الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "سُدُّوا الأَبْوَابَ إلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ
"
قَالَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
(باب قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "سدوا الأبواب")
سبق الحديث فيه في (باب: الخوخة في المسجد).
* * *
3654 -
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِر، حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ، وَقَالَ:"إِنَّ اللهَ خَيَّرَ عَبْدَّا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ ذَلِكَ الْعَبْدُ مَا عِنْدَ اللهِ"، قَالَ: فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، فَعَجبْنَا لِبُكَائِهِ أَنْ يُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَبْدٍ خُيِّرَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخَيَّرُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ أَعْلَمَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإسْلَامِ وَمَوَدَّتُهُ، لَا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجدِ بَابٌ إلا سُدَّ، إلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ".
(أعلمنا)؛ أي: حيث فهم أن المراد به النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وأنه اختار الآخرة، وقرب أجله.
(من أمنّ النَّاس)؛ أي: أسمح النَّاس بماله وأبذل، ولم يردّ معنى الامتنان؛ لأن المنة تفسد الصنيعة، ولا منة لأحد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(أبا بكر) اسم (إن)، ويروى:(أبو بكر) بالرفع، إمّا لأن (من) زائدة على رأي الكسائي، وإما على إضمار الشأن، أي: أنه وما بعده مبتدأ وخبر: خبر (إن)، وإما على تقدير محذوف موصوف بالجار والمجرور، أي: إن رجلًا أو إنسانًا من أمنّ النَّاس؛ قاله ابن بَرِّي، وإما على مذهب من جوّز أن يقال: علي بن أبو طالب، وإما أن (إنّ) بمعنى: نعم.
(مُتخذًا) بكسر الخاء، اسم فاعل، مِن (اتخذ) المتعدي لمفعولين، أحدهما بحرف الجر، بمعنى: اختار، وتقديره هنا من النَّاس، أي: أن أبا بكر رضي الله عنه أهل لأن يتخذه النّبيّ صلى الله عليه وسلم خليلًا لولا المانع، وهو أن قلبه الكريم لم يسع غير الله عز وجل.
(خليلًا) هو الّذي ينقطع إليه بالكلية.
(أخوة) مبتدأ خبره محذوف، أي: أفضل من كلّ مودة لغير الإسلام، وسيأتي في الباب الثّاني:(ولكن أخوة الإسلام أفضل).
قال الداودي: ما أراه محفوظًا، فإن يكن محفوظًا فمعناه أن أخوة الإسلام دون المخالَّة أفضل من المخالة دون أخوة الإسلام، وإن يكن قوله:(لو كنت متخذًا غير ربي خليلًا) مرويًّا لم يجز أن يقول: أخوة الإسلام أفضل.
* * *