الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - بابُ مَنَاقب عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ أَبِي حَفْصٍ الْقُرَشِيِّ الْعَدَوِي رضي الله عنه
-
(باب مناقب عُمر رضي الله عنه)؛ أي: فضائله ومحاسنه.
(حَفْص) بمهملتين.
(العَدَوي) بفتح المهملتين.
3679 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنهالٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُنِي دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءَ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ وَسَمعْتُ خَشَفَة، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ فَقَالَ: هذَا بِلالٌ، وَرَأَيْتُ قَصْرًا بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هذَا؟ فَقَالَ: لِعُمَرَ، فَأَردتُ أَنْ أَدخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكَرْتُ غيْرتكَ"، فَقَالَ عُمَرُ: بِأُمِّي وَأَبِي يَا رَسُولَ اللهِ أَعَلَيْكَ أَغَارُ؟!.
الحديث الأول:
(رأيتني) بتاء المتكلم، وهذا من خصائص أفعال القلوب.
(الرُّميصاء) تصغير رمصاء، تأنيث رامص، براء، ومهملة.
قال الدراقطني: ويقال بالسين، وكذا ذكرها البخاري، وذكر مسلم: العُميصاء، بالعين.
(مِلْحَان) بكسر الميم، وبمهملة: زوجة أبي طلحة.
(خَشْفة) بفتح المعجمة الأولى، وسكون الثانية: الصوت، أو الحس، أو الحركة الخفيفة، وقيل: حركة وضع القدم.
(غَيْرتك) بفتح الغين المعجمة، مصدر غار الرجل على أهله غيرةً.
(بأبي)؛ أي: أنت مُفدَّى بأبي.
(أعليك) الظاهر: منك، أو: بك؛ لكن (عليك) ليس متعلقًا بـ (أغار)، بل معناه: مستعليًا عليك فأغار، ولا يمتنع تعلقه به أيضًا.
فيه منقبة للرُّميصاء، ولبلال، وأنَّ الجنة مخلوقةٌ.
* * *
3680 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قَالَ: أَخْبَرَني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذْ قَالَ: "بَيْنَا أَنَا ناَئِمٌ رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ، فَإِذَا امرَأةٌ تتوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هذَا الْقَصْرُ؟ قَالُوا: لِعُمَرَ، فَذَكَرْتُ غَيْرتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدبِرًا"، فَبَكَى وَقَالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ الله؟!
الثاني:
(تتوضأ) من الوضاءة، أو من الوضوء لا على وجه التكليف، إذ لا تكليف في الجنة.
(فبكى) عطف على (قال).
* * *
3681 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ أبُو جَعْفَرٍ الْكُوفي، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يُونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَني حَمزَةُ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ شَرِبْتُ -يَعْنِي اللَّبَنَ- حَتَّى أَنْظُرُ إِلَى الرِّيِّ يَجْرِي فِي ظُفُرِي -أَوْ فِي أَظْفَارِي- ثُمَّ ناَوَلْتُ عُمَرَ"، فَقَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ؟ قَالَ: "الْعِلْمَ".
الثالث:
(عن أبيه)؛ أي: عبد الله بن عُمر.
وسبق الحديث في (باب: فضل العلم).
* * *
3682 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَر رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"أُرِيتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَنْزِعُ بِدَلْوِ بَكْرَةٍ عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ نَزْعًا ضَعِيفًا، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَم أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَرَبُوا بِعَطَنٍ".
قَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ: الْعَبْقَرِيُّ عِتَاقُ الزَّرَابِيِّ. وَقَالَ يَحيَى: الزَّرَابِيُّ
الطَّنَافِسُ لَها خَمْلٌ رَقِيقٌ. {مَبْثُوثَةٌ} كَثِيرَةٌ.
الرابع:
(أبو بكر) قال في "الكاشف": روى عنه عُبيد الله فقط.
قال (ك): فعلى هذا لا يكون على شرط البخاري.
(بَكْرة) بإسكان الكاف وتحريكها؛ حكاه الفزاري، وعلى التحريك اقتصر الجَوْهري، وجمعها: بُكَر، بفتحها، وسبق الحديث.
(وقال ابن جُبير) في بعضها: (وقال ابن نُمير)، وهو أولى؛ لأنه راوي الحديث.
(الزرابي) جمع زريبة، وهي البساط العريض الفاخر، وقيل: النمرقة.
(يحيى)؛ أي: القطان؛ لأنه أيضًا راوي الحديث، كما سبق في (مناقب أبي بكر).
(خَمل) بفتح المعجمة والميم، أي: هدَبُه، أي: هذا كله في أصل اللغة، وأما المراد به هاهنا: فهو سيد القوم.
* * *
3683 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ صَالحٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، أَخْبَرَني عَبْدُ الْحَمِيدِ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ سَعْدٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ
ابْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالح، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ الرّحْمَنِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعْدِ ابْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: اسْتَأذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيشٍ يُكَلِّمنَهُ وَيَسْتكْثِرنه، عَالِيةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتهِ، فَلَمَّا اسْتَأذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قُمنَ فَبَادَرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ عُمَرُ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللهُ سِنَّكَ يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "عَجبْتُ مِنْ هؤُلَاءِ اللَّاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمعْنَ صَوْتَكَ ابْتَدَرْنَ الْحِجَابِ"، فَقَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ أَحَقُّ أَنْ يَهبْنَ يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: يَا عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ، أتهبْنَنِي وَلَا تَهبْنَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟! فَقُلْنَ: نعم، أَنْتَ أفظُّ وَأَغْلَظُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِيهًا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ إِلَّا سَلَكَ فَجًّا غيْرَ فَجِّكَ".
الخامس:
(ويستكثرنه)؛ أي: يطلبن كثيرًا من كلامه لحوائجهن، وفتاويهن.
(عالية) بالرفع والنصب، فإما أنه قبل نزول:{لَا تَرفَعُوَا أَصْوَاتَكُمْ} [الحجرات: 2]، وإما أنه كان لاجتماع الأصوات، لا أن كلَّ واحدة تكلمت بانفرادها أعلى من صوته صلى الله عليه وسلم.
(أتهبْنَني) بفتح الهاء، أي: توقِرْنني، وسبق قبيل (باب ذكر الجنّ).
(أفظ) إما بمعنى: فظ، بلا تفضيل، أو أن الفظاظة تكون من النبي صلى الله عليه وسلم على الكفار، وعلى المنتهكين لحرمات الله.
(إيهٍ) بكسر الهمزة والهاء: اسم فعل يطلب به استزادة الحديث، أو العمل، أي: هات، كان وصلت تؤنث، فالنبي صلى الله عليه وسلم استزاد منه توقير جانبه صلى الله عليه وسلم، ولذلك عقبه بما يمدحه، رضي منه بفعاله كلها، لا سيما هذه الفعلة، وقال السفاقُسي: ضبط بكسرة واحدة، أي: في الهاء، وصوابه بفتحة واحدة، أي: كُفّ من لومهن، وذلك أنه بالكسر والتنوين: حدثنا حديثًا، وبغير تنوين؛ أي: زدنا مما عهدناه، وبالفتح والتنوين: لا تبتد بنا، وبغير تنوين: كُفَّ من حديث عهدناه.
وفي الحديث: أن الشيطان متى رأى عُمر ذهب في طريق آخر لشدة بأسه خوفًا أن يفعل به عُمر شيئًا، ويحتمل أنه مَثَل لبعد الشيطان عنه، وأنه في جميع الأحوال سالك طريق السداد.
وفي الحديث أربعة تابعيون.
* * *
3684 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا يَحيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا قَيْسٌ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: مَا زِلْنَا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ.
السادس:
فيه الثناء على قوة عُمر، وشدته في الدِّين.
* * *
3685 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّهُ سَمعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: وُضعَ عُمَرُ عَلَى سَرِيرِه، فتكَنَّفَهُ النَّاسُ يَدْعُونَ وَيُصَلُّونَ قَبْلَ أَنْ يُرْفَعَ، وَأَناَ فِيهِم، فَلَمْ يَرُعْنِي إِلَّا رَجُلٌ آخِذ مَنْكِبِي، فَإِذَا عَلِيٌّ، فترَحَّمَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ: مَا خَلَّفْتَ أَحَدًا أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ ألقَى الله بِمِثْلِ عَمَلِهِ مِنْكَ، وَايْمُ الله! إِنْ كُنْتُ لأَظُنُّ أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، وَحَسِبْتُ أني كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ذَهبْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
السابع:
(فتكنفه)؛ أي: أحاطوا به.
(يُرعني) بضم الراء، أي: يُفزعني ويُفجأني.
(أحب) بالنصب والرفع.
(أني) بالفتح والكسر استئنافًا تعليليًّا، أي: كان على حسابي الجعل سماعي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3686 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُريعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ وَكَهْمَسُ بْنُ الْمِنهالِ، قَالَا: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى أُحُدٍ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بِهِمْ، فَضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ، قَالَ:"اثْبُتْ أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نبَيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدَان".
الثامن:
(وصديق وشهيد) تغيير العطف بتغيير الأسلوب؛ للإشعار بمغايرة حاليهما؛ لأن النبوة والصديقية حاصلتان، بخلاف الشهادة، والأولان حقيقة، والثالث مجاز، وفي بعضها بلفظ:(أو) فيهما، وقيل: أو بمعنى الواو، وإنما لم يقل: شهيدان؛ لأن معناه: عليك غير هؤلاء الناس، أي: لا تخلوا عنهم، أو فعيل يستوي فيه المثنى والجمع.
* * *
3687 -
حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ هُوَ ابْنُ مُحَمَّدٍ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَمَ حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَألنِي ابْنُ عُمَرَ عَنْ بَعْضِ شَأْنِهِ -يَعْنِي عُمَرَ- فَأَخْبَرتُهُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حِينَ قُبِضَ كَانَ أَجَدَّ وَأَجْوَدَ حَتَّى انتُهى مِنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
التاسع:
(بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم)؛ أي: في هذه الخصال، أو بعد وفاته.
(أجد) من الجد في الأمور.
(وأجود) من الوجود.
(انتهى)؛ أي: إلى آخر عمره.
* * *
3688 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ابْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زيدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: "وَمَاذَا أَعْدَدتَ لَها؟ ". قَالَ: لَا شَيْءَ، إِلَّا أنِّي أُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ:"أَنْتَ مَعَ مَنْ أحْبَبْتَ". قَالَ أَنسٌ: فَمَا فَرِحنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أحْبَبْتَ". قَالَ أَنسٌ: فَأناَ أُحِبُّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ، وَأَرْجُو أَنْ أكُونَ مَعَهمْ بِحُبِّي إِيَّاهمْ، وَإِنْ لم أعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهمْ.
العاشر:
(مع من أحب)؛ فإن قيل: الدرجات متفاوتة، فكيف يكون معهم؟
قيل: المراد المعيَّة في الجنة، فمعنى:(أكون معهم)؛ أي: في دار الثواب.
3689 -
حَدَّثَنَا يحيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَقدْ كَانَ فِيمَا قَبْلَكُمْ مِنَ الأُمَم مُحَدَّثُونَ، فَإِنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَإِنَّهُ عُمَرُ".
زَادَ زكرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَقدْ كَانَ (فِيمَنْ كَانَ) قَبْلَكُم مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ، فإنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتي مِنْهمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ".
الحادي عشر:
(مُحَدَّثون) بفتح الدال المشددة، أي: صادقو الظن، وقد سبق.
(يكلمون)؛ أي: تكلمهم الملائكة، وقد قيل في (مُحَدَّثون) كما قال (ن)، قال: وقيل: يجري الصواب على ألسنتهم.
(فإن يكن) ليس شكًّا، بل للتأكيد، كقول أجيرٍ: إن عملت لك فوفني حقي، فإن أمته أفضل الأُمم، فبالأولى أن يكون فيهم ذلك.
* * *
3690 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا هُرَيرَةَ رضي الله عنه يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بَينَمَا رَاعٍ فِي
غَنَمِهِ عَدَا الذِّئْبُ فَأخَذَ مِنْها شَاةً، فَطَلَبَها حَتَّى اسْتَنْقَذَها، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ لَهُ: مَنْ لَها يَوْمَ السَّبُعِ، لَيْسَ لَها رَاعٍ غَيْرِي"، فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ! فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنِّي أُومِنُ بِهِ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ"، وَمَا ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
الثاني عشر:
(يوم السَّبُع) سبَق تفسيرُه قريبًا وبعيدًا.
* * *
3691 -
حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، قَالَ: أَخْبَرني أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا أَنَا ناَئِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ عُرِضُوا عَلَيَّ وَعَلَيْهمْ قُمُصٌ، فَمِنها مَا يَبْلُغُ الثَّديَ، وَمِنْها مَا يَبْلُغُ دُونَ ذَلِكَ، وَعُرِضَ عَلَيَّ عُمَرُ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ اجْتَرَّهُ"، قَالُوا: فَمَا أَوَّلْتَهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "الدِّينَ".
الثالث عشر:
(الثَّدي) بمثلثة مفتوحة، ومهملة ساكنة، مفردًا، وبضمِّ الثاء، وكسر الدَّال، وتشديد الياء جمعًا.
وسبَق الحديث في (الإيمان).
* * *
3692 -
حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ يَألَمُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ! وَلَئِنْ كَانَ ذَاكَ لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهْوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صحِبْتَ أَبَا بَكْرٍ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهْوَ عَنْكَ رَاضٍ، ثُمَّ صَحِبْتَ صَحَبَتهُمْ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُم، وَلَئِنْ فَارَقْتَهُم لتفَارِقَنَّهم وَهُمْ عَنْكَ رَاضُونَ، قَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صحبةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللهِ تَعَالَى مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ صحبةِ أَبِي بَكْرٍ وَرِضَاهُ، فَإِنَّمَا ذَاكَ مَنٌّ مِنَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ مَنَّ بِهِ عَلَيَّ، وَأَمَّا مَا تَرَى مِنْ جَزَعِي فَهْوَ مِنْ أَجْلِكَ وَأَجْلِ أَصحَابِكَ، وَاللهِ لَوْ أَنَّ لِي طِلَاعَ الأَرْضِ ذَهبًا لَافْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ عَذَابِ اللهِ عز وجل قَبْلَ أَنْ أَرَاهُ.
قَالَ حَمَّادُ بْنُ زيدٍ: حَدَّثَنَا أيَّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بِهذَا.
الرابع عشر:
(يجزعه)؛ أي: يسلب الجزع عنه، ويزيله منه.
(ولا كان ذلك) دعاء، أي: لا يكون ما يخاف منه العذاب ونحوه، أو لا يكون الموت بهذه الطعنة، وفي بعضها:(لئن كان ذلك)، وفي بعضها غير البخاري:(لا كل ذلك)، أي: ولا تبالغ فيما
أنت فيه من الجزع.
(ومن أجل أصحابك)؛ أي: لما شعر من فتن تقع بعده فيهم.
(طِلاع) بكسر الطاء، وتخفيف اللام، أي: المليء.
* * *
3693 -
حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَفَتَحْتُ لَهُ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، فَبَشَّرْتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ الله، ثُمَّ جَاءَ رَجلٌ فَاسْتَفْتَحَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَفَتَحْتُ لَهُ، فَإِذَا هُوَ عُمَرُ، فَأَخْبَرتُهُ بِمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ الله، ثُمَّ اسْتَفْتَحَ رَجُلٌ، فَقَالَ لِي:"افْتَحْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ"، فَإِذَا عُثْمَانُ، فَأخْبَرْتُهُ بِمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ الله، ثُمَّ قَالَ: اللهُ الْمُسْتَعَانُ.
الخامس عشر:
سبق قريبًا وبعيدًا.
* * *
3694 -
حَدَّثَنَا يَحيَى بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرني حَيَوَةُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ زُهْرَةُ بْنُ معْبَدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ