الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإخفاء.
قال عز وجل: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} [سورة الأعراف:55]، ولكن المشهور عن نافع إظهارها (1).
2 - البسملة:
لا خلاف بين ورش وحفص بل بين القراء بأن القارئ إذا افتتح القراءة بأول سورة ماعدا التوبة يجب أن يبسمل، لكنهم اختلفوا في الوصل لأنها مرسومة في جميع المصاحف، وتركوا البسملة بين الأنفال والتوبة لأنها لم ترسم فيه، وحجة من ترك البسملة بين السور أنها ليست من القرآن إنما ثبتت في المصحف للفصل بين السور، ومن فصل بالتسمية، إما لأنها آية من القرآن أو للتبرك بذكر أسماء الله وصفاته (2).
اختلف الفقهاء في البسملة هل هي آية من كل سورة أم لا:
أولاً: الحنفية: قالوا إنها آية تامة من القرآن نزلت للفصل بين السور، وليست من الفاتحة، ومن أدلتهم كتابتها في المصاحف، مما يدلّ على أنها قرآن ولكن لا يعني ذلك أنها آية من كل سورة (3).
ثانياً: المالكية: قالوا إنها ليست من القرآن، ومن أدلتهم: حديث أنس-رضي الله عنه: " صليت خلف النبي /- وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين "وفي رواية مسلم: لا يذكرون "بسم الله الرحمن الرحيم"(4)
(1) - القيسي، الكشف عن وجوه القراءات السبع. ج1/ 12. وابن الجزري. النشر في القراءات العشر. ج1/ 199. وابن الباذش. الإقناع في القراءات السبع. 94.
(2)
-
…
القيسي، الكشف عن وجوه القراءات السبع. ج1/ 13. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص97.
(3)
-
…
الكاساني، علاء الدين. بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع. بيروت-لبنان، دار الكتاب العربي، ط 2،1982م، ج1/ص203.
(4)
- مسلم، صحيح مسلم. كتاب الصلاة، باب: حجة من قال لا يجهر بالبسملة، ج1/ص299، حديث رقم (498). عن عائشة رضي الله عنها.
وقال ابن العربي: يكفي دليلاً أنها ليست من القرآن اختلاف الناس فيها" (1).
ثالثاً: الشافعية: قالوا إنها آية من كل سورة وقراءتها واجبة في الصلاة سراً وجهراً، ومن أدلتهم: حديث أنس- رضي الله عنه عندما سئل عن قراءة رسول الله /- قال: كانت مداَ ثم قرأ" بسم الله الرحمن الرحيم"(2). واستدلوا أيضاً بوجودها في المصحف مع أن الصحابة لم يثبتوا شيئا فيها مما ليس من القرآن، فوجودها في المصحف يدل على أنها من القرآن (3).
رابعاً: الحنابلة: روي عن أحمد روايتان:
الأولى: أنها آية من الفاتحة لما روت أم سلمة-رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم وعدّها آية والحمد لله رب العالمين آيتين"، ولأن الصحابة أثبتوها في المصاحف فيما جمعوا من القرآن، فدل على أنها منها (4).
والثانية: ليست منها لما روى أبو هريرة- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثنى علي عبدي،
(1) - ابن العربي، أبو بكر محمد بن عبدالله. أحكام القرآن. تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت-لبنان، دار الكتب العلمية، ط1، 1408هـ. ج1/ص7.
(2)
4 - البخاري، صحيح البخاري. فضائل القرآن باب، مد القراءة، حديث رقم4758. ج4/ 1925.
انظر: سليمان الجمل. حاشية الجمل على شرح المنهج. لزكريا الأنصاري، بيروت-لبنان، دار الفكر (رقم الطبعة وسنة النشر غير معروفة)، ج1/ 520. والجصاص، أحمد بن علي الرازي. أحكام القرآن. تحقيق: محمد الصادق قمحاوي، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط1405هـ، ج1/ص8.
(3)
- الجصاص، أحكام القرآن. ج1/ص8.
(4)
- المرداوي، علي بن سليمان. الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل. تحقيق: محمد حامد الفقي، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، (سنة النشر غير معروفة)، ج2/ص48.