-