الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منصوب على الاختصاص.
والصحابة وإن كانوا كلهم أُمناء؛ لكن اختص بزيادة، والأمين هو الثقة المرضي، فخص صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة بصفاتٍ غالبة فيهم، كما خص عثمان رضي الله عنه بالحياء.
* * *
3745 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا شُعبةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ حُذيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَهْلِ نَجْرَانَ: "لأَبْعَثَنَّ -يَعْنِي عَلَيْكُم، يَعْنِي أَمِينًا- حَقَّ أَمِينٍ"، فَأَشْرَفَ أَصْحَابُهُ، فَبَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ رضي الله عنه.
الثاني:
(فأشرف)؛ أي: تطلعوا إلى الولاية، ورغبوا فيها، لا من حيث هي، بل على أن يكون هو الأمين الموعود في الحديث.
* * *
22 - بابُ مَنَاقِب الْحَسَنِ وَالحُسَيْنِ رضي الله عنهما
-
قَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَانَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْحَسَنَ.
(باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما)
فالحسن قَاسَمَ الله ماله ثلاث مرات، حتى كاد يتصدق بنعل
ويمسك نعلًا، وترك الخلافة لا لعلةٍ ولا لذلةٍ، وكان ذلك تحقيقًا لمعجزة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال:"يُصلِحُ الله به بين طائفتَين"، ومات بالمدينة مسمومًا سنة تسع وأربعين، ولم يكن بين ولادته وحمل الحسين إلا طهرٌ واحد.
وأما الحسين رضي الله عنه فقتله سِنان -بكسر المهملة، وبنونين- ابن أنس النخعي، يوم الجمعة، يوم عاشوراء، سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق.
(وقال نافع بن جبير) موصول في (البيوع).
* * *
3746 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، عَنِ الْحَسَنِ، سَمِعَ أَبَا بَكْرَةَ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ، يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً وَيَقُولُ:"ابْنِي هذَا سَيِّد، وَلَعَلَّ الله أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
الحديث الأول:
ظاهرٌ، وسبق شرحه مرات.
* * *
3747 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، فَالَ: سَمِعْتُ أَبِي،
قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيدٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّهُ كَانَ يَأخُذُهُ وَالْحَسَنَ وَيَقُولُ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُمَا فَأَحِبَّهُمَا"، أَوْ كَمَا قَالَ.
الثاني:
ظاهرٌ أيضًا.
* * *
3748 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنس بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، أُتِيَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَجُعِلَ فِي طَسْتٍ، فَجَعَلَ يَنْكُتُ، وَقَالَ فِي حُسْنِهِ شَيْئًا، فَقَالَ أَنَس: كَانَ أَشْبههُمْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ مَخْضُوبًا بِالْوَسْمَةِ.
الثالث:
(عُبيد الله بن زِياد) بكسر الزاي، وخفة الياء، هو الذي سير الجيش لقتال الحسين، وهو يومئذٍ أمير الكوفة ليزيد بن معاوية، قُتِل بالموصل على يد إبراهيم بن الأشتر النخعي [في أيام المختار](1)، سنة ست وستين.
(1) ما بين معكوفتين ليس في الأصل.
وزياد هو الذي ادعاه معاوية أخًا لأبيه، فألحقَه بنسبه، وهو الذي يقال له: زياد بن أبيه، ويقال له: زياد بن سُميَّة، وهي أُمُّه، مولاة الحارث، والد أبي بكْرة، وكان من أصحاب عليٍّ، فلما استخلفَه معاوية صار من أشدِّ الناس بُغضًا لعلي وأولاده.
(ينكت)؛ أي: يضرب بقضيب على الأرض فيؤثر فيها.
(وكان) شعر رأسه ولحيته.
(مَخْضُوبًا بالوَسْمة) بسكون المهملة، وكسرها: نبت يختضب به، وهو الغِظْلِم، بكسر الغين واللام.
* * *
3749 -
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهالِ، حَدَّثَنَا شُعبةُ، قَالَ: أَخْبَرني عَدِيٌّ، قَالَ: سَمعْتُ الْبَرَاءَ رضي الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَالْحَسَنُ عَلَى عَاتِقِهِ، يَقُولُ:"اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فأَحِبَّهُ".
الرابع: ظاهر.
* * *
3750 -
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرني عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُقْبةَ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه وَحَمَلَ الْحَسَنَ وَهْوَ يَقُولُ: بِأبِي شَبِيةٌ بِالنَّبِيِّ، لَيْسَ شَبِيهٌ بِعَليٍّ. وَعَليٌّ يَضْحَكُ.
الخامس:
(بأبي)؛ أي: أفديك بأبي، أو هو قسَمٌ، وتقديره: لهو شَبيهٌ، أو أنه شَبيهٌ.
(ليس شبيهًا) في بعضها: (شبيه) بالرفع؛ فيؤوّل بأنه ليس بمعنى (لا) العاطفة.
قال ابن مالك في "شرح التسهيل": كذا ثبت في "صحيح البخاري" لفظه.
* * *
3751 -
حَدَّثَنِي يَحيَى بْنُ مَعِينٍ وَصَدَقَةُ، قَالَا: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعفَرٍ، عَنْ شُعبة، عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَر رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.
السادس:
سبق شرحه قريبًا.
* * *
3752 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنسٍ. وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَاقِ: أَخْبَرَنَا معْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرني أَنسٌ، قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ.
السابع:
واضح المعنى.
(وقال عبد الرزاق) وصله أحمد، والترمذي، وعبد بن حُميد في "مسنده".
* * *
3753 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يعْقُوبَ، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نعم، سَمِعتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ وَسألهُ عَنِ الْمُحْرِمِ، قَالَ شُعبةُ: أَحْسِبُهُ: يَقْتُلُ الذُّبَابَ؟ فَقَالَ: أَهْلُ الْعِرَاقِ يَسْألونَ عَنِ الذُّبَابِ، وَقَد قتلُوا ابْنَ ابْنَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هُمَا رَيْحَانتَايَ مِنَ الدُّنْيَا".
الثامن:
(وسأله عن المحرم)؛ أي: سأل رجلٌ ابن عُمر عن المُحرم، أي: بالحج أو العُمْرة، وهل له أن يقتُل الذباب حالَ الإحرام؟، فتعجَّب أبن عُمر من سؤال العراقيِّ ذلك، وقال: إنَّ أهل مملكته يسأَلون عن قتْل الذُّباب، ويتفكَّرون فيه، وقد كانوا اجترؤُوا على قتْل الحسين رضي الله عنه.
(ريحانتاي) في بعضها: (ريحانتي)، والريحان: الورق، أو