الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جَدَّهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ هِشَامٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهْوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.
السادس عشر:
(أخذ بيد عُمر) دليلٌ على غاية المَحبَّة، وكمال المَودَّة والاتِّحاد.
* * *
7 - بابُ مَنَاقِبُ عُثْمَانَ بْنِ عَفانَ أَبِي عَمرِو الْقرَشِي رضي الله عنه
-
وَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَحفرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ"، فَحَفَرها عُثْمَانُ. وَقَالَ:"مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ"، فَجَهَّزَهُ عُثْمَانُ.
(باب مناقب عُثمان رضي الله عنه)
(وقال النبي صلى الله عليه وسلم) سبَق وَصْل الحديثين آخرَ (كتاب الوقْف)، وأن (رُوْمَة) بضم الراء، وسكون الواو، وتخفيف الميم.
(جهز)؛ أي: هيَّأ، وأنه صلى الله عليه وسلم لما قال:(مَنْ حَفَرَ بِئر رُوْمَة فَلهُ الجَنَّة)، حفرها واشتراها بعشرين ألف درهم، وسَبَّلها للمسلمين.
(وإن جيش العُسرة)؛ أي: غزوة تبوك، سُمي بذلك؛ لأنه كان في شدة الحر، وجدب البلاد، وشُقُّة بعيدة، وعدوّ كثير؛ فجهزه
عُثمان بتسع مئة وخمسين بعيرًا، وخمسين فرسًا، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار.
* * *
3695 -
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أيُّوبَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ حَائِطًا وَأَمَرني بِحِفْظِ بَابِ الْحَائِطِ، فَجَاءَ رَجُلٌ يَسْتَأذِنُ، فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّة"، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ يَسْتَأذِنُ فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَإِذَا عُمَرُ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ يَسْتَأذِنُ، فَسَكَتَ هُنَيْهةً ثُمَّ قَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى سَتُصِيبُهُ"، فَإِذَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ.
الحديث الأول:
(وأمرني) سبق أنه قال: (لأكوننَّ بوابًا)، وأنه لا منافاة بينهما، فأما وصفه عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يكن له بواب، فالمراد معين دائمًا، لا في بعض الأوقات.
(هُنية) الهُنية: كناية عن الشيء من الزمان وغيره، أصله: هنوة، وتصغيره هُنية، وقد تبدل من الياء الثانية هاء، فيقال: هُنيهة.
* * *
قَالَ حَمَّادٌ: وَحَدَّثَنَا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ وَعَلِيُّ بْنُ الْحَكَم، سَمِعَا أَبَا
عُثْمَانَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى بِنَحْوِه، وَزَادَ فِيهِ عَاصِمٌ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ قَاعِدًا فِي مَكَانٍ فِيهِ مَاءٌ، قَدِ انْكَشَفَ عَنْ رُكْبَتَيْهِ أَوْ رُكبَتِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ عُثْمَانُ غطَّاها.
الثاني:
(عن ركبته) دليل على أنها ليست بعورة، وإنما غطَّاها من عُثمان رضي الله عنه؛ لأن عُثمان كان مشهورًا بكثرة الحياء، فاستعمل النبي صلى الله عليه وسلم معه ما يقتضي الحياء، وقال صلى الله عليه وسلم:"ألا أستحي ممن استحى الله منه"، وفي رواية:"ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة".
* * *
3696 -
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ يُونس، قَالَ ابْنُ شِهابٍ: أَخْبَرني عُرْوَةُ، أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَدِيِّ بْنِ الْخِيَارِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ قَالَا: مَا يَمنَعُكَ أَن تُكَلِّمَ عُثْمَانَ لأَخِيهِ الْوَليدِ فَقَد أكثَرَ النَّاسُ فِيهِ، فَقَصَدتُ لِعُثْمَانَ حَتَّى خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ، قُلْتُ: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً، وَهِيَ نَصِيحَةٌ لَكَ، قَالَ: يَا أيها الْمَرءُ! -قَالَ مَعْمَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْكَ- فَانْصَرَفْتُ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِم، إِذْ جَاءَ رَسُولُ عُثْمَانَ فأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا نصَيحَتُكَ؟ فَقُلْتُ: إِنَّ الله سُبْحَانهُ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ، وَكنْتَ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ
وَلرَسُولهِ صلى الله عليه وسلم، فَهاجَرْتَ الْهِجْرتيْنِ، وَصَحِبْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَأَيْتَ هديَهُ، وَقَد أكثَرَ النَّاسُ فِي شَأْنِ الْوَليدِ، قَالَ: أدركتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْتُ: لَا، وَلَكِنْ خَلَصَ إِلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ مَا يَخْلُصُ إِلَى الْعَذْرَاءِ فِي سِتْرِها، قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ الله بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ، فَكُنْتُ مِمَّنِ اسْتَجَابَ لِلَّهِ وَلرَسُولِهِ، وَآمَنْتُ بِمَا بُعِثَ بِهِ، وَهاجَرْتُ الْهِجْرتيْنِ كَمَا قُلْتَ، وَصَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَايَعْتُهُ، فَوَاللهِ مَا عَصَيْتُهُ وَلَا غَشَشْتُهُ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ، ثُمَّ أَبُو بَكْرٍ مِثْلُهُ، ثُمَّ عُمَرُ مِثْلُهُ، ثُمَّ اسْتُخْلِفْتُ، أفلَيْسَ لِي مِنَ الْحَقِّ مِثْلُ الَّذِي لَهُم؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَمَا هذِهِ الأَحَادِيثُ الَّتِي تَبْلُغُنِي عَنْكُمْ، أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ شَأْنِ الْوَليدِ، فَسَنأخُذُ فِيهِ بِالْحَقِّ إِنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ دَعَا عَلِيًّا فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِدَهُ فَجَلَدَهُ ثَمَانِينَ.
الثالث:
(الوَليد) بفتح الواو: ابن عقبة بن أبي مُعَيط، أخو عُثمان لأُمِّه.
(منك)، أي: أعوذ بالله منك.
(الهجرتين)؛ أي: إلى الحبشة، ثم إلى المدينة.
(هديه) بفتح الهاء: أي: طريقته.
(لا)؛ أي: ما رأيته، أي: أدرك زمانه ولم يره.
(العذراء)؛ أي: البكر، ووجه الشبه: بيان حال وصول علم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه كما وصل علم الشريعة إليها وهي من وراء الحجاب،
أي: يوصلوه إليه بطريق الأولى.
(ما غَشَشته) بفتح الشين، وقصة الوليد: أن عُثمان ولاه الكوفة بعد أن عزل عنها سعد بن أبي وقاص، فصلى الوليد بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات، ثم التفت إليهم وقال: أزيدكم؟ وكان سكران، فقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر، وأنه صلى الغداة أربعًا، ثم قال: أزيدكم؟ قال أحدهما: رأيته يشرب الخمر، وقال آخر: رأيته يتقيؤها، فقال عثمان: إنه لم يتقيَّئها حتى شربها، فقال لِعَليٍّ: أقم عليه الحد، فقال عليٌّ لابن أخيه عبد الله بن جعفر: أقم أنت عليه، فأخذ السوط فجلده، وعليٌّ يَعدُّ، فلما بلغ أربعين، قال عليٌّ: أمسك، هذا هو المشهور، وهو رواية مسلم، وفيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد أربعين، وجلد أبو بكر أربعين، وجلد عُمر ثمانين، وكلٌّ سنة، وقد أعاده البخاري في (هجرة الحبشة) بعد ذلك على الصواب من حديث مَعْمَر عن الزُّهْرِي، وقال فيه:(فجلد الوليد أربعين)، فقوله في هذا الباب:(فجلده ثمانين) على خلاف المشهور أنَّ غير عليّ هو الذي جلد، وأن الجلد أربعون، فلعله ثبت عنده ذلك، أو تجوَّز الراوي فيه باعتبار أن عليًّا عَدَّ، أو أنه أمر به.
كما قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": وأما الثمانون، فلعل السوط له طرفان، فجعل كل طرف ضربة.
* * *
3697 -
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِم بْنِ بَزِيغٍ، حَدَّثَنَا شَاذَانُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُون، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ نافعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كنَّا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَا نَعدِلُ بِأبِي بَكْرٍ أَحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمَانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أَصْحَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَا نُفَاضِلُ بَيْنَهُمْ.
تَابَعَهُ عَبْدُ اللهِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
الرابع:
(لا نُفاضِلُ بينهم) إن قيل: عليّ أفضل بعدهم، ثم تمام العشرة، ثم أهل بدر، وهلم جرًا، فالجواب كما قال (ح): إنه أراد الشيوخ، وذوي الأسنان منهم، الذين كان صلى الله عليه وسلم يشاورهم، وكان علي في زمانه صلى الله عليه وسلم حديث السن، ولم يُرد ابن عُمر الازدراء بعليٍّ، ولا تأخيره عن الفضيلة بعد عثمان، لأن فضله لا ينكره أحد، قيل: فلا بد من هذا التأويل، وإلا ينتقض كثير من قواعد التفضيل.
قال (ك): لا حجة في: (كنا نترك)، والاختلاف الذي في الأصول في:(كنا نفعل)، إنما هو فيما يتصور فيه تقرير النبي صلى الله عليه وسلم على أن الكثير في ذلك أيضًا أنه ليس بحجة، ثم لو كان حجة، فإنما ذلك في العمليات التي يُعمل فيها بالظن، لا الاعتقاديات، وأيضًا فمحله إذا لم يعارضه دليل أقوى منه، كما هنا في أدلة الأفضلية، وأيضًا فلعل ذلك كان في أول أزمنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما في آخرها فظهر فضله عليهم، ولو
سلم ذلك فقد انعقد الإجماع على أفضليته بعد عثمان رضي الله عنهما.
* * *
3698 -
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانةَ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ، هُوَ ابْنُ مَوْهبٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مَنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ الْبَيْتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فَقَالَ: مَنْ هؤُلَاءِ الْقَوْمُ؟ قَالَ: هؤُلَاءِ قُرَيْشٌ، قَالَ: فَمَنِ الشَّيْخُ فِيهِم؟ قَالُوا: عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ. قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ! إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْء فَحَدِّثْنِي، هلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نعمْ. فقَالَ: تعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدرٍ وَلَم يَشْهد؟ قَالَ: نعم، قَالَ: تَعْلَمُ أنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ فَلَم يَشْهدها؟ قَالَ: نعمْ، قَالَ: اللهُ أكبَرُ. قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ أُبيِّنْ لَكَ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشهدُ أَنَّ الله عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بدرٍ، فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدرًا وَسَهْمَهُ"، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرُّضْوَانِ فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرُّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ الْيُمنَى:"هذِهِ يَدُ عُثْمَانَ"، فَضَرَبَ بِها عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ:"هذِهِ لِعُثْمَانَ"، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ: اذْهَبْ بِها الآنَ مَعَكَ.
3699 -
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحيَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قتادَةَ، أَنَّ أَنسًا رضي الله عنه حَدَّثَهُم، قَالَ: صَعِدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أُحُدًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ