المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقرأ حفص: {حَصاده} بفتح الحاء، وهي لغة أهل نجد (1). وهما - القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة

[حليمة سال]

فهرس الكتاب

- ‌شكر وتقدير

- ‌{الإهداء}

- ‌الملخص

- ‌المقدمة

- ‌أهمية الموضوع وأسباب اختياره (إشكاليات البحث):

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌صعوبات البحث:

- ‌منهجي في البحث بشكل عام:

- ‌المدخل تعريف علم القراءات، ونشأته، ومصطلحاته

- ‌المبحث الأول تعريف علم القراءات

- ‌القراءات لغة:

- ‌واصطلاحاً:

- ‌التعريف المختار:

- ‌المبحث الثاني المصطلحات المتعلقة بالقراءات

- ‌ القراءة:

- ‌ الرواية:

- ‌ الطريق:

- ‌ الوجه:

- ‌ المقرئ:

- ‌ القارىء:

- ‌ القراءة المتواترة:

- ‌ القراءة المشهورة:

- ‌ القراءة الآحاد:

- ‌ القراءة الشاذة:

- ‌ القراءات السبع

- ‌القراءات العشر

- ‌القراءات الشاذة:

- ‌ القراءات الثلاث

- ‌ والقراءات الأربع عشرة

- ‌ الأصول (أصول القراءات):

- ‌ الفرش:

- ‌ الإشباع:

- ‌ التحقيق:

- ‌ التسهيل

- ‌الإبدال

- ‌ الإسقاط:

- ‌ النقل

- ‌ الفتح:

- ‌ الإمالة:

- ‌التقليل

- ‌ الترقيق:

- ‌ التغليظ (التفخيم):

- ‌ الحذف:

- ‌ السكت:

- ‌ الوقف

- ‌ القطع:

- ‌ الصلة:

- ‌ ياءات الإضافة:

- ‌ ياءات الزوائد:

- ‌ هاء الكناية:

- ‌المبحث الثالث نشأة علم القراءات

- ‌نزول القرآن على سبعة أحرف:

- ‌ومن الأحاديث التي وردت في الأحرُف السبعة:

- ‌العلاقة بين القرآن والقراءات:

- ‌للعلماء في ذلك رأيان:

- ‌الأول: القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان:

- ‌الثاني: أن القرآن والقراءات بمعنى واحد، قال به بعض المعاصرين:

- ‌القراءات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌الحفاظ من الصحابة:

- ‌القراءات في عهد الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌القراءات في زمن التابعين وتابعيهم:

- ‌القراءات حسب أسانيدها:

- ‌قسَّم العلماء القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما:

- ‌أ- القراءة الصحيحة:

- ‌أركان القراءة:

- ‌1 - ثبوت النقل وصحة الإسناد:

- ‌2 - موافقة الرسم العثماني ولو تقديراً:

- ‌3 - موافقة اللغة العربية ولو بوجه:

- ‌ب - القراءة الشاذة:

- ‌أشهر المؤلفات في علم القراءات:

- ‌ومن كتب الأصول والتوجيهات:

- ‌الفصل الأول التعريف بكل من عاصم وحفص ونافع وورش

- ‌المبحث الأول الإمام نافع بن أبي نعيم

- ‌اسمه وكنيته:

- ‌مولده:

- ‌شيوخه وتلاميذه:

- ‌تلاميذه:

- ‌مكانته العلمية:

- ‌الإمام نافع محدثاً:

- ‌ومن الأحاديث التي رواها مما ورد في الصحاح:

- ‌زهده وورعه:

- ‌وفاته:

- ‌المبحث الثاني الراوي ورش (عثمان بن سعيد)

- ‌اسمه وكنيته:

- ‌مولده:

- ‌شيوخه:

- ‌فوائد مستنبطة:

- ‌تلاميذه:

- ‌مناقبه:

- ‌وفاته:

- ‌المبحث الثالث ترجمة الإمام عاصم بن أبي النجود

- ‌اسمه وكنيته ونسبه:

- ‌مولده:

- ‌شيوخ الإمام عاصم:

- ‌تلاميذ الإمام عاصم:

- ‌مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

- ‌زهده، وحلمه، وإتقانه للقرآن الكريم:

- ‌وفاته بالكوفة:

- ‌المبحث الرابع الراوي حفص بن سليمان

- ‌اسمه ومولده:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌رحلته في طلب العلم:

- ‌علمه وضبطه للقراءة:

- ‌أقوال العلماء فيه:

- ‌أولا: أشهر أقوال المُجَرِّحِين:

- ‌ثانياً: أقوال المُوَثِّقِين:

- ‌سبب التضعيف:

- ‌وفاته:

- ‌الفصل الثاني أصول روايتي ورش وحفص

- ‌المبحث الأول أصول رواية ورش

- ‌التمهيد:

- ‌والأصول لغة:

- ‌المطلب الأول: الاستعاذة والبسملة

- ‌أولاً: الاستعاذة:

- ‌حكم الاستعاذة:

- ‌الجهر والإسرار بالاستعاذة:

- ‌ثانياً: البسملة:

- ‌حكم البسملة في أول السورة:

- ‌المطلب الثاني: هاء الكناية

- ‌الهاء في اللغة على أربعة أنواع:

- ‌المطلب الثالث: ميم الجمع

- ‌وتقسم ميم الجمع إلى ثلاثة أقسام:

- ‌المطلب الرابع: المد والقصر

- ‌منهج ورش في المد المتصل:

- ‌منهجه في‌‌ المد المنفصل:

- ‌ المد المنفصل:

- ‌منهج ورش في‌‌ مد البدلوشبيه البدل:

- ‌ مد البدل

- ‌مستثنيات البدل في رواية ورش:

- ‌يستثنى من البدل ما يلي:

- ‌منهج ورش في اللين المهموز:

- ‌منهج ورش في كلمة: "أنا"، التي وقعت قبل همزة قطع:

- ‌وثَمَّ كلمات ورد فيها الخلاف بينهما أذكرها فيما يلي:

- ‌منهج ورش في مد الصلة الكبرى:

- ‌الأمثلة:

- ‌منهج ورش في المد الذي سببه السكون الأصلي (المد اللازم):

- ‌المطلب الخامس: الهمز

- ‌أولا: الهمز المفرد وهو الذي لم يلاصق مثله وهو قسمان في رواية ورش:

- ‌ثانياً: الهمزتان من كلمة:

- ‌وقد وردت كلمة (أئمة) في القرآن الكريم في خمسة مواضع:

- ‌وجاء الاستفهام المكرر في القرآن الكريم في تسع سور:

- ‌ثالثاً: الهمزتان في كلمتين:

- ‌منهج ورش في الهمزتين المختلفتين من كلمتين:

- ‌المطلب السادس: نقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها

- ‌ومن الأمثلة على الآيات التي توفرت فيها الشروط:

- ‌المطلب السابع: الفتح والإمالة

- ‌والإمالة ضربان:

- ‌منهج ورش في الفتح والإمالة:

- ‌أولاً: الألفات المقللة قولا واحدا، دون خلاف هي:

- ‌ثانيا: الألفات التي يجوز فيها الوجهان (الفتح والتقليل): ذوات الياء

- ‌حالات ذات الياء مع البدل وذات الياء مع اللين المهموز:

- ‌أولاً: ذات الياء مع البدل:

- ‌ثانيا: ذات الياء مع اللين المهموز:

- ‌المطلب الثامن: الراءات

- ‌أمثلة للراء المفتوحة بعد كسر مباشر:

- ‌مستثنيات ورش من الراء المرققة:

- ‌ أولاً: إذا فصل بين الكسرة والراء أحد أحرف الاستعلاء التالية: الصاد والقاف والطاء

- ‌القرآن الكريم من حروف الاستعلاء بعد الراء ثلاثة فقط - الضاد والطاء والقاف

- ‌المطلب التاسع: الإدغام الصغير

- ‌المطلب العاشر: ياءات الإضافة وهي ستة أقسام

- ‌أولاً: كل ياء إضافة بعدها همزة مفتوحة فإن ورشاً يفتحها

- ‌ثانيا: كل ياء إضافة بعدها همزة قطع مكسورة فإن ورشاً يفتحها

- ‌ثالثاً: كل ياء إضافة بعدها همزة مضمومة فإن ورشاً يفتحها

- ‌رابعاً: كل ياء إضافة بعدها لام التعريف فإن ورشا يفتحها حيث وقعت

- ‌خامساً: كل ياء إضافة بعدها همزة وصل فإن ورشاً يفتحها:

- ‌سادساً: يفتح ورش ياءات الإضافة إذا لم يأت بعدها همزة في هذه المواضع فقط:

- ‌المطلب الحادي عشر: ياءات الزوائد

- ‌منهج ورش في ياءات الزوائد:

- ‌المطلب الثاني عشر: الروم والإشمام

- ‌المبحث الثاني أصول رواية حفص عن عاصم

- ‌المطلب الأول: منهج حفص في الاستعاذة والبسملة

- ‌أولاً: الاستعاذة:

- ‌ثانياً: البسملة:

- ‌مذهب حفص في البسملة بين السورتين:

- ‌1 - الأوجه الجائزة:

- ‌2 - الوجه الممتنع:

- ‌المطلب الثاني: منهج حفص في هاء الكناية

- ‌هاء الكناية لها أربع حالات:

- ‌المطلب الثالث: منهج حفص في ميم الجمع

- ‌لميم الجمع أربع حالات:

- ‌المطلب الرابع: منهج حفص في الإدغام

- ‌وهو قسمان كبير وصغير:

- ‌أ- الإدغام الكبير:

- ‌ب- الإدغام الصغير:

- ‌المطلب الخامس: منهج حفص في المد والقصر

- ‌ منهج حفص في الألفات التي تثبت وقفاً وتسقط وصلاً:

- ‌المطلب السادس: مذهب حفص في الهمز المفرد والمجتمع مع غيره

- ‌المطلب السابع: مذهب حفص في الإمالة والتسهيل والسكت وفي بعض الكلمات

- ‌المطلب الثامن: منهج حفص في تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل

- ‌المطلب التاسع: منهج حفص في الراء

- ‌أولاً: تفخيم الراء غير المتطرفة، وذلك في المواضع التالية:

- ‌ثانياً: ترقيق الراء غير المتطرفة، وذلك في المواضع التالية:

- ‌ثالثاً: تفخيم الراء المتطرفة:

- ‌رابعاً: ترقيق الراء المتطرفة:

- ‌خامساً: الحالات التي يجوز فيها التفخيم والترقيق للراء وصلاً ووقفاً:

- ‌المطلب العاشر: منهج حفص في ياءات الإضافة والياءات الزوائد

- ‌أولاً: ياءات الإضافة:

- ‌ثانيا: الياءات الزوائد:

- ‌المبحث الثالث: مقارنة بين أصول الروايتين مع التوجيه

- ‌1 - الاستعاذة:

- ‌2 - البسملة:

- ‌اختلف الفقهاء في البسملة هل هي آية من كل سورة أم لا:

- ‌3 - ميم الجمع:

- ‌4 - هاء الكناية:

- ‌5 - المدود:

- ‌الهمزتان من كلمة واحدة:

- ‌ الهمزتان من كلمة واحدة:

- ‌الهمزتان من كلمتين

- ‌الهمز المفرد

- ‌ما اختص به ورش من الأصول:

- ‌منهج ورش في النقل

- ‌علة ورش في نقل حركة الهمزة ثم حذفها بعد نقل حركتها:

- ‌وعلة ورش في نقل "ءالئن" لاجتماع الساكنين:

- ‌الألفات التي تقلل دائماً

- ‌الألفات التي يجوز فيها الوجهان (الفتح والتقليل)

- ‌ما وقع فيه الخلاف

- ‌التقليل حالة الوقف دون الوصل

- ‌منهج ورش في تغليظ اللامات

- ‌توجيه منهج ورش في اللامات

- ‌منهج ورش في الراء

- ‌أولاً: حالات الترقيق

- ‌ثانيا: حالات التفخيم

- ‌ثالثاً: ما فيه الوجهان:

- ‌رابعاً: ما اختلف فيه:

- ‌توجيه منهج ورش في القراءات:

- ‌مقارنة بين منهجي ورش وحفص في ياءات الإضافة

- ‌مقارنة بين منهجي ورش وحفص في ياءات الزوائد والتقاء الساكنين والروم والإشمام

- ‌الروم والإشمام:

- ‌الفصل الثالث فرش الحروف في روايتي ورش وحفص

- ‌المبحث الأول فرش حروف روايتي ورش وحفص

- ‌ سورة الفاتحة

- ‌{سورة البقرة}

- ‌{سورة آل عمران}

- ‌{سورة النساء}

- ‌{سورة المائدة}

- ‌{سورة الأنعام}

- ‌{سورة الأعراف}

- ‌{سورة الأنفال}

- ‌{سورة التوبة}

- ‌{سورة يونس}

- ‌{سورة هود}

- ‌{سورة يوسف}

- ‌{سورة الرعد}

- ‌{سورة إبراهيم}

- ‌{سورة الحجر}

- ‌{سورة النحل}

- ‌{سورة الإسراء}

- ‌{سورة الكهف}

- ‌المبحث الثاني: مقارنة بين فرش الروايتين مع التوجيه

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌فرش سورة آل عمران:

- ‌فرش سورة النساء

- ‌فرش سورة المائدة

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌الخاتمة

- ‌أولاً: خلاصة البحث:

- ‌ثانيا: النتائج التي توصلت إليها وتتلخص في الأمور الآتية:

- ‌ثالثاً: التوصيات:

- ‌فهرس المصادر

الفصل: وقرأ حفص: {حَصاده} بفتح الحاء، وهي لغة أهل نجد (1). وهما

وقرأ حفص: {حَصاده} بفتح الحاء، وهي لغة أهل نجد (1).

وهما لغتان مشهورتان، الحَصاد والحِصاد بمعنى واحد، ومثله: الجَذاذ والجِذاذ، والجَزار والجِزار (2).

قوله تعالى: {دِيناً قِيِّماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} {دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً} [161]

قرأ ورش: {قيِّماً} بفتح القاف وكسر الياء مشددة، كما في قوله عز وجل:{وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [سورة البينة: 5]، وأصل الياء الثانية واو، (قيوم) ثم أدغمت الياء بالواو، ومعناه دين مستقيم لا عوج فيه (3).

وقرأ حفص {قِيَماً} بكسر القاف وفتح الياء مخففة، وهي مصدر لقام، كالصِغَر، مصدر لصُغَر، وهما لغتان بمعنى واحد (4). والقَيِم جمع قيمة وفيها دلالة على أن هذا الدين فيه من القيم العظيمة ما ليس في غيره من الشرائع والنحل.

‌سورة الأعراف

قوله تعالى: {قَلِيلاً مَّا تَذَّكَّرُونَ} {قَلِيلاً مَّا تَذَكرُونَ} [3]

قرأ ورش {تَذَّكَّرُونَ} بتاء الخطاب وتشديد الذال والأصل فيه تتذكرون بتاءين على إدغام التاء في الذال، وذلك لقرب مكان هذه من هذه. وقرأ حفص:{تَذَكرُونَ} بتاء واحدة وبتخفيف الكاف وهو كذلك في مصحف

(1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 171. وابن الباذش. الإقناع في القراءات السبع، ص399.

(2)

- ابن خالويه، إعراب القرآن. والطبري. جامع البيان عن تأويل آي القرآن. ص1405.

(3)

- القرطبي. الجامع لأحكام القرآن. ج7/ 104.

(4)

- الداني، جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ 1069. وله. التيسير في القراءات السبع ص285. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 296.

ص: 301

أهل العراق. والقراءتان بنفس المعنى (1).

قوله تعالى: {وَلِبَاسَ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ} [26].

قرأ ورش: {وَلِبَاسَ} بالنصب عطفاً على لباساً الأول وهو {لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً}

وقيل نُصب بفعل مضمر أي وأنزلنا لباس التقوى (2).

وقرأ حفص: {وَلِبَاسُ} على الابتداء والمعنى ولباس التقوى خير لكم من لباس الثياب التي تواري سوآتكم (3).

قوله تعالى: {خَالِصَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ} {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ} [32]

قرأ ورش: {خَالِصَةٌ} بالرفع على أنه خبر أي هي خالصةُ، ويجوز أن يكون خبراً ثانياً "لهي". والمعنى: قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا مشتركة، وهي لهم في الآخرة خالصة (4).

وقرأ حفص: {خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ} ، بالنصب على الحال من الضمير المستقر في {الذين} " (5).

(1) - ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص 280. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 266، والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ص282. وابن خلوية، الحجة في إعراب القراءات السبع، ج1/ص224. والقرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج8/ص245.

(2)

- الداني، التيسير في القراءات السبع، ص 287. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص266.

(3)

- وقيل أقوال أخرى حول إعراب هذه الكلمة، انظر، ابن خلوية، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 154.

(4)

- محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج2/ 124.

(5)

- أبو حيان، تفسير البحر المحيط .. ج4/ 143.

ص: 302

قوله تعالى: {أَوْ أمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا} {أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا} [98](1)

قرأ ورش: {أوْ} بسكون الواو مع حذف همزة أمن ونقل حركتها إلى الواو الساكنة كقاعدته في الهمزات، وحجته في إسكان الواو جعل {أوْ} للتنويع، وذهب الدكتور محمد سالم محيسن إلى أن {أوْ} للإباحة (2)، إلا أن أبا حيان لم يرتض هذا الوجه حيث قال:"ومعناها التنويع، لا أنّ معناها الإباحة أو التخيير خلافاً لمن ذهب إلى ذلك"(3). وقرأ حفص {أَوَ} بفتح الواو على أنها همزة الاستفهام دخلت على واو العطف (4).

تعليق على من غلّط قراءة الواو بالإسكان:

اعتبر ابن إدريس (5) إسكان الواو في الآية السابقة غلَطاً، وقال- رحمه الله "لا يجوز إلا فتحها، ولا وجه لإسكانها لأن {أوْ} التي يسكن واوها هي التي تكون للشك والتخيير، لكونها دخلت عليه الشبهة ولم يعلم أنها واو عطف دخل عليها ألف استفهام، وبالتالي قد يقدر أنها بمنزلة التي للشك، وقال: "وذلك غلط" (6).

(1) - أبو حيان، تفسير البحر المحيط. ج4/ 351.

(2)

- محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج2/ 144.

(3)

- أبو حيان. البحر المحيط. ج4/ 351،

(4)

- ابن غلبون، التذكرة في القراءات الثمان، ص342.

(5)

- أحمد بن عبد الله بن إدريس، من علماء القرن الرابع الهجري، قرأ على كثير من علماء زمانه منهم: محمد بن حيان المقرئ، وأبو الحسن المالكي، وغيرهما.

أخذت هذه الترجمة من مطلع كتابه وهو منقول من كتاب: كشف الظنون ج2/ 1623. ولم أجد فيه تاريخ وفاته.

انظر: ابن إدريس، المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 34

(6)

-

ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ 317.

ص: 303

وهذا كلام مردود على صاحبه ولا أوافق ابن إدريس فيما ذهب إليه، إذ لا مجال لتغليط القراءة مادامت في السبعة المتواترة، ولم أجد من غلط هذه القراءة بما توفر لديَّ من كتب القراءات ولا أرى الترجيح بين القراءتين المتواترتين، فكيف بإنكار إحداها.

قوله تعالى: {فَإِذَا هِيَ تَلقَّف مَا يَأْفِكُونَ} {فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ} [117]

قرأ ورش: {تَلقَّف} بفتح اللام وتشديد القاف على أن أصلها تتلقف، فحذف إحدى التاءين تخفيفاً، وأبقى الأخرى مع فتح اللام وتشديد القاف، ورفع الفاء على الاستئناف أي فإنها تلقف (1).

وقرأ حفص: {تَلْقَفُ} بإسكان اللام وتخفيف القاف، على أنها من لقف يلقف ومعناها تلتقم أي تبتلع (2).

قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَيَّ أَن لَاّ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَاّ الْحَقَّ} {حَقِيقٌ عَلَى أَن لَاّ أَقُولَ عَلَى اللهِ إِلَاّ الْحَقَّ} [105]

قرأ ورش: {حَقِيقٌ عَلَيَّ} بفتح الياء المشددة، وذلك لدخول حرف الجر على ياء المتكلم حيث اجتمع فيه ياءان فأدغمت الأولى في الثانية، وفتحت لالتقاء الساكنين (3)، لأن (حقيق وحقّ) تتعدى بعلى كما في قوله عز وجل:{فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ} [سورة الصافات:31]، وقوله:{أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ} [سورة الزمر:19] ،

(1) -

ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص290. والنحاس، إعراب القرآن. ج1/ 144.

(2)

-

وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع ج2/ 144.

(3)

-

النحاس، إعراب القراءات السبع، ج2/ 149. وابن الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج3/ 237.

ص: 304

{وَعلَيَّ} هنا بمعنى واجب أي واجب علَيَّ ألا أقول (1). وقرأ حفص: {حَقِيقٌ عَلَى} بمعنى الباء أي حقيق بألا أقول على الله إلا الحق. والقراءتان بمعنى واحد (2).

قوله تعالى: {سَنقْتُلُ أَبْنَاءهُمْ} {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ} [127]

قرأ ورش: {سَنقْتُلُ} بالتخفيف، وهو يحتمل التكثير والتقليل (3) ، وقرأ حفص {سَنقْتُلُ} بضم النون والتشديد، وهو للتكثير (4). وقال أبو حيان:"من شدد فإنه أراد تكرير القتل بأبناءٍ بعد أبناء، بدليل قول تعالى: {وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً} [سورة الأحزاب:61] ، ومن خفف فإنه أراد فعل القتل مرة واحدة."(5). ودليله قوله تعالى {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ} [سورة البقرة:191]

قوله تعالى: تُغْفَرْ لَكُمْ خَطِيئَاتُكُمْ} {نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ} [161]

قرأ ورش: {تُغْفَرْ} بضم التاء على أنه فعل ما لم يسم فاعله، والتاء لتأنيث"خطيئة"(6). ورفع تاء {خَطِيئَاتُكُم} على أنه نائب فاعل (7).

وقرأ حفص: {نَّغْفِرْ} بالنون، حيث جعل الفعل إخباراً عن الله- تعالى-عن نفسه بنون العظمة. وكسر التاء في {خَطِيئَاتِكُمْ} لأنه في موضع النصب،

(1) -

ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص159.

(2)

-

المهدوي، شرح الهداية. ج1/ 306.

(3)

- ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص292. والطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 268.

(4)

-النحاس، معاني القرآن الكريم، ج1/ 41. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع، ج1/ 162.

(5)

- أبو حيان، تفسير البحر المحيط، ج4/ 367.

(6)

- الهمذاني، غاية الاختصار. ج2/ 499.

(7)

- الداني، جامع البيان في القراءات السبع. ج3/ 1119.

ص: 305

فالقراءتان بمعنى واحد لأن الله عز وجل هو الغفور الرحيم في الحالتين (1).

قوله تعالى: {قَالُواْ مَعْذِرَةٌ إِلَى رَبِّكُمْ} {قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} [164]

قرأ ورش: {مَعْذِرةٌ} بالرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره: موعظتنا إقامة عذر إلى الله (2). وقرأ حفص: {مَعْذِرَةً} بالنصب، على أنه مصدر، أو مفعول لأجله، أي يريد معذرةً (3)، وقال النحاس في إعراب القرآن:"وقد فرق سيبويه بين الرفع والنصب، وبين أن الرفع الاختيار فقال: لأنهم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذاراً مستأنفاً من أمر ليمسوا عليه، ولكنهم قيل لهم لم تعظون؟ فقالوا موعظتنا معذرة، ولو قال رجل لرجل معذرة إلى الله وإليك من كذا وكذا يريد اعتذاراً لنصب، وهذا من دقائق سيبويه رحمه الله ولطائفه التي لا يلحق فيها"(4).

قوله تعالى: {من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيّاَتِهِمْ} {من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} [172]

قرأ ورش: {ذُرِّيّاَتِهِم} بالألف وكسر التاء لأنه جمع مؤنث سالم، لأنه مفعول {أَخَذَ} في قوله عز وجل:{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ} ، أو على حذف مضاف أي ميثاقَ ذريتاهم (5).

(1) - ابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 166. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 312.

(2)

- ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 204. وابن الباذش، الإقناع في القراءات السبع. ص 403.

(3)

- القيسي، مشكل إعراب القرآن. ج1/ 304.والنحاس، معاني القرآن. ج3/ 94. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 313.

(4)

- النحاس، إعراب القرآن. ج2/ 158. وسيبويه، الكتاب. ج1/ 320.

(5)

- ابن مجاهد، السبعة في القراءات ص 298. وأبو الحسن، الروضة في القراءات الإحدى عشرة. ج2/ 67.

ص: 306

وقرأ حفص: {ذُرِّيَّتَهُمْ} بالإفراد، وفتح التاء على أنه مفعول به لـ {أَخَذَ} ، ووجه قراءة ورش بالجمع، وحفص بالإفراد، أنَّ ذرية تكون للجمع بلفظ المفرد أو بلفظ الجمع على السواء، كقوله عز وجل:{ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} [سورة الإسراء:3] بمعنى جمع، وقال عز وجل:{رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً} [سورة آل عمران:38] يعني ولداً (1)، قال أبو علي: الذرية تكون جمعاً وتكون واحداً (2).

قوله تعالى: {ونَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} {وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [186]

قرأ ورش: {ونَذَرُهُمْ} بنون العظمة وذلك على سبيل العدول عن لفظ الغيبة إلى الإخبار، وهو أسلوب من أساليب العرب، أن الشريف منهم يخبر عن نفسه بلفظ الجمع، فنزل القرآن على لغتهم (3).

وقرأ حفص: {وَيَذَرُهُمْ} جرياً على لفظ الغيبة قبله، في قوله عز وجل:{مَن يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ} فالمعنى فيه مثل النون (4).

قوله تعالى: {جَعَلَا لَهُ شِرْكاً فِيمَا آتَاهُمَا} {جَعَلَا لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُماَ} [190]

قرأ ورش: {شِرْكاً} بكسر الشين وإسكان الراء والتنوين من غير همز على المصدر

(1) - النحاس، إعراب القرآن. ج4/ 367. والمهدوي، شرح الهداية. ج1/ 314.

(2)

- أبو علي الفارسي، الحجة للقراء السبعة ج2/ 280. وابن خالويه، الحجة في القراءات السبع. ج1/ 167.

(3)

- الداني، التيسير في القراءات السبع. ص250. ولنفس المؤلف جامع البيان في القراءات السبع، ج3/ 1125.

(4)

- الجوزي، زاد المسير في علم التفسير. ج3/ 296. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار ج1/ 332.

ص: 307

وحذف المضاف، أي ذا شرك (1).

وقرأ حفص: {شُرَكَاءَ} بضم الشين والمد والهمز بدون تنوين، على أنه جمع شريك وهو ممنوع من الصرف (2).

فالمعنيان متقاربان، فمن قرأه بضم الشين فإنه جعله جمع شريك فمنعه من الصرف، ومن قرأه بكسر الشين فإنه أراد المصدر، وقال الطبري:{شِرْكاً} بكسر الشين بمعنى الشركة، و {شُرَكَاءَ} بضم الشين بمعنى جمع شريك (3).

قوله تعالى: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتْبَعُوكُمْ} {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ} (4)[193]

قرأ ورش: {لَا يَتْبَعُوكُمْ} بسكون التاء من" تبع" بمعنى لا يتبعوا آثارهم. (5)

وقرأ حفص: {لَا يَتَّبِعُوكُمْ} مشددة من اتَّبَعَ بمعنى: لا يقتدوا بهم. وقال القرطبي: "لا يتبعوكم مشدداً ومخففاً لغتان بمعنى واحد، وقال بعض أهل اللغة: أتبعه مخففاً إذا مضى خلفه ولم يدركه، واتّبعه مشدداً إذا مضى خلفه فأدركه". (6)

(1) - محيسن، المغني في توجيه القراءات. ج1/ 179. والهمذاني، غاية الاختصار. ص501. والدمياطي، إتحاف فضلاء البشر. ج1/ 294.

(2)

- النحاس، إعراب القرآن. ص 167. وابن زنجلة، حجة القراءات. ج1/ 304.

(3)

- الطبري، جامع البيان. ج9/ 149.

(4)

- ومثله في سورة الشعراء، الآية:{224} .

(5)

- القرطبي، الجامع لأحكام القرآن. ج7/.342. وأبو الحسن البغدادي، الروضة في القراءات الإحدى عشرة. ج2/ 677.

(6)

- الطبري، التلخيص في القراءات الثمان. ص 271. وابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ 205.

ص: 308

قوله تعالى: {وَإِخْوَانُهُمْ يُمِدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ} {وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ} [202]

قرأ ورش: {يُمِدُّونَهُمْ} بضم الياء وكسر الميم، من أمدَّ يُمدُّ "الرباعي" وهو من قولك أمددت الجيش إذا زدته بمدد، ومنه قوله عز وجل:{أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} .

وقرأ حفص: {يَمُدُّونَهُمْ} بفتح الياء وضم الميم إذا جر، وهو من، مَدَّ يَمد "الثلاثي" أي يجرونهم في الغي.

قال النحاس: "وجماعة من أهل اللغة ينكرون هذه القراءة منهم: أبو حاتم وأبو عبيد، قال أبو حاتم: لا أعرف لها وجهاً إلا أن يكون المعنى يزيدونهم من الغي .... "(1)، وقال بعض المفسرين: يمدونهم في الغي أي يزينونه لهم (2)، وقيل: يمدونهم يتركونهم في الغي (3).

التعليق: نقول: لا مجال لإنكار قراءة متواترة فكتاب الله عز وجل لا يقاس على قول أهل اللغة، ومتى توفرت في الآية شروط القبول لا نلتفت إلى ما يقوله أهل اللغة، وحسبنا أن هذه الآية سبعية متفق على تواترها، بل يجب على أهل اللغة أن يستدلوا بها، على القاعدة، فالأصل القراءة، وليس القاعدة، والله تعالى أعلى وأجلّ.

(1) - النحاس، إعراب القرآن. ج2/ 172. والقيسي، الكشف عن وجوه القراءات وعللها، ج1/ 488. وأبو علي الفارسي، الحجة في علل القراءات السبع. ج2/ 288. والطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، ج9/ 155.

(2)

- الكلبي، محمد بن أحمد بن محمد الغرناطي. التسهيل لعلوم التنزيل. بيروت-لبنان، دار الكتاب العربي، ط4، 1403هـ- 1983م، ج2/ 59. والعكبري، التبيان في تفسير غريب القرآن. ج1/ص215.

(3)

- العكبري، التبيان في تفسير غريب القرآن. ج1/ص215.

ص: 309