الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3888 -
حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عَمْرٌو، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ، قَالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ.
الثاني:
(عين) قيَّد به؛ للإشْعار بأنَّ الرُّؤيا، بمعنى: الرُّؤية في اليقَظة.
قال في "الكشاف": تعلَّق بهذه الآية مَن قال: كان الإسراء في المَنام، ومن قال كان في اليقَظة فسَّر الرُّؤيا بالرُّؤية.
* * *
43 - بابُ وُفُودِ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ وَبَيْعَةِ الْعَقَبَةِ
(باب وُفُود الأنْصار، وبَيعة العقَبة)
أي: التي تُنسَب إليها جَمْرة العقَبة، وهي بمنَى، كان النبي صلى الله عليه وسلم يعْرِض نفسَه على القبائل في كلِّ مَوسِمٍ، فبينما هو عند العقَبة إذ لقِيَ رَهْطًا من الخَزْرج، فدعاهم إلى الله تعالى، فأجابوه، فجاء في العام المقبِل اثنا عشَر رجلًا إلى الموسِم من الأنصار، أحدُهم عُبادة بن
الصَّامِت، فاجتمعوا برسول الله صلى الله عليه وسلم في العقَبة، وبايَعوه، وهي بيعة العقَبة الأُولى، فخرج في العام الآخَر سبعون إلى الحج، فواعدَهم صلى الله عليه وسلم العقَبةَ، فلمَّا اجتمعوا، أَخرجوا من كل فرقةٍ نَقيبًا، فبايعوه ليلًا هناك، وهي البيعة الثانية.
* * *
3889 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ كَعْبٍ - وَكَانَ قَائِدَ كعْبٍ حِينَ عَمِيَ- قَالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ حِينَ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، بِطُولِهِ، قَالَ ابْنُ بُكَيْرٍ فِي حَدِيثهِ: وَلَقَدْ شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حِينَ تَوَاثَقْنَا عَلَى الإِسْلَامِ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا مَشْهَدَ بَدْرٍ، وَإِنْ كَانَتْ بَدْرٌ أَذْكَرَ فِي النَّاسِ مِنْهَا.
الحديث الأول:
(ولقد شهدت)؛ أي: قال كعْب: حضَرتُ العقبة الثانية.
(بها)؛ أي: بدَلَها، وتُسمى باء البدليَّة، كقوله:
فلَيْتَ لي بهِمُ قَومًا إِذَا رَكِبُوا
وإنما قال ذلك؛ لأنها أول عقدٍ أُجيب فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى الخُروج والنُّصرة.
(وما أحب)؛ أي: لأنَّ هذه البيعة كانت في أول الإسلام، ومنها فشَا الإسلامُ، وتأكَّد أساسه.
(أَذْكَر) أفْعَل تفضيلٍ، أي: أشهر.
* * *
3890 -
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما يَقُولُ: شَهِدَ بِي خَالَايَ الْعَقَبَةَ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَحَدُهُمَا الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ.
الثاني:
(أحدهما البراء) قال الدِّمْيَاطِي: هذا وهمٌ من سفيان؛ لأن أُمَّ جابر، أُنيَسة بنت عُتبة بن عَدِيِّ بن سِنَان، وأخوها خالاه ثَعْلَبة وعمْرو ابنا عُتْبة، وقد شهدا هُما وجابر بن عبد الله وأبوه العَقَبة مع السبعين، فثعلبة لمَّا أسلَم كان يكسِر أصنام بني سَلِمة هو ومعاذٌ وعبد الله بن أُنيَس، وشهد بدرًا، وأحُدًا، والخندق، وقُتل يومئذٍ شهيدًا، قتله هُبيرة ابن أبي وَهْب المَخزُومي.
وأما عمرو فشَهِدَ أُحُدًا، وكان أحد البكَّائين المذكورين في القُرآن، وتُوفي وليس له عَقِبٌ.
وقال (ك): البراء ليس خالًا لجابر، إذ نُسَيبة -بضم النون- بنت
عُقبة، بضم المهملة، وسُكون القاف، قال: فيحتمل أنه أَطلَق الخال عليه باعتبار أنَّ عُقبة أيضًا غُنْمي، يعني: سُلَميٌّ خزْرَجيٌّ، أو هو خالٌ رضاعيٌّ، أو هو من جهة الأُم فقط.
* * *
3891 -
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ، قَالَ عَطَاءٌ: قَالَ جَابِرٌ: أَنَا وَأَبِي وَخَالِي مِنْ أَصْحَابِ الْعَقَبَةِ.
الثالث:
(خالاي) في بعضها: (خالِيْ) بالإفراد، وفي بعضها:(خالَيَّ) بالتشديد، أي: مع خاليَّ.
قال السَّفَاقُسي: بواوِ مَعَ، مثل: استوى الماءُ والخشَبةَ.
* * *
3892 -
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَخِي ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَمِّهِ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِدْرِيسَ عَائِذُ اللهِ، أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ مِنَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمِنْ أَصْحَابِهِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ، أَخبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: "تَعَالَوْا بَايِعُونِي عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا تَسْرِقُوا، وَلَا تَزْنُوا، وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادكُمْ، وَلَا تأْتُونَ بِبُهْتَانٍ
تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ، وَلَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ، فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهْوَ لَهُ كَفَّارَةٌ، وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَسَتَرَهُ اللهُ فَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ، إِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ"، قَالَ: فَبَايَعْتُهُ عَلَى ذَلِكَ.
الرابع:
سبق شرحه أول (كتاب الإيمان).
* * *
3893 -
حَدَّثَنَا قتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنِ الصُّنَابِحِيِّ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، أنَّهُ قَالَ: إِنِّي مِنَ النُّقَبَاءِ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ: بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نُشرِكَ بِاللهِ شَيْئًا، وَلَا نَسْرِقَ، وَلَا نَزْنِيَ، وَلَا نَقْتُلَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ، وَلَا نَنْتَهِبَ، وَلَا نَعْصِيَ بِالْجَنَّةِ إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ، فَإِنْ غَشِينَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا كَانَ قَضَاءُ ذَلِكَ إِلَى اللهِ.
الخامس:
(ولا نعصي)؛ أي: في معروفٍ.
(بالجنة) متعلِّقٌ بقوله: (بايعْناه)، وفي بعضها:(فالجنَّة) بالفاء، كذا عندَ أبي ذَرٍّ، وهو ظاهرٌ؛ لأنَّ مَن لا يعصي له الجنَّة، ورُوي:(يقضي بالجنَّة) بالقاف، وبالموحَّدة: من القَضاء؛ لأنَّ الأمر موكولٌ