الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والخضوع والهيبة والإجلال له صلى الله عليه وسلم، مع إدامة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم عند سماع اسمه أو حديثه أو بعض آثاره صلى الله عليه وسلم.
الرابع والأربعون: عند نشر العلم والوعظ
وقراءة الحديث ابتداء وانتهاء؛ ففي «أذكار النووي» : (يستحب لقارىء الحديث وغيره ممن في معناه إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أن يرفع صوته بالصلاة عليه والتسليم، ولا يبالغ في الرفع مبالغة فاحشة، وممن نصّ على رفع الصوت الإمام الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي وآخرون، وقد نقلته إلى «علوم الحديث» ، ونصّ العلماء من أصحابنا وغيرهم: على أنه يستحب أن يرفع صوته بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التلبية) اهـ «1»
فعلم منه مع ما مرّ في (الثاني والأربعين) وغيره «2» : أنه يتأكد لمن بلّغ عنه صلى الله عليه وسلم بعد أن يفتتح كلامه بالحمد لله والثناء عليه إمكانه: أن يعقّب ذلك بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، وأن يختم ما هو فيه بذلك.
وما حكاه النووي رحمه الله تعالى واعتمده من ندب الرفع غير الفاحش..
هو الأصح.
وقيل: لا ينبغي الرفع؛ لأنه قد يكون سببا لفوات سماع حديثه صلى الله عليه وسلم، ويردّه تقييد الرفع بغير الفاحش؛ أي: بألا يضر به نفسه ولا غيره، فعلم أنه لا خلاف في المعنى؛ إذ ما فيه ضرر مكروه أو حرام، وما لا ضرر فيه مندوب.
ومما يؤكد طلب ما ذكر ما حكي: أن شابّا دخل على أبي علي بن شاذان، فسأل عنه، فأشير له إليه، فقال له: أيّها الشيخ رأيت رسول الله صلى الله عليه
(1) الأذكار (ص 214) .
(2)
انظر (ص 251) .
وسلم في المنام فقال لي: «سل عن مسجد أبي علي بن شاذان، فإذا لقيته..
فأقرئه منّي السلام» ، فلما انصرف الشاب.. بكى أبو علي، وقال: ما أعرف لي عملا أستحق به هذا، إلا أن يكون صبري على قراءة الحديث، وتكرير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كلما جاء ذكره صلى الله عليه وسلم «1» .
وقال وكيع: لولا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حديث، ولولا أن الحديث عندي أفضل من التسبيح، ولو أعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الحديث.. ما حدّثت أحدا «2» .
وقال أبو أحمد الزاهد: أبرك العلوم وأفضلها وأكثرها نفعا في الدين والدنيا بعد كتاب الله تعالى.. أحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لما فيها من كثرة الصلاة عليه؛ فإنها كالرياض والبساتين، تجد فيها كل خير وبرّ وفضل.
وروى أبو نعيم عن الأوزاعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه إلى عمّاله أن يأمروا القصّاص أن يكون جلّ إطنابهم ودعائهم..
الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم «3» .
قال الليث بن سعد رضي الله تعالى عنه: هما قصصان: قصص العامة يجتمع إليه النفر من الناس يعظهم ويذكرهم، وقصص الخاصة هو الذي أحدثه
(1) أخرجه الخطيب البغدادي في «تاريخه» (7/ 289) ، وابن بشكوال في «القربة» (60) .
(2)
كلام وكيع رحمه الله تعالى جاء عنه بروايات جمع المصنف بينها؛ ففي رواية: أخرجها ابن بشكوال في «القربة» (55)، وابن عساكر في «تاريخه» (49/ 126) :(لولا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.. ما حدثت أحدا)، وفي أخرى أخرجها الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» (ص 83) :(لولا أن الحديث عندي أفضل من التسبيح.. ما حدثت أحدا)، وفي أخرى أخرجها الخطيب في «شرف أصحاب الحديث» أيضا (ص 84) :(لو أعلم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من الحديث.. ما حدثت أحدا) .
(3)
حلية الأولياء (5/ 338) .