الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب السادس: نقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها
ومن الظواهر التي في رواية ورش: نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها: إذ يعتبر هذا الأصل من مميزات رواية ورش (1).
ونقل الحركة هو أحد أقسام التسهيل كما قلنا سابقاً وهي لغة أهل الحجاز (2).
وينقل ورش حركة الهمزة إلى الساكن قبلها ويحذف الهمزة وذلك بأربعة شروط:
1 -
أن يكون الحرف المنقول إليه ساكناً، واحترز من المتحرك مثل (فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فلا ينقل إليه.
2 -
أن يكون منفصلاً واحترزعن المتصل مثل (القرآن)، (ويسألونك) فلا ينقل إليه.
3 -
أن يكون الساكن قبل الهمزة واحترز من أن يكون بعده مثل (الله أعلم) فلا ينقل إليه.
4 -
ألا يكون الساكن حرفاً من حروف المد مثل (قَاُلوا آمنَّا)، ونحو (وَفِي أَنفسكم)(3).
ومن الأمثلة على الآيات التي توفرت فيها الشروط:
- {أَنْ آمِنُواْ} [سورة آل عمران:193] وتقرأ: (أنامنوا).
- {إِنْ أَجْرِيَ إِلَاّ على} [سورة يونس:72] وتقرأ: (إنَ جْريَ).
(1) - الداني، أبو عمرو. التهذيب لما تفرد كل واحد من القراء السبعة. تحقيق: صالح حاتم الضامن، العراق، دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، 1426هـ-2006م، ص39.
(2)
- الداني، التيسير في القراءات السبع ص170. والخياط، التبصرة ص 308. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ 413.
(3)
- القاضي، النظم الجامع. ص45.
- {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [سورة المؤمنون:1] وتقرأ: (قدَ فلح).
- {تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ} [سورة آل عمران:64] وتقرأ: (تعالَوِلَى).
- {وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} [سورة البقرة:14]، وتقرأ:(وإذا خلوِلاشياطينهم) مثل: {عَذَاباً أَلِيماً} [سورة النساء:18] وتقرأ (عذابَنليماً)، ويعتبر التنوين بمثابة الحرف الساكن الذي تنقل إليه حركة الهمز.
وإذا دخلت لام التعريف على كلمة أولها همزة، فإن حركة الهمزة تنقل إلى لام التعريف ثم يسقطها وله فيها وجهان حال الابتداء، نحو:{الأَرْضِ} [سورة البقرة:27]، فتقرأ:(الَرْض)، و {الْإِنسَانَ} [سورة العصر:2] فتقرأ (الِنْسان)(1).
هذا في حال وصل الكلمتين أما في حالة الوقف فإنه يقف بالسكون ويبدأ بهمزة متحركة استناداً إلى الأصل (2).
وإذا كان في الكلمة بدل نحو {وبالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [سورة البقرة:4]، و {الْإِيمَانُ} [سورة الحجرات:14]، و {الْأُولَى} [سورة الضحى:4]، يجوز للقارئ أن يبتدئ بهمزة الوصل اعتداداً بالأصل، ويجوز له ثلاثة البدل.
وله أن يبتدئ بحركة اللام اعتداداً بالعارض وهو حركة اللام، والوجهان صحيحان، وإذا اعتد بحركة اللام وابتدأ بها فليس له إلا القصر، ولا يجوز له توسط ولا إشباع (3).
(1) - وأما ميم الجمع فإن مذهب ورش يصلها بواو ولكن لا تنقل حركة الهمزة إليه خوفاً من الالتباس على أنها ضمير تثنية مثل (عليكم أنفسكم).
انظر: شكري، احمد خالد. قراءة الإمام نافع. ص 91. والقاضي، النظم الجامع. ص 45.
(2)
- مصري، الإستبرق في رواية ورش عن نافع. ص44.
(3)
- انظر: ميلودي، أعمر بن سليمان. المختصر الجامع في شرح الدرر اللوامع في أصل مقرإ الإمام نافع، ص55. والقاضي، الوافي في شرح الشاطبية. ص104.
قد تكون الهمزة في كلمة والساكن في كلمة أخرى، فينقل حركة الهمزة إلى التنوين ثم يسقطها، مثل {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} [سورة المرسلات:12] فتقرأ: (يَوْمِنُجلَتْ)، و {مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا} [سورة الأحقاف:26] فتقرأ: (شَيْئِنِذْ)(1).
- ولورش وجهان وصلاً عند قوله عز وجل: {كتابيَهْ إنّي} [سورة الحاقة:19 - 20]:
أإسكان الهاء {كتابيَهْ إني} .
ب نقل حركة الهمزة إلى الهاء فتقرأ {كتابيَهِنِّي} .
وعلى ذلك فإذا أسكنا الهاء في (كتابيه) فإننا نسكت على هاء (ماليهْ هلك) وفي حال النقل في (كتابيه إني) ندغم الهاء في (ماليه) بما بعدها فتقرأ (ماليهَّلك) لأنه جعلها كالأصلي حيث نقل إليها الحركة، والإسكانُ هو المقدم في الأداء (2)، ومن أسكن هاء كتابيه ولم ينقل إليها حركة همزة (إني)، فإنه يظهر (3) هاء (مَالِيهْ} فالإظهار مع عدم النقل والإدغام مع النقل (4).
- وينقل ورش الحركة على حرف اللين في نحو قوله عز وجل: {ابْنَيْ آدم} أسقط الهمزة ونقل حركتها إلى الياء وثلّث البدل فتقرأ (ابنَيَادم)، وقوله عز وجل:{إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءهُمْ ضَالِّينَ} [سورة الصافات:69] فتقرأ: (أَلْفَوَابَاءَهُمْ).
- وقرأ ورش قوله عز وجل: {عادا الأولى} [سورة النجم: 50] بإدغام التنوين
(1) - ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان. ج1/ 124.
(2)
- ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج1/ص 318.
(3)
- والمراد بالإظهار أن يسكت القارئ سكتة خفيفة من غير تنفس في حالة وصلها بكلمة (هلك).
(4)
- القاضي، النظم الجامع. ص47.
في اللام بعد نقل حركة الهمزة إليها وصلاً فتقرأ: (عادَ لّولى)، مع عدم تثليث البدل في (الأولى) فإذا ابتدأت ب {الأولى} يجوز له وجهان:
أإثبات همزة الوصل قبل الواو واللام وبضم (اللام) فتقرأ: (اَلُولى).
ب إسقاط همزة الوصل اعتدادا بالعارض وبضم (اللام) فتقرأ: (لُولى)(1).
- في قوله عز وجل {ردءاً يصدقني} [سورة القصص:34] أسقط الهمزة ونقل حركتها إلى الدال مع بقاء التنوين وصلاً، ويوقف عليها بمد العوض دون همز (رداً) مخالفاً لقاعدته، لأنه لا ينقل في الكلمة الواحدة، وأسكن ياء {يصدقني} (2).
(1) - الداني، التيسير في القراءات السبع. ج1/ 205. الدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 523. والمتولي. فتح المغني وغنية المقرئ. ص31.
(2)
- القاضي، النظم الجامع. ص47.