الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المائة الصابرة هم رجال فقرأها بالياء لموضع التذكير" (1).
قوله: {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضُعْفاً} ، {وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً} [66]
قرأ ورش: {ضُعْفاً} بضم الضاد، وقرأ حفص:{ضَعْفاً} بفتح الضاد (2).
والضم لغة قريش وهو مصدر ضَعُفَ مثل " قرب قُرباً، والفتح لغة تميم". وهو مصدر ضَعُفَ ضَعفاً (3). قال الزجاج:" والمعنى في القراءتين واحد، يقال: هو الضَعْف والضُعف والمَكْث والمُكْث والفَقر والفُقر"(4).
سورة التوبة
قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرُ ابْنُ اللهِ} {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ} [30]
قرأ ورش {عُزَيْرُ} بغير تنوين، وعزيرُ خبر لمبتدأ محذوف تقديره "هذا عزير بن الله" أو أن أصلها التنوين فحذف تخفيفاً (5).
قال الزجاج:" يجوز حذف التنوين لالتقاء الساكنين، وقد رُوي {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدُ} [سورة الإخلاص:1] فحذف التنوين لسكونه وسكون اللام، فكذلك
(1) -
…
أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة، ج2/ص121. ومحيسن، محمد سالم. المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر، ج2/ص184.
(2)
-
…
الخياط، علي بن فارس. التبصرة في قراءات الأئمة العشرة. تحقيق: رحاب محمد مفيد، الرياض- السعودية، مكتبة الرشد، ط:1، 1428هـ - 2007، ص281. وابن مهران الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص190.
(3)
-
…
الفراء، معاني القرآن. ج1/ص477، والمهدوي، شرح الهداية، ج1/ 324.
(4)
-
…
الزجاج، إبرهيم بن السري. معاني القرآن وإعرابه. ج2/ 477.
(5)
-
…
الزجاج، إبرهيم بن السري. معاني القرآن، ج1/ص391. المهدوي. شرح الهداية. ج1/ص328، والطبري، التلخيص في القراءات الثمان، ص:279.
حذف التنوين من (عزير ابن الله)، لسكونه وسكون الباء (1).
وقرأ حفص: {عُزَيْرٌ} بالتنوين، وهو مبتدأ، وابن خبر عن عزير، فنُوّن من أجل حاجة الكلام إليه، كقولك: محمد بن عمنا وإن كان في الأصل عربياً، وهو يشبه في التصغير نُصيْراً، وإن كان في الأصل أعجمياً، فوجه الصرف فيه التخفيف، وقال النحاس:"والدليل على صحة الصرف أن هارون قال:" سألت أبا عمرو عن عزيرٍ، فقال: أنا أصرف" (2).
قوله: {يضاهون قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} {يضاهِئُون قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [30]
قرأ: ورش {يضَاهُون} بغير الهمزة والهاء مضمومة، قال الزجاج "يضاهون" يشابهون، والأكثر ترك الهمز (3).
قرأ حفص {يضاهِئُون} الهاء مكسورة وبعدها همزة مضمومة بمعنى يشابهون أيضاً، قال الرازي:" وقال أحمد بن يحيى: لم يتابع عاصما أحد على الهمزة"(4).
واللغتان مستعملتان، ومعناهما واحد، المضاهاة، المشابهة، يقال ضاهأ وضاهى وضاهيت وضاهأت، وهو مثل: أرجأ وأرجى. الأولى لغة عامة العرب، والثانية لغة ثقيف (5).
(1) -
…
الزجاج. معاني القرآن وإعرابه، ج3/ص357. والفراهيدي، الخليل بن أحمد. الجمل في النحو. تحقيق: فخر الدين قباوة (دار النشر غير معروفة)،ط:5، 1416هـ 1995م، ج1/ص238.
(2)
-النحاس، حجة القراءات، ج1/ص316، وابن الجزري، تحبير التيسير في القراءات العشر، ج1/ص389.
(3)
-الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، ج1/ص291، والقيسي، مكي بن أبي طالب. الكشف عن وجوه القراءات وعلله. ج1/ص502.
(4)
-أبو عمرو الداني. التهذيب لما انفرد كل واحد من القراء السبعة، ص114.
(5)
-المهدوي، شرح الهداية، ج1/ص328، والنحاس. معاني القرآن، ج3/ص200.
قوله: {يَضِلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ} {يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ} [37]
قرأ ورش: {يَضِلُّ} بفتح الياء وكسر الضاد من ضلَّ، على معنى يضلون أنفسهم بتحليلهم الشهر الحرام عاماً وتحريمهم له عاماً، ويقوي ذلك أن بعده قوله عز وجل:{يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً} (1). وقرأ حفص: {يُضَلُّ} بضم الياء وفتح الضاد مبنياً للمجهول، من أضلَّ، على معنى يضل به الذين كفروا غيرهم من أتباعهم، بدليل أن بعده قوله عز وجل:{زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ} على ما لم يسم فاعله (2)، فالفعلان مستندان إلى الذين كفروا (3).
قوله: {وَيِقُولُونَ هُوَ أُذْنٌ قُلْ أُذْنُ خَيْرٍ لَّكُمْ} {وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ} [61]
قرأ ورش: {أُذْنٌ قُلْ أُذْنُ} بإسكان الذال فيهما في كل القرآن (4)، وذلك لاستثقال ثلاث ضمات متتالية، فسكن الذال. وقرأ حفص {أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ} بضم الذال وهو الأصل (5).
وقال المهدوي: لغتان: الأولى لغة بني بكر بن وائل، وتميم، والثانية لغة عامة العرب. وقال مكي: "أي هو مستمع خير لكم أي هو مستمع ما يحب استماعه وقابل ما
(1) - فكانوا يحرمون المحرم عاماً، ويحرمون صفر عاماً، ويستحلون المحرم وهو" النسيء".انظر: أبا حيان. البحر المحيط. ج5/ص40، وأبا عمرو الداني، جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ص 1152.
(2)
-ابن الجزري، تحبير التيسير في القراءات العشر، ج1/ص390. النحاس، معاني القرآن، ج3/ص208.
(3)
-ابن مجاهد. السبعة في القراءات، ص315. ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير، ج3/ص437.
(4)
- وقد تقدم توجيه مثلها في سورة المائدة [الآية:45]، والنساء [الآية: 19].
(5)
- النحاس. معاني القرآن، ج3/ص228. وابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان، ج2/ص317.
يحب قبوله (1)، والمراد بالأذن هنا جملة، أي صاحب أذن وهو النبي / أي هو مستمع خير وصلاح لا مستمع شر وفساد (2).
قوله: {إِن يُعْفَ .... تُعَذَّبْ طَآئِفَةٌ} {إِن نَّعْفُ .... نُعَذِّبْ طَآئِفَةً} [66]
قرأ ورش: {يُعْفَ .... تُعَذَّبْ طَآئِفَةٌ} بالياء في الفعل الأول، وبالتاء في الفعل الثاني، على البناء لمالم يسم فاعله فيهما (3).
وقرأ حفص: {نَّعْفُ
…
نُعَذِّبْ طَآئِفَةً}، بنون العظمة فيهما، وهما مبنيان للمعلوم وهو الله عز وجل ، ونصب طائفة على المفعول به (4).
قوله: {قُرُبَاتٍ ..... أَلا إِنَّهَا قُرُبَةٌ} {قُرُبَاتٍ .... أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ} [99]
قرأ ورش: {قُرُبَةٌ} بضم الراء (5). وقرأ حفص: {قُرْبَةٌ} بسكون الراء، وهما لغتان، والضم هو الأصل، والإسكان للتخفيف، ولم يختلفا في {قُرُبات} أنه بالضم.
قال أبو حيان: "فإن كان جمع قربة، فجاء الضم على الأصل في الوضع، وإن كان جمع قربة بالسكون فجاء الضم اتباعاً لما قبله كما قالوا:" ظلمات في جمع ظلمة" (6).
(1) - القيسي. مشكل إعراب القرآن. ج1/ص330.
(2)
- قال أبو حيان في سبب نزول هذه الآية:" كان قدام بن خالد، وعبيد بن هلال، والجلاس بن سويد في آخرين يؤذون الرسول صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم: لا تفعلوا، فإنا نخاف أن يبلغه فيوقع بنا، فقال الجلاس:" بل نقول بما شئنا فإنّ محمداً أذن سامعة ثم نأتيه فيصدقنا" فنزلت الآية. انظر: أبا حيان. البحر المحيط. ج5/ص64.
(3)
- ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص 316، والنحاس. إعراب القراءات السبع. ج2/ص226.
(4)
- الداني. جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ 1154، وابن خالويه. الحجة في القراءات السبع. ج1/ص176.
(5)
- أبو حيان. البحر المحيط. ج5/ص96. وأبو عمر الداني، التيسير في القراءات السبع، ص:204.
(6)
- أبو عمر الداني. جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ص1156، وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج1/ص 362.
قوله: {إِنَّ صلواتِك سَكَنٌ لَّهُمْ} {إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} [103]
قرأ ورش: {إِنَّ صلواتِك} بالجمع وكسر التاء، على أنه جمع مؤنث سالم (1).
قرأ حفص: {صَلَاتَكَ} (2) بالتوحيد، لأنه مصدر، والمصادر قد تجمع كما في قوله عز وجل:{إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [سورة لقمان: 19]، والمراد بجمع الصلاة هنا: الجنس، لأن معناها الدعاء وهو صنف واحد (3).
قوله: {الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً} {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً} [107]
قرأ ورش: {الَّذِينَ} بحذف الواو وهو جائز (4)، وقرأ حفص {وَالَّذِينَ} بإثبات الواو، وهو عطف جملة على جملة (5).
والقراءتان بنفس المعنى، وحذف الواو موافقة لرسم مصحف المدينة والشام، والإثبات موافقة لرسم مصحف مكة والبصرة والكوفة (6).
قوله: {أُسِّسَ بُنْيَانُهُ. . . أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانُهُ} {أَسَّسَ بُنْيَانَهُ. . . أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} [109]
(1) - ابن الجزري. النشر في القراءات العشر. 2/ 281.
(2)
- هنا وفي سورة هود [الآية:87].
(3)
- ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان، ج2/ص59. ومحيسن، محمد سالم. المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة، ج2/ 214.
(4)
- ابن الجزري، تحبير التيسير في القراءات العشر، ج1/ص394، والنحاس. معاني القرآن، ج3/ص230.
(5)
- الطبلاوي، زين الدين منصور. الشمعة المضية بنشر قراءات السبعة المرضية. ج1/ 290. زاد المسير ج1/ص،148
(6)
- الداني، المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار. باب: ما اختلف فيه مصاحف أهل الأمصار بالإثبات والحذف، تحقيق: محمد أحمد دهمان، دمشق- سوريا، دار الفكر، ط:1، 1983م، ص104.
قرأ ورش: {أُسِّسَ بُنْيَانُهُ} بضم الهمزة وكسر السين ورفع البنيان فيهما على ما لم يسم فاعله (1)،
وقرأ حفص {أَسَّسَ بُنْيَانَهُ} بفتحهما ونصب البنيان على أنه مفعول به (2)، والقراءتان متقاربتان، وهما يرجعان إلى معنى واحد (3).
قوله: {إِلَاّ أَن تُقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} {إِلَاّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} [110]
قرأ ورش {تُقَطَّعَ} بضم التاء، على ما لم يسم فاعله (4)، قرأ حفص:{إِلَاّ أَن تَقَطَّعَ} بفتح التاء على أصل الكلمة، لأن أصلها "تتقطع" بتاءين فحذفت إحدى التاءين تخفيفاً، فالمعنيان متقاربان (5).
قوله: {كَادَ تَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ} {كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ} [117]
قرأ ورش: {تَزِيغُ} بالتاء ومن قرأ بالتاء رفع القلوب ب {كَادَ} والتقدير من بعدما كاد قلوب فريق منهم تزيغ (6)،
(1) -
…
أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة، ج2/ص339.
(2)
-
…
ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص:318، وأبو علي الفارسي، الحجة في القراءات السبع ج1/ص178.
(3)
-
…
الطبري، التلخيص في القراءات الثمان، ص:280، والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ص334.
(4)
-
…
ابن غلبون. التذكرة في القراءات الثمان. ج2 /ص360.وابن الجزري. النشر في القراءات العشر، ج2/ص211.
(5)
-
…
ابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها، ج2/ 608، والأخفش، معاني القرآن، ج1/ 336.
(6)
-
…
أبو عمرو الداني. التيسير في القراءات السبع، ص 306، وابن إدريس. الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج1/ 369،ومحسين، محمد سالم. المغني في توجيه القراءات العشر. ج2/ص22، والزجاج. معاني القرآن وإعرابه ج1/ص306، والقيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعلله. ج1/ص310.