الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(بخيف): هو ما انحدَر عن غِلَظ الجبَل، وارتفَع عن مَسِيْل الماء، وفيه مَسجِد الخَيْف، والمراد بخَيْف بني كِنانة: المُحصَّب.
(تقاسموا)؛ أي: تحالَفوا على إخْراج بني هاشم والمُطَّلِب من مكّة إلى خَيْف بني كِنانة، وكتَبوا الصَّحيفة المشهورة.
وسبق في (الحجِّ)، في (باب: نُزول النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مكّة).
* * *
40 - بابُ قِصَّةِ أَبِي طَالِبِ
(باب قصَّة أبي طالب)
أي: عبد مَناف بن عبد المطَّلِب، عمُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، مات قبل الهجرة وعمُر النَّبيّ صلى الله عليه وسلم خمسون سنةً إلا ثلاثة أشهر وأيامًا.
3883 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه، قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَا أَغْنَيْتَ عَنْ عَمِّكَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ. قَالَ:"هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ، وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرَكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ".
الحديث الأوّل:
(أغنيت)؛ أي: أي شيءٍ دفعتَه عنه؟، وماذا نفعتَه؟.
(يحوطك)؛ أي: يصونُك، ويحفظُك، ويَذُبُّ عنك.
(ضَحْضَاح) بفتْح الضَّادِّين المعجمتين، وسُكون الحاء المهملة الأُولى: قَريبُ القَعْرِ.
وقال (ش): ما يبلُغ الكَعْبَ، وضَحْضَحَ الشَّرابُ: إذا رَقَّ.
(الدَّرَك) بفتح الراء، وإسكانها.
وفيه تصريحٌ بتفاوُت عذاب أهل النار، وأعمال الكفَّار وإنْ كانتْ هَباءً منْثورًا لا فائدةَ لها؛ لكنْ هذا النَّفْع إنما هو من بَركَة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وخَصائصه.
* * *
3884 -
حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ أَبَا طَالِبٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَخَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالَ:"أَيْ عَمِّ! قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ كلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ" فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ! تَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَمْ يَزَالَا يُكَلِّمَانِهِ حَتَّى قَالَ آخِرَ شَيْءٍ كَلَّمَهُمْ بِهِ: عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا لَمْ أُنْهَ عَنْهُ"، فَنَزَلَتْ:{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} وَنزَلَتْ: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} .
الثاني:
(عن أبيه) لم يَروِ عنه غير سعيدٍ ولَده، ومِن شَرْط البخاري -كما قالَه الحاكم- أنْ يَروي عن الراوي اثنان، إلا أنْ يُقال: لعلَّه الراوي غير الصحابي.
(حضرته)؛ أي: قَرُبتْ وفاتُه، وحضَرتْ علاماتها، وذلك قبل النَّزْع والغَرغرة.
(أبو جهل) هو عمرو بن هشام بن المُغيرة، فِرعَون هذه الأُمة.
(وعبد الله بن أبي أُمَيَّة) بضم الهمزة، وفتح الميم، وتشديد الياء، ابن المُغيرة، هو أخو أُمِّ سلَمة زوجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، كان شديدًا على المسلمين، مبغِضًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لكنه أسلَم قبل الفتح، واستُشهد يوم الطَّائف.
(يكلمانه) في بعضها: (يُكلِّماه)، وحذْف النُّون في مثله جائزٌ.
(على ملة) خبر مبتدأ محذوفٍ، أي: أنا على ملتِه.
* * *
3885 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْهَادِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ، فَقَالَ:"لَعَلَّهُ تنفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ".
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَازِمٍ وَالدَّرَاوَرْدِيُّ،