المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا - اللامع الصبيح بشرح الجامع الصحيح - جـ ١٠

[شمس الدين البرماوي]

فهرس الكتاب

- ‌40 - بابٌ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}

- ‌41 - بابُ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} إِلَى قَوْلِهِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}

- ‌42 - بابٌ {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ} الآيَةَ

- ‌43 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (2) إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا (3) قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} إِلَى قَوْلِهِ: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}

- ‌44 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا} {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ} {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} إِلَى قَوْلِهِ: {يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

- ‌45 - بابٌ {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} يُقَالُ: يَكْفُلُ يَضُمُّ، كَفَلَهَا ضَمَّهَا، مُخَفَّفَةً لَيْسَ مِنْ كَفَالَةِ الدُّيُونِ وَشِبْهِهَا

- ‌46 - بابُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}

- ‌47 - قَوْلُهُ: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ

- ‌48 - بابٌ {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا}

- ‌49 - بابُ نُزُولِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ عليهما السلام

- ‌50 - بابُ مَا ذُكِرَ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ

- ‌51 - حَدِيثُ أَبْرَصَ وَأعْمَى وَأَقْرَعَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ

- ‌52 - {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ}

- ‌53 - حَدِيثُ الْغَارِ

- ‌54 - بابٌ

- ‌61 - كِتابُ المنَاقِبِ

- ‌1 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} وَقوُلُهُ {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}

- ‌2 - بابُ مَنَاقِبِ قُرَيْشِ

- ‌3 - بابٌ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ

- ‌4 - بابُ نِسْبَةِ الْيَمَنِ إلَى إِسْمَاعِيلَ

- ‌5 - باب

- ‌6 - بابُ ذِكْرِ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَيْنَةَ وَجُهَيْنَةَ وَأَشْجَعَ

- ‌7 - بابُ ذِكْرِ قَحْطَانَ

- ‌8 - بابُ مَا يُنْهَى مِنْ دَعْوَة الْجَاهِلِيَّةِ

- ‌9 - بابُ قِصَّةِ خُزَاعَةَ

- ‌10 - بابُ قِصَّةِ زَمْزَمَ

- ‌12 - بابُ قِصَّةِ زمْزَمَ وَجَهْلِ الْعَرَبِ

- ‌13 - بابُ مَنِ انْتَسَبَ إِلَى آبَائِهِ فِي الإسْلَامِ وَالْجَاهِلِيَّةِ

- ‌14 - بابٌ ابْنُ أُخْتِ الْقَوْمِ، وَمَوْلَى الْقَوْمِ مِنْهُمْ

- ‌15 - بابُ قِصَّةِ الْحَبَشِ، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "يَا بَنِي أَرفَدَةَ

- ‌16 - بابُ مَنْ أَحَبَّ أَنْ لَا يُسَبَّ نَسَبُهُ

- ‌17 - بابُ مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌18 - بابُ خَاتِمِ النَّبِيِّينَ صلى الله عليه وسلم

- ‌19 - بابُ وفاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌20 - بابُ كُنْيَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌21 - باب

- ‌22 - باب خَاتِمِ النبُّوة

- ‌23 - باب صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌24 - بابٌ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَيْنُهُ وَلَا يَنَامُ قَلْبُهُ

- ‌25 - بابُ عَلَامَاتِ النُّبُوَّة فِي الإِسْلَامِ

- ‌26 - بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}

- ‌27 - بابُ سُؤَالِ الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُرِيَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم آيَةً، فَأَرَاهُمُ انشِقَاقَ الْقَمَرِ

- ‌28 - بابٌ

- ‌62 - فَضَائِلُ أَصْحَاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌1 - بابُ فَضَائِلُ أَصْحَاب النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَمَنْ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أوْ رَآهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَهْوَ مِنْ أَصْحَابِهِ

- ‌2 - بابُ مَنَاقِبِ الْمُهَاجِرِينَ وَفَضْلِهِمْ

- ‌3 - بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "سُدُّوا الأَبْوَابَ إلا بَابَ أَبِي بَكْرٍ

- ‌4 - بابُ فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - بابُ قَوْلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا

- ‌6 - بابُ مَنَاقب عُمَرَ بنِ الْخَطَّابِ أَبِي حَفْصٍ الْقُرَشِيِّ الْعَدَوِي رضي الله عنه

- ‌7 - بابُ مَنَاقِبُ عُثْمَانَ بْنِ عَفانَ أَبِي عَمرِو الْقرَشِي رضي الله عنه

- ‌8 - قِصَّةُ الْبَيْعَةِ وَالاِتِّفَاقُ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌9 - بابٌ مَنَاقِبُ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبِ الْقُرَشِيِّ الْهاشِمِيِّ أَبِي الحَسَنِ رضي الله عنه

- ‌10 - بابُ مَنَاقِبُ جَعفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبِ

- ‌12 - بابُ مَنَاقِبُ قَرَابَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَنْقَبَةِ فَاطِمَةَ عليها السلام بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌13 - بابُ مَنَاقِبُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ

- ‌14 - بابُ ذِكرِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ

- ‌15 - بابُ مَنَاقِبُ سعْدِ بْنِ أَبِي وَقاص الزهْرِيِّ

- ‌16 - بابُ ذِكرُ أَصهارِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْهمْ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبيعِ

- ‌17 - بابُ مَنَاقِبُ زَيدِ بْنِ حَارِثَةَ مَوْلَى النبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌18 - بابُ ذِكرُ أُسَامَةَ بْنِ زَيدِ

- ‌19 - بابٌ مَنَاقبُ عَبْدِ اللهِ ابنِ عُمَرَ فْيِ الْخَطابِ رضي الله عنهما

- ‌20 - بابُ مَنَاقِبُ عَمَّارِ وحُذَيْفَةَ رضي الله عنهما

- ‌21 - بابُ مَنَاقِب أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رضي الله عنه

- ‌22 - بابُ مَنَاقِب الْحَسَنِ وَالحُسَيْنِ رضي الله عنهما

- ‌23 - بابُ مَنَاقِبُ بِلَالِ بْنِ رباحٍ مَوْلَى أَبِي بكر رضي الله عنهما

- ‌24 - بابٌ ذِكرُ ابنِ عَباسِ رضي الله عنهما

- ‌25 - بابُ مَنَاقِبُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيد رضي الله عنه

- ‌26 - بابُ مَنَاقبُ سَالِم مَوْليَ أَبِي حُذَيْفَةَ رضي الله عنه

- ‌27 - بابُ مَنَاقِبُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُود رضي الله عنه

- ‌28 - بابُ ذِكرُ مُعَاوَية رضي الله عنه

- ‌29 - بابُ مَنَاقِبُ فَاطِمَةَ عليها السلام

- ‌30 - بابُ فَضلِ عَائِشَةَ رضي الله عنها

- ‌63 - مناقب الأنصار

- ‌1 - بابُ مناقِبِ الأنصارِ

- ‌2 - بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلَا الْهِجْرةُ لَكُنْتُ مِنَ الأَنْصَارِ

- ‌3 - بابٌ إِخَاءُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ الْمهاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ

- ‌4 - بابُ حُبُّ الأَنْصَارِ

- ‌5 - بابُ قولِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم للأنْصَار "أَنْتُم أحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ

- ‌6 - بابُ أَتْبَاعِ الأَنْصَارِ

- ‌7 - بابُ فَضْلِ دُورِ الأَنْصَارِ

- ‌8 - بابُ قَوْل النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصَارِ: "اصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي عَلَى الْحَوْضِ

- ‌9 - بابُ دُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَصْلِحِ الأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ

- ‌10 - بابٌ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}

- ‌11 - بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ، وَتَجَاوَزُا عَنْ مُسِيئِهِمْ

- ‌12 - بابُ مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذِ رضي الله عنه

- ‌13 - بابُ مَنْقَبَةِ أُسَيْدِ بْنِ حُضَيْرِ وَعَبَّادِ بْنِ بِشْرِ رضي الله عنهما

- ‌14 - بابُ مَنَاقِبُ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه

- ‌15 - مَنْقَبَةُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه

- ‌16 - بابٌ مَنَاقِبُ أُبَيِّ بْنِ كَعْب رضي الله عنه

- ‌17 - بابُ مَنَاقِبُ زَيْدِ بنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌18 - بابُ مَنَاقِبُ أَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنه

- ‌19 - بابُ مَنَاقِبُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌20 - بابُ تَزْوِيِجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَدِيجَةَ وَفَضْلُهَا رضي الله عنها

- ‌21 - بابُ ذِكْرُ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ رضي الله عنه

- ‌22 - بابٌ ذِكْرُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ الْعَبْسِيِّ رضي الله عنه

- ‌23 - بابٌ ذِكْرُ هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنها

- ‌24 - بابُ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ

- ‌25 - بابٌ بُنْيَانُ الْكَعْبَةِ

- ‌26 - بابُ أَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ

- ‌27 - الْقَسَامَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ

- ‌28 - بابُ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌29 - بابُ مَا لَقِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُهُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ

- ‌30 - بابُ إِسْلَامِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه

- ‌31 - بابُ إِسْلَامِ سَعْدٍ

- ‌32 - بابُ ذِكْرِ الْجِنِّ وَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ}

- ‌33 - بابُ إِسْلَامِ أَبِي ذَرٍّ الغفاري رضي الله عنه

- ‌34 - بابُ إِسْلَامِ سَعِيدٍ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه

- ‌35 - بابُ إِسْلَامِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌36 - بابُ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ

- ‌37 - بابُ هِجْرَةِ الْحَبَشَةِ

- ‌38 - باب مَوْتِ النَّجَاشِيِّ

- ‌39 - بابُ تَقَاسُمِ الْمُشْرِكِينَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌40 - بابُ قِصَّةِ أَبِي طَالِبِ

- ‌41 - بابُ حَدِيثِ الإِسْرَاءِ، وَقَوْلِ اللهِ تَعَالىَ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}

- ‌42 - بابُ الْمِعْرَاجِ

- ‌43 - بابُ وُفُودِ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ وَبَيْعَةِ الْعَقَبَةِ

- ‌44 - بابُ تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَائِشَةَ وَقُدُومِهَا الْمَدِينَةَ وَبِنَائِهِ بِهَا

- ‌45 - بابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ

- ‌46 - بابُ مَقْدَمِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابِهِ الْمَدِيِنَةَ

- ‌47 - بابُ إِقَامَةِ الْمُهَاجِرِ بِمَكّةَ بَعْدَ قَضَاءِ نُسُكِهِ

- ‌48 - بابٌ (باب التَّاريخ)

- ‌49 - بابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ" وَمَرْثِيَتِهِ لِمَنْ مَاتَ بِمَكّةَ

- ‌50 - بابٌ كَيْفَ آخَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أَصْحَابِهِ

- ‌51 - بابٌ

- ‌52 - بابُ إِتْيَانِ الْيَهُودِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ

- ‌53 - بابُ إِسْلَامِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه

الفصل: ‌5 - باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذا خليلا

‌4 - بابُ فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

-

(باب فضل أبي بكر)

3655 -

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنهم.

(نُخيّر)؛ أي: نقول: إنّه خير النَّاس بعد النّبيّ صلى الله عليه وسلم.

* * *

‌5 - بابُ قَوْلِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا

"

قَالَهُ أَبُو سَعِيدٍ.

(باب قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذًا خليلًا")

3656 -

حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أمُّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي".

3657 -

حَدَّثَنَا مُعَلَّى وَمُوسَى، قَالَا: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، عَنْ أَيُّوبُ،

ص: 234

وَقَالَ: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلَامِ أفضَلُ".

3657 / -م - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ أَيُّوبُ مِثْلَهُ.

الحديث الأوّل، والثّاني:

سبقا في الباب قبله، وسبق الكلام في (أفضل).

(التبوذكي) وفي بعضها: (التَّنُوخي)، وهو سهوٌ.

* * *

3658 -

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: كَتَبَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي الْجَدِّ، فَقَالَ: أَمَّا الَّذِي قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُهُ"، أَنْزَلَهُ أَبًا، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ.

الثّالث:

(في الجد)؛ أي: في مسألة الجد وميراثه.

(لاتخذته)؛ أي: اتخذت أبا بكر.

(أنزله)؛ أي: أنزل أبو بكر الجد منزلة الأب في الإرث، وحاصله أنه قال في جوابهم: أما الّذي قال صلى الله عليه وسلم في حقه هو الّذي جعل الجد في الإرث.

ص: 235

وستأتي المسألةُ في (الفرائض).

* * *

3659 -

حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَتِ امرَأةٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِعَ إلَيْهِ، قَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ؟ كَأَنَّهَا تَقُولُ الْمَوْتَ، قَالَ عليه السلام:"إِنْ لَمْ تَجدِينِي فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ".

الرابع:

(أرأيت)؛ أي: أخبرني.

(إن لم أجدك)؛ أي: وإن لم أجدك، كيف أعمل؟

(كأنها تقول الموت)؛ أي: كأنها كنّت عن موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائل هذا: هو جُبير ابن مطعم راوي الحديث، وروي:(قال أبي)، فإن صح، فقائله عنه ابنه محمّد بن جُبير المذكور في هذا الحديث.

قال (ش): قد ذكره البخاريّ في (كتاب الأحكام)، وقال الحُمَيدي: عن إبراهيم بن سعد: (كأنها تعني الموت).

وقد احتج به على خلافة أبي بكر رضي الله عنه بعده صلى الله عليه وسلم.

* * *

ص: 236

3660 -

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الطَّيِّبِ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، حَدَّثَنَا بَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ وَبَرَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ هَمَّامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارًا يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إلا خَمْسَةُ أَعْبُدٍ وَامْرَأتَانِ وَأَبُو بَكْرٍ.

الخامس:

فيه أن أبا بكر أول المسلمين من الرجال الأحرار.

* * *

3661 -

حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا زيدُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ عَائِذِ اللهِ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ آخِذًا بِطَرَفِ ثَوْبِهِ حَتَّى أَبْدَى عَنْ رُكْبَتِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَمَّا صَاحِبُكُمْ فَقَدْ غَامَرَ"، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: إِنِّي كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَ ابْنِ الْخَطَّابِ شَيْءٌ، فَأَسْرَعْتُ إِلَيْهِ ثُمَّ نَدِمْتُ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَغْفِرَ لِي فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَقْبَلْتُ إِلَيْكَ، فَقَالَ:"يَغْفِرُ اللهُ لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ"، ثَلَاثًا، ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ نَدِمَ فَأَتَى مَنْزِلَ أَبِي بَكْرٍ، فَسَأَلَ أثَمَّ أَبُو بَكْرٍ؟ فَقَالُوا: لَا، فَأَتَى إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَسَلَّمَ فَجَعَلَ وَجْهُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَتَمَعَّرُ حَتَّى أَشْفَقَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَاللهِ أَنا كُنْتُ أَظْلَمَ، مَرَّتَيْنِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ: كَذَبْتَ. وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ

ص: 237

وَمَالِهِ، فَهَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي؟ "، مَرَّتَيْنِ فَمَا أُوذِيَ بَعْدَهَا.

السادس:

إسناده شاميون.

(أما) قسيمها محذوف، كأنه قال: وأمّا غيره فلا أعلمه.

(غامر) بمعجمة، أي: خاصم، ولابس الخصومة، ونحوها من الأمور.

(يَتَمَعَّر) بفتح المهملة المشددة، وبالراء، أي: يتغير لونه من الضجر، حتّى خاف أبو بكر رضي الله عنه.

(فجثا) بجيم ومثلثة.

(مرتين) ظرف لـ (قال)، أو لـ (كنت).

(تاركو لي صاحبي) فيه فصل بين المضاف والمضاف إليه بالجار والمجرور عناية بتقديم لفظ الاختصاص، وذلك جائز كقوله:

فرشْنِي بخَيرٍ لا أكونَنْ ومِدْحَتي

كناحِتِ يَومًا صخرة بفَسِيْلِ (1)

والفصل بالظرف كذلك، وفي بعضها:(تاركون لي) بالنون، وإنّما جمع بين الإضافتين لنفسه للاختصاص والتعظيم.

(1) جاء على هامش الأصل: "هي صغار النخل ذكره في "المجمل".

ص: 238

قال أبو البقاء: الوجه تاركون؛ لأن الكلمة ليست مضافةً؛ لأن حرف الجر منع الإضافة، وإنّما يجوز حذف النون في موضع الإضافة، ولا إضافة هنا، أو يكون في:(تاركوا) ألف ولام، كقوله: الحافظُوا عورة العشيرة.

قال: والأشبه أن حذفها من غلط الرواة.

وقال غيره: فيه وجهان:

أحدهما: أنها حذفت لاستطالة الكلمة، كما حذفت من الموصول، نحو:{كَالَّذِي خَاضُوا} [التوبة: 69].

والثّاني: الفصل بين المضاف والمضاف إليه كما سبق تقريره، ونظير هذا قراءة ابن عامر:{قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ} [الأنعام: 137]، بنصب (أولادهم)، وخفض (شركائهم)، فصل بالمفعول به.

* * *

3662 -

حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ، قَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ: حَدَّثَنَا عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ، فَأتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: "عَائِشَةُ"، فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: "أَبُوهَا"، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ"، فَعَدَّ رِجَالًا.

ص: 239

السابع:

(السلاسِل) بفتح المهملة، وكسر الثّانية، كذا قيده البكري وغيره: موضع، قيل: لأنه أرض بها رمل ينعقد بعضه على بعض كالسلسلة، وقال ابن الأثير في "النهاية": بضم المهملة، وهو بمعنى السلسال، وكانت هذه الغزوة سنة سبع.

* * *

3663 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَني أَبُو سَلَمَةَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَمَا رَاعٍ فِي غَنَمِهِ عَدَا عَلَيْهِ الذِّئْبُ فَأَخَذَ مِنْهَا شَاةً، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ الذِّئْبُ فَقَالَ: مَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لَيْسَ لَهَا رَاعٍ غَيْرِي، وَبَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً قَدْ حَمَلَ عَلَيْهَا، فَالْتَفَتَتْ إِلَيْهِ فَكَلَّمَتْهُ، فَقَالَتْ: إِنِّي لَمْ أُخْلَقْ لِهَذَا، وَلَكِنِّي خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ"، قَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ! قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَإِنِّي أُومِنُ بِذَلِكَ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ" رضي الله عنهما.

الثّامن:

(يوم السَّبُع) بضم الموحدة، وَرُويَ بالسكون، وفسروه بوجوه ستة، أظهرها: مَنْ لها عند الفتن، حين يتركها النَّاس هَمَلًا لا راعي لها، فبقي السَبُع راعيًا، وسبق في (كتاب الحرث).

* * *

ص: 240

3664 -

حَدَّثَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، عَنْ يُونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَني ابْنُ الْمُسَيَّبِ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "بَيْنَا أَنا نائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ عَلَيْهَا دَلْوٌ، فَنَزَعْتُ مِنْهَا مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ فَنَزَعَ بِهَا ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نزعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ ضَعْفَهُ، ثُمَّ اسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَأَخَذَهَا ابْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَ عُمَرَ، حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ".

التّاسع:

(قليب) قال (خ): بئر تحفر فيقلب ترابها قبل أن تطوى، سبق الحديث قريبًا.

* * *

3665 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِم بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي إلا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّكَ لَسْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ" قَالَ مُوسَى: فَقُلْتُ لِسَالِمٍ: أَذَكَرَ عَبْدُ اللهِ مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْهُ ذَكَرَ إلا ثَوْبَهُ.

العاشر:

(خُيلاء)؛ أي: كبرًا، وتجبُّرًا.

ص: 241

(لم ينظر إليه)؛ أي: لا يرحمه، فالنظر مجاز عن الرّحمة.

(يسترخي) لعلّ عادته أنه عند المشي يميل إلى أحد الطرفين، إلا أن يحفظ نفسه عن ذلك.

* * *

3666 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَني حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الأَشْيَاءِ فِي سَبِيلِ اللهِ دُعِيَ مِنْ أَبْوَابِ -يَعْنِي الْجَنَّةَ- يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامٍ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصِّيَامِ، (وَ) بَابِ الرَّيَّانِ"، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا عَلَى هَذا الَّذِي يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، وَقَالَ: هَلْ يُدْعَى مِنْهَا كُلِّهَا أَحَدٌ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: "نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ".

الحادي عشر:

(باب الريان) بدل ممّا قبله، أو بيان.

وسبق الحديث في (الصوم).

(من تلك الأبواب)؛ أي: من أحدها، أو هو من باب توزيع الأفراد على الأفراد؛ لأن الجمع والموصول كلاهما عام.

ص: 242

(ما) هي نافية.

(ضروه)؛ أي: ضر، والمقصود دخول الجنَّة بلا ضرر، من أي باب دخل.

* * *

3667 -

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَاتَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنْحِ -قَالَ إِسْمَاعِيلُ: يَعْنِي بِالْعَالِيَةِ- فَقَامَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: وَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إلا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثَنَّهُ اللهُ فَلَيَقْطَعَنَّ أَيْدِيَ رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلَهُ، قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي طِبْتَ حَيًّا وَمَيْتًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللهُ الْمَوْتَتَيْنِ أَبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ.

3668 -

فَحَمِدَ اللهَ أَبُو بَكْرٍ وَأثنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: أَلَا مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَإنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فَإِنَّ اللهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ. وَقَالَ:{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} وَقَالَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} قَالَ: فَنَشَجَ

ص: 243

النَّاسُ يَبْكُونَ، قَالَ: وَاجْتَمَعَتِ الأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ فَقَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَأَسْكَتَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إلا أَنِّي قَدْ هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لَا يَبْلُغَهُ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فتكَلَّمَ أَبْلَغَ النَّاسِ، فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الأُمَرَاءُ وَأَنتمُ الْوُزَرَاءُ، فَقَالَ: حُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: لَا وَاللهِ لَا نفعَلُ، مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا، وَلَكِنَّا الأُمَرَاءُ وَأَنتمُ الْوُزَرَاءُ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا، وَأَعْرَبُهُمْ أَحْسَابًا فَبَايِعُوا عُمَرَ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نبُايِعُكَ أَنْتَ، فَأَنْتَ سَيِّدُنَا وَخَيْرُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ، وَبَايَعَهُ النَّاسُ، فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللهُ.

3669 -

وَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِم عَنِ الزُّبَيْدِيِّ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ الْقَاسِمِ، أَخْبَرَنِي الْقَاسِمُ، أَنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: شَخَصَ بَصَرُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ:"فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى"، ثَلَاثًا، وَقَصَّ الْحَدِيثَ، قَالَتْ: فَمَا كَانَتْ مِنْ خُطْبَتِهِمَا مِنْ خُطْبَةٍ إلا نَفَعَ اللهُ بِهَا، لَقَدْ خَوَّفَ عُمَرُ النَّاسَ وَإنَّ فِيهِمْ لَنِفَاقًا، فَرَدَّهُمُ اللهُ بِذَلِكَ.

3670 -

ثُمَّ لَقَدْ بَصَّرَ أَبُو بَكْرٍ النَّاسَ الْهُدَى وَعَرَّفَهُمُ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ وَخَرَجُوا بِهِ يَتَلُونَ: {وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ} إلَى {الشَّاكِرِينَ} .

ص: 244

الثّاني عشر:

(بالسُّنُح) بضم المهملة، والنون، وكان أبو ذَرٍّ يقول: بسكون النون، والحاء المهملة: موضع من عوالي المدينة.

(إلا ذاك)؛ أي: عدم الموت حينئذ.

(بأبي)؛ أي: مُفدَّى بأبي، فإن قيل: مذهب أهل السنة أن في القبر حياةً وموتًا، فلا بد من ذوق الموتتين؟ قيل: المراد نفي الموت اللازم الّذي أثبته عُمر بقوله: ليبعثنه الله في الدنيا؛ لقطع أيدي القائلين بموته، فليس نفي موت عالم البرزخ، وسبق أول (الجنائز).

ويحتمل أن يُراد: أن حياتك في القبر لا يتعقبها موت، فلا تذوق مشقة الموت مرتين، بخلاف سائر الخلق، فإنهم يموتون في القبر، ثمّ يحيون يوم القيامة، وإنما جاز لعُمر أن يحلف لما في ظنه الغالب، حيث أدى اجتهاده إليه، أو من شدة ما دَهَمَه من سماع أنه مات، وعظم المصاب؛ نعم في "سيرة ابن إسحاق" عن ابن عبّاس: كنت أمشي مع عُمر في خلافته، وما معه غيري، وبيده الدِّرَّة، وهو يحدث نفسه، ويضرب وجه قدميه بدِرَّته، فالتفت إليَّ وقال: يا ابن عبّاس! هل تدري ما حملني على مقالتي يوم تُوفي النّبيّ صلى الله عليه وسلم؟ قلت: لا، قال: هو قوله تعالى: {وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [البقرة: 143]، فكنت أظن أنه يبقى في أُمته حتّى يشهد عليها في آخر أعمالها. وبهذا يزول الإشكال في نفي موته، والحلف عليه.

ص: 245

(رِسلك) بكسر الراء، أي: اتئد في الحلف، ولا تستعجل.

(فنشج) بنون، ومعجمة مفتوحتين، وجيم، ويقال: نشج الباكي: إذا غَصَّ في حلقه بالبكاء، وقيل: النشج: بكاء معه صوت.

(أبلغ النَّاس) قال السُّهَيْلي: ليس له وجه إلا الحال، جيء بها تأكيدًا وربطًا للكلام بما قبله، وتأكيدًا لمدحه، وصرف الوهم عن أن يكون الممدوح بالبلاغة غيره، وقال (ع): ضبطناه بالنصب، ويصح فيه الرفع على الفاعل، أي: تكلم منهم رجل بهذه الصِّفَة.

(حُبَاب) بمهملة مضمومة، وخفة الموحدة الأولى، الأنصاري السلمي، كان يقال له: ذو الرأي، وهو الّذي أشار على النّبيّ صلى الله عليه وسلم يوم بدر أن ينْزل على مائه للقاء القوم، ونزل جبريل فقال: الرأي ما أشار به حُبَاب، مات في خلافة عُمر رضي الله عنهم.

(منا أمير)؛ أي: على عادة العرب أن لا يَسُودَ القبيلة إلا رجل منهم، فلما ثبت عندهم أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:(الخلافة في قُريش) أذعنوا، وبايعوا أبا بكر.

(أوسط العرب دارًا)، أي: مكّة، وقال (خ): أراد توسط النسب.

(أحسابًا)؛ أي: أحسنهم شمائل وأفعالًا بالعرب، والحسب مأخوذ من الحساب، إذا حسبوا مناقبهم، فمن عُدَّ له مناقب كثيرة كان أحسب.

(فبايعوا) بلفظ الأمر.

(قتلتُم)؛ أي: بتركه، يكني بذلك عن الإعراض والخذلان.

(قتله الله) إمّا خبر عما قدره الله من إهماله، وإما دعاء عليه؛ لكونه

ص: 246

لم ينصر الحق، يقال: إنّه تخلف عن البيعة وخرج عن المدينة، فلم يزل حتّى مات بالشام في ولاية عُمر، قالوا: وجد ميتًا في مُغْتَسَلِه، وقد اخضَرَّ جسده، ولم يشعروا بموته، حتّى سمعوا قائلَا يقول ولا يرون شَخْصَهُ:

قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة

فرميناه بسهمين فلم نُخْطِ فؤاده

(وقال عبد الله بن سالم) وصله الطَّبرانيُّ في "مسند الشاميين".

(شخص) بالفتح: ارتفع.

(في الرفيق الأعلى) متعلّق بمحذوف دل عليه السياق، أي: أدخلوني فيهم، يريد الملأ الأعلى، وذلك قاله صلى الله عليه وسلم حين خُيّر بين الحياة والموت، فاختار الموت.

(من خطبتهما): (من) فيه للبيان، أو للتبعيض.

(من خطبة): (من) زائدة، ونفع خطبة عُمر رضي الله عنه أنه خوّف فيها النَّاس بقوله:(ليُقطعنّ أيدي رجال)، وعاد من كان فيه زيغ إلى الحق بسبب ذلك وهو معنى قوله:(لقد خوف عُمر النَّاس) وهذا هو الصواب، ووقع للأصيلي:(أبو بكر).

(لنفاقًا) كذا في النسخ.

ووقع في "الجمع بين الصحيحين" للحُميدي: (لتقي)، فأفردهم الله بذلك، قال (ع): فلا أدري أهو إصلاح منه، أو من غيره، أو رواية؟ وكأنه أنكر النفاق عليهم يومئذ، ولكن لا إنكار؛ لأن النفاق كان في

ص: 247

زمنه، وعند موته، وقد ظهر في أهل الردة وغيرهم، لا سيما عند الحادث العظيم موتِه الّذي أذهل عُقول الأكابر، فكيف ضعفاء الإيمان.

قال: والصواب عندي ما في النسخ، وفائدة خطبة أبي بكر رضي الله عنه تبصير الهدى، وتعريف الحق.

* * *

3671 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: قُلْتُ لأَبِي: أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ، وَخَشِيتُ أَنْ يَقُولَ: عُثْمَانُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَنْتَ؟ قَالَ: مَا أَنا إلا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

الثّالث عشر:

(وخشيت) وجه خشيته مع أنه حق: أنه بني على ظنه أن عليًّا خير منه، فخاف أن يقول عليٌّ: عثمان خير مني، ويكون ذلك القول منه على سبيل الهضم والتواضع، ويفهم منه بيان الواقع، فيضطرب حال الاعتقاد فيه.

* * *

3672 -

حَدَّثَنَا قتيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أنَّهَا قَالَتْ: خَرَجْنَا مَعَ

ص: 248

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِه، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْتِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأَتَى النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ فَقَالُوا: أَلَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ؟ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِالنَّاسِ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقَالَ: حَبَسْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ، وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، قَالَتْ: فَعَاتَبَنَي وَقَالَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلَا يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إلا مَكَانُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَخِذِي، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ، فَأَنْزَلَ اللهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ، فتيمَّمُوا، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ: مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فَوَجَدْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ.

الرّابع عشر:

(بالبيداء) هو في الأصل المفازة، والمراد موضع خاص قرب المدينة، وكذلك (ذات الجيش) بجيم، ومعجمة.

(يَطْعُنَني) بضم العين.

(خاصرتي) هي الشاكلة.

(أُسيد بن حُضير) بالتصغير فيهما، مر الحديث أول (التَّيمُّم).

* * *

ص: 249

3673 -

حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الأَعْمَشِ، قَالَ: سَمِعْتُ ذَكْوَانَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ".

تَابَعَهُ جَرِيرٌ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ دَاوُدَ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَمُحَاضِرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ.

الخامس عشر:

(لا تسبوا) الخطاب لغير الصّحابة، نزَّلَ من لم يوجد كالموجود الحاضر، فإن الصّحابة هم الحاضرون.

(أُحد) جبل بالمدينة.

(ما بلغ)؛ أي: في الثّواب، قال تعالى:{لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ} الآية [الحديد: 10].

(مُد) قال (خ): أي: المد من التّمر يتصدق به الواحد من الصّحابة، مع أن الحاجة إليه أفضل من الكثير الّذي ينفقه غيرهم مع السعة، وقد يروى:(مَد) بفتح الميم، أي: الطول والفضل.

(نَصِيفه) بفتح النون، وبضمها، مصغرًا، أي: نصفه، فهو كالثمن، والثمين.

(تابعه جَرير) وصله مسلم.

* * *

ص: 250

3674 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِسْكِينٍ أَبُو الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَسَّانَ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، قَالَ: أَخْبَرَني أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ: لأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلأَكُونَنَّ مَعَهُ يَوْمِي هَذَا، قَالَ: فَجَاءَ الْمَسْجدَ، فَسَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا: خَرَجَ وَوَجَّهَ هَهُنَا، فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسْأَلُ عَنْهُ، حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسٍ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ، حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ، فتوَضَّأ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيْسٍ، وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا، وَكشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ وَدَلَّاهُمَا فِي الْبِئْرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَلَسْتُ عِنْدَ الْبَابِ، فَقُلْتُ: لأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُبَشِّرُكَ بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَهُ فِي الْقُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ كمَا صَنَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيْهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا -يُرِيدُ أَخَاهُ- يَأْتِ بِهِ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ

ص: 251

ابْنُ الْخَطَّابِ يَسْتَأذِنُ، فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ"، فَجئْتُ فَقُلْتُ: ادخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْقُفِّ عَنْ يَسَارِه، وَدَلَّى رِجْلَيْهِ فِي الْبِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللهُ بِفُلَانٍ خَيْرًا يَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ الْبَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، فَجئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاَخْبَرتُهُ، فَقَالَ:"ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ" فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ: لَهُ ادْخُلْ وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ، فَدَخَلَ فَوَجَدَ الْقُفَّ قَد مُلِئَ، فَجَلَسَ وُجَاههُ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ، قَالَ شَرِيكٌ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ: فَأوَّلْتُها قُبُورَهم.

السادس عشر:

(وَجَّه)؛ أي: توجه، أو وجه نفسه، وفي بعضها:(وجه) بلفظ الاسم، أي: قصد هذه الجهة، وفي بعض (وجهه)، وهو مبتدأ، وها هنا خبره.

(أرِيْس) بفتح الهمزة، وكسر الراء، وسكون الياء، وبمهملة: بستان بالمدينة وهو منصوب، وإن جعلته اسمًا للبقعة منعته من الصرف، والأريس: الأصل، ويطلق على الأكَّار، وعلى الأمين.

(قفها): بضم القاف، وشدة الفاء: الدكة التي حول البئر، وأصله: ما غلظ وارتفع من الأرض.

ص: 252

(دلاهما): أرسلهما.

(لأكونن) لا ينافي هذا ما سيأتي في (مناقب عُثمان رضي الله عنه) أنه قال: (وأمرني النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ باب الحائط)، خلافًا للداودي، فإن كونه بوابًا ناشيء عن أمره صلى الله عليه وسلم.

(رِسلك) بكسر الراء، أي: هينتك، وهو أسماء الأفعال، فهو بمعنى: اتئد.

(فُلان) المراد به أخوه.

(بلوى) هي البلية التي بها صار شهيد الدار.

(وجاهه) بضم الواو وكسرها: هو المقابل، والتأويل بالقبور من جهة كون الشيخين رضي الله عنه مجتمعين معه في الحفرة المباركة، لا أن أحدهما عن اليمين، والآخر عن اليسار.

وأما عُثمان رضي الله عنه فهو في البقيع مقابلًا لهم، وهذا من الفراسة الصادقة.

* * *

3675 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا يَحيَى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قتَادَةَ، أَنَّ أَنس بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه حَدَّثَهُمْ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا وَأبَو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَفَ بِهِمْ، فَقَالَ:"اثْبُتْ أُحُدُ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نبَيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ".

ص: 253

السابع عشر:

(صعد أُحدًا) في "مسلم": صعد حِرَاء.

(وأبو بكر) عطف على الضمير المرفوع في صعد؛ لوجود الفصل بـ (أُحدًا).

(أحد) منادى، كما في:{يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ} [هود: 44]، إما مجازًا، أو حقيقة، وهو الظاهر، فإن الله تعالى على كل شيء قدير.

* * *

3676 -

حَدَّثَنِي أحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا صَخْرٌ، عَنْ نَافِعٍ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَمَا أَناَ عَلَى بِئْرٍ أَنْزِعُ مِنْها جَاءَنِي أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ الدَّلْوَ فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَها ابْنُ الْخَطَّابِ مِنْ يَدِ أَبِي بَكْرٍ فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ غَرْبًا، فَلَم أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَفْرِي فَرِيَّهُ، فَنَزَعَ حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ".

قَالَ وَهْبٌ: الْعَطَنُ مَبْرَكُ الإبِلِ، يَقُولُ: حَتَّى رَوِيَتِ الإبِلُ فَأَنَاخَتْ.

الثامن عشر:

(رُوِيت) بكسر الواو، أي: أن معنى ضرب الناس بعطن حتى رويت الإبل فأناخت.

ص: 254

قال البيضاوي: البئر، إشارة إلى الدِّين الذي هو منبع مائه حياة النفوس، ويتم به أمر المعاش والمعاد، ونزع الماء إشاعة أمره، وإجراء أحكامه، ويغفر الله له، أي: أن ضعفه غير قادح فيه، والضعف إشارة إلى ما كان في زمنه من الارتداد، واختلاف الكلمة، وإلى لين جانبه، والمداراة مع الناس.

* * *

3677 -

حَدَّثَنِي الْوَليدُ بْنُ صَالح، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونس، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ الْمَكِّيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: إِنِّي لَوَاقِفٌ فِي قَوْمٍ، فَدَعَوُا الله لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَقد وُضعَ عَلَى سَرِيرِهِ، إِذَا رجلٌ مِنْ خَلْفِي قَدْ وَضَعَ مِرْفَقَهُ عَلَى مَنْكِبِي يَقُولُ: رَحِمَكَ اللهُ، إِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ، لأَنِّي كثِيرًا مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: كُنْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَفَعَلْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَانْطَلَقْتُ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَإِنْ كُنْتُ لأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَكَ اللهُ مَعَهُمَا، فَالْتَفَتُّ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ.

التاسع عشر:

(يرحمك الله) الخطاب لعُمر.

(لأرجو) اللام فيه هي الفارقة بين: (إن) المخففة والنافية.

ص: 255

(وأبو بكر) عطف على المرفوع المتصل بدون تأكيد، ولا فاصل غيره، وستأتي رواية:(ذهبت أنا وأبو بكر وعمر)، وهو يدل على أن الراوي اختصر هنا.

* * *

3678 -

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفي، حَدَّثَنَا الْوَليدُ، عَنِ الأَوْزَاعِيّ، عَنْ يَحيَى بْنِ أَبِي كثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُرْوَةَ ابْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَاَلْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عمرٍو عَنْ أَشَدِّ مَا صَنَعَ الْمُشْرِكُونَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: رَأَيْتُ عُقْبةَ بْنَ أَبِي مُعَيْطٍ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي، فَوَضَعَ رِداءَهُ فِي عُنُقِهِ، فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَفَعَهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أتقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جَاءكم بِالْبيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكمْ.

العشرون:

(عُقْبة) بضم المهملة، وسكون القاف.

(مُعَيط) بضم الميم، وفتح المهملة، قتل ببدر كافرًا، أو بعد انصراف النبي صلى الله عليه وسلم بيوم.

(خَنْقًا) بسكون النون، وكسرها.

وفي الحديث منقبة عظيمة لأبي بكر رضي الله عنه.

* * *

ص: 256