الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الألف، فصار مثل: قاض.
(يمانية) بتخفيف الياء على الأصح.
وسبق شرح الحديثين في (باب: ذكر الجنِّ).
ووجه مناسبتهما للناس باعتبار الصفات، كالقبائل، وكون الأتقى منهم أكرم.
* * *
2 - بابُ مَنَاقِبِ قُرَيْشِ
(باب مناقب قُريش)
هم ولد النضر بن كِنانة، قيل: سموا قُريشًا من القَرش، وهو الكسب والجمع، وقيل: لدابةٍ في البحر أقوى دوابِّه تَأكُل ولا تُؤكل، وتعلو ولا تُعلى، مصروفٌ على الصحيح؛ لأنه الحي، وقد يمنع؛ لقصد القبيلة.
3500 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَانَ مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وَهْوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِنْ قُرَيْشٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَقَامَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا
بَعْدُ فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ رِجَالًا مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أَحَادِيثَ لَيْسَتْ فِي كِتَابِ اللهِ، وَلَا تُؤْثَرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَالأَمَانِيَّ الَّتِي تُضِلُّ أَهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّ هَذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ، لَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ اللهُ عَلَى وَجْهِهِ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ".
الحديث الأول:
(قحطان) بفتح القاف، وإسكان المهملة الأولى: أبو اليمَن، واسم الملِك الذي من قَحطان: الجَهْجَاه بن قَيس الغِفاري.
(تؤثر): تُروى.
(إن هذا الأمر في قريش)؛ أي: الخلافة ولكن هذا لا يردُّ حديث عبد الله في خروج القحطاني؛ لأنه حكايةٌ عن الواقع، وحديث مُعاوية في الاستحقاق، ولم يقل إنه لا توجد في غيرهم.
قال صاحب "المُفْهِم": وقد صح حديث عبد الله عن غيره، فقد رواه البخاري من بعد عن أبي هريرة، فلا تناقض بين الحديثين، لأن خروج القحطاني إنما يكون إذا لم تُقِم قريش الدِّين فيُدال عليهم في آخِر الزمان، ولعله الملك الذي يخرج عليه الدجَّال.
(كبَّهُ) سبق مراتٍ أنه من النَّوادر أن يكون الثلاثي متعدِّيًا، وأكبَّ الرباعي بالهمز لازمًا، نحو:{أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا} [الملك: 22].
* * *
3504 -
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدٍ (خ) قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ الأَعْرَجُ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قُرَيْشٌ وَالأَنْصَارُ وَجُهَيْنَةُ وَمُزَيْنَةُ وَأَسْلَمُ وَأَشْجَعُ وَغِفَارُ مَوَالِيَّ لَيْسَ لَهُمْ مَوْلًى دُونَ اللهِ وَرَسُولِهِ".
الثاني:
(وقال يعقوب) وصله مسلم.
(وجُهَينة) بضم الجيم، وفتح الهاء، وسكون الياء، وبنون.
(ومزينة) مصغر المُزنة، بزايٍ، ونونٍ: قبيلةٌ من مضر.
(وأسلم) بلفظ أفعل التفضيل.
(وأشجع) بمعجمة، وجيم، ومهملة: قبيلةٌ من غَطَفان.
(وغِفار) بكسر المعجمة، وتخفيف الفاء، وبالراء: رهطُ أبي ذَرٍّ من كِنانة.
(مَواليّ) بتشديد الياء، أي: أَنصاري المختصِّين بي، وإن كان للموالي معانٍ غير ذلك، وقيل:(موالي) بالتخفيف.
(ليس لهم مولى)؛ أي: متكفِّل بمصالحهم، متولٍّ لأُمورهم، وقيل: أراد من شرَفهم لم يجرِ عليهم رِقٌّ، وقيل: لا يقال لهم موالي؛
لأنهم ممن بادر للإسلام، ولم يُسْبَوا فيرقوا كغيرهم.
* * *
3501 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"لا يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ، مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ".
الثالث:
(الأمر)؛ أي: الخلافة.
* * *
3502 -
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: مَشَيْتُ أَنَا وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَعْطَيْتَ بَنِي الْمُطَّلِبِ وَتَرَكْتَنَا، وَإِنَّمَا نَحْنُ وَهُمْ مِنْكَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"إِنَّمَا بَنُو هَاشِمٍ وَبَنُو الْمُطَّلِبِ شَيْءٌ وَاحِدٌ".
الرابع:
(وتركتنا)؛ أي: من العطاء، فلم تعطنا.
(بمنْزلة واحدة)؛ أي: لأن عثمان هو ابن عفان بن أبي العاص بن أُمية بن عبد شمس، ومطعم هو ابن عدي بن نوفل، وعبد شمس
ونوفل ولدا عبد مناف، كما المطَّلب وهاشم -جدُّ النبي صلى الله عليه وسلم - ولداه، فالأربعة سواءٌ في الأب، وهو عبد مناف.
(شيء واحد)؛ أي: سواءٌ متفقان في الكفر، ثم في الإسلام، ولهذا ذكروا في الصحيفة التي كتبوها دون عبد شمس، وبني نوفل.
وسبق الحديث في (باب: الخمُس)، وسبق عن ابن مَعِين أنه:(سِيٌّ) بمهملة، وياء مشددة.
* * *
3503 -
وَقَالَ اللَّيْثُ: حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ مُحَمَّدٌ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ذَهَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَ أُنَاسٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ إِلَى عَائِشَةَ، وَكَانَتْ أَرَقَّ شَيْءٍ لِقَرَابَتِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
الخامس:
(زُهْرة) بضم الزاي، وسكون الهاء.
(لقرابتهم)؛ أي: لأن زُهرة هو ابن كِلاب، أخو قُصي بن كلاب، وأيضًا، فأُمه آمنة كانت منهم؛ لأنها بنت وَهْب بن عبد مناف بن زُهْرة.
* * *
3505 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبَّ
الْبَشَرِ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِهَا، وَكَانَتْ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا مِمَّا جَاءَهَا مِنْ رِزْقِ اللهِ تَصَدَّقَتْ، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: يَنْبَغِي أَنْ يُؤْخَذَ عَلَى يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: أَيُؤْخَذُ عَلَى يَدَيَّ؟ عَلَيَّ نَذْزٌ إِنْ كَلَّمْتُهُ. فَاسْتَشْفَعَ إِلَيْهَا بِرِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ، وَبِأَخْوَالِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاصَّةً، فَامْتَنَعَتْ، فَقَالَ لَهُ الزُّهْرِيُّونَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَالْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ: إِذَا اسْتَأْذَنَّا فَاقْتَحِم الْحِجَابَ، فَفَعَلَ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِعَشْرِ رِقَابٍ، فَأَعْتَقَهُمْ، ثُمَّ لَمْ تَزَلْ تُعْتِقُهُمْ حَتَّى بَلَغَتْ أَرْبَعِينَ، فَقَالَتْ: وَدِدْتُ أَنِّي جَعَلْتُ حِينَ حَلَفْتُ عَمَلًا أَعْمَلُهُ فَأَفْرُغ مِنْهُ.
السادس:
(تصدقت) حالٌ، أو استئنافٌ، وفي بعضها:(إلا تصدَّقت).
(أن يؤخذ على يديها)؛ أي: تُمنع، ويُحجر عليها.
(يَغوث) بفتح الياء، وتخفيف المعجمة، وبمثلثةٍ، أدرك عبد الرحمن النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وهو القرشي الزهري الحِجازي التابعي.
(فاقتحم) من: قَحَم، إذا رمَى بنفسه من غير روَّيةٍ.
وفيه أن من قال: إن فعلتُ كذا فلله عليَّ نذرٌ؛ أنَّ كفارته كفارة اليمين، ورُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"كفَّارة النَّذْر كفَّارة اليَمين"، وهو مذهب الشافعي رضي الله عنه.