الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْهُ} أَحْيَاهُ فَجَعَلَهُ رُوحًا، {وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ} .
(باب قول الله تعالى: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171])
3435 -
حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ هَانِئٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جُنَادَةُ بْنُ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ الْعَمَلِ".
قَالَ الْوَلِيدُ: حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، عَنْ عُمَيْرٍ، عَنْ جُنَادَةَ، وَزَادَ:"مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، أَيَّهَا شَاءَ".
(على ما كان)؛ أي: من شهد بالمبدأ والمعاد، وما يتعلق بالمعاش من النبوات أدخله الله تعالى الجنة على حسب أعماله عالي الدرجات.
* * *
48 - بابٌ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا}
نَبَذْناَهُ أَلْقَيْنَاهُ. اعْتَزَلَتْ. {شَرْقِيًّا} مِمَّا يَلِي الشَّرْقَ. {فَأَجَاءَهَا}
أَفْعَلْتُ مِنْ جِئْتُ، وَيُقَالُ: أَلْجَأَهَا اضْطَرَّهَا. {تَسَّاقَطْ} تَسْقُطْ.
(قَصِيًّا) قَاصِيًا. (فَرِيًّا) عَظِيمًا.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {نَسْيًّا} لَمْ أَكُنْ شَيْئًا. وَقَالَ غَيْرُهُ: النِّسْيُ الْحَقِيرُ. وَقَالَ أَبُو وَائِلٍ: عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ حِينَ قَالَتْ: {إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} .
3435 / -م - قَالَ وَكِيعٌ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ:{سَرِيًّا} نَهَرٌ صَغِيرٌ بِالسُّرْيَانِيَّةِ.
(باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ} [مريم: 16])
قوله: (فأجاءها) أصله: جاء، دخلت عليه الهمزة على معنى: ألجأَها.
قال في "الكشاف ": فتغير بعد النقل إلى معنى الإلجاء.
(الحقير)؛ أي: الذي شأْنه أن يُطرح ويُنسى كخِرقة الطَّامث، ونحوها.
(نُهْيَة) بضم النون، وسكون الهاء، وقد تفتح: العقل؛ لأنه ينهى صاحبَه عن القبيح.
* * *
3436 -
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي
الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: عِيسَى، وَكَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ، كَانَ يُصَلِّي، جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ، فَقَالَ: أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي، فَقَالَتِ اللَّهُمَّ لَا تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ الْمُومِسَاتِ، وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأةٌ وَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى، فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا، فَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَقَالَتْ: مِنْ جُرَيْجٍ، فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الْغُلَامَ، فَقَالَ: مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ؟ قَالَ: الرَّاعِيِ، قَالُوا: نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ: لَا إِلَّا مِنْ طِينٍ. وَكَانَتِ امْرَأةٌ تُرْضعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ، فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ -قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: كَأَنَّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَمَصُّ إِصْبَعَهُ -ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَقَالَتْ: لِمَ ذَاكَ؟ فَقَالَ: الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَابِرَةِ، وَهَذِهِ الأَمَةُ يَقُولُونَ: سَرَقْتِ زَنَيْتِ، وَلَمْ تَفْعَلْ".
الحديث الأول:
(إلا ثلاثة) لعل المراد: في بني إسرائيل، ففي "مسلم" في قصَّة أصحاب الأُخدود:(لمَّا أُتي بالمرأة لتُلقَى في النار ومعها صبيٌّ مرضعٌ، قال لها: يا أُمَّه لا تجزعي؛ فإنَّك على الحقِّ)، وأسند الطبراني عن ابن عبَّاس: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تكلَّم في المَهْد أربعةٌ"،
فزاد على الثلاثة: (صاحب يوسُفَ)، أي: المذكور في قوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} [يوسف: 26]، وهو ابن خالة زَلِيْخا، وفي "الكشاف": أربعةٌ: ابن ماشِطة فِرعون، وشاهد يوسُف، وصاحِب جُرَيج، وعيسى عليه السلام، وذكَر الطَّبراني: عن ابن عبَّاس: أنَّ ابن ماشِطة فِرعون تكلَّم في المَهْد.
وقال ابن الجَوزي: إنَّ بنت فرعون أخبرتْه بأنَّ ماشطتَها أسلمتْ، فأمَر بإلقائها وإلقاء أولادها في النار، فلمَّا جاءت نَوبة آخِر ولدها وكان مُرْضَعًا قال: اصبِري يا أُمَّاه، فإنَّك على الحقِّ.
واتفق ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم في خبَرٍ، ذكره الدَّارَقُطْني وغيره، فهؤلاء سبعةٌ.
قال (ك): أو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبْل أن يعلم بغير الثلاثة، أو أنَّ قول بعض المفسِّرين ليس بحجةٍ، وأن حكاية الماشطة لم تثبُت.
(أو أصلي)؛ أي: تردد جُريج في نفسه أنه يجيبها، أو يتم الصلاة.
(المومسات): الزانيات.
(وسبُّوه) بتشديد الموحدة.
وسبقت قصة جُريج في (باب: إذا دعت الأُمُّ ولدها في الصلاة).
(ذو شارة) بمعجمةٍ، وراء، الشَّارة: اللباسُ، والهيئة الحسَنة، أي: يتعجب منها ويشار إليها.
(ثم مُرّ) بالبناء للمفعول.
* * *
3437 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مَعْمَرٍ، حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ لَقِيتُ مُوسَى -قَالَ: فَنَعَتَهُ- فَإِذَا رَجُلٌ -حَسِبْتُهُ قَالَ- مُضْطَرِبٌ رَجِلُ الرَّأْسِ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ -قَالَ- وَلَقِيتُ عِيسَى -فَنَعَتَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ- رَبْعَةٌ أَحْمَرُ كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ دِيمَاسٍ -يَعْنِي الْحَمَّامَ- وَرَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِهِ بِهِ -قَالَ- وَأُتِيتُ بِإِناَءَيْنِ أَحَدُهُمَا لَبَنٌ وَالآخَرُ فِيهِ خَمْرٌ، فَقِيلَ لِي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقِيلَ لِي: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ -أَوْ أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ- أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ".
الثاني:
(فنعته)؛ أي: وصفَهُ.
(مضطرب)؛ أي: خفيف اللحم، وقيل: الطويل.
وسبق الحديث قريبًا.
* * *
3438 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "رَأَيْتُ عِيسَى وَمُوسَى وإبْرَاهِيمَ، فَأَمَّا عِيسَى فَأَحْمَرُ جَعْدٌ عَرِيضُ الصَّدْرِ، وَأَمَّا مُوسَى فَآدَمُ جَسِيمٌ سَبْطٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ الزُّطِّ".
الثالث:
(عن ابن عُمر) صوابه: ابن عباس.
قال الحافظ أبو ذَرٍّ: ما في سائر الروايات المَسمُوعة عن الفِرَبْرِي: ابن عُمر، فلا أدري، هكذا حدَّثَ به البخاري، أو غَلِطَ فيه الفِرَبْرِيُّ؛ لأني رأيتُه في سائر الروايات عن ابن كثير وغيره، عن مجاهد، عن ابن عبَّاس، وهو الصَّواب.
وقال غيره: المَحفُوظ عن ابن عُمر ما سيذكُره البخاري بعدُ من رواية سالم عنه أن هذا الوصف -أعني: الجَسيم- في صفة الدجَّال.
وقال التَّيْمي: إن بعض لفظ الحديث دخل في بعضٍ؛ لأن (الجسيم) إنما ورد في صفة الدجَّال.
وأجاب بعضُهم: بأنَّ الجَسيم قد لا يكون باعتبار السِّمَن، بل باعتبار الطُّول، فمعناه طُوالٌ، كما هو صريح في الرواية الأُخرى.
(سبط) بفتح الموحدة، وكسرها، وسكونها.
(الزُّطّ) بضم الزاي، وتشديد المهملة: قومٌ سُودٌ، قيل: من الهنُود، وقيل: نوعٌ من السُّودان.
* * *
3439 -
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، حَدَّثَنَا أبُو ضَمْرَةَ، حَدَّثَنَا مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، قَالَ عَبْدُ اللهِ: ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا بَيْنَ ظَهْرَيِ النَّاسِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَقَالَ:"إِنَّ اللهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلَا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ".
الرابع:
(ظهراني) قيل: إنه مُقحَمٌ.
(طافئة) بالهمز، أي: ذهبَ نُورها، وطُفئت كما يُطفأ السِّراج، أو طافيةٌ بالياء، من طَفَا يطفو: إذا علَتْ، ولم ترسُب، كأنها بَرزَتْ ونتَأَت، وأبدلوا الواو ياءً في: فاعِلَة منه؛ لوُقوعها بعد الكسرة، كما أُبدلت في: لاغيَة ونحوه.
وفي "مسلم" روايةٌ أنه: (أَعور العَين اليُسرى)، قيل: الأَعور مِن كلِّ شيءٍ: المختَلُّ المَعيب، وكلا عَيني الدجَّال مَعيبةٌ: إحداهما بذهابها، والأُخرى بنُتوئها وعَيبها.
قال (خ): العِنَبة الطَّافئة في العُنقود هي الكبيرة التي خرجتْ عن أخَواتها.
* * *
3440 -
"وَأَرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي الْمَنَامِ، فَإِذَا رَجُلٌ آَدَمُ كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ، تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ، رَجِلُ الشَّعَرِ، يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهْوَ يَطُوفُ
بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ. ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطَطًا أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ، وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ، يَطُوفُ بِالْبَيْتِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ".
تَابَعَهُ عُبَيْدُ اللهِ، عَنْ نَافِعٍ.
(آدم) هذا يُؤيد أنَّ مجاهدًا يَروي عن ابن عبَّاس لا عن ابن عُمر؛ لمَا صرَّح بأنَّه أحمر.
(من أُدم الرجال)؛ أي: من سُمرهم؛ لكن هذا لا يُخالف الرِّواية السابقة في عيسى أنَّه أحمر.
(لِمّته) بكسر اللام، وتشديد الميم: الشَّعر المتدلِّي المُجاوِز شحمةَ الأُذُنين؛ لأنها لمَّتْ بالمنكبين، فإذا بلَغ المنكبين فهو جُمَّةٌ، فإذا بلغت شحمة الأُذن فهي وَفْرة.
(رجل الشعر) لا يُنافي هذا ما سبق أنَّ عيسى جَعْد الشعر؛ لأن المراد هناك جُعودة الجسم، وهو اجتِماعُه واكتنازه، لا الشَّعر.
(يقطر)؛ أي: بالماء الذي رجَّلَها به؛ لقُرب ترجُّله، أو هو استعارةٌ عن نَضارته وجماله.
(قطط) بفتح القاف، والمهملة الأُولى: شَديدُ الجُعودة، قالوا: الجَعَد في صِفة عيسى عليه السلام مدْحٌ، وفي صفة الدجال ذمٌّ.
(عين اليمنى) من إضافة الموصوف إلى صفته بلا تأْويلٍ عند الكوفيين، ويُقدِّره البصريون: عَيْن صَفْحة وجْهه اليُمنى.
(رأيت) بضم التاء وفتحها.
(ابن قَطن) بفتح القاف، والمهملة: عبد العُزَّى الجاهِل الخُزاعي، ومنْع الدجَّال من دُخول مكة إنما هو في حال خُروجه، وفتْنته، ودَعواه الباطلة، فلا يُعارِض ذلك أحاديثَ المنْع.
(تابعه عُبيد الله) وصلَه مسلم.
* * *
3441 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَا وَاللهِ مَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعِيسَى أَحْمَرُ، وَلَكِنْ قَالَ:"بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ سَبْطُ الشَّعَرِ يُهَادَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، يَنْطِفُ رَأْسُهُ مَاءً -أَوْ يُهَرَاقُ رَأْسُهُ مَاءً- فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: ابْنُ مَرْيَمَ، فَذَهَبْتُ ألتَفِتُ، فَإِذَا رَجُلٌ أَحْمَرُ جَسِيمٌ، جَعْدُ الرَّأْسِ، أَعْوَرُ عَيْنِهِ الْيُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا هَذَا الدَّجَّالُ، وَأَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا ابْنُ قَطَنٍ". قَالَ الزُّهْرِيُّ: رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ هَلَكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
الخامس:
(لا والله) استُشكل بأنه كيف طعن في رواية أحمر؟، وأُجيب:
بأنه اشتَبه على الراوي، وأما حَلِفُه وهو قريبٌ من شهادة النَّفي؛ فإنما هو بناءً على ما سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قطْعًا يقينًا أنَّه آدَم، وليس غيره، ويجوز أن يُؤَوَّل ويُجمع بينهما بأنه ليس بأحمر صِرْفًا، بل مائلٌ إلى الأُدْمة.
(يهادى)؛ أي: يمشي مُتمايلًا إلى أحَد الطَّرَفين، منكبًّا على رجُلين.
(ينطف) بضم الطاء وكسرها.
(يُهراق) بضم الياء، وفتح الهاء، وقيل: بسكونها.
(ماءً) مفعولٌ به، والمعنى: يُريق الماءَ، ويأتي فيه ما في (يُهراق الدِّماء)، وقد سبق.
(أعور عينه) بجرِّ (عينِه) بالإضافة، ورواه الأَصِيْلِي برفع (عينه) مبتدأً مخبرًا عنه بما بعدَه، أو بدلٌ من الضمير في (أعور) الرَّاجِع على الموصُوف بدَلَ بعضٍ من كُلٍّ.
قال السُّهَيْلي: ولا يجوز أن يرتفِع بالصفة كما ترفع الصفة المشبَّهة؛ لأن (أَعوَر) لا يكون إلا نعتًا لمذكَّر.
(كأن عينه عنبة (1) طافية) بالنصب على اسمِ (كأن)، والخبر مقدَّرٌ، وإنما يجوز في:(كأَنَّ) و (إنّ) حذْف الخبر إذا أوقعتَهما على النَّكِرات؛ فإنْ أوقعتَهما على المعرفة لم يجُز الحذْف،
(1)"عنبة" ليس في الأصل.
وأنشد سِيْبَويْهِ:
إِنَّ مَحِلًّا وإِنَّ مُرْتَحَلًا
أي: إنَّ لنا مَحِلًا.
وكأنه قال في الحديث: كأنَّ في وجهه، ولم يجيء الحذف مع المعرفة إلا نادرًا بقَرينة حالٍ، كقوله صلى الله عليه وسلم للمهاجرين:"أتعرفُون ذلك؟ "، يعني: الأنصار، قالوا: نعم، قال:"فإن ذلك"، أي: فإن ذلك يُشكر لهم.
ويروى: (عينه طافيةٌ) بالرفع، فهو جائزٌ، ولكن بتخفيف النون، من (كأن)، ويُروى:(أعورُ عينِهِ)، بالإضافة، فهو من باب قولهم: حسنُ وجهِه، بالإضافة، وهو بعيدٌ في القياس؛ لأنه جمعٌ بين طرَفي نقيضٍ: نقْل الضمير إلى الصفة مع بقائه في اللفظ مضافًا إليه الوجه، وإنما الأصل أن يكون الوجه مرفوعًا مع الهاء، ومنصوبًا، أو مخفوضًا مع نقل الضمير إلى الصِّفة، وقد منَعها الزَّجَّاجي، وزعم أن جميع الناس خالَف فيها سِيْبَوَيْهِ، وسِيْبَوَيْهِ لم يُجِزْها قياسًا، وإنما أخبَر أنها جاءت في الشِّعر، وأنشد:
كميت الأعالي حرسًا مصطلاها
واعترف سِيْبَوَيْهِ برداءة هذا الوجه، ولكنْ ذكَره الفالي أبو علي في غير الشِّعر، وهو ثقةٌ، في صفة النبي صلى الله عليه وسلم:(شَثْنُ الكفَّين، طَويلُ أَصابعِه)، وقال: هكذا رويتُه بالخفْض، وذكَر الهرَوي وغيره في
حديث أُمِّ زَرْع: (صِفْرُ ردائِها، ومِلْءُ كسائها).
(ابن قطن) هو عبد العُزَّى بن قطَن بن عمرو بن حَبِيْب، أُمُّهُ هالة بنت خُويلد، أُخت خديجة.
وفي "طبقات ابن سعد": أكثَم بن أبي الجَون، عبد العُزَّى بن مُنقِذ، قال فيه صلى الله عليه وسلم:"أشبَه مَن رأَيتُ به، يعني: الدجَّال، أكثَم بن أبي الجَوْن"، فقال أكثَم: يا رسولَ اللهِ، هل يضرُّني شَبَهي إيَّاه؟، قال:"لا، أنت مسلمٌ، وهو كافرٌ".
وقال ابن مَنْدَه في أكثَم: إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم شبَّهه بعَمْرو بن لُحَيٍّ لا بالدجَّال.
* * *
3442 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ، وَالأَنْبِيَاءُ أَولَادُ عَلَّاتٍ، لَيسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نبِيٌّ".
3443 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَالأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ".
3443 / -م - وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبةَ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
السادس:
(أولى)؛ أي: أقرب، وقيل: أخصُّ؛ إذ لا نبيَّ بينهما، وأنه مبشِّرٌ بأنه يأتي بعده، واسمه: أحمد، في آخِر الزمان، وأنه بعد نُزوله متابعٌ لشريعته، ناصرٌ لدينه.
ولا يعارض هذا قولَه تعالى: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ} [آل عمران: 68]؛ لأن الحديث واردٌ في كون النبي صلى الله عليه وسلم مَتبوعًا، والقرآن في كونه تابِعًا، وله الفَضْل تابعًا ومَتبوعًا.
وعُلم منه أنَّ ما يقال: إنَّ بينهما خالد بن سِنَان لا اعتبارَ له.
(عَلاّت) بفتح المهملة، وشدة اللام بمثناةٍ: الإخوة لأبٍ من أُمهات شتَّى، كما أن الإخوة من الأُمِّ فقط أولاد أَخْيَاف، ومن الأبوين أولاد أَعيَان.
والمعنى: أن أُصولهم واحدة، وفروعهم مختلفةٌ، أي: متفقون في العقائد، مختلفون في الأحكام العملية، وهي الفقهيات.
(أُمهاتهم شتى) هو تفسيرٌ لـ (عَلَّات)، مثل:{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا} [المعارج: 19 - 21]، وأصل العَلَّات: الضَّرائِر.
* * *
3444 -
وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"رَأَى عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، فَقَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللهِ وَكَذَّبْتُ عَيْنِي".
السابع:
(آمنت بالله وكذبت عيني) بتخفيف الذال للمُستَمْلي، وتشديدها للحَمُّوي وأبي الهيْثَم، وهو الصَّواب؛ لأنه رُوي في "الصَّحيح" من رواية مَعْمر:(وكذَّبْتُ نفْسي)، ذكره الحُمَيدي في "جامعه".
ثم هو على المبالغة في تصديق الحالف، لا أنه كذَّب عينه حقيقةً، وقيل: أراد أنه صدَّقه في الحكم؛ لأنه لم يحكُم بعلْمه.
وقال (ع): ظاهره: صدَّقت من حلَف بالله، وكذَّبت ما ظهَر لي من ظاهر سَرِقته، فلعلَّه أخذَ ما له فيه حقٌّ، أو لم يقصِد الغَصْب، أو ظهَر له من مدِّ يده أنَّه أخذ شيئًا، فلمَّا حلَف أسقط ظنَّه، ورجَع عنه.
قال (ك): جعل لفظ: (بالله)، متعلِّقًا بمحذوف، ولا حاجةَ إليه؛ لاحتمال أن يتعلق بلفظ:(آمنت).
* * *
3445 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّهْرِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرنِي عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَمِعَ عُمَرَ رضي الله عنهما -
يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لَا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ".
الثامن:
(لا تطروني) الإطراء: المدح بالباطل، وذلك أنهم اتخذوه إلهًا، حيث قالوا:{ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ} [المائدة: 73]، ودعَوهُ ولدَ إلهٍ، فقالوا: المسيح ابن الله، تعالى عما يشركون، وذلك من إفراطهم في مدحه، ولهذا المعنى -والله أعلم- هضَم النبي صلى الله عليه وسلم نفْسَه بقوله:"لا تُفضِّلوني على يُونس بن مَتَّى" شفَقًا أن يُطروه، ويقولوا فيه باطلًا.
* * *
3446 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا صَالِحُ ابْنُ حَيٍّ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ قَالَ لِلشَّعْبِيِّ، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَخْبَرَني أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَدَّبَ الرَّجُلُ أَمَتَهُ فَأَحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وَعَلَّمَهَا فَأَحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أَعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا، كَانَ لَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا آمَنَ بِعِيسَى ثُمَّ آمَنَ بِي، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَالْعَبْدُ إِذَا اتَّقَى رَبَّهُ وَأَطَاعَ مَوَالِيَهُ، فَلَهُ أَجْرَانِ".
التاسع:
سبق في (العلم)، في (باب: تعليم الرجل أمته).
(خراسان) إقليمٌ معروفٌ.
* * *
3447 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، ثُمَّ قَرَأَ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} فَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ يُؤْخَذُ بِرِجَالٍ مِنْ أَصْحَابِي ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ، فَأَقُولُ: أَصْحَابِي، فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ، فَأَقُولُ كمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ:{وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} إِلَى قَوْلِهِ: {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ: ذُكِرَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ قَبِيصَةَ قَالَ: هُمُ الْمُرْتَدُّونَ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ، فَقَاتَلَهُمْ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه.
العاشر:
(غُرلًا) جمع أَغْرَل: وهو الأقْلَف، أي: غير المختون.
سبق في: (قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
(أصحابي)؛ أي: هؤلاء أصحابي، وهو إشارةٌ إلى الذين هم في جِهَة الشَّمال، أي: طريق جهنَّم، أو معناه: أنهم يُؤخَذون من الطَّرَفين،