الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كالراء واللام، وغير هذه القواعد والأصول والفرش مع التوجيه، وأما الفصل الثالث، فقد كان آخر فصول هذا البحث وتناولت فيه فرش الحروف من أول سورة البقرة إلى آخر سورة الكهف. ووجه الخلاف بين الروايتين مع التوجيه.
ثانيا: النتائج التي توصلت إليها وتتلخص في الأمور الآتية:
- إن الاختلاف في القراءات القرآنية هو اختلاف تنوع وتغاير يقوم على الخلافات اللغوية لفظا ومعنى أو من حيث اللفظ فقط دون المعنى، وليس من ذلك أي اختلاف يؤدي إلى التناقض أو التضاد، فهذا خلاف منفي عن كتاب الله تعالى.
- وإن من مقاصد هذا الاختلاف تكثير المعاني الكريمة في الآية الواحدة، فكانت كل قراءة تلقي الضوء على جانب معين لم تبينه القراءة الأخرى أو الرواية، مما جعل الآية الواحدة بمثابة الآيات المتعددة بعدد الخلاف الذي فيها.
- جميع الاختلافات التي وقعت بين القراءات المتواترة _ ومنها روايتا ورش وحفص -، ترجع إلى التلقي والمشافهة، نابعة من نزول القرآن على سبعة أحرف، ومما تلقاه الصحابة- رضوان الله عليهم- في الأخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنهم من تلقى عنه حرفا واحدا، ومنهم من تلقى أكثر من ذلك، وهم قد لقنوه لمن بعدهم وهكذا تلقته الأمة جيلا بعد جيل صحيحا متواترا.
- بطلان زعم بعض المستشرقين في أن الاختلاف في القراءات القرآنية اختلاف فيه تناقض واضطراب، أو أنه يعود إلى مسائل في الرسم بمنأىً عن الرواية والمشافهة.
- وتوصلت الدراسة إلى عدم صحة الوهم الذي يظنه بعض العامة أو من ليس له علم بالقراءات أن المراد بالأحرف السبعة هي القراءات السبع المنتشرة بين المسلمين، وبينت الدراسة بطلان هذا الكلام وأن القراءات العشر والروايات المتلقاة عنهم بالتلقي
والمشافهة، الصحيحة المنضبطة مردها إلى الأحرف السبعة نابعة منها.
- من خلال التوجيه للقراءات وقفت الباحثة على الإعجاز الإلهي المكنون في حفظ القران الكريم من التبديل أو التفسير أو التحريف.
- وبالتوجيه نفيد من توسيع الرقعة اللغوية، (نحوياً أو صرفياً أو بلاغياً)، في إجازة وجه مما قد منعه بعض النحويين أو اللغويين، فبذلك تتسع القواعد النحوية أو المظاهر اللغوية من الترادف أو المشترك أو الأضداد أو غير ذلك.
وإن الأحرف السبعة بما فيها القراءات ظاهرة هامة جاء بها القرآن الكريم من نواح لغوية وعلمية متعددة، نوجز طائفة منها فيما يلي:
أ- زيادة فوائد جديدة في تنزيل القرآن، ذلك أن تعدد التلاوة من قراءة إلى أخرى، ومن حرف لآخر قد تضيف معنىً جديداً، مع الإيجاز بكونه في آية واحدة.
ب- إظهار فضيلة الأمة الإسلامية وقرآنها، وذلك أن كل كتاب تقدم كتابنا نزوله فإنما نزل بلسان واحد، وقراءة واحدة، وأنزل كتابنا بأحرف سبعة بأيها قرأ القارئ كان تالياً لما أنزله الله تعالى.
ج- الإعجاز وإثبات الوحي، فالقرآن الكريم كتاب هداية يحمل الدعوة إلى العالم، وهو كتاب إعجاز يتحدى ببيانه هذا العالم، فبرهن بمعجزة بيانه عن حقيقة دعوته، ونزول القرآن بهذه الأحرف والقراءات تأكيد لهذا الإعجاز، والبرهان على أنه وحي الله لنبيه لهداية أهل الأرض من أوجه هذه الدلالة.
د- إن هذه الأحرف والقراءات العديدة يؤيد بعضها بعضاً من غير تناقض في المعاني والدلائل، ولا تناف في الأحكام والأوامر، فلا يخفى ما في إنزال القرآن على سبعة أحرف من عظيم البرهان وواضح الدلالة.