الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني الراوي ورش (عثمان بن سعيد)
اسمه وكنيته:
هو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم مولى لآل الزبير بن العوام، إمام القراءة بالديار المصرية، وكنيته: أبو سعيد، ولقبه، ورش قيل: إن نافعاً لقبه ورشاً تشبيهاً له بالورشان (بفتح الواو طائر يشبه الحمامة)(1) لشدة بياضه وقيل لخفة حركته (2).
مولده:
ولد سنة عشر ومائة بقفط (بلد من صعيد مصر)(3) وأصله من القيروان (4).
شيوخه:
رحل إلى الإمام نافع بالمدينة، فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة خمس وخمسين ومائة للهجرة" (5).
(1) -ابن منظور، لسان العرب. ج6/ص372.
(2)
- وكان نافع يقول: هات يا ورشان، اقرأ يا ورشان، أين الورشان؟ ثم خفف فقيل ورش". وقيل: إن الورش شيء يصنع من اللبن، لقب به لبياضه، وقيل: لأنه كان على قِصَرِه يلبس ثياباً قصاراً، وهذا اللقب لزمه حتى صار لا يعرف إلا به، ولم يكن شيء أحب إليه منه، فيقول: أستاذي سماني به.
انظر: ابن الجزري، غاية النهاية. ج1/ص447. الداني، التيسير في القراءات السبع. ج1/ص4.
(3)
- محافظة قنا.
(4)
- ببلاد المغرب العربي.
(5)
- ابن الجزري، غاية النهاية. ج 1/ص446.
روى الإمام الذهبي نقلاً عن أبي عمرو الداني (1)،
قصة ورش عند ما جاء إلى الإمام نافع ليقرأ عليه القرآن فقال: حدث ورش عن بداية قراءته فقال خرجت من مصر لأقرأ على نافع، فلما وصلت إلى المدينة سرت إلى مسجد نافع، فإذا هي لا تطاق القراءة عليه، من كثرتهم وإنما يقرئ ثلاثين - أي آية - فجلست خلف الحلقة، وقلت لإنسان: من أكبرُ الناس عند نافع؟ فقال لي: كبير الجعفريين، فقلت: فكيف به؟ قال: أنا أجيء معك إلى منزله، وجئنا إلى منزله فخرج شيخ، فقلت: أنا من مصر، جئت لأقرأ على نافع فلم أصل إليه، وأخبرت بأنك من أصدق الناس له، وأنا أريد أن تكون الوسيلة إليه، فقال: نعم وكرامة، وأخذ طيلسانه ومضى معنا إلى نافع، فقال له الجعفري: هذا وسيلتي إليك، جاء من مصر ليس معه تجارة ولا جاء لحج، إنما جاء للقراءة خاصة، فقال: ترى ما ألقى من أبناء المهاجرين والأنصار، فقال صديقه: تحتال له، فقال لي نافع: أيمكنك أن تبيت في المسجد؟ فقلت: نعم، فبت في المسجد، فلما أن كان الفجر جاء نافع فقال: ما فعل الغريب؟ فقلت: ها أنا رحمك الله، قال أنت أولى بالقراءة، وكنت مع ذلك حسن الصوت مداداً به فاستفتحتُ فملأ صوتي مسجد رسول الله صلى الله عليه سلم فقرأت ثلاثين آية، فأشار بيده أن أسكت فسكت، فقام إليه شاب من الحلقة فقال: يا معلم أعزك الله، نحن معك وهذا رجل غريب، وإنما رحل للقراءة عليك وقد جعلتُ له عشراً وأقتصر على عشرين، فقال: نعم وكرامة، فقرأتُ عشراً، فقام فتى
(1) - اسمه أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان بن سعيد بن عمر الداني، ولد سنة 371هـ بمدينة قرطبة، قرأ على عبد العزيز بن جعفر وفارس بن أحمد، وطاهر بن غلبون، وغيرهم، من أشهر كتبه "جامع البيان" في القراءات السبع و"التيسير" في القراءات السبع، توفي سنة 444هـ انظر ابن الجزري: غاية النهاية 1\ 503 - 505.