الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(لأسُلنك)؛ أي: لأتلطَّفنَّ في تخليص نسبك من هجوهم، بحيث لا يبقى جزءٌ من نسبك فيما ناله الهجو، كما أن الشعرة إذا سُلت من العجين لا يبقى منها شيء، بخلاف سَلِّها من شيء صلب، فإنها ربما تقطعت، وبقي منها شيء.
(أسب)؛ أي: لموافقته أهل الإفك.
(ينافح) بإهمال الحاء، أي: يدافع وَيُخَاصِمُ.
* * *
17 - بابُ مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
-
وَقَوْلِ الله تَعَالَى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ}
وَقَوْلِهِ: {مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}
(باب ما جاء في أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم)
3532 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لِي خَمْسَةُ أَسْمَاءٍ، أَناَ مُحَمَّدٌ، وَأَحْمَدُ، وَأَناَ الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بِي الْكُفْرَ، وَأَناَ الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي، وَأَناَ الْعَاقِبُ".
الحديث الأول:
(يمحو)؛ أي: يُزيل الكفر من بلاد العرب ونحوها، أو بمعنى الغلبة بالحُجة، وظهور دليله؛ لقوله تعالى:{لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} [التوبة: 33].
(على قدمي)؛ أي: على إثْري، كما في بعض الروايات:(على عقِبي)، أو المعنى: على زماني، ووقت قيامي على القدم بظُهور علامات الخير فيه، أو بأنه لا نبيَّ بعدي، وضبطوه بتخفيف الياء وتشديدها، مفردًا ومثنى، ويحتمل أن يُريد: وأنا أكون أول المحشُورين، كقوله:"أنا أوَّلُ من تنشَقُّ عنه الأرضُ".
(العاقب)؛ أي: جاء عَقِيْب كلِّ الأنبياء، فلا نبيَّ بعدَه، والعاقِب لغةً: هو الذي يخلُف في الخير من كان قبلَه.
واعلم أن الماحي ونحوه صفةٌ، لكن الاسمَ يُطلق كثيرًا على الصِّفة، نعَمْ، صفاته أكثر من الخمسة، كخاتم النبيين، ونبي الرحمة، ونحوهما، حتى قال ابن العرَبي في "الأَحْوذي" عن بعضهم: إنَّ له صلى الله عليه وسلم ألفَ اسمٍ، كما لله تعالى ألف اسم؛ لكن العدَد لا اعتبارَ بمفهومه، فذِكْر الخمسة لا ينفي الزائد، أو لأنها الموجودة في الكتُب القديمة، ومعلومةٌ للأُمم السالفة.
* * *