الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(والله عليّ)؛ أي: رقيب شاهد في أن لا أقصر عن أفضلكم.
(ما قد علمت) صفةٌ، أو بدلٌ عن (القدم).
(أهل الدار)؛ أي: أهل المدينة.
وفي الحديث: شفقة عُمر على المسلمين، حيث خاف تثقيل الخراج، والنصح لهم، حيث أراد ترقية أرامل العراق، وإقامة السنة في تسوية الصفوف، واهتمامه بأمر الصلاة أكثر من معالجة نفسه، وملازمة الأمر بالمعروف على كل حال، والوصية بأداء الدَّين وغيره، والاعتناء بالرفق عند الأكابر.
* * *
9 - بابٌ مَنَاقِبُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبِ الْقُرَشِيِّ الْهاشِمِيِّ أَبِي الحَسَنِ رضي الله عنه
-
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ"، وَقَالَ عُمَرُ: تُوفي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ عَنْهُ رَاضٍ.
(باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه)
قوله: (وقال عُمر) موصولٌ في الباب قبلَه.
(وقال صلى الله عليه وسلم) موصول في (النكاح).
(أنت مني) تسمى (من) هذه الاتصالية.
* * *
3701 -
حَدَّثَنَا قتيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيْهِ"، قَالَ: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُم أيُّهم يُعطَاها، فَلَمَّا أصبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُلُّهُم يَرْجُو أَنْ يُعطَاها، فَقَالَ:"أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالبٍ؟ "، فَقَالُوا: يَشْتكِي عَيْنَيْهِ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ:"فَأرسِلُوا إِلَيْهِ فَأتُوني بِهِ"، فَلَمَّا جَاءَ بَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ، وَدَعَا لَهُ، فَبَرَأَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ، فَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ، فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ الله! أُقَاتِلُهُم حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا، فَقَالَ:"انْفُذْ عَلَى رِسْلِكَ حَتَّى تنزِلَ بِسَاحَتِهِم، ثُمَّ ادعُهُمْ إِلَى الإسْلَامِ، وَأَخْبِرْهُم بِمَا يَجبُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ فِيهِ، فَوَاللهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ".
الحديث الأول:
(يدوكون) بمهملة، وكاف، أي: يخوضون، ويتحدثون، يقال: باتوا يدوكون دوكًا: إذا باتوا في اختلاط ودوران، وفي بعضها:(يذكرون) من الذكر.
(اُنفُذ) بضم الفاء، أي: امض في أمرك.
(رِسلك)؛ أي: التؤدة والرفق.
(حمر النعم) هي أحسن أموال العرب، فهي يضرب بها المثل في نفاسة الشيء، وهذا كله للتقريب، وإلا فذرة من الآخرة خير من الدنيا وما فيها وأمثالها.
وفيه معجزة قولية، وهي إعلامه بأن الله تعالى يفتح على يديه باب خيبر، فكان كذلك، وفعلية، وهي البَصْقُ في عينيه فبرأ في الساعة، وفضلُ عليٍّ، وشجاعته، وحبه لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وسبق فيه فوائد أُخرى في (الجهاد)، في (باب فضل من أسلم على يديه رجل).
* * *
3702 -
حَدَّثَنَا قتيْبةُ، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ قَدْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيْبَرَ، وَكَانَ بِهِ رَمَدٌ، فَقَالَ: أَنَا أتخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيْلَةِ الَّتِي فَتَحَها اللهُ فِي صَبَاحِها، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لأعْطِيَنَّ الرَّايَةَ -أَوْ لَيَأْخُذَنَّ الرَّايَةَ- غدًا رَجُلًا يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ -أَوْ قَالَ: يُحِبُّ الله وَرَسُولَهُ- يَفتَحُ اللهُ عَلَيهِ"، فَإِذَا نحْنُ بِعَلِيٍّ وَمَا نَرْجُوهُ، فَقَالُوا: هذَا عَلِيٌّ، فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ.
الثاني:
(وما نرجوه)؛ أي: لم نكن نرجو قدومَهُ، وهو كالذي قبله.
* * *
3703 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى سَهْلِ بنِ سَعْدٍ، فَقَالَ: هذَا فُلَانٌ -لأَمِيرِ الْمَدِينَةِ- يَدْعُو عَلِيًّا عِنْدَ الْمِنْبَرِ، قَالَ: فَيقُولُ مَاذَا؟ قَالَ: يَقُولُ لَهُ أَبُو تُرَابٍ. فَضَحِكَ قَالَ وَاللهِ مَا سَمَّاهُ إِلَّا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَمَا كَانَ لَهُ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْهُ، فَاسْتَطْعَمتُ الْحَدِيثَ سَهْلًا، وَقُلْتُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ! كَيْف؟ قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى فَاطِمَةَ، ثُمَّ خَرَجَ فَاضْطَجَعَ فِي الْمَسْجدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَيْنَ ابْنُ عَمِّك"، قَالَتْ: فِي الْمَسْحِدِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَوَجَدَ رِداءَهُ قَدْ سَقَطَ عَنْ ظَهْرِهِ، وَخَلَصَ التُّرَابُ إِلَى ظَهْرِهِ، فَجَعَلَ يَمسَحُ التُّرَابَ عَنْ ظَهْرِهِ، فَيَقُولُ:"اجْلِسْ يَا أَبَا تُرَابٍ"، مَرَّتَيْنِ.
الثالث:
(فُلان) هو مروان بن الحكم.
(لأمير المدينة)؛ أي: كنى بفُلان عن أمير المدينة، والاسم يُراد بالكنية، وتطلق التسمية على الكنية.
(فاستطعمت)؛ أي: طلبت من سهل الحديث، وإتمام القصة.
(سهلًا)؛ أي: ابن سعد.
(يا أبا عباس) هو كنيته.
(مرتين) ظرف لـ (يقول).
فيه جواز النوم في المسجد، واستحباب ملاطفة الغضبان، والمشي إليه لاسترضائه.
وسبق الحديث مطولًا مرات.
* * *
3704 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي حَصِينٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ فَسَألهُ عَنْ عُثْمَانَ، فَذَكَرَ عَنْ مَحَاسِنِ عَمَلِهِ، قَالَ: لَعَلَّ ذَاكَ يَسُوؤُكَ؟ قَالَ: نعمْ، قَالَ: فَأَرْغَمَ اللهُ بأَنْفِكَ، ثُمَّ سَألهُ عَنْ عَلِيٍّ، فَذَكَرَ مَحَاسِنَ عَمَلِهِ، قَالَ: هُوَ ذَاكَ بَيْتُهُ أَوْسَطُ بُيُوتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّ ذَاكَ يَسُوؤُكَ؟ قَالَ: أَجَلْ، قَالَ: فَأَرْغَمَ اللهُ بِأَنْفِكَ، انْطَلِقْ فَاجْهدْ عَلَيَّ جَهْدَكَ.
الرابع:
(بأنفك) الباء زائدة، أي: أرغم الله أنفكَ، أي: ألصقه بالرغام، أي: التراب، أي: أهانه وأذله، ويروى:(رغم) بفتح الغين، وكسرها.
(فأجهد)؛ أي: أبلغ غايتك في هذا الأمر، واعمل في حقي
ما تستطيع وتقدر عليه.
* * *
3705 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدرٌ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَم، سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيٌّ أَنَّ فَاطِمَةَ عليها السلام شَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ أثَرِ الرَّحَا، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَبْيٌ، فَانْطَلَقَتْ فَلم تَجدهُ، فَوَجَدَتْ عَائِشَةَ فَأَخْبَرتها، فَلَمَّا جَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ عَائِشَةُ بِمَجيءِ فَاطِمَةَ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْنَا وَقدْ أَخَذْناَ مَضَاجِعَنَا، فَذَهبْتُ لأَقُومَ، فَقَالَ:"عَلَى مَكَانِكُمَا"، فَقَعَدَ بَيْنَنَا حَتَّى وَجَدتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صدرِي، وَقَالَ:"أَلَا أُعَلِّمُكُمَا خَيْرًا مِمَّا سَألْتُمَانِي، إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ، وَتُسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ، وَتَحْمَدَا ثَلَاثَةً وَثَلَاثِينَ، فَهْوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ".
الخامس:
(ابن أبي ليلى) إذا أطلقه المحدثون فهو عبد الرحمن، وأما الفقهاء فيعنون به محمد بن عبد الرحمن؛ قاله في "جامع الأصول".
(على مكانكما)؛ أي: الزما مكانكما، ولا تفارقاه.
(فكبرا) بصيغة الأمر، وفي بعضها:(تُكبِّرا) بمثناة، بلفظ المضارع، بلا نون؛ إما تخفيفًا، وإما لأن (إذا) جازمةٌ على شذوذٍ.
وسبق الحديث في (باب الخُمس)، في (الجهاد).
* * *
3707 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجعْدِ، أَخْبَرَنَا شعبةُ، عَنْ أيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَبِيدَةَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: اقْضُوا كمَا كنتم تَقْضُونَ، فَإِنِّي أكرَهُ الاِخْتِلَافَ حَتى يَكُونَ لِلنَّاسِ جَمَاعَةٌ، أَوْ أَمُوتَ كمَا مَاتَ أَصْحَابِي.
فَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَرَى أَنَّ عَامَّةَ مَا يُرْوَى عَلَى عَلِيٍّ الْكَذِبُ.
السادس:
(أكره الاختلاف)؛ أي: الذي يؤدي للفتنة، وإلا فاختلاف الأُمة رحمة.
(أو أموت) أتى بـ (أو)، وإن كان كلاهما مطلوبًا، إذ لا تنافي بينهما.
(عامة)؛ أي: أكثر ما روته الرافضة عنه كذب.
* * *
3706 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، حَدَّثَنَا شعْبَةُ، عَنْ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ: "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسَى".
السابع:
(مني بمنْزلة)؛ أي: نازلًا مني منْزلته، والباء زائدة، وتعلُّق الرافضة به في الخلافة بعد الموت باطل.