الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصوت عند القتال.
باب قول الرجل في حال القتال: أنا فلان لإرعاب عدوه
روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: "أنا النَّبِيُّ لا كَذِب، أنا ابْنُ عَبْدِ المُطلِب".
وروينا في "صحيحيهما" عن سلمة بن الأكوع: أن عليًّا رضي الله عنهما لما بارز
ــ
رفع الصوت عند القتال) قال القرطبي محله إذا كان العائط واحدًا أما إذا كان من الجمع عند الحملة فحسن لأنه يفت في أعضاد العدو اهـ. وفيه أن حديث ابن عمر يقتضي طلب السكوت ولو من الجمع والله أعلم ويحتمل أن يكون مخصوصًا بذلك نظرًا للمعنى المذكور.
باب قول الرجل عند القتال أنا فلان لإرعاب عدوه
أي إدخال الرعب عليه وهو الخوف في قلبه لعظم مهابته واشتهار شجاعته. قوله: (روينا في صحيحي البخاري ومسلم الخ) يأتي الكلام عليه في الباب بعده إن شاء الله تعالى. قوله: (عن سلمة بن الأكوع) هو سلمة بن عمرو بن الأكوع واسم الأكوع سنان الأسلمي كان راميًا محسنًا شجاعًا سباقًا يسبق الخيل على رجليه وله في الإسلام وقائع حسنة غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات وأول مشاهده الحديبية وشهد بيعة الرضوان وبايع يومئذِ ثلاث مرات أول النّاس وأوسطهم وآخرهم وهو ممن بايع على الموت وأسن الثمانين الذين نزل فيهم قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ
وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ} الآية وله الأثر الجميل في غزوة ذي قرد وكفى مؤنة الكفار واستنقذ اللقاح منهم بعد أن استلب منهم ثيابهم وقال له صلى الله عليه وسلم: "قد ملكت فأسجح" وقال خير رجالتنا سلمة وكان يصفر لحيته ورأسه يروى له عن النبي صلى الله عليه وسلم ستة وسبعون حديثًا اتفقا منها على ستة عشر حديثًا وانفرد البخاري بخمسة ومسلم بتسعة وخرج عنه الجماعة سكن سلمة المدينة فلما قتل عثمان خرج إلى الربذة فسكنها وتزوج
مَرْحَبًا الخيبري، قال علي رضي الله عنه: أنا الذي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ.
ــ
وولد له أولاد بها ولم يزل بها إلى قبيل موته بليال ثم رجع إلى المدينة فمات بها سنة أربع وستين وهو ابن ثمانين سنة رضي الله عنه. قوله: (مرحبًا) قال المصنف في التهذيب مرحب اليهودي بفتح الميم والحاء قتل كافرًا يوم خيبر اهـ. وقصة مبارزته معه عن سلمة قال: خرجنا إلى خيبر وكان عمي يعني عامرًا يرتجز فساق القصة إلي أن قال فأرسلني رسول الله إلى علي وقال: لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبسق في عينيه فبرأ ثم أعطاه الراية وخرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب
…
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي رضي الله عنه:
أنا الذي سمتني أمي حيدره
…
كليث غابات كريه المنظره
أوفيهمو بالصاع كيل السندره
فضربه ففلق رأس مرحب فقتله وكان الفتح قال الحافظ أخرجه مسلم وأخرجه ابن حبان وأخرج البخاري القصة الأولى إلى الخروج إلى خيبر من طريق يزيد بن أبي عبيد عن سلمة ولم يخرج قصة علي ولا مرحب ولا رجز علي وهو المقصود هنا وقد جزم بما قبله عبد الحق في الجمع ومثله صنيع الحميدي في الجمع أيضًا وسببه أن قصة مرحب مع علي من أفراد عكرمة بن عمار، والبخاري لا يحتج به اهـ. فأشار به إلى تحامل على الشيخ في عزو قول علي المذكور إلى الصحيحين وهو من إفراد مسلم وسيأتي له تحقيق في باب ثناء الإِمام علي من ظهرت منه براعة والله أعلم. قوله:(أنا الذي سمتني أمي حيدره) حيدرة اسم للأسد وكان علي رضي الله عنه سمي في ابتداء ولادته حيدرة وكان
وروينا في "صحيحيهما" عن سلمة أيضًا أنه قال في حال قتاله الذين أغاروا على اللقاح:
أنا ابن الأكوع
…
واليومُ يومُ الرُّضَّع
ــ
مرحب قد رأى في المنام أن أسدًا يقتله فذكره علي بذلك ليخيفه ويضعف نفسه وقالوا وكانت أم علي سمته أول ولادته باسم جده لأمه أسد بن هشام بن عبد مناف وكان أبو طالب غائبًا فلما قدم سماه عليًّا، وسمي الأسد حيدرة لغلظه والحادر الغليظ القوي ومعناه أنا الأسد في جرأته وإقدامه وقوله: أوفيهمو بالصاع كيل السندره معناه أقتل الأعداء قتلًا واسعًا ذريعًا والسندرة مكيال واسع وقيل: هي العجلة أي اقتلهم عاجلًا غير آجل وقيل: مأخوذ من السندرة وهي شجرة الصنوبر يعمل منها النبل والقسي كذا في شرح مسلم للمصنف. قوله: (وروينا في صحيحيهما الخ) وأخرجه أحمد
والنسائي. قوله: (الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم) اللقاح بكسر اللام جمع لقحة بكسر اللام وفتحها وهي ذات اللبن قريبة العهد بالولادة والذين أغاروا قوم من غطفان وفزارة وحاصل القصة عن سلمة قال خرجت ذاهبًا نحو الغابة حتى إذا كنت بثنية الغابة لقيني غلام لعبد الرحمن بن عوف فقال: أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت من أخذها فقال غطفان وفزارة فصرخت ثلاث صرخات يا صباحاه أسمعت ما بين لابتيها ثم اندفعت حتى ألقاهم فجعلت أرميهم بنبلي وأقول: أنا ابن الأكوع.
واليوم يوم الرضع، فأخذتها منهم وأقبلت أسوقها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألته أن يبعث معي نفرًا فقال:"يابن الأكوع ملكت فأسجح" قال الحافظ: أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي وأخرجه مسلم من طريق أخرى وساق القصة مطولة جدًّا ولم يخرجها البخاري من أجل عكرمة بن عمار كما قدمناه اهـ. قوله: (يوم الرضع) أي يوم هلاك اللئام وهم الرضع من قولهم لئيم راضع أي رضع اللؤم في بطن أمه وقيل: لأنه يمص حلمة الناقة لئلا يسمع السؤال والضيفان صوت الحلاب فيقصدوه وقيل: لأنه يرضع طرف الخلال الذي يخلل