الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قالت الصُّغرى ما قالتْ عرَف أنها أُمُّهُ، ولم يكن مُراده أنْ يقطَعه حقيقةً، ولعله استَفْرد بالكُبرى فأقرَّتْ بعد ذلك به للصُّغرى، فحكم به لها بإقرارِ صاحبتها لا بمجرَّد الشَّفَقة.
فإنْ قيل: المجتهِد لا ينقُض حكمَ المجتهِد؟، فجوابه: أنَّ ذلك فتوى من داوُد لا حُكم، أو لعلَّ في شرعهم جواز النَّقْض، أو لمَا سبَق من الاحتمالات.
(المدية) بتثليث الميم، سُميت بذلك؛ لأنها تقطَع مَدَى حياةِ الإنسان، وأما السِّكِّين فسُميت بذلك؛ لأنها تُسكِّن حركتَه، وهو يذكَّر ويؤنَّث.
* * *
41 - بابُ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}
{وَلَا تُصَعِّرْ} الإعْرَاضُ بِالْوَجْهِ.
(باب قول الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} [لقمان: 12])
قولهُ: (تُصعر)؛ أي: في قوله تعالى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ} [لقمان: 18].
(الإعراض) هو تفسيرٌ لمصدر (تصعِّر)؛ لأنه مستلزمٌ له.
* * *
3428 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لَمَّا نزَلَتِ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} قَالَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّنَا لَمْ يَلْبِس إِيمَانَهُ بِظُلْمٍ؟ فَنَزَلَتْ {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} .
3429 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونس، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نزَلَتِ {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَيُّنَا لَا يَظْلِمُ نَفْسَهُ؟ قَالَ: "لَيْسَ ذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ، ألَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهْوَ يَعِظُهُ:{يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} .
الحديث الأول، والثاني:
(ولم يلبسوا)؛ أي: لم يخلطوا، وإنما أمكن خلطه بالكفر، لأنَّ التصديق بالله لا ينافي جعل الأصنام آلهة، كما قال تعالى:{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106].
{لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، أي: أن الظلم وإن كان عامًّا للشرك وغيره؛ لكن المراد به في الآية الشرك.
وسبق شرحه في (باب: ظلم دون ظلم)، وفي (كتاب الإيمان).
* * *