الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَعُثْمَانُ، فَرَجَفَ، وَقَالَ:"اسْكُنْ أُحُدُ -أَظُنُّهُ ضَرَبَهُ بِرِجْلِهِ- فَلَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نبَيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ".
قِصَّةُ الْبَيْعَةِ وَالاِتِّفَاقُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه.
الخامس:
(فأشهد أن الله عفا عنه) عرف ذلك من قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155].
(بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم)؛ أي: رُقَية، بضم الراء، وفتح القاف.
(على يده)، أي: اليسرى.
وحاصله: أنه لا نُقصان بعثمان بذلك، لأن الأولى عفا الله فيها عنه، والثانية: حصل له أجر الحضور ولو كان غائبًا، وسهمه، والثالثة: كانت أفضل له، لأن يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خير من يده لنفسه.
* * *
8 - قِصَّةُ الْبَيْعَةِ وَالاِتِّفَاقُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه
-
(باب قصة البيعة، والاتفاق على عُثمان، ومقتل عُمر رضي الله عنهما)
3700 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانة، عَنْ
حُصَيْنٍ، عَنْ عمرِو بْنِ مَيْمُونٍ، قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَبْلَ أَنْ يُصَابَ بِأيّامٍ بِالْمَدِينَةِ وَقَفَ عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كيْفَ فَعَلْتُمَا، أتخَافَانِ أَنْ تَكُوناَ قَدْ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ؟ قَالَا: حَمَّلْنَاها أَمرًا هِيَ لَهُ مُطِيقَةٌ، مَا فِيها كبِيرُ فَضْلٍ. قَالَ: انْظُرَا أَنْ تَكُوناَ حَمَّلْتُمَا الأَرْضَ مَا لَا تُطِيقُ، قَالَ: قَالَا: لَا. فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللهُ لأَدَعَنَّ أَرَامِلَ أَهْلِ الْعِرَاقِ لَا يَحْتَجْنَ إِلَى رَجُلٍ بَعْدِي أَبَدًا، قَالَ: فَمَا أتتْ عَلَيْهِ إِلَّا رَابِعَةٌ حَتَّى أُصِيبَ، قَالَ: إِنِّي لَقَائِمٌ مَا بَيْني وَبَيْنَهُ إِلَّا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصيبَ، وَكَانَ إِذَا مَرَّ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ قَالَ: اسْتَوُوا، حَتَّى إِذَا لمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، وَرُبَّمَا قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ أَوِ النَّخلَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعتُهُ يَقُولُ: قتلَنِي -أَوْ أكَلَنِي- الْكَلْبُ، حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ الْعِلْجُ بِسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ لَا يَمُرُّ عَلَى أَحَدٍ يَمِينًا وَلَا شِمَالًا إِلَّا طَعَنَهُ حَتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مَاتَ مِنْهُم سَبْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، طَرَحَ عَلَيْهِ بُرْنُسًا، فَلَمَّا ظَنَّ الْعِلْجُ أَنَّهُ مَأخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وَتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فَمَنْ يَلِي عُمَرَ فَقَدْ رَأَى الَّذِي أَرَى، وَأَمَّا نَوَاحِي الْمَسْجدِ فَإِنَّهمْ لَا يَدرُونَ غَيْرَ أنَّهُمْ قَدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ وَهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَ اللهِ سُبْحَانَ اللهِ. فَصَلَّى بِهِم عَبْدُ الرَّحْمَنِ صلَاةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! انْظُرْ مَنْ قتلَنِي. فَجَالَ
سَاعَةً، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلَامُ الْمُغِيرَةِ، قَالَ: الصَّنَعُ؟ قَالَ: نعمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ اللهُ لَقَد أَمَرْتُ بِهِ معْرُوفًا، الْحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي لَم يَجْعَلْ مَيتَتِي بِيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإسْلَامَ، قَدْ كُنْتَ أَنْتَ وَأَبُوكَ تُحِبَّانِ أَنْ تَكْثُرَ الْعُلُوجُ بِالْمَدِينَةِ، وَكانَ أكثَرَهم رَقِيقًا، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ فَعَلْتُ؛ أَيْ: إِنْ شِئْتَ قتلْنَا، قَالَ: كَذَبْتَ، بَعْدَ مَا تَكَلَّمُوا بِلِسَانِكم، وَصَلَّوْا قِبْلَتكُم، وَحَجُّوا حَجَّكُمْ، فَاحْتُمِلَ إِلَى بَيْتِهِ، فَانْطَلَقْنَا مَعَهُ، وَكَأَنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبةٌ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَقَائِل يَقُولُ: لَا بَأسَ، وَقَائِلٌ يَقُولُ: أَخَافُ عَلَيْهِ، فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِنْ جَوْفهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جُرْحِهِ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ، وَجَاءَ النَّاسُ يُثْنُونَ عَلَيْهِ، وَجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ فَقَالَ: أَبْشِر يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبُشْرَى اللهِ لَكَ مِنْ صحبة رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدَمٍ فِي الإسْلَامِ مَا قَدْ عَلمتَ، ثُمَّ وليتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ شَهادَةٌ، قَالَ: وَددتُ أَنَّ ذَلِكَ كَفَافٌ لَا عَلَيَّ وَلَا لِي. فَلَمَّا أَدبَرَ، إِذَا إِزَارُهُ يَمَسُّ الأَرضَ، قَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الْغُلَامَ، قَالَ: ابْنَ أَخِي ارفع ثَوْبَكَ، فَإِنَّهُ أَبْقَى لِثَوْبِكَ، وَأتقَى لِرَبِّكَ، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ! انْظرْ مَا عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وَثَمَانِينَ ألفًا أَوْ نَحوَهُ، قَالَ: إِنْ وَفَى لَهُ مَالُ آلِ عُمَرَ فَأَدِّهِ مِنْ أَموَالِهِمْ، وإلَّا فَسَلْ فِي بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَإِنْ لم تَفِ أَمْوَالُهُم فَسَلْ فِي قُرَيْشٍ، وَلَا تَعْدُهُمْ إِلَى غيْرِهِمْ، فَأَدِّ عَنِّي هذَا الْمَالَ، انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ، وَلَا تَقُلْ: أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ
لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا، وَقُلْ: يَستَأذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ. فَسَلَّمَ وَاسْتَأذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْها، فَوَجَدَها قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ، وَيَسْتَأذِنُ أَنْ يُدفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: كنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلأُوثرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ: هذَا عَبْدُ اللهِ ابْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ، قَالَ: ارْفَعُوني، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَذِنَتْ. قَالَ: الْحَمدُ لِلَّهِ، مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قَضَيْتُ فَاحمِلُوني ثُمَّ سَلِّم، فَقُلْ: يَسْتَأذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأدخِلُوني، وَإِنْ رَدَّتْنِي رُدّوني إِلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ. وَجَاءَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ وَالنِّسَاءُ تَسِيرُ مَعها، فَلَمَّا رَأَيْنَاها قُمنَا، فَوَلَجَتْ عَلَيْهِ، فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً، وَاسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ، فَوَلَجَتْ داخِلًا لَهُم، فَسَمِعنَا بُكَاءَها مِنَ الدَّاخِلِ، فَقَالُوا: أَوْصِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ، قَالَ: مَا أَجِدُ أَحَقَّ بهذَا الأَمرِ مِنْ هؤُلَاءِ النَّفَرِ -أَوِ الرَّهْطِ- الَّذِينَ تُوُفي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ عَنْهُم رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا وَعُثْمَانَ وَالزُّبَيْرَ وَطَلْحَةَ وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرحْمَنِ، وَقَالَ: يَشهدكم عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَلَيْسَ لَهُ مِنَ الأَمرِ شَيْءٌ -كَهيْئَةِ التَّعْزِيَةِ لَهُ- فَإِنْ أَصَابَتِ الإمرَةُ سَعْدًا فَهْوَ ذَاكَ، وإلَّا فَلْيَسْتَعِنْ بِهِ أيُّكم مَا أُمِّرَ، فَإِنِّي لم أَعْزِلْهُ عَنْ عَجْزٍ وَلَا خِيَانَةٍ، وَقَالَ: أُوصِي الْخَلِيفَةَ مِنْ بَعدِي بِالْمُهاجِرِينَ الأَوَّلينَ، أَنْ يَعرِفَ لَهُم حَقَّهُم، وَيَحْفَظَ لَهُم حُرْمَتَهُم، وَأُوصِيهِ بِالأَنْصَارِ خَيْرًا،
الَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِنْ قَبْلِهم، أَنْ يُقْبَلَ مِنْ مُحْسِنِهمْ، وَأَنْ يُعْفَى عَنْ مُسِيئهِم، وَأُوصِيهِ بِأَهْلِ الأمْصَارِ خَيْرًا، فَإِنَّهمْ ردْءُ الإسْلَامِ، وَجُبَاةُ الْمَالِ، وَغَيْظُ الْعَدُوِّ، وَأَنْ لَا يُؤْخَذَ مِنْهمْ إِلَّا فَضْلُهُمْ عَنْ رِضَاهُمْ، وَأُوصِيهِ بِالأَعْرَابِ خَيْرًا، فَإِنَّهُم أَضلُ الْعَرَبِ، وَمَادَّةُ الإسْلَامِ، أَنْ يُؤْخَذَ مِنْ حَوَاشِي أَمْوَالِهمْ وَتُرَدَّ عَلَى فُقَرَائِهمْ، وَأُوصِيهِ بِذِمَّةِ اللهِ وَذِمَّةِ رَسُولهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوفَى لَهُم بِعَهْدِهمْ، وَأَنْ يُقَاتَلَ مِنْ وَرَائِهمْ، وَلَا يُكَلَّفُوا إِلَّا طَاقتهُمْ. فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا بِهِ، فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَسَلَّمَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ قَالَ: يَسْتَأذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، قَالَتْ: أَدخِلُوهُ، فَأدخِلَ، فَوُضعَ هُنَالِكَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هؤُلَاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أَمرَكُم إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْكُم. فَقَالَ: الزُّبَيْرُ قَدْ جَعَلْتُ أمرِي إِلَى عَلِيٍّ. فَقَالَ طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ. وَقَالَ سعْدٌ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحمَنِ بْنِ عَوْفٍ. فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحمَنِ أيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هذَا الأَمرِ فَنَجْعَلُهُ إِلَيْهِ، وَاللهُ عَلَيْهِ وَالإسْلَامُ لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ، فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ، فَقَالَ عَبْدُ الرّحمَنِ: أفتجْعَلُونه إِلَيَّ، وَاللهُ عَلَيَّ أَنْ لَا آلُوَ عَنْ أَفْضَلِكُم، قَالَا: نعم، فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا، فَقَالَ: لَكَ قَرَابَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْقَدَمُ فِي الإسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمتَ، فَاللهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لتعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ أَمَّرتُ عُثْمَانَ لتسْمَعَنَّ وَلتُطِيعَنَّ. ثُمَّ خَلَا بِالآخَرِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَخَذَ الْمِيثَاقَ، قَالَ: ارْفَع يَدَكَ
يَا عُثْمَانُ، فَبَايَعَهُ، فَبَايَعَ لَهُ عَلِيٌّ، وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ.
(أتخافان) في بعضها: (تخافا)، بحذف النون تخفيفًا، وذلك جائز بلا ناصب وجازم.
(الأرض)؛ أي: أرض العراق، أي: حملناها من الخراج.
(ما لا تطيقه)؛ أي: لا تسعه.
(انظرا)؛ أي: في التحميل، أو هو كناية عن الحذر؛ لأنه مستلزم للنظر.
(رابعة)؛ أي: صبيحة رابعة، وفي بعضها:(أربعة)، أي: أربعة أيام.
(أُصيب)؛ أي: طعن بالسكين، والكلب هو أبو لؤلؤة، واسمه: فيروز، غُلام المُغيرة بن شعبة، قيل: ظنَّ أن كلبًا عَضَّهُ لما جرح، وكان يقول: ما أظنه إلا كلبًا، حتى طعن الثالثة.
(العِلْج) بكسر العين، وسكون اللام، وبالجيم: الرجل من كفار المعجم وغيرهم أيضًا، وهذا كان في أربعة بقين من ذي الحجة، سنة ثلاث وعشرين.
(بُرنسًا)، بضم الموحدة، والنون: قلنسوة طويلة، وقيل: كساء يجعله الرجل في رأسه، رمى رجل من أهل العراق بُرنسه عليه، وبرك على رأسه، فلما علم أنهُ لا يستطيع أن يتحرك قتل نفسه.
قال (ش): وجاء أن الذي طرحه عبد الرحمن بن عوف، وهو الذي احتزَّ رأسه بعد قتله نفسه.
(الصَّنَع) بفتح الصاد والنون، أي: الصانع، ويحتمل أن يكون مقصور الصنع، كما قرأ النخعي {وثلث وربع} [النساء: 3]، بقصر الألف منهما، وكان نجارًا، وقيل: نحَّاتًا للأحجار، وأما أمره بالمعروف، فكان قصته: أن عُمر رضي الله عنه كان يمر بالسوق، فلقيه أبو لؤلؤة، فقال له: ألا تكلم مولاي يضع عني من خراجي، قال: كم خراجك؟ قال: دينار، قال: ما أرى أن أفعل، إنك لعاقل محسن، وما هذا بكثير، ثم قال عُمر: ألا تعمل لي رحًى؟ قال: بلى، فلما ولى عُمر، قال: لأعملنَّ لك رحًى يتحدث بها ما بين المشرق والمغرب، وكان مجوسيًّا، وقيل: نصرانيًّا.
(مِيتتي) بميم مكسورة، ويروى:(منيتي).
(ثم أتي بلبن) وذلك أنه لما خرج النبيذ، قال الناس: هذا دم، هذا صديد، وكان قد ضربه طعنات أقطعهن ما كان تحت سرته، وهي قتلته.
فإن قيل: فيه حل النبيذ، قيل: كانوا ينتبذون التمرات في الماء، وينقعونها فيه حتى تزول ملوحة الماء، فيشربونه، ولم يكن فيه اشتداد، ولا قذف، ولا إسكار.
(ما قد عملت) مبتدأ.
(لك) خبره.
(قَدم) بفتح القاف، أي: سابقة، ويقال: قدم صدق، أي: أثرة حسنة، وقال الجَوْهري: القدم السابقة في الأمر.
(شهادة) بالرفع عطف على (ما علمت)، وبالجر على (صحبه).
(لا عليّ)؛ أي: رضيت سواء بسواء، بحيث يكف الشر عني، لا عقابُهُ عليّ، ولا ثوابُه لي.
(أنقى) بالنون، هو الأكثر، ويروى بالموحدة.
(عَدِي) بفتح المهملة الأولى، وكسر الثانية، هو الجد الأعلى لعُمر، أبو القبيلة العدويين.
(ولا تعدهم)؛ أي: لا تتجاوز عنهم.
(وقل يستأذن عُمر) إنما أمرهم بإعادة الاستئذان بعد موته مخافة أن تكون أذنت له في حياته حَياءً.
(داخلًا)؛ أي: مدخلًا كان لأهلها.
(من الدخل)؛ أي: من الشخص الداخل، أو من المدخل.
(وسعدًا)؛ أي: ابن أبي وقاص، وإنما لم يذكر أبا عُبيدة وسعيدًا مع أنهما من الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض؛ لأن أبا عُبيدة كان قد مات، وسعيدًا ابن عم عُمر، فلعله لم يذكره لذلك، أو لم يرَهُ أهلًا لسبب من الأسباب.
(كهيئة التعزية) هو من كلام الراوي، لا من كلام عُمر.
(ولم أعزله)؛ أي: عن الكوفة.
(من عجز)؛ أي: عن التصرف.
(ولا خيانة)؛ أي: في المال؛ فإنه قوي أمين، قال تعالى:{إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: 26].
(المهاجرين الأولين) قال الشَّعْبي: هم من أدرك بيعة الرضوان، وقال ابن المُسيب: من صلى للقبلتين.
(رِدْء) بكسر الراء، وهمزة آخره، أي: عون.
(وغيظ العدو)؛ أي: يغيظونهم بكثرتهم.
(فضلهم)؛ أي: ما فضل عنهم.
(حواشي أموالهم) هي التي ليست بخيار، ولا كرام.
(بذمة الله)؛ أي: بأهل الذمة.
(من ورائهم)؛ أي: إن قصدهم عدوّ قوتل عدوهم، ورفع عنهم مضرتهم، فقد استوفى بهذه الوصية الكل، المسلم المهاجر، والأنصاري، والذمي، والوبَري -وهو ساكن البوادي- والمدَري وهو ساكن الأمصار.
(والله عليه)؛ أي: رقيبٌ مهيمنٌ عليه، وكذلك الإسلام.
(لينظرن) بلفظ الأمر للغائب.
(أفضلهم) بالنصب، أي: ليتفكر كل واحد منهما في نفسه: أيهما أفضل، وفي بعضها بفتح اللام، جوابًا للقسم المقدر.
(اسكت) بمعنى سكت، وفي بعضها مبنيًّا للمفعول، وصوب الأولَ أبو ذَرٍّ.