المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فرش سورة النساء - القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة

[حليمة سال]

فهرس الكتاب

- ‌شكر وتقدير

- ‌{الإهداء}

- ‌الملخص

- ‌المقدمة

- ‌أهمية الموضوع وأسباب اختياره (إشكاليات البحث):

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌صعوبات البحث:

- ‌منهجي في البحث بشكل عام:

- ‌المدخل تعريف علم القراءات، ونشأته، ومصطلحاته

- ‌المبحث الأول تعريف علم القراءات

- ‌القراءات لغة:

- ‌واصطلاحاً:

- ‌التعريف المختار:

- ‌المبحث الثاني المصطلحات المتعلقة بالقراءات

- ‌ القراءة:

- ‌ الرواية:

- ‌ الطريق:

- ‌ الوجه:

- ‌ المقرئ:

- ‌ القارىء:

- ‌ القراءة المتواترة:

- ‌ القراءة المشهورة:

- ‌ القراءة الآحاد:

- ‌ القراءة الشاذة:

- ‌ القراءات السبع

- ‌القراءات العشر

- ‌القراءات الشاذة:

- ‌ القراءات الثلاث

- ‌ والقراءات الأربع عشرة

- ‌ الأصول (أصول القراءات):

- ‌ الفرش:

- ‌ الإشباع:

- ‌ التحقيق:

- ‌ التسهيل

- ‌الإبدال

- ‌ الإسقاط:

- ‌ النقل

- ‌ الفتح:

- ‌ الإمالة:

- ‌التقليل

- ‌ الترقيق:

- ‌ التغليظ (التفخيم):

- ‌ الحذف:

- ‌ السكت:

- ‌ الوقف

- ‌ القطع:

- ‌ الصلة:

- ‌ ياءات الإضافة:

- ‌ ياءات الزوائد:

- ‌ هاء الكناية:

- ‌المبحث الثالث نشأة علم القراءات

- ‌نزول القرآن على سبعة أحرف:

- ‌ومن الأحاديث التي وردت في الأحرُف السبعة:

- ‌العلاقة بين القرآن والقراءات:

- ‌للعلماء في ذلك رأيان:

- ‌الأول: القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان:

- ‌الثاني: أن القرآن والقراءات بمعنى واحد، قال به بعض المعاصرين:

- ‌القراءات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌الحفاظ من الصحابة:

- ‌القراءات في عهد الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌القراءات في زمن التابعين وتابعيهم:

- ‌القراءات حسب أسانيدها:

- ‌قسَّم العلماء القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما:

- ‌أ- القراءة الصحيحة:

- ‌أركان القراءة:

- ‌1 - ثبوت النقل وصحة الإسناد:

- ‌2 - موافقة الرسم العثماني ولو تقديراً:

- ‌3 - موافقة اللغة العربية ولو بوجه:

- ‌ب - القراءة الشاذة:

- ‌أشهر المؤلفات في علم القراءات:

- ‌ومن كتب الأصول والتوجيهات:

- ‌الفصل الأول التعريف بكل من عاصم وحفص ونافع وورش

- ‌المبحث الأول الإمام نافع بن أبي نعيم

- ‌اسمه وكنيته:

- ‌مولده:

- ‌شيوخه وتلاميذه:

- ‌تلاميذه:

- ‌مكانته العلمية:

- ‌الإمام نافع محدثاً:

- ‌ومن الأحاديث التي رواها مما ورد في الصحاح:

- ‌زهده وورعه:

- ‌وفاته:

- ‌المبحث الثاني الراوي ورش (عثمان بن سعيد)

- ‌اسمه وكنيته:

- ‌مولده:

- ‌شيوخه:

- ‌فوائد مستنبطة:

- ‌تلاميذه:

- ‌مناقبه:

- ‌وفاته:

- ‌المبحث الثالث ترجمة الإمام عاصم بن أبي النجود

- ‌اسمه وكنيته ونسبه:

- ‌مولده:

- ‌شيوخ الإمام عاصم:

- ‌تلاميذ الإمام عاصم:

- ‌مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

- ‌زهده، وحلمه، وإتقانه للقرآن الكريم:

- ‌وفاته بالكوفة:

- ‌المبحث الرابع الراوي حفص بن سليمان

- ‌اسمه ومولده:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌رحلته في طلب العلم:

- ‌علمه وضبطه للقراءة:

- ‌أقوال العلماء فيه:

- ‌أولا: أشهر أقوال المُجَرِّحِين:

- ‌ثانياً: أقوال المُوَثِّقِين:

- ‌سبب التضعيف:

- ‌وفاته:

- ‌الفصل الثاني أصول روايتي ورش وحفص

- ‌المبحث الأول أصول رواية ورش

- ‌التمهيد:

- ‌والأصول لغة:

- ‌المطلب الأول: الاستعاذة والبسملة

- ‌أولاً: الاستعاذة:

- ‌حكم الاستعاذة:

- ‌الجهر والإسرار بالاستعاذة:

- ‌ثانياً: البسملة:

- ‌حكم البسملة في أول السورة:

- ‌المطلب الثاني: هاء الكناية

- ‌الهاء في اللغة على أربعة أنواع:

- ‌المطلب الثالث: ميم الجمع

- ‌وتقسم ميم الجمع إلى ثلاثة أقسام:

- ‌المطلب الرابع: المد والقصر

- ‌منهج ورش في المد المتصل:

- ‌منهجه في‌‌ المد المنفصل:

- ‌ المد المنفصل:

- ‌منهج ورش في‌‌ مد البدلوشبيه البدل:

- ‌ مد البدل

- ‌مستثنيات البدل في رواية ورش:

- ‌يستثنى من البدل ما يلي:

- ‌منهج ورش في اللين المهموز:

- ‌منهج ورش في كلمة: "أنا"، التي وقعت قبل همزة قطع:

- ‌وثَمَّ كلمات ورد فيها الخلاف بينهما أذكرها فيما يلي:

- ‌منهج ورش في مد الصلة الكبرى:

- ‌الأمثلة:

- ‌منهج ورش في المد الذي سببه السكون الأصلي (المد اللازم):

- ‌المطلب الخامس: الهمز

- ‌أولا: الهمز المفرد وهو الذي لم يلاصق مثله وهو قسمان في رواية ورش:

- ‌ثانياً: الهمزتان من كلمة:

- ‌وقد وردت كلمة (أئمة) في القرآن الكريم في خمسة مواضع:

- ‌وجاء الاستفهام المكرر في القرآن الكريم في تسع سور:

- ‌ثالثاً: الهمزتان في كلمتين:

- ‌منهج ورش في الهمزتين المختلفتين من كلمتين:

- ‌المطلب السادس: نقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها

- ‌ومن الأمثلة على الآيات التي توفرت فيها الشروط:

- ‌المطلب السابع: الفتح والإمالة

- ‌والإمالة ضربان:

- ‌منهج ورش في الفتح والإمالة:

- ‌أولاً: الألفات المقللة قولا واحدا، دون خلاف هي:

- ‌ثانيا: الألفات التي يجوز فيها الوجهان (الفتح والتقليل): ذوات الياء

- ‌حالات ذات الياء مع البدل وذات الياء مع اللين المهموز:

- ‌أولاً: ذات الياء مع البدل:

- ‌ثانيا: ذات الياء مع اللين المهموز:

- ‌المطلب الثامن: الراءات

- ‌أمثلة للراء المفتوحة بعد كسر مباشر:

- ‌مستثنيات ورش من الراء المرققة:

- ‌ أولاً: إذا فصل بين الكسرة والراء أحد أحرف الاستعلاء التالية: الصاد والقاف والطاء

- ‌القرآن الكريم من حروف الاستعلاء بعد الراء ثلاثة فقط - الضاد والطاء والقاف

- ‌المطلب التاسع: الإدغام الصغير

- ‌المطلب العاشر: ياءات الإضافة وهي ستة أقسام

- ‌أولاً: كل ياء إضافة بعدها همزة مفتوحة فإن ورشاً يفتحها

- ‌ثانيا: كل ياء إضافة بعدها همزة قطع مكسورة فإن ورشاً يفتحها

- ‌ثالثاً: كل ياء إضافة بعدها همزة مضمومة فإن ورشاً يفتحها

- ‌رابعاً: كل ياء إضافة بعدها لام التعريف فإن ورشا يفتحها حيث وقعت

- ‌خامساً: كل ياء إضافة بعدها همزة وصل فإن ورشاً يفتحها:

- ‌سادساً: يفتح ورش ياءات الإضافة إذا لم يأت بعدها همزة في هذه المواضع فقط:

- ‌المطلب الحادي عشر: ياءات الزوائد

- ‌منهج ورش في ياءات الزوائد:

- ‌المطلب الثاني عشر: الروم والإشمام

- ‌المبحث الثاني أصول رواية حفص عن عاصم

- ‌المطلب الأول: منهج حفص في الاستعاذة والبسملة

- ‌أولاً: الاستعاذة:

- ‌ثانياً: البسملة:

- ‌مذهب حفص في البسملة بين السورتين:

- ‌1 - الأوجه الجائزة:

- ‌2 - الوجه الممتنع:

- ‌المطلب الثاني: منهج حفص في هاء الكناية

- ‌هاء الكناية لها أربع حالات:

- ‌المطلب الثالث: منهج حفص في ميم الجمع

- ‌لميم الجمع أربع حالات:

- ‌المطلب الرابع: منهج حفص في الإدغام

- ‌وهو قسمان كبير وصغير:

- ‌أ- الإدغام الكبير:

- ‌ب- الإدغام الصغير:

- ‌المطلب الخامس: منهج حفص في المد والقصر

- ‌ منهج حفص في الألفات التي تثبت وقفاً وتسقط وصلاً:

- ‌المطلب السادس: مذهب حفص في الهمز المفرد والمجتمع مع غيره

- ‌المطلب السابع: مذهب حفص في الإمالة والتسهيل والسكت وفي بعض الكلمات

- ‌المطلب الثامن: منهج حفص في تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل

- ‌المطلب التاسع: منهج حفص في الراء

- ‌أولاً: تفخيم الراء غير المتطرفة، وذلك في المواضع التالية:

- ‌ثانياً: ترقيق الراء غير المتطرفة، وذلك في المواضع التالية:

- ‌ثالثاً: تفخيم الراء المتطرفة:

- ‌رابعاً: ترقيق الراء المتطرفة:

- ‌خامساً: الحالات التي يجوز فيها التفخيم والترقيق للراء وصلاً ووقفاً:

- ‌المطلب العاشر: منهج حفص في ياءات الإضافة والياءات الزوائد

- ‌أولاً: ياءات الإضافة:

- ‌ثانيا: الياءات الزوائد:

- ‌المبحث الثالث: مقارنة بين أصول الروايتين مع التوجيه

- ‌1 - الاستعاذة:

- ‌2 - البسملة:

- ‌اختلف الفقهاء في البسملة هل هي آية من كل سورة أم لا:

- ‌3 - ميم الجمع:

- ‌4 - هاء الكناية:

- ‌5 - المدود:

- ‌الهمزتان من كلمة واحدة:

- ‌ الهمزتان من كلمة واحدة:

- ‌الهمزتان من كلمتين

- ‌الهمز المفرد

- ‌ما اختص به ورش من الأصول:

- ‌منهج ورش في النقل

- ‌علة ورش في نقل حركة الهمزة ثم حذفها بعد نقل حركتها:

- ‌وعلة ورش في نقل "ءالئن" لاجتماع الساكنين:

- ‌الألفات التي تقلل دائماً

- ‌الألفات التي يجوز فيها الوجهان (الفتح والتقليل)

- ‌ما وقع فيه الخلاف

- ‌التقليل حالة الوقف دون الوصل

- ‌منهج ورش في تغليظ اللامات

- ‌توجيه منهج ورش في اللامات

- ‌منهج ورش في الراء

- ‌أولاً: حالات الترقيق

- ‌ثانيا: حالات التفخيم

- ‌ثالثاً: ما فيه الوجهان:

- ‌رابعاً: ما اختلف فيه:

- ‌توجيه منهج ورش في القراءات:

- ‌مقارنة بين منهجي ورش وحفص في ياءات الإضافة

- ‌مقارنة بين منهجي ورش وحفص في ياءات الزوائد والتقاء الساكنين والروم والإشمام

- ‌الروم والإشمام:

- ‌الفصل الثالث فرش الحروف في روايتي ورش وحفص

- ‌المبحث الأول فرش حروف روايتي ورش وحفص

- ‌ سورة الفاتحة

- ‌{سورة البقرة}

- ‌{سورة آل عمران}

- ‌{سورة النساء}

- ‌{سورة المائدة}

- ‌{سورة الأنعام}

- ‌{سورة الأعراف}

- ‌{سورة الأنفال}

- ‌{سورة التوبة}

- ‌{سورة يونس}

- ‌{سورة هود}

- ‌{سورة يوسف}

- ‌{سورة الرعد}

- ‌{سورة إبراهيم}

- ‌{سورة الحجر}

- ‌{سورة النحل}

- ‌{سورة الإسراء}

- ‌{سورة الكهف}

- ‌المبحث الثاني: مقارنة بين فرش الروايتين مع التوجيه

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌فرش سورة آل عمران:

- ‌فرش سورة النساء

- ‌فرش سورة المائدة

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌الخاتمة

- ‌أولاً: خلاصة البحث:

- ‌ثانيا: النتائج التي توصلت إليها وتتلخص في الأمور الآتية:

- ‌ثالثاً: التوصيات:

- ‌فهرس المصادر

الفصل: ‌فرش سورة النساء

‌فرش سورة النساء

قوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَّاءلُونَ بِهِ} {وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ} {1}

قرأ ورش {تَسَّاءلُونَ} بالتشديد حيت أدغم التاء في السين لقرب مكانهما، وذلك لاجتماعهما في أنهما من حروف طرف اللسان، واجتماعهما في الهمس، وقرأ حفص {تَسَاءلُونَ بِهِ} بالتخفيف بحذف التاء الثانية لاجتماع التاءين، والقراءتان بمعنى واحد، وحذف التاء الثانية تخفيفاً ومثله {تَذَّكَرون، وتَذَكَّرُون} (1).

قوله تعالى: {الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيمًا} {الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِيَاماً} {5}

قرأ ورش {قِيمًا} بغير ألف، وهو مصدر كالقيام، وقيل: مقصور منه حذفت الألف كما حذفت في خيم وأصلها خيام، وقرأ حفص {قِيَاماً} مع الألف. وهو مصدر قام (2). وقال أبو علي الفارسي:"إن قِوَامًا وقيامَاً وقيمًا بمعنى القوام الذي يقيم الشأن"(3).

قوله تعالى: {وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةٌ فَلَهَا النِّصْفُ} {وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ} {11}

قرأ ورش {وَاحِدةٌ} بالرفع على معنى وإن وقعت أو وجدت واحدة، على جعل {كان} تامة و {واحدة} فاعل، مثل قوله عز وجل {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} {البقرة280} ،

(1) - محيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ص398. وابن الجزري، النشر. ج2/ص186.

(2)

- ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 226. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص242.

(3)

- أبو علي الفارسي، الحجة في علل القراءات السبع. ج3/ص7. وله، الحجة للقراء السبعة. ج1/ص67.

ص: 281

وقرأ حفص {وَاحِدَةً} بالنصب، خبر {كان} على إضمار الاسم، والتقدير إلا أن تكون المذكورة واحدة. (1) قال ابن إدريس:"المختار النصب لأنه أبين في المعنى"(2)، وهذا هو المختار لديه حال قراءته، وليس ذلك ترجيحاً كما سبق الحديث عن ذلك أكثر من مرة.

قوله تعالى: {يُوصِى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ} {يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ} {12}

قرأ ورش {يُوصِي} بكسر الصاد مبنياً للمعلوم، وقرأ حفص {يُوصَى} بفتح الصاد مبنياً للمجهول (3). ومن فتح الصاد بناه لما لم يسم فاعله، على أنه ليس يراد به شخص معين إنما هو شائع لجميع خلق الله (4). ومن كسر الصاد فالفاعل مضمر وهو الميت، والتقدير: من بعد وصية يوصِي بها الميت أو دين (5).

قوله تعالى: {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ نُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ} {وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ} {13 - 14}

قرأ ورش {نُدْخِلْهُ} بنون العظمة في الموضعين، وقرأ حفص {يُدْخِلْهُ} بالياء (6)، والقراءتان لهما وجه في اللغة، فمن قرأ بالنون فقد رجَّعَ الفعلَ إلى إخبار

(1) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج1/ص128.

(2)

- ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص192. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص478.

(3)

- الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص 177. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص261.

(4)

- القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص382.

(5)

- المهدوي، شرح الهداية. ج1/ص246.

(6)

- ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج2/ص391. وابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص229.

ص: 282

الله عز وجل عن نفسه بنون العظمة، كما قال {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} {الإسراء1} ثم قال عز وجل:{وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ} {الإسراء2} (1)، ومن قرأ بالياء يكون الفاعل ضميراً مستتراً يعود إلى الله عز وجل، ولأن قبله قوله عز وجل:{وَمَن يُطِعِ اللهَ} (2).

قوله تعالى: {وأَحَلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ} {وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ} {24}

قرأ ورش {أَحَلَّ} بفتح الهمزة والحاء، وقرأ حفص {أُحِلَّ} بضم الهمزة وكسر الحاء (3). فعلى قراءة ورش يكون مبنياً للمعلوم، وهو معطوف على الفعل الناصب لـ {كتاب الله عليكم} . وعلى قراءة حفص يكون مبنياً لما لم يسمَّ فاعله، وهو معطوف على {حُرمَت} ، لأن معناه: كتبَ الله كتاباً عليكم، وأحل لكم، لأن ذلك أقرب إلى ذكر الله (4).

قوله تعالى: {وَنُدْخِلْكُم مَدْخَلاً كَرِيماً} {وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً} {31}

قرأ ورش {مَدْخَلاً} بفتح الميم، من {دخل} وهو اسم مكان أو هو مصدر، وقرأ حفص بضم الميم (5) وهو اسم مكان كذلك أو هو مصدر، كقوله عز وجل: {مُدْخَلَ صِدْقٍ

(1) - ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص194.

(2)

- محيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ص401.

(3)

- ابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ج2/ص265. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص186.

(4)

- ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج/ص132. وله، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص122.

(5)

- ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 226. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص242.

ص: 283

مُخْرَجَ صِدْقٍ} {الإسراء: 80} ولذلك لم يختلفا فيهما (1).

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ} {وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُم} {33}

قرأ ورش {وَالَّذِينَ عَاقَدَتْ} بإثبات الألف، وقرأ حفص {عَقَدَتْ} بترك الألف (2).

فعلى قراءة ورش جعله على المفاعلة من الفريقين (3). وعلى قراءة حفص جعله صفة محذوفة والمعنى والذين عقدت أيمانكم لهم الحلف (4).

قوله تعالى: {وَإِن تَكُ حَسَنَةٌ يُضَاعِفْهَا} {وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا} {40}

قرأ ورش {حَسَنَةٌ} برفع التاء، وقرأ حفص {حَسَنَةً} بنصب التاء (5)، فعلى رواية ورش بالرفع بمعنى: وإن وجدت أو تقع حسنة، على جعل {تَكُ} تامة، و {حَسَنَةٌ} فاعل كقوله عز وجل:{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ} {البقرة280} ، وعلى قراءة حفص بالنصب على أنه خبر {تَكُ} على إضمار الاسم، والتقدير: وإن تكن الفعلةُ حسنةً (6).

(1) - ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج/ص132.

(2)

- الأصفهاني، ابن مهران. المبسوط في القراءات العشرص178. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص 250.

(3)

- وهي المحالفة في الجاهلية أنه يواليه ويرثه ويقوم بثأره فأمروا بالوفاء لهم ثم نسخ ذلك بآية المواريث.

(4)

- ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج/ص132. وله، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص122.

(5)

- الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص 180. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص 263.

(6)

- ابن خالويه، إعراب القراءات السبع. ج1/ص128.

ص: 284

قوله تعالى: {لَوْ تَسَّوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} {لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ} {42}

قرأ ورش {لَوْ تَسَّوَّى} بفتح التاء وتشديد السين، وقرأ حفص {لَوْ تُسَوَّى} (1).

وأصله: لو تتسوى فأدغمت التاء في السين لقربها منها، وأما تشديد السين فعلى إدغام إحدى التاءين، فأما قراءة ورش حيث أسند الفعل إلى الأرض، ومعناه: ود الذين كفروا لو جعلوا تراباً فكانوا هم والأرض سواء، كما في قوله عز وجل {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً} (2) {النبأ40}. وأما قراءة حفص: فعلى ما لم يسم فاعله، ومعناه: ودوا أنهم لم يبعثوا، لأن الأرض كانت مستوية بهم قبل خروجهم، وقال قتادة: ودوا لو تخرقت بهم الأرض فساخوا فيها (3).

قوله تعالى: {كَأَن لَّمْ يَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} {كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} {73}

قرأ ورش {يَكُن} ،وقرأ حفص {تَكُن} (4) فقراءة ورش بالياء لأن تأنيثه ليس بحقيقي، أو لأن معناها وُدُّ،

(1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 234. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 244.

(2)

-

عن أبي هريرة "إذا حشر الله الخلائق قال للبهائم والطير: كوني تراباً فعندها يقول الكافر يا ليتني كنت تراباً"

انظر ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. ج4/ص476. والعسقلاني، أحمد بن علي بن حجر. فتح الباري شرح صحيح البخاري. تحقيق: محب الدين الخطيب دار المعرفة، بيروت- لبنان، (سنة الطباعة غير معروف). ج6/ص343.

(3)

- ابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج2/ص86. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها، ج1/ص417.

(4)

- الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 245. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص187.

ص: 285

وقراءة حفص أنه أتى بالكلام على لفظ تأنيث {مَوَدَّةٌ} (1).

قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَلَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً} {وَلَا تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِناً} {94}

قرأ ورش {السَلَمَ} بدون ألف، وقرأ حفص بإثبات الألف (2). فقراءة ورش، على أنه من الاستسلام، بدليل قوله عز وجل:{وَأَلْقَوْاْ إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ} أي استسلموا لأمر الله، وقراءة حفص على أنه أراد التحية، لأن الرجل سلّم عليهم فقتلوه، ظناً بأنه فعل ذلك خوفاً من القتل، فعاتبهم الله (3).

قوله تعالى: {غَيْرَ أُوْلِي الضَّرَرِ} {غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} {95}

قرأ ورش {غَيْرَ} بنصب الراء، وقرأ حفص {غَيْرُ} بالرفع (4).

فقراءة ورش، على أنه استثناء منقطع، ويجوز أن يكون منصوباً على الحال، بمعنى: لايستوي القاعدون حال صحتهم، وعلى قراءة حفص جعله صفة أو بدلاً من {الْقَاعِدُونَ} بمعنى {إلا} (5).

قوله تعالى: {أَن يَصَّالَحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً} {أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً} {128}

(1) - ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 125. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ص252.

(2)

- الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص180. والداني، التيسير في القراءات السبع. ص 263. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص392.

(3)

- قال ابن عباس "كان رجل في غنيمته فلحقه المسلمون فقال: السلام عليكم فقتلوه وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك {ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا} قال ابن عباس: عرض الدنيا تلك الغنيمة. انظر: ابن كثير، تفسير القرآن العظيم. ج1/ص539.

(4)

- ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 238. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص246.

(5)

- القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1/ص396. ومحيسن، المغني في توجيه القراءات العشر المتواتر. ج1/ص417. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص126.

ص: 286

قرأ ورش {أَن يَصَّالَحَا} بفتح الياء وتشديد الصاد، وقرأ حفص {أَن يُصْلِحَا} (1).

قال المهدوي: "هما لغتان متقاربتان مستعملتان، فالقراءتان بمعنى واحد"(2) فرواية ورش، على أن الأصل فيه {يتصالحا} فأسكن التاء وأدغمها في الصاد، لقربها منها، وعلى رواية حفص من الإصلاح، أي يصلح كل واحد منهما (3).

قوله تعالى: {وَقَدْ نُزِّلَ عَلَيْكُمْ} {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ} {140}

قرأ ورش {نُزِّلَ} بضم النون وكسر الزاي، وقرأ حفص {نَزَّلَ} . بفتح النون والزاي (4).

فأما رواية ورش فعلى البناء للمجهول، وما بعدها في محل رفع نائب فاعل، كقوله عز وجل:{لتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} {النحل:44} . وأما رواية حفص فعلى البناء للمعلوم، والفاعل ضمير يعود إلى الله عز وجل، كقوله في نفس الآية:{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} (5).

قوله تعالى: {إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} {إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ} {145}

(1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 238، والداني، التيسير في القراءات السبع. ص 266. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص190.

(2)

- المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 258. وابن أبي مريم. الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج1/ص426.

(3)

- القيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ج1 /ص398.

(4)

- ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 234. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 244.

(5)

- أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة. ج2/ص97.

ص: 287