الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقرأ حفص: {حَصاده} بفتح الحاء، وهي لغة أهل نجد (1).
وهما لغتان مشهورتان، الحَصاد والحِصاد بمعنى واحد، ومثله: الجَذاذ والجِذاذ، والجَزار والجِزار (2).
قوله تعالى: {دِيناً قِيِّماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} {دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} [161]
قرأ ورش: {قيِّماً} بفتح القاف وكسر الياء مشددة، كما في قوله عز وجل:{وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [سورة البينة: 5]، وأصل الياء الثانية واو، (قيوم) ثم أدغمت الياء بالواو، ومعناه دين مستقيم لا عوج فيه (3).
وقرأ حفص {قِيَماً} بكسر القاف وفتح الياء مخففة، وهي مصدر لقام، كالصِغَر، مصدر لصُغَر، وهما لغتان بمعنى واحد (4). والقَيِم جمع قيمة وفيها دلالة على أن هذا الدين فيه من القيم العظيمة ما ليس في غيره من الشرائع والنحل.
سورة الأعراف
قوله تعالى: {قَلِيلاً مَّا تَذَّكَّرُونَ} {قَلِيلاً مَّا تَذَكرُونَ} [3]
قرأ ورش {تَذَّكَّرُونَ} بتاء الخطاب وتشديد الذال والأصل فيه تتذكرون بتاءين على إدغام التاء في الذال، وذلك لقرب مكان هذه من هذه. وقرأ حفص:{تَذَكرُونَ} بتاء واحدة وبتخفيف الكاف وهو كذلك في مصحف
(1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 171. وابن الباذش. الإقناع في القراءات السبع، ص399.
(2)
- ابن خالويه، إعراب القرآن. والطبري. جامع البيان عن تأويل آي القرآن. ص1405.
(3)
- القرطبي. الجامع لأحكام القرآن. ج7/ 104.
(4)
- الداني، جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ 1069. وله. التيسير في القراءات السبع ص285. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 296.
أهل العراق. والقراءتان بنفس المعنى (1).
قوله تعالى: {وَلِبَاسَ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [26].
قرأ ورش: {وَلِبَاسَ} بالنصب عطفاً على لباساً الأول وهو {لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً}
وقيل نُصب بفعل مضمر أي وأنزلنا لباس التقوى (2).
وقرأ حفص: {وَلِبَاسُ} على الابتداء والمعنى ولباس التقوى خير لكم من لباس الثياب التي تواري سوآتكم (3).
قوله تعالى: {خَالِصَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ} {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ} [32]
قرأ ورش: {خَالِصَةٌ} بالرفع على أنه خبر أي هي خالصةُ، ويجوز أن يكون خبراً ثانياً "لهي". والمعنى: قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا مشتركة، وهي لهم في الآخرة خالصة (4).
وقرأ حفص: {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ} ، بالنصب على الحال من الضمير المستقر في {الذين} " (5).
(1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 280. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 266، والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ص282. وابن خلوية، الحجة في إعراب القراءات السبع، ج1/ص224. والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج8/ص245.
(2)
- الداني، التيسير في القراءات السبع، ص 287. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص266.
(3)
- وقيل أقوال أخرى حول إعراب هذه الكلمة، انظر، ابن خلوية، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 154.
(4)
- محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج2/ 124.
(5)
- أبو حيان، تفسير البحر المحيط .. ج4/ 143.
قوله تعالى: {أَوْ أمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا} {أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا} [98](1)
قرأ ورش: {أوْ} بسكون الواو مع حذف همزة أمن ونقل حركتها إلى الواو الساكنة كقاعدته في الهمزات، وحجته في إسكان الواو جعل {أوْ} للتنويع، وذهب الدكتور محمد سالم محيسن إلى أن {أوْ} للإباحة (2)، إلا أن أبا حيان لم يرتض هذا الوجه حيث قال:"ومعناها التنويع، لا أنّ معناها الإباحة أو التخيير خلافاً لمن ذهب إلى ذلك"(3). وقرأ حفص {أَوَ} بفتح الواو على أنها همزة الاستفهام دخلت على واو العطف (4).
تعليق على من غلّط قراءة الواو بالإسكان:
اعتبر ابن إدريس (5) إسكان الواو في الآية السابقة غلَطاً، وقال- رحمه الله "لا يجوز إلا فتحها، ولا وجه لإسكانها لأن {أوْ} التي يسكن واوها هي التي تكون للشك والتخيير، لكونها دخلت عليه الشبهة ولم يعلم أنها واو عطف دخل عليها ألف استفهام، وبالتالي قد يقدر أنها بمنزلة التي للشك، وقال: "وذلك غلط" (6).
(1) - أبو حيان، تفسير البحر المحيط. ج4/ 351.
(2)
- محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج2/ 144.
(3)
- أبو حيان. البحر المحيط. ج4/ 351،
(4)
- ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان، ص342.
(5)
- أحمد بن عبد الله بن إدريس، من علماء القرن الرابع الهجري، قرأ على كثير من علماء زمانه منهم: محمد بن حيان المقرئ، وأبو الحسن المالكي، وغيرهما.
أخذت هذه الترجمة من مطلع كتابه وهو منقول من كتاب: كشف الظنون ج2/ 1623. ولم أجد فيه تاريخ وفاته.
انظر: ابن إدريس، المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 34
(6)
-
…
ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 317.
وهذا كلام مردود على صاحبه ولا أوافق ابن إدريس فيما ذهب إليه، إذ لا مجال لتغليط القراءة مادامت في السبعة المتواترة، ولم أجد من غلط هذه القراءة بما توفر لديَّ من كتب القراءات ولا أرى الترجيح بين القراءتين المتواترتين، فكيف بإنكار إحداها.
قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ تَلقَّف مَا يَأْفِكُونَ} {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} [117]
قرأ ورش: {تَلقَّف} بفتح اللام وتشديد القاف على أن أصلها تتلقف، فحذف إحدى التاءين تخفيفاً، وأبقى الأخرى مع فتح اللام وتشديد القاف، ورفع الفاء على الاستئناف أي فإنها تلقف (1).
وقرأ حفص: {تَلْقَفُ} بإسكان اللام وتخفيف القاف، على أنها من لقف يلقف ومعناها تلتقم أي تبتلع (2).
قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَيَّ أَن لَاّ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَاّ الْحَقَّ} {حَقِيقٌ عَلَى أَن لَاّ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَاّ الْحَقَّ} [105]
قرأ ورش: {حَقِيقٌ عَلَيَّ} بفتح الياء المشددة، وذلك لدخول حرف الجر على ياء المتكلم حيث اجتمع فيه ياءان فأدغمت الأولى في الثانية، وفتحت لالتقاء الساكنين (3)، لأن (حقيق وحقّ) تتعدى بعلى كما في قوله عز وجل:{فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} [سورة الصافات:31]، وقوله:{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ} [سورة الزمر:19] ،
(1) -
…
ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص290. والنحاس، إعراب القرآن. ج1/ 144.
(2)
-
…
وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع ج2/ 144.
(3)
-
…
النحاس، إعراب القراءات السبع، ج2/ 149. وابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج3/ 237.
{وَعلَيَّ} هنا بمعنى واجب أي واجب علَيَّ ألا أقول (1). وقرأ حفص: {حَقِيقٌ عَلَى} بمعنى الباء أي حقيق بألا أقول على الله إلا الحق. والقراءتان بمعنى واحد (2).
قوله تعالى: {سَنقْتُلُ أَبْنَاءهُمْ} {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ} [127]
قرأ ورش: {سَنقْتُلُ} بالتخفيف، وهو يحتمل التكثير والتقليل (3) ، وقرأ حفص {سَنقْتُلُ} بضم النون والتشديد، وهو للتكثير (4). وقال أبو حيان:"من شدد فإنه أراد تكرير القتل بأبناءٍ بعد أبناء، بدليل قول تعالى: {وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} [سورة الأحزاب:61] ، ومن خفف فإنه أراد فعل القتل مرة واحدة."(5). ودليله قوله تعالى {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} [سورة البقرة:191]
قوله تعالى: تُغْفَرْ لَكُمْ خَطِيئَاتُكُمْ} {نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ} [161]
قرأ ورش: {تُغْفَرْ} بضم التاء على أنه فعل ما لم يسم فاعله، والتاء لتأنيث"خطيئة"(6). ورفع تاء {خَطِيئَاتُكُم} على أنه نائب فاعل (7).
وقرأ حفص: {نَّغْفِرْ} بالنون، حيث جعل الفعل إخباراً عن الله- تعالى-عن نفسه بنون العظمة. وكسر التاء في {خَطِيئَاتِكُمْ} لأنه في موضع النصب،
(1) -
…
ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص159.
(2)
-
…
المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 306.
(3)
- ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص292. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 268.
(4)
-النحاس، معاني القرآن الكريم، ج1/ 41. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع، ج1/ 162.
(5)
- أبو حيان، تفسير البحر المحيط، ج4/ 367.
(6)
- الهمذاني، غاية الاختصار. ج2/ 499.
(7)
- الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ 1119.
فالقراءتان بمعنى واحد لأن الله عز وجل هو الغفور الرحيم في الحالتين (1).
قوله تعالى: {قَالُواْ مَعْذِرَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ} {قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} [164]
قرأ ورش: {مَعْذِرةٌ} بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: موعظتنا إقامة عذر إلى الله (2). وقرأ حفص: {مَعْذِرَةً} بالنصب، على أنه مصدر، أو مفعول لأجله، أي يريد معذرةً (3)، وقال النحاس في إعراب القرآن:"وقد فرق سيبويه بين الرفع والنصب، وبين أن الرفع الاختيار فقال: لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذاراً مستأنفاً من أمر ليمسوا عليه، ولكنهم قيل لهم لم تعظون؟ فقالوا موعظتنا معذرة، ولو قال رجل لرجل معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا يريد اعتذاراً لنصب، وهذا من دقائق سيبويه رحمه الله ولطائفه التي لا يلحق فيها"(4).
قوله تعالى: {من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيّاَتِهِمْ} {من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [172]
قرأ ورش: {ذُرِّيّاَتِهِم} بالألف وكسر التاء لأنه جمع مؤنث سالم، لأنه مفعول {أَخَذَ} في قوله عز وجل:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ} ، أو على حذف مضاف أي ميثاقَ ذريتاهم (5).
(1) - ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 166. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 312.
(2)
- ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 204. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص 403.
(3)
- القيسي، مشكل إعراب القرآن. ج1/ 304.والنحاس، معاني القرآن. ج3/ 94. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 313.
(4)
- النحاس، إعراب القرآن. ج2/ 158. وسيبويه، الكتاب. ج1/ 320.
(5)
- ابن مجاهد، السبعة في القراءات ص 298. وأبو الحسن، الروضة في القراءات الإحدى عشرة. ج2/ 67.
وقرأ حفص: {ذُرِّيَّتَهُمْ} بالإفراد، وفتح التاء على أنه مفعول به لـ {أَخَذَ} ، ووجه قراءة ورش بالجمع، وحفص بالإفراد، أنَّ ذرية تكون للجمع بلفظ المفرد أو بلفظ الجمع على السواء، كقوله عز وجل:{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} [سورة الإسراء:3] بمعنى جمع، وقال عز وجل:{رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [سورة آل عمران:38] يعني ولداً (1)، قال أبو علي: الذرية تكون جمعاً وتكون واحداً (2).
قوله تعالى: {ونَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} {وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [186]
قرأ ورش: {ونَذَرُهُمْ} بنون العظمة وذلك على سبيل العدول عن لفظ الغيبة إلى الإخبار، وهو أسلوب من أساليب العرب، أن الشريف منهم يخبر عن نفسه بلفظ الجمع، فنزل القرآن على لغتهم (3).
وقرأ حفص: {وَيَذَرُهُمْ} جرياً على لفظ الغيبة قبله، في قوله عز وجل:{مَن يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} فالمعنى فيه مثل النون (4).
قوله تعالى: {جَعَلَا لَهُ شِرْكاً فِيمَا آتَاهُمَا} {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُماَ} [190]
قرأ ورش: {شِرْكاً} بكسر الشين وإسكان الراء والتنوين من غير همز على المصدر
(1) - النحاس، إعراب القرآن. ج4/ 367. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 314.
(2)
- أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة ج2/ 280. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 167.
(3)
- الداني، التيسير في القراءات السبع. ص250. ولنفس المؤلف جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ 1125.
(4)
- الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج3/ 296. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج1/ 332.
وحذف المضاف، أي ذا شرك (1).
وقرأ حفص: {شُرَكَاءَ} بضم الشين والمد والهمز بدون تنوين، على أنه جمع شريك وهو ممنوع من الصرف (2).
فالمعنيان متقاربان، فمن قرأه بضم الشين فإنه جعله جمع شريك فمنعه من الصرف، ومن قرأه بكسر الشين فإنه أراد المصدر، وقال الطبري:{شِرْكاً} بكسر الشين بمعنى الشركة، و {شُرَكَاءَ} بضم الشين بمعنى جمع شريك (3).
قوله تعالى: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتْبَعُوكُمْ} {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ} (4)[193]
قرأ ورش: {لَا يَتْبَعُوكُمْ} بسكون التاء من" تبع" بمعنى لا يتبعوا آثارهم. (5)
وقرأ حفص: {لَا يَتَّبِعُوكُمْ} مشددة من اتَّبَعَ بمعنى: لا يقتدوا بهم. وقال القرطبي: "لا يتبعوكم مشدداً ومخففاً لغتان بمعنى واحد، وقال بعض أهل اللغة: أتبعه مخففاً إذا مضى خلفه ولم يدركه، واتّبعه مشدداً إذا مضى خلفه فأدركه". (6)
(1) - محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج1/ 179. والهمذاني، غاية الاختصار. ص501. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 294.
(2)
- النحاس، إعراب القرآن. ص 167. وابن زنجلة، حجة القراءات. ج1/ 304.
(3)
- الطبري، جامع البيان. ج9/ 149.
(4)
- ومثله في سورة الشعراء، الآية:{224} .
(5)
- القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج7/.342. وأبو الحسن البغدادي، الروضة في القراءات الإحدى عشرة. ج2/ 677.
(6)
- الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 271. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 205.
قوله تعالى: {وَإِخْوَانُهُمْ يُمِدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ} {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ} [202]
قرأ ورش: {يُمِدُّونَهُمْ} بضم الياء وكسر الميم، من أمدَّ يُمدُّ "الرباعي" وهو من قولك أمددت الجيش إذا زدته بمدد، ومنه قوله عز وجل:{أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} .
وقرأ حفص: {يَمُدُّونَهُمْ} بفتح الياء وضم الميم إذا جر، وهو من، مَدَّ يَمد "الثلاثي" أي يجرونهم في الغي.
قال النحاس: "وجماعة من أهل اللغة ينكرون هذه القراءة منهم: أبو حاتم وأبو عبيد، قال أبو حاتم: لا أعرف لها وجهاً إلا أن يكون المعنى يزيدونهم من الغي .... "(1)، وقال بعض المفسرين: يمدونهم في الغي أي يزينونه لهم (2)، وقيل: يمدونهم يتركونهم في الغي (3).
التعليق: نقول: لا مجال لإنكار قراءة متواترة فكتاب الله عز وجل لا يقاس على قول أهل اللغة، ومتى توفرت في الآية شروط القبول لا نلتفت إلى ما يقوله أهل اللغة، وحسبنا أن هذه الآية سبعية متفق على تواترها، بل يجب على أهل اللغة أن يستدلوا بها، على القاعدة، فالأصل القراءة، وليس القاعدة، والله تعالى أعلى وأجلّ.
(1) - النحاس، إعراب القرآن. ج2/ 172. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ 488. وأبو علي الفارسي، الحجة في علل القراءات السبع. ج2/ 288. والطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج9/ 155.
(2)
- الكلبي، محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي. التسهيل لعلوم التنزيل. بيروت-لبنان، دار الكتاب العربي، ط4، 1403هـ- 1983م، ج2/ 59. والعكبري، التبيان في تفسير غريب القرآن. ج1/ص215.
(3)
- العكبري، التبيان في تفسير غريب القرآن. ج1/ص215.