المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وقرأ حفص: {يَوْمِئِذ} بكسر الميم (1)، فأما رواية ورش، فعلى - القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة

[حليمة سال]

فهرس الكتاب

- ‌شكر وتقدير

- ‌{الإهداء}

- ‌الملخص

- ‌المقدمة

- ‌أهمية الموضوع وأسباب اختياره (إشكاليات البحث):

- ‌أسباب اختيار الموضوع:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌صعوبات البحث:

- ‌منهجي في البحث بشكل عام:

- ‌المدخل تعريف علم القراءات، ونشأته، ومصطلحاته

- ‌المبحث الأول تعريف علم القراءات

- ‌القراءات لغة:

- ‌واصطلاحاً:

- ‌التعريف المختار:

- ‌المبحث الثاني المصطلحات المتعلقة بالقراءات

- ‌ القراءة:

- ‌ الرواية:

- ‌ الطريق:

- ‌ الوجه:

- ‌ المقرئ:

- ‌ القارىء:

- ‌ القراءة المتواترة:

- ‌ القراءة المشهورة:

- ‌ القراءة الآحاد:

- ‌ القراءة الشاذة:

- ‌ القراءات السبع

- ‌القراءات العشر

- ‌القراءات الشاذة:

- ‌ القراءات الثلاث

- ‌ والقراءات الأربع عشرة

- ‌ الأصول (أصول القراءات):

- ‌ الفرش:

- ‌ الإشباع:

- ‌ التحقيق:

- ‌ التسهيل

- ‌الإبدال

- ‌ الإسقاط:

- ‌ النقل

- ‌ الفتح:

- ‌ الإمالة:

- ‌التقليل

- ‌ الترقيق:

- ‌ التغليظ (التفخيم):

- ‌ الحذف:

- ‌ السكت:

- ‌ الوقف

- ‌ القطع:

- ‌ الصلة:

- ‌ ياءات الإضافة:

- ‌ ياءات الزوائد:

- ‌ هاء الكناية:

- ‌المبحث الثالث نشأة علم القراءات

- ‌نزول القرآن على سبعة أحرف:

- ‌ومن الأحاديث التي وردت في الأحرُف السبعة:

- ‌العلاقة بين القرآن والقراءات:

- ‌للعلماء في ذلك رأيان:

- ‌الأول: القرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان:

- ‌الثاني: أن القرآن والقراءات بمعنى واحد، قال به بعض المعاصرين:

- ‌القراءات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:

- ‌الحفاظ من الصحابة:

- ‌القراءات في عهد الصحابة رضي الله عنهم:

- ‌القراءات في زمن التابعين وتابعيهم:

- ‌القراءات حسب أسانيدها:

- ‌قسَّم العلماء القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما:

- ‌أ- القراءة الصحيحة:

- ‌أركان القراءة:

- ‌1 - ثبوت النقل وصحة الإسناد:

- ‌2 - موافقة الرسم العثماني ولو تقديراً:

- ‌3 - موافقة اللغة العربية ولو بوجه:

- ‌ب - القراءة الشاذة:

- ‌أشهر المؤلفات في علم القراءات:

- ‌ومن كتب الأصول والتوجيهات:

- ‌الفصل الأول التعريف بكل من عاصم وحفص ونافع وورش

- ‌المبحث الأول الإمام نافع بن أبي نعيم

- ‌اسمه وكنيته:

- ‌مولده:

- ‌شيوخه وتلاميذه:

- ‌تلاميذه:

- ‌مكانته العلمية:

- ‌الإمام نافع محدثاً:

- ‌ومن الأحاديث التي رواها مما ورد في الصحاح:

- ‌زهده وورعه:

- ‌وفاته:

- ‌المبحث الثاني الراوي ورش (عثمان بن سعيد)

- ‌اسمه وكنيته:

- ‌مولده:

- ‌شيوخه:

- ‌فوائد مستنبطة:

- ‌تلاميذه:

- ‌مناقبه:

- ‌وفاته:

- ‌المبحث الثالث ترجمة الإمام عاصم بن أبي النجود

- ‌اسمه وكنيته ونسبه:

- ‌مولده:

- ‌شيوخ الإمام عاصم:

- ‌تلاميذ الإمام عاصم:

- ‌مكانته العلمية وثناء العلماء عليه:

- ‌زهده، وحلمه، وإتقانه للقرآن الكريم:

- ‌وفاته بالكوفة:

- ‌المبحث الرابع الراوي حفص بن سليمان

- ‌اسمه ومولده:

- ‌شيوخه:

- ‌تلاميذه:

- ‌رحلته في طلب العلم:

- ‌علمه وضبطه للقراءة:

- ‌أقوال العلماء فيه:

- ‌أولا: أشهر أقوال المُجَرِّحِين:

- ‌ثانياً: أقوال المُوَثِّقِين:

- ‌سبب التضعيف:

- ‌وفاته:

- ‌الفصل الثاني أصول روايتي ورش وحفص

- ‌المبحث الأول أصول رواية ورش

- ‌التمهيد:

- ‌والأصول لغة:

- ‌المطلب الأول: الاستعاذة والبسملة

- ‌أولاً: الاستعاذة:

- ‌حكم الاستعاذة:

- ‌الجهر والإسرار بالاستعاذة:

- ‌ثانياً: البسملة:

- ‌حكم البسملة في أول السورة:

- ‌المطلب الثاني: هاء الكناية

- ‌الهاء في اللغة على أربعة أنواع:

- ‌المطلب الثالث: ميم الجمع

- ‌وتقسم ميم الجمع إلى ثلاثة أقسام:

- ‌المطلب الرابع: المد والقصر

- ‌منهج ورش في المد المتصل:

- ‌منهجه في‌‌ المد المنفصل:

- ‌ المد المنفصل:

- ‌منهج ورش في‌‌ مد البدلوشبيه البدل:

- ‌ مد البدل

- ‌مستثنيات البدل في رواية ورش:

- ‌يستثنى من البدل ما يلي:

- ‌منهج ورش في اللين المهموز:

- ‌منهج ورش في كلمة: "أنا"، التي وقعت قبل همزة قطع:

- ‌وثَمَّ كلمات ورد فيها الخلاف بينهما أذكرها فيما يلي:

- ‌منهج ورش في مد الصلة الكبرى:

- ‌الأمثلة:

- ‌منهج ورش في المد الذي سببه السكون الأصلي (المد اللازم):

- ‌المطلب الخامس: الهمز

- ‌أولا: الهمز المفرد وهو الذي لم يلاصق مثله وهو قسمان في رواية ورش:

- ‌ثانياً: الهمزتان من كلمة:

- ‌وقد وردت كلمة (أئمة) في القرآن الكريم في خمسة مواضع:

- ‌وجاء الاستفهام المكرر في القرآن الكريم في تسع سور:

- ‌ثالثاً: الهمزتان في كلمتين:

- ‌منهج ورش في الهمزتين المختلفتين من كلمتين:

- ‌المطلب السادس: نقل حركة الهمز إلى الساكن قبلها

- ‌ومن الأمثلة على الآيات التي توفرت فيها الشروط:

- ‌المطلب السابع: الفتح والإمالة

- ‌والإمالة ضربان:

- ‌منهج ورش في الفتح والإمالة:

- ‌أولاً: الألفات المقللة قولا واحدا، دون خلاف هي:

- ‌ثانيا: الألفات التي يجوز فيها الوجهان (الفتح والتقليل): ذوات الياء

- ‌حالات ذات الياء مع البدل وذات الياء مع اللين المهموز:

- ‌أولاً: ذات الياء مع البدل:

- ‌ثانيا: ذات الياء مع اللين المهموز:

- ‌المطلب الثامن: الراءات

- ‌أمثلة للراء المفتوحة بعد كسر مباشر:

- ‌مستثنيات ورش من الراء المرققة:

- ‌ أولاً: إذا فصل بين الكسرة والراء أحد أحرف الاستعلاء التالية: الصاد والقاف والطاء

- ‌القرآن الكريم من حروف الاستعلاء بعد الراء ثلاثة فقط - الضاد والطاء والقاف

- ‌المطلب التاسع: الإدغام الصغير

- ‌المطلب العاشر: ياءات الإضافة وهي ستة أقسام

- ‌أولاً: كل ياء إضافة بعدها همزة مفتوحة فإن ورشاً يفتحها

- ‌ثانيا: كل ياء إضافة بعدها همزة قطع مكسورة فإن ورشاً يفتحها

- ‌ثالثاً: كل ياء إضافة بعدها همزة مضمومة فإن ورشاً يفتحها

- ‌رابعاً: كل ياء إضافة بعدها لام التعريف فإن ورشا يفتحها حيث وقعت

- ‌خامساً: كل ياء إضافة بعدها همزة وصل فإن ورشاً يفتحها:

- ‌سادساً: يفتح ورش ياءات الإضافة إذا لم يأت بعدها همزة في هذه المواضع فقط:

- ‌المطلب الحادي عشر: ياءات الزوائد

- ‌منهج ورش في ياءات الزوائد:

- ‌المطلب الثاني عشر: الروم والإشمام

- ‌المبحث الثاني أصول رواية حفص عن عاصم

- ‌المطلب الأول: منهج حفص في الاستعاذة والبسملة

- ‌أولاً: الاستعاذة:

- ‌ثانياً: البسملة:

- ‌مذهب حفص في البسملة بين السورتين:

- ‌1 - الأوجه الجائزة:

- ‌2 - الوجه الممتنع:

- ‌المطلب الثاني: منهج حفص في هاء الكناية

- ‌هاء الكناية لها أربع حالات:

- ‌المطلب الثالث: منهج حفص في ميم الجمع

- ‌لميم الجمع أربع حالات:

- ‌المطلب الرابع: منهج حفص في الإدغام

- ‌وهو قسمان كبير وصغير:

- ‌أ- الإدغام الكبير:

- ‌ب- الإدغام الصغير:

- ‌المطلب الخامس: منهج حفص في المد والقصر

- ‌ منهج حفص في الألفات التي تثبت وقفاً وتسقط وصلاً:

- ‌المطلب السادس: مذهب حفص في الهمز المفرد والمجتمع مع غيره

- ‌المطلب السابع: مذهب حفص في الإمالة والتسهيل والسكت وفي بعض الكلمات

- ‌المطلب الثامن: منهج حفص في تحريك الحرف الساكن قبل همزة الوصل

- ‌المطلب التاسع: منهج حفص في الراء

- ‌أولاً: تفخيم الراء غير المتطرفة، وذلك في المواضع التالية:

- ‌ثانياً: ترقيق الراء غير المتطرفة، وذلك في المواضع التالية:

- ‌ثالثاً: تفخيم الراء المتطرفة:

- ‌رابعاً: ترقيق الراء المتطرفة:

- ‌خامساً: الحالات التي يجوز فيها التفخيم والترقيق للراء وصلاً ووقفاً:

- ‌المطلب العاشر: منهج حفص في ياءات الإضافة والياءات الزوائد

- ‌أولاً: ياءات الإضافة:

- ‌ثانيا: الياءات الزوائد:

- ‌المبحث الثالث: مقارنة بين أصول الروايتين مع التوجيه

- ‌1 - الاستعاذة:

- ‌2 - البسملة:

- ‌اختلف الفقهاء في البسملة هل هي آية من كل سورة أم لا:

- ‌3 - ميم الجمع:

- ‌4 - هاء الكناية:

- ‌5 - المدود:

- ‌الهمزتان من كلمة واحدة:

- ‌ الهمزتان من كلمة واحدة:

- ‌الهمزتان من كلمتين

- ‌الهمز المفرد

- ‌ما اختص به ورش من الأصول:

- ‌منهج ورش في النقل

- ‌علة ورش في نقل حركة الهمزة ثم حذفها بعد نقل حركتها:

- ‌وعلة ورش في نقل "ءالئن" لاجتماع الساكنين:

- ‌الألفات التي تقلل دائماً

- ‌الألفات التي يجوز فيها الوجهان (الفتح والتقليل)

- ‌ما وقع فيه الخلاف

- ‌التقليل حالة الوقف دون الوصل

- ‌منهج ورش في تغليظ اللامات

- ‌توجيه منهج ورش في اللامات

- ‌منهج ورش في الراء

- ‌أولاً: حالات الترقيق

- ‌ثانيا: حالات التفخيم

- ‌ثالثاً: ما فيه الوجهان:

- ‌رابعاً: ما اختلف فيه:

- ‌توجيه منهج ورش في القراءات:

- ‌مقارنة بين منهجي ورش وحفص في ياءات الإضافة

- ‌مقارنة بين منهجي ورش وحفص في ياءات الزوائد والتقاء الساكنين والروم والإشمام

- ‌الروم والإشمام:

- ‌الفصل الثالث فرش الحروف في روايتي ورش وحفص

- ‌المبحث الأول فرش حروف روايتي ورش وحفص

- ‌ سورة الفاتحة

- ‌{سورة البقرة}

- ‌{سورة آل عمران}

- ‌{سورة النساء}

- ‌{سورة المائدة}

- ‌{سورة الأنعام}

- ‌{سورة الأعراف}

- ‌{سورة الأنفال}

- ‌{سورة التوبة}

- ‌{سورة يونس}

- ‌{سورة هود}

- ‌{سورة يوسف}

- ‌{سورة الرعد}

- ‌{سورة إبراهيم}

- ‌{سورة الحجر}

- ‌{سورة النحل}

- ‌{سورة الإسراء}

- ‌{سورة الكهف}

- ‌المبحث الثاني: مقارنة بين فرش الروايتين مع التوجيه

- ‌سورة الفاتحة

- ‌سورة البقرة

- ‌فرش سورة آل عمران:

- ‌فرش سورة النساء

- ‌فرش سورة المائدة

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة يونس

- ‌سورة هود

- ‌سورة يوسف

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة إبراهيم

- ‌سورة الحجر

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌الخاتمة

- ‌أولاً: خلاصة البحث:

- ‌ثانيا: النتائج التي توصلت إليها وتتلخص في الأمور الآتية:

- ‌ثالثاً: التوصيات:

- ‌فهرس المصادر

الفصل: وقرأ حفص: {يَوْمِئِذ} بكسر الميم (1)، فأما رواية ورش، فعلى

وقرأ حفص: {يَوْمِئِذ} بكسر الميم (1)، فأما رواية ورش، فعلى اعتبار {يَوْمَ} و {وإذْ} اسماً واحداً دخله الإعراب في آخر الكلمة، فبُني على الفتح كما في خمسة عشر (2)، وأما قراءة حفص بكسر اليوم على الإضافة كما يكسر المضاف إليه من سائر الأسماء (3).

‌سورة يوسف

قوله عز وجل: {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابات الْجُبِّ} {وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ} [10 - 15]

قرأ ورش: {غَيَابات} . بالجمع، وقرأ حفص: بالتوحيد {غَيَابَةِ} (4).

قال النحاس: "فالحجة لمن وحد أنه أراد موضع وقوعه فيه وما غيبه منه، لأنه جسم واحد شغل مكاناً واحداً والحجة لمن جمع أنه أراد ظلم البئر ونواحيه فجعل كل مكان في غيابة (5)، والمعنيان متقاربان، والغيابة كل ما غاب عنك سواء كانت واحدة أو أكثر.

قوله عز وجل: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعِ وَيَلْعَبْ} {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ} [12]

قرأ ورش: {يَرْتَعِ} بكسر العين وقرأ حفص: {يَرْتَعْ} بسكون العين (6).

(1) - ابن مهران الأصفهاني، المبسوط في القراءات العشر. ص:240، وأبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع. ص:250 ابن الجزري، تحبير التسبير. ص:3406.

(2)

- ابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص397.

(3)

- المهدوي، شرح الهداية، ج1/ص349.

(4)

- الدمياطي. إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر. ج2/ 104، والقيسي. الكشف عن وجوه القراءات وعللها. ص:514.

(5)

- أبو علي الفارسي، الحجة في القراءات السبع. ج1/ص19.

(6)

- ابن مهران الأصفهاني. المبسوط في القراءات العشر. ص:245. وابن أبي مريم، الموضح في وجوه القراءات وعللها. ج2/ 673، وابن زنجلة. حجة القرآن. ج1/ 356، وأبو حيان. البحر المحيط. ج5/ص277.

ص: 326

وحجة ورش في كسر العين أنه من: ارتعى يرتعي، مجزوم، لأنه جواب الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة، وهو بمعنى: نتحارس ويرعى بعضنا بعضا، يقال رعاك الله، أو من الرعي، وحجة قراءة حفص بجزم العين فهو من رتع يرتع "الثلاثي الصحيح" وعلامة جزمه السكون، وهو بمعنى: أن ترسله يرعى الماشية ويأكل ويلعب (1).

قوله عز وجل: {وَقَالَتْ هِيتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ} {وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللهِ} [23]

قرأ ورش: {هِيتَ} بكسر الهاء، وقرأ حفص:{هَيْتَ} بفتح الهاء والتاء أي هلم وتعال (2). قال الزجاج: أما فتح التاء في هيت فلأنها بمنزلة أصوات ليس منها فعل يتصرف ففتحت التاء لسكونها وسكون الياء (3)، وكلمة {هيت} فيها لغات مستعملة وكلها بمعنى واحد.

قال في مغني اللبيب: "فمن قرأ بهاء مفتوحة وياء ساكنة وتاء مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة فـ "هيت" فعلى أنه اسم فعل"(4) وقال الفراء: "ويقال: إنها لغةٌ لأهلِ حوران سَقَطَتْ إلى مكة فتكلّموا بها، قال: وأهل المدينة يقرؤون هِيتَ لكَ يكسرون الهاء، ولا يهمزون"(5).

(1) - ابن منظور. لسان العرب مادة "رتع". ج8/ص113، والزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ص67. وابن إدريس، الكتاب المختار في معاني قراءات أهل الأمصار. ج1/ص314. زاد المسير ج4/ص187.

(2)

- ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص:347،والمهدوي، شرح الهداية، ج1/ص360.

(3)

- الزجاج. معاني القرآن وإعرابه. ج3/ص80.

(4)

- الأنصاري، جمال الدين بن هشام. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب. تحقيق: مازن المبارك / محمد علي حمد الله، دمشق -سوريا، دار الفكر، طبعة:(سنة النشر غير معروفة)، ج1/ص293.

(5)

- الفراء، يحيى بن زياد بن عبد الله. معاني القرآن، ج2/ص42.

ص: 327

قوله عز وجل: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأْباً} {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً} [47]

قرأ ورش: {دأباً} بإسكان الهمزة، وقرأ حفص:{دَأَباً} بفتح الهمزة (1). وفتح الهمزة وإسكانها لغتان، والإسكان مصدر من "دأب دأْبا" وهو الأشهر، وقال مكي:"والفتح والإسكان في المصدر لغتان كقولهم: النهر والنهر، والسمع والسمع، وقيل: إنما حرك وأسكن لأجل حرف الحلق"(2). والقراءتان بمعنى واحد وهو: متوالية (3).

قوله عز وجل: {وَقَالَ لِفِتْيَتهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ} {وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ} [62]

قرأ ورش: {لِفِتْيَتهِ} بحذف الألف بعد الياء ثم التاء، وقرأ حفص:{وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ} بألف بعد الياء ثم النون مكسورة بعد الألف، قال المهدوي: "وهما جمع فتى، لغتان مستعملتان مثل الصبيان والصبية (4).

وقال ابن زنجلة: "والفتيان" للكثير من العدد بدليل قوله عز وجل: {اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ} فكما أن الرحال للعدد الكثير، "والفتية" جمع فتى في العدد القليل، مثل أخ وإخوة وقاع وقيعة، وحجته قوله عز وجل:

(1) - ابن الجزري، النشر في القراءات العشر. ج2/ص295. والعبكري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص698.

(2)

- العبكري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص734.

(3)

- القيسي. مشكل إعراب القرآن. ج1/ص364.

(4)

- ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ص:349. وأبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع. ص:322.

ص: 328

{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ} [سورة الكهف:10](1).

قوله عز وجل: {فَاللهُ خَيْرٌ حِفْظاً} {فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظاً} [64]

وقرأ ورش: {حِفْظاً} بكسر الحاء، وحذف الألف وهو منصوب على التمييز (2).

وقرأ حفص: {حَافِظاً} بفتح الحاء وألف بعدها وكسر الفاء على أنه اسم فاعل من "حفظ" وهو منصوب على الحال، ويجوز أن يكون منصوباً على التمييز، فالقراءتان بمعنى واحد (3).

قوله عز وجل: {نَرْفَعُ دَرَجَاتِ مِّن نَّشَاء} {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء} [76]

قرأ ورش: {نَرْفَعُ دَرَجَاتِ} بدون تنوين على الإضافة، وقرأ حفص {دَرَجَاتٍ} بالتنوين، والتقدير: نرفع من نشاء إلى درجات.

قرأ حفص بالتنوين على أن في الآية التقديم والتأخير بمعنى نرفع من نشاء درجاتٍ، فيكون في موضع نصب وهو إما مفعولا ثانيا وإما بدلا. وقرأ ورش بدون تنوين بالإضافة إلى (من) لأنه أوقع الفعل على درجات و (من) في موضع جر بالإضافة والقراءتان جيدتان (4).

قوله عز وجل {إِلَاّ رِجَالاً يُوحَى إِلَيْهِم} {إِلَاّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم} [109]

(1) - المهدوي. شرح الهداية. ج1/ص362. ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص361.

(2)

- أبو عمرو الداني. تحبير التيسير في القراءات العشر. ج1/ص415، والطبلاوي. الشمعة المضية بنشر قراءات السبعة المرضية. ج2/ص355.

(3)

-

ابن الجزري، النشر في القراءات العشر، ج2/ص222، والعبكري. التبيان في إعراب القرآن. ج2/ص736، والقيسي. مشكل إعراب القرآن. ج1/ص388.

(4)

- ونفس الآية في [سورة الأنعام الآية:83].انظر ابن مجاهد، السبعة في القراءات. ص:349. وابن خالويه. الحجة في القراءات السبع ج1/ص144. وابن إدريس، الكتاب المختار. ج1/ 269.

ص: 329

قرأ ورش: {يُوحَى} بالياء وفتح الحاء في كل القرآن، على ما لم يسم فاعله (1). وقرأ حفص:{نُّوحِي} بنون العظمة، وكسر الحاء في جميع القرآن إلا قوله: عز وجل {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} [سورة الشورى:3] فإنه قرأه بالياء وكسر الحاء (2)، والقراءتان بمعنى واحد، فمن قرأ بالنون أسند الفعل إلى الله عز وجل وهو مخبر عن نفسه بنون العظمة لما تقدم وهو قوله:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ} ، وهو نفس المعنى بالنسبة لمن قرأ بالياء، إذ أن الموحي إليهم أيضاً هو الله (3).

قوله عز وجل: {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُواْ} {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} [110]

قرأ ورش: {كُذِّبُواْ} بضم الكاف وكسر الذال مشددة على البناء للمجهول على أن الضمير في {وَظَنُّواْ} عائد على الرسل أنفسهم، والمعنى: أن الرسل أيقنوا أن قومهم كذّبوهم.

قال الزجاج: "والمعنى حتى إذا استيأس الرسل من أن يصدقهم قومهم جاءهم نصرنا"(4).

وقرأ حفص: {كُذِبُواْ} بضم الكاف وتخفيف الذال مكسورة على أن الضمير في {وَظَنُّواْ} عائد على المرسل إليهم لتقدمهم في الذكر، والتقدير: وظن المرسل إليهم أن الرسل كَذَبوهم فيما ادَّعوا من النبوة (5).

(1) - ابن مجاهد. السبعة في القراءات. ج1/ص351، والطبري. التلخيص في القراءات الثمان، ص:295.

(2)

- ابن زنجلة. حجة القراءات. ج1/ص365.

(3)

- المهدوي. شرح الهداية. ج1/ 366.

(4)

- أبو عمرو الداني. جامع البيان فى القراءات السبع. ج3/ 1237، والنحاس. إعراب القراءات السبع. ج2/ 347.

(5)

-

أبو عمرو الداني، التيسير في القراءات السبع. ص 323، وابن خالويه. الحجة في القراءات السبع. ج1/ص199.

ص: 330