الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقرأ حفص: {يَوْمِئِذ} بكسر الميم (1)، فأما رواية ورش، فعلى اعتبار {يَوْمَ} و {وإذْ} اسماً واحداً دخله الإعراب في آخر الكلمة، فبُني على الفتح كما في خمسة عشر (2)، وأما قراءة حفص بكسر اليوم على الإضافة كما يكسر المضاف إليه من سائر الأسماء (3).
سورة يوسف
قوله عز وجل: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابات الْجُبِّ} {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} [10 - 15]
قرأ ورش: {غَيَابات} . بالجمع، وقرأ حفص: بالتوحيد {غَيَابَةِ} (4).
قال النحاس: "فالحجة لمن وحد أنه أراد موضع وقوعه فيه وما غيبه منه، لأنه جسم واحد شغل مكاناً واحداً والحجة لمن جمع أنه أراد ظلم البئر ونواحيه فجعل كل مكان في غيابة (5)، والمعنيان متقاربان، والغيابة كل ما غاب عنك سواء كانت واحدة أو أكثر.
قوله عز وجل: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ} {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [12]
قرأ ورش: {يَرْتَعِ} بكسر العين وقرأ حفص: {يَرْتَعْ} بسكون العين (6).
(1) - ابن مهران الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص:240، وأبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع. ص:250 ابن الجزري، تحبير التسبير. ص:3406.
(2)
- ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص397.
(3)
- المهدوي، شرح الهداية، ج1/ص349.
(4)
- الدمياطي. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج2/ 104، والقيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ص:514.
(5)
- أبو علي الفارسي، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص19.
(6)
- ابن مهران الأصفهاني. المبسوط في القراءات العشر. ص:245. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج2/ 673، وابن زنجلة. حجة القرآن. ج1/ 356، وأبو حيان. البحر المحيط. ج5/ص277.
وحجة ورش في كسر العين أنه من: ارتعى يرتعي، مجزوم، لأنه جواب الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وهو بمعنى: نتحارس ويرعى بعضنا بعضا، يقال رعاك الله، أو من الرعي، وحجة قراءة حفص بجزم العين فهو من رتع يرتع "الثلاثي الصحيح" وعلامة جزمه السكون، وهو بمعنى: أن ترسله يرعى الماشية ويأكل ويلعب (1).
قوله عز وجل: {وَقَالَتْ هِيتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ} {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ} [23]
قرأ ورش: {هِيتَ} بكسر الهاء، وقرأ حفص:{هَيْتَ} بفتح الهاء والتاء أي هلم وتعال (2). قال الزجاج: أما فتح التاء في هيت فلأنها بمنزلة أصوات ليس منها فعل يتصرف ففتحت التاء لسكونها وسكون الياء (3)، وكلمة {هيت} فيها لغات مستعملة وكلها بمعنى واحد.
قال في مغني اللبيب: "فمن قرأ بهاء مفتوحة وياء ساكنة وتاء مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة فـ "هيت" فعلى أنه اسم فعل"(4) وقال الفراء: "ويقال: إنها لغةٌ لأهلِ حوران سَقَطَتْ إلى مكة فتكلّموا بها، قال: وأهل المدينة يقرؤون هِيتَ لكَ يكسرون الهاء، ولا يهمزون"(5).
(1) - ابن منظور. لسان العرب مادة "رتع". ج8/ص113، والزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ص67. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص314. زاد المسير ج4/ص187.
(2)
- ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص:347،والمهدوي، شرح الهداية، ج1/ص360.
(3)
- الزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ص80.
(4)
- الأنصاري، جمال الدين بن هشام. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. تحقيق: مازن المبارك / محمد علي حمد الله، دمشق -سوريا، دار الفكر، طبعة:6، (سنة النشر غير معروفة)، ج1/ص293.
(5)
- الفراء، يحيى بن زياد بن عبد الله. معاني القرآن، ج2/ص42.
قوله عز وجل: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأْباً} {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً} [47]
قرأ ورش: {دأباً} بإسكان الهمزة، وقرأ حفص:{دَأَباً} بفتح الهمزة (1). وفتح الهمزة وإسكانها لغتان، والإسكان مصدر من "دأب دأْبا" وهو الأشهر، وقال مكي:"والفتح والإسكان في المصدر لغتان كقولهم: النهر والنهر، والسمع والسمع، وقيل: إنما حرك وأسكن لأجل حرف الحلق"(2). والقراءتان بمعنى واحد وهو: متوالية (3).
قوله عز وجل: {وَقَالَ لِفِتْيَتهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ} {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ} [62]
قرأ ورش: {لِفِتْيَتهِ} بحذف الألف بعد الياء ثم التاء، وقرأ حفص:{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ} بألف بعد الياء ثم النون مكسورة بعد الألف، قال المهدوي: "وهما جمع فتى، لغتان مستعملتان مثل الصبيان والصبية (4).
وقال ابن زنجلة: "والفتيان" للكثير من العدد بدليل قوله عز وجل: {اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ} فكما أن الرحال للعدد الكثير، "والفتية" جمع فتى في العدد القليل، مثل أخ وإخوة وقاع وقيعة، وحجته قوله عز وجل:
(1) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص295. والعبكري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص698.
(2)
- العبكري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص734.
(3)
- القيسي. مشكل إعراب القرآن. ج1/ص364.
(4)
- ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص:349. وأبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع. ص:322.
{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} [سورة الكهف:10](1).
قوله عز وجل: {فَاللهُ خَيْرٌ حِفْظاً} {فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظاً} [64]
وقرأ ورش: {حِفْظاً} بكسر الحاء، وحذف الألف وهو منصوب على التمييز (2).
وقرأ حفص: {حَافِظاً} بفتح الحاء وألف بعدها وكسر الفاء على أنه اسم فاعل من "حفظ" وهو منصوب على الحال، ويجوز أن يكون منصوباً على التمييز، فالقراءتان بمعنى واحد (3).
قوله عز وجل: {نَرْفَعُ دَرَجَاتِ مِّن نَّشَاء} {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء} [76]
قرأ ورش: {نَرْفَعُ دَرَجَاتِ} بدون تنوين على الإضافة، وقرأ حفص {دَرَجَاتٍ} بالتنوين، والتقدير: نرفع من نشاء إلى درجات.
قرأ حفص بالتنوين على أن في الآية التقديم والتأخير بمعنى نرفع من نشاء درجاتٍ، فيكون في موضع نصب وهو إما مفعولا ثانيا وإما بدلا. وقرأ ورش بدون تنوين بالإضافة إلى (من) لأنه أوقع الفعل على درجات و (من) في موضع جر بالإضافة والقراءتان جيدتان (4).
قوله عز وجل {إِلَاّ رِجَالاً يُوحَى إِلَيْهِم} {إِلَاّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم} [109]
(1) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ص362. ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص361.
(2)
- أبو عمرو الداني. تحبير التيسير في القراءات العشر. ج1/ص415، والطبلاوي. الشمعة المضية بنشر قراءات السبعة المرضية. ج2/ص355.
(3)
-
…
ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، ج2/ص222، والعبكري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص736، والقيسي. مشكل إعراب القرآن. ج1/ص388.
(4)
- ونفس الآية في [سورة الأنعام الآية:83].انظر ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص:349. وابن خالويه. الحجة في القراءات السبع ج1/ص144. وابن إدريس، الكتاب المختار. ج1/ 269.
قرأ ورش: {يُوحَى} بالياء وفتح الحاء في كل القرآن، على ما لم يسم فاعله (1). وقرأ حفص:{نُّوحِي} بنون العظمة، وكسر الحاء في جميع القرآن إلا قوله: عز وجل {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} [سورة الشورى:3] فإنه قرأه بالياء وكسر الحاء (2)، والقراءتان بمعنى واحد، فمن قرأ بالنون أسند الفعل إلى الله عز وجل وهو مخبر عن نفسه بنون العظمة لما تقدم وهو قوله:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ} ، وهو نفس المعنى بالنسبة لمن قرأ بالياء، إذ أن الموحي إليهم أيضاً هو الله (3).
قوله عز وجل: {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُواْ} {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} [110]
قرأ ورش: {كُذِّبُواْ} بضم الكاف وكسر الذال مشددة على البناء للمجهول على أن الضمير في {وَظَنُّواْ} عائد على الرسل أنفسهم، والمعنى: أن الرسل أيقنوا أن قومهم كذّبوهم.
قال الزجاج: "والمعنى حتى إذا استيأس الرسل من أن يصدقهم قومهم جاءهم نصرنا"(4).
وقرأ حفص: {كُذِبُواْ} بضم الكاف وتخفيف الذال مكسورة على أن الضمير في {وَظَنُّواْ} عائد على المرسل إليهم لتقدمهم في الذكر، والتقدير: وظن المرسل إليهم أن الرسل كَذَبوهم فيما ادَّعوا من النبوة (5).
(1) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص351، والطبري. التلخيص في القراءات الثمان، ص:295.
(2)
- ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص365.
(3)
- المهدوي. شرح الهداية. ج1/ 366.
(4)
- أبو عمرو الداني. جامع البيان فى القراءات السبع. ج3/ 1237، والنحاس. إعراب القراءات السبع. ج2/ 347.
(5)
-
…
أبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 323، وابن خالويه. الحجة في القراءات السبع. ج1/ص199.