الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ جَزَّؤُهُ أَجْزَاءً، فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ، وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ.
الخامس:
(هم أهل الكتاب)؛ أي: {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر: 91].
(جزؤوه)؛ أي: جعَلُوه جُزءًا جزءًا، يُقال: عَضَّيتُ الشيءَ: إذا فرَّقتَه.
(ببعضه)؛ أي: ببعضِ القرآن.
* * *
53 - بابُ إِسْلَامِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه
-
(باب إِسلام سَلْمان الفارسي رضي الله عنه)
هو مَولى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال سَلْمان لمَّا سُئل عن نسَبه: أنا ابنُ الإِسلام، وقصَّتُه: أنه كان مَجوسِيًّا، فهرَب من أبيه يطلُب الحقَّ، فلحِق براهبٍ، ثم بجماعة رَهابين، واحدًا بعد واحدٍ، يصحبُهم إلى الوفاة، ودلَّه الراهب الأخير على الذَّهاب إلى الحِجاز، وأخبره بظُهور نبيِّ آخِر الزَّمان، فقصَده مع قومٍ من العرَب، فغَدَرُوا به وباعُوه في وادي القُرى، ثم اشتراه يهوديٌّ من بني قُرَيظة، فقَدِم به المدينةَ، فأقام
مُدَّةً حتى قَدِمَها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتاه بصدَقةٍ، فلم يأْكُلْها، ثم أتى بهديةٍ، فأكل منها، ثم رأَى خاتَم النبوَّة، وكان الرَّاهب وصَفَ له هذه العلامات الثَّلاث للنبيِّ، فأجلسَه بين يديه صلى الله عليه وسلم، وحدَّثه بشأْنه كله، فأسلَم، وصار من عُلماء الصحابة وزُهَّادِهم.
وروي أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراه على العِتْق، والمشهور أنَّه صلى الله عليه وسلم قال له:"يا سَلْمان، كاتِبْ عنْ نَفْسِكَ"، فكاتبَه على أنْ يَغرِسَ ثلاث مائة نخلةٍ، وأربعين وقيَّةً من ذهب، فغرَس له رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَدِه المُباركة الكُلَّ، وقال:"أَعِيْنُوا أخاكُم"، فأَعانوه حتى أُدِّي كلُّه.
وقال صلى الله عليه وسلم: "سَلْمان منا أهلَ البَيتِ" حين تَنازع الأنصار والمهاجرون فيه، إذْ قسَم رسول الله صلى الله عليه وسلم حفْر الخنْدق عليهم، فقال الأنصار: سَلْمان منا، وقال المهاجرون: سَلْمان منا، وولَّاه عُمر العِراق في خلافته.
وكان يعمَل الخُوص بيده فيأْكُل منه، عاش مائتين وخمسين سنةً بلا خلافٍ، وقيل: ثلاث مائةٍ وخمسين، وقيل: إنَّه أَدرك وصيَّ عيسى بن مريم عليه السلام، وماتَ بالمَدائن سنة ستٍّ وثلاثين.
* * *
3946 -
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنَّهُ تَدَاوَلَهُ بِضْعَةَ عَشَرَ مِنْ رَبٍّ إِلَى رَبٍّ.
الحديث الأول:
(وحدثنا) فيه إشعارٌ بأنَّه حدَّثَه غير ذلك أيضًا.
(تداوله)؛ أي: أخَذَه هذا مرةً، وهذا مرةً.
(من رب) هو المالِك، والسيِّد.
* * *
3947 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلْمَانَ رضي الله عنه يَقُولُ: أَنَا مِنْ رَامَ هُرْمُزَ.
الثاني:
(رَام هُرْمُز) بالرَّاء، وضم الهاء، والميم، وسُكون الرَّاء بينهما، وبالزاي، وقيل: بفتْح الميم الأُولى، والظَّاهر أنَّ حُكمه حُكم (بعلبك)، وهي بلْدةٌ بخُوزْستان، بضم المعجمة، وبالتاء: من بلاد فارس، قريب عِراق العرَب.
وروى ابن عبَّاس عن سَلْمان أنَّه قال: كنتُ مِن أصبَهان من قريةٍ يُقال لها: جَيٌّ، بفتح الجيم، وشدَّة الياء، وكان أبي دِهْقَانها.
والأحسن أن تُكتَب منفصلةً، ومَن كتبَها متصلةً يلزمه أنْ يكتُب مَعْدِي كَرِب متصلةً.
* * *
3948 -
حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ،
أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: فَتْرَةٌ بَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم سِتُّمِائَةِ سَنَةٍ.
الثالث:
(فترة) هي ما بين الرَّسولَين عليهما الصلاة والسلام، ورُوي بإضافتها إلى (بين) وعدَمها، وإنْ صحَّ أنَّه أدركَ وصيَّ عيسى عليه السلام؛ فهو عن زمانِ عاشَ في أكثَره.
ووجه تعلُّق هذه الأحاديث بإسلامه: أنَّه أسلَم بعد تداوُل بضعةَ عشَر ربًّا، وبعد هجرته عن وطنه، وبعد عَيشه مدةً طويلةً رضي الله عنه.
* * *