الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
61 -
كِتابُ المنَاقِبِ
1 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وَقوُلُهُ {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
وَمَا يُنْهَى عَنْ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ. الشُّعُوبُ النَّسَبُ الْبَعِيدُ، وَالْقَبَائِلُ دُونَ ذَلِكَ.
(باب قَول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى} [الحجرات: 13])
قوله: (دعوى الجاهلية)؛ أي: النُّدبة على الميِّت، والنِّياحة، أو قولهم: يا لَفُلان، ونحوه.
والمناسِب للمَقام أن يكون معناه: الانتِساب إلى غير أَبيه.
(الشعوب) جمع شَعْب، بفتح الشِّين، وهو من العَشَائر أوَّلُها، أي: أكبرُها وأجمعها، ثم القَبيلة، ثم الفَصيلة، ثم العِمَارة، ثم البَطْن، ثم الفَخِذ.
قلتُ: يجمعها: فخُزَيمة شَعْبٌ، وكِنانَةُ قَبيلةٌ، وقُريش عمارةٌ، وقُصَي بطْنٌ، وهاشم فخِذٌ، والعباس فَصيلةٌ.
* * *
3489 -
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ رضي الله عنهما:{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} قَالَ: الشُّعُوبُ الْقَبَائِلُ الْعِظَامُ، وَالْقَبَائِلُ الْبُطُونُ.
الحديث الأول:
سبق قريبًا.
* * *
3490 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَنْ أَكرَمُ النَّاسِ؟ قَالَ: "أَتْقَاهُمْ". قَالُوا: لَيْسَ عَنْ هَذَا نسأَلُكَ. قَالَ: "فَيُوسُفُ نبَيُّ اللهِ".
3491 -
حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا كُلَيْبُ بْنُ وَائِلٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي رَبِيِبَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم زَيْنَبُ بْنَةُ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: قُلْتُ لَهَا: أَرَأَيْتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَانَ مِنْ مُضَرَ؟ قَالَتْ: فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ مِنْ بَنِي النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ؟.
الثاني:
(أرأيت)؛ أي: خبريني.
(إلا من مضر) بضم الميم، وفتح المعجمة، ابن نزار، بن مَعَدِّ، ابن عدنان.
والاستثناءُ منقطعٌ، أي: لكن كان من مُضَر، أو من محذوف، أي: لم يكُن إلا من مُضَر، أو الهمزة محذوفةٌ من (كان)، و:(ممن)، كلمةٌ مستقلةٌ، أو الاستفهام للإنكار، ويُقال له: مُضَر الحَمْراء، ولأخيه رَبيعة الفرس.
(النَّضْر) بسكون المعجمة.
(كِنانة) بكسر الكاف، ابن خُزيمة، مصغَّرًا، ابن مُدرِكة، بلفظ اسم فاعل أدرك، ابن إلياس بن مضر، هذا بيانٌ له؛ لأن مُضَر قبيلةٌ، وهذا بطنٌ منه.
* * *
3492 -
حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ، حَدَّثَنَا كُلَيْبٌ، حَدَّثتنِي رَبِيبةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَظُنُّهَا زَيْنَبَ قَالَتْ: نهى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَّاءِ وَالْحَنْتَم وَالْمُقَيَّرِ وَالْمُزَفَّتِ. وَقُلْتُ لَهَا: أَخْبِرِينِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِمَّنْ كَانَ مِنْ مُضَرَ كَانَ؟ قَالَتْ: فَمِمَّنْ كَانَ إِلَّا مِنْ مُضَرَ؟ كَانَ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ.
الثالث:
(المقير) كذا بالميم المفتوحة، وكسر القاف، وصوابه بالنون
لأجل عطْفه: المزفَّت عليه.
وبقية الحديث سبق في (الإيمان).
* * *
3493 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا، وَتَجدُونَ خَيْرَ النَّاسِ فِي هَذَا الشَّأْنِ أَشَدَّهُمْ لَهُ كَرَاهِيةً".
3494 -
"وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ".
الرابع:
(معادن)؛ أي: كمعادن.
(وتجدون خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية)؛ أي: الإمارة، واستُشكل: بأنه كيف يكون خير الناس بكراهة ذلك؟، وأُجيب: بأن المراد أن يتساووا في سائر الفضائل، أو يُراد من الأُمراء، أو معناه: من خيرهم، بقرينة ما بعده.
(ذا الوجهين)؛ أي: المنافق، قال تعالى:{مُّذَبذَبِينَ} الآية [النساء: 143].
* * *
3495 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْنِ، مُسْلِمُهُمْ تَبَعٌ لِمُسْلِمِهِمْ، وَكَافِرُهُمْ تَبَعٌ لِكَافِرِهِمْ".
3496 -
"وَالنَّاسُ مَعَادِنُ، خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسْلَامِ إِذَا فَقِهُوا، تَجِدُونَ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ أَشَدَّ النَّاسِ كَرَاهِيَةً لِهَذَا الشَّأْنِ حَتَّى يَقَعَ فِيهِ".
الخامس:
(تبع لقريش) قال (خ): يُريد تفضيلهم على سائر العرب، وتقديمها في الإمارة والأمانة.
(مسلمهم)؛ أي: يتبَع، ولا يخرج عن الطَّاعة للمُسلمين.
(وكافرهم) هو إخبارٌ عما كان، أي: غيرهم كان يُطيعهم، وكانوا سادةً مقدَّمين على سائر العرب في حال الكفر أيضًا، فكانت لهم السِّدانَة، والسِّقاية، والرِّفادة، يسقُون الحجيج، ويطعمونهم، فحازوا به الشَّرَف والرِّياسة عليهم.
(إذا فقهوا)؛ أي: مَن كانت له مأثرةٌ وشرفٌ في الجاهلية فأسلَم وفقِه في الدِّين فقد أحرَزَ مع شرَفه هذا الشَّرَف العظيمَ، ومن كان له شرفٌ في الجاهلية ولم يُسلِم؛ فقد هدَم شرَفه، وضيَّع قديمه، ثم أخبر بأنَّ خِيَار الناس هم الذين يحذَرون الإمارةَ، ويكرهون الوِلاية، حتى يقَعوا فيها، وهذا يحتمل وجهين:
أحدهما: أنهم إذا وقعوا فيها عن غير رغبةٍ وحرصٍ عليها زال عنهم حُسن الاختيار، أي: صفة الخيرية، لقوله:"من وَلِي قاضيًا، فقد ذُبِحَ بغيرِ سكِّين".
والآخر: إنَّ خيارَ الناسِ هم الذين يَكرَهون الإمارة، فإذا وقعوا فيها زال معنى الكراهة، فلم يجز لهم أن يكرهوها، ولم يقوموا بالواجب من أمورها، بل يجب أن يجتهدوا في حقوقها فعْل الراغب غير الكاره.
* * *
3497 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما {إلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} قَالَ: فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: قُرْبَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ بَطْنٌ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَّا وَلَهُ فِيهِ قَرَابَةٌ، فَنَزَلَتْ عَلَيْهِ إِلَّا أَنْ تَصِلُوا قَرَابَةً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ.
السادس:
(إلا أن تصلوا)؛ أي: إلا صلَةَ الأرحام، أي: لا أسألُكم عليه أجرًا إلا أن تَودُّوا أهل قرابتي، وتصلوا أرحامَهم، وهذا وإنْ لم ينْزل؛ لكن في معنى ما نزل، وهو:{إلا الْمَوَدَّةَ} [الشورى: 23]، أي: إلا المودة ثابتةٌ في أهل القُربى، أو ضمير:(نزلتْ) راجعٌ للآية.
* * *
3498 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ،
عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مِنْ هَا هُنَا جَاءَتِ الْفِتَنُ نَحْوَ الْمَشْرِقِ، وَالْجَفَاءُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ عِنْدَ أُصُولِ أَذْناَبِ الإِبِلِ وَالْبَقَرِ فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ".
السابع:
(يبلغ به) أعم من أن يكون سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، أو من غيره عنه.
(نحو المشرق) بيانٌ، أو بدلٌ لها هنا.
(الفدّادين) بالتشديد، هم الذين يُعْلُون أصواتهم في حُروثهم ومواشيهم، وبالتخفيف: البقَر التي تَحرث، واحدها فَدَّان مشددًا.
(ربيعة ومضر) قَبيلتان، وهو بدلٌ عن الفدَّادين.
* * *
3499 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "الْفَخْرُ وَالْخُيَلَاءُ فِي الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِي أَهْلِ الْغَنَمِ، وَالإِيمَانُ يَمَانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ".
الثامن:
(يمان) أصله: يمنيٌّ، حذفت إحدى الياءين، وعوض منها