الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ما يقوله على الدابة الصعبة
رويناه في كتاب ابن السني عن السيد الجليل المجمع على جلالته وحفظه وديانته وورعه ونزاهته وبراعته أبي عبد الله يونس بن عبيد بن دينار
ــ
الدجلة وكان دعاء مجرب للضالة ترد فدعا به فوجد الفص في وسط أوراق كان يتصفحها وعن أبي نصر السراج أن ذلك الدعاء يا جامع النّاس ليوم لا ريب فيه أجمع على ضالتي قال أبو نصر أراني أبو الطيب العتكي جزءًا فيه من ذكر هذا الدعاء على ضالة وجدها فكان الجزء أوراقًا كثيرة اهـ وذكر السخاوي في الابتهاج حديث ابن عمر الآتي والحكاية المذكورة عن جعفر الخلدي إلا أنه قال عن الكبير الصوفي السخاوي وكذا ذكر النووي في بستان العارفين أنه جربه نافعًا سببًا لوجود الضالة عن قرب وكذا عن شيخه أبي البقاء النابلسي كذلك اهـ. وأخرجه الحافظ في باب ما يقوله إذا رأى قرية يريد دخولها عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الضالة قال يقول: اللهم راد الضالة وهادي الضالة أنت
تهدي من الضلالة اردد عليَّ ضالتي بقدرتك وسلطانك فإنها من فضلك وعطائك قال الطبراني بعد أن أخرجه لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد قال الحافظ وفي أورده الحافظ ضياء الدين في الأحاديث المختارة اهـ.
باب ما يقوله على الدابة الصعبة
بفتح الصاد وإسكان العين المهملتين خلاف الذلول. قوله: (روينا في كتاب ابن السني الخ) قال الحافظ هو خبر مقطوع وراويه عنه المنهال يعني ابن عيسى قال أبو حاتم مجهول وقد وجدته عن أعلى من يونس أخرجه الثعلبي في التفسير بسنده من طريق الحكم عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال إذا استصعبت دابة أحدكم أو كانت شموصًا فليقرأ في أذنها {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} وذكره القرطبي عن ابن عباس في التفسير بغير سند ولا عز ولمخرج وهو مما يعاب به اهـ. قوله: (الجليل) أي لما أفيض عليه من أوصاف الجلال وحفظه قال في الكاشف أنه من العلماء العاملين الأثبات خرج عنه الستة. قوله: (ونزاهته) أي من دنس المخالفات قدر الطاقة. قوله: (وبراعته) بفتح الباء الموحدة بعدها راء ثم عين مهملة
البصري التابعي المشهور رحمه الله قال: ليس رجل يكون على دابة صعبة فيقول في أذنها: {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا
ــ
أي كماله في العلوم من برع في الشيء إذا تقدم فيه على الغير وفي الصحاح برع الرجل وبرع أيضًا بالضم براعة أي فاق أصحابه في العلم وغيره فهو بارع اهـ. قوله: (التابعي) هو من اجتمع بالصحابي واختلف هل تعتبر المدة في حصول ذلك ويفرق بين اعتبارها هنا وعدم اعتبارها في الصحبة بأن أنوار النبوة يحصل بها من التأثيرات المعنوية والفيوض الإلهية ما لا يحصل من الاجتماع بالصحابي في مدة أو لا يعتبر ذلك قياسًا على الاكتفاء بأصل الاجتماع في الصحبة وعلى الأول فقيل لا بد من شهر وقيل أربعة أشهر وقيل سنة وقيل غير ذلك ودلائل ذلك في كتب أصول الفقه. قوله: (ما من رجل وفي نسخة ليس من رجل) أي ومثله المرأة وذكر لأنه الأشرف أو لأنه الأغلب في معناه مثل ذلك والله أعلم. قوله: (أفغير دين الله) الهمزة للاستفهام والمراد منه الإنكار والتوبيخ أي فبعد وضوح الدلائل أن دين إبراهيم هو دين الإسلام (تبغون) قرئ بالفوقية أي تطلبون يا معشر اليهود والنصارى وقرئ بالتحتية ردًّا على قوله تعالىِ: {فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} قوله: (وله أسلم) أي خضع وانقاد. قوله: (طوعًا) أي انقيادًا واتباعًا بسهولة. قوله: (وكرها) هو ما كان
لمشقة وإباء من النفس واختلف في معنى قوله تعالى: {طَوْعًا وَكَرْهًا} فقيل: أسلم أهل السموات وبعض أهل الأرض طوعًا وأسلم بعض أهل الأرض كرهًا من خوف القتل والسبي وقيل: أسلم المؤمن طوعًا وانقاد والكافر قهرًا وقيل: هذا في يوم أخذ الميثاق {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} فمن سبقت له السعادة قال: ذلك طوعًا ومن سبقت له الشقاوة قال: ذلك كرهًا وقيل أسلم المؤمن طوعًا فنفعه إسلامه يوم القيامة والكافر أسلم كرهًا عند الموت في وقت اليأس فلم ينفعه ذلك في يوم القيامة وقيل: إنه لا سبيل لأحد من الخلق إلى الامتناع على الله في مراده أما المسلم فينقاد الله فيما أمره به أو نهاه عنه طوعًا وأما الكافر فينقاد لله كرهًا في جميع ما يقضي عليه ولا يمكنه دفع قضائه