الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
62 -
فَضَائِلُ أَصْحَاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم
1 - بابُ فَضَائِلُ أَصْحَاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أوْ رَآهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَهْوَ مِنْ أَصْحَابِهِ
(باب فضائل أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم)
قوله: (ومن صحب) إلى آخره، تفسير للصحابي، أي: مسلم صحب النّبيّ صلى الله عليه وسلم.
(أو رآه) ضمير المفعول للنبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل العكس، أو يكون النّبيّ صلى الله عليه وسلم هو الرائي، والمسلم هو المرئي، وهما بمعنى؛ لتلازمهما عُرفًا.
فإن قيل: الترديد ينافي التعريف؟ قيل: إنّما هو للتقسيم، فهو ترديد في المحدود، لا في الحدّ.
فإن قيل: الصحبة تستلزم الرؤية، فما فائدة ذكرها؟ قيل: لا يلزم، بدليل ابن أُمِّ مكتوم، وحينئذ فمن اكتفى بالرؤية يقول:
يصدق في العرف أنه رأى، وان لم يكن هناك رؤية بصر.
أنها من رآه بعد وفاته صلى الله عليه وسلم قبل دفنه فالظاهر أنه صحابي.
قلت: كأبي ذئب الشاعر، رآه مُدْرَجًا في أكفانه، وممن عده صحابيًّا الذهبيُّ في "التجريد".
وأمّا الرؤية في المنام فلا يكون الرائي بها صحابيًّا؛ لأن المراد بالرؤية العرفية، وهي الّتي في اليقظة.
* * *
3649 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيَقُولُونَ: فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نعمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، فَيَغْزُو فِئَامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُونَ: نعمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، فَيَغْزُو فئامٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَاحَبَ مَنْ صَاحَبَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُونَ: نعمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ".
الحديث الأوّل:
(فِئام) بكسر الفاء: الجماعة من النَّاس، لا واحد له من لفظه.
قال الجَوْهَري: والعامة تقول: فيام، بلا همز.
وتسمى الطبقة الثّانية تابعين، والثالثة تابعي التابعين.
* * *
3650 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي جَمْرَةَ، سَمِعْتُ زَهْدَمَ بْنَ مُضَرِّبٍ، سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رضي الله عنهما يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ أُمَّتِي قَرْني، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونهمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونهمْ"، قَالَ عِمْرَانُ: فَلَا أَدْرِي أَذَكَرَ بَعْدَ قَرْنهِ قَرْنينِ أَوْ ثَلَاثًا، "ثُمَّ إِنَّ بَعْدُكُمْ قَوْمًا يَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ، وَيَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ، وَيَنْذُرُونَ وَلَا يَفُونَ، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ".
الثّاني:
(إسحاق) إمّا ابن إبراهيم، أو ابن منصور.
(يخونون)؛ أي: خيانة ظاهرة، بحيث لا يبقى معها اعتماد النَّاس عليه.
(وَينْذرون) بكسر الذال وضمها.
(ويظهر فيهم السمن)؛ أي: يتكثرون بما ليس فيهم من الشرف، أو يجمعون الأموال، أو يغفلون عن أمر الدين، ويقللون الاهتمام به؛ لأن الغالب على السمين أن لا يهتم بالرياضة، والظاهر أنه حقيقة في معناه، وقالوا: المذموم منه ما يستكسبه، وأمّا الخلقي فلا، وقد مر
الحديث وما بعده وهو: الحديث الثّالث، أوائل (كتاب الشهادات).
* * *
3651 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ يَجيءُ قَوْمٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ".
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: وَكَانُوا يَضْربُونَا عَلَى الشَّهَادَةِ وَالْعَهْدِ وَنَحْنُ صِغَارٌ.
الثّالث:
(ويمينه شهادته) ليس فيه دور؛ لأن المراد: من حرصهم على الشّهادة وترويجها أنهم يحلفون على ما يشهدون، تارة قبل، وتارة بعد، حتّى لا يدري بأيهما يبتدئ، وكأنهما يتسابقان، لقلة مبالاته بالدين.
(يضربوننا)؛ أي: ضرب التأديب، أو يضربون رجالها على الحرص على الشّهادة، واليمين أن يأمروننا بأن نكف عنهما وأن نحتاط فيهما، وبعدم الاستعجال فيهما، وقال المهلب: على الشّهادة، أي: على قول الرَّجل: أشهد بالله ما كان كذا، على معنى الحلف، فكره ذلك كما كره الحلف وإن صادقًا.
(ونحن صغار)؛ أي: لم نبلغ حدّ التفقّه، وإن كانوا بلغوا حدّ