الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
البشر. وانظر الفرق بين أثر ما تسمعه من وعظ الواعظ بكلام الله، وبين وعظه بكلامه.
بل جرب أن تعظ الناس بكلامك ثم تعظهم بكلام الله، ثم انظر الفرق في وجوه المستمعين وفي نفسك، بشرط شرحك للألفاظ القرآنية التي لا يعرفها العامة في هذا الزمان.
ولقد أدرك أحد المستشرقين هذه العلامة الإلهية كما أدركها غيره، فقال:
" إن أسلوب القرآن جميل وفياض، ومن العجب أنه يأسر بأسلوبه أذهان المسيحيين، يجذبهم إلى تلاوته، سواء في ذلك الذين آمنوا به، أو من لم يؤمنوا به وعارضوه. "
وقد ذكرنا مدى تأثيره في كفار قريش، ويكفي المتأمل ما أحدثه من تأثير هائل في حياة العرب الأميين حتى جعل منهم خير أمة أخرجت للناس قادت البشرية بالعلم والعدل والحق، وصهرت الشعوب في بوتقتها، رغم اختلاف أجناسها وألوانها.
تجربة في تأثير القرآن على التوتر العصبي:
أجرى الدكتور أحمد القاضي تجربة في عيادات (أكبر)«1» لإثبات ما إذا كان للقرآن أي أثر على وظائف أعضاء الجسد وقياس هذا الأثر إن وجد، واستعملت أجهزة المراقبة الإلكترونية المزودة بالكمبيوتر لقياس أي تغيرات فسيولوجية عند عدد من المتطوعين الصم أثناء استماعهم لتلاوة القرآن وقد تم تسجيل وقياس أثر القرآن عند عدد من المسلمين المتحدثين باللغة العربية وبغير العربية وكذلك عند عدد من غير المسلمين متحدثين بالعربية أو غير متحدثين بها
(1) في مدينة بنما بولاية فلوريدا.
وتليت عليهم مقاطع من القرآن الكريم كما تليت عليهم ترجمه لهذه المقاطع باللغة الإنجليزية وفي كل هذه المجموعات أثبتت التجارب المبدئية وجود أثر مهدى مؤكد للقرآن في 97 في التجارب المجراة، وهذا الأثر ظهر في شكل تغيرات فسيولوجية تدل على تخفيف توتر الجهاز العصبي التلقائي «1» وقد ظهر من الدراسات المبدئية أن تأثير القرآن المهدئ للتوتر يمكن أن يعزى إلى عاملين:
[1]
صوت الكلمات القرآنية بغض النظر عما إذا كان المستمع قد فهمها أم لم يفهمها؛ آمن بها أم لم يؤمن بها.
[2]
معنى المقاطع القرآنية ولو كانت مقتصرة على الترجمة الإنجليزية بدون الاستماع إلى تلاوة القرآن الكريم، ولذلك أجرى بحوث المرحلة الثانية التي تضمنت دراسات مقارنة لمعرفة إذا ما كان أثر القرآن المهدئ للتوتر وما يصاحبه من تغيرات فسيولوجية عائدا لتلاوة القرآن وليس لعوامل أخرى مثل الصوت أو رنة القراءة القرآنية العربية أو معرفة السامع بأن ما يقرأ عليه هو جزء من كتاب مقدس أي أن هدف الدراسة تحقيق الافتراض القائل بأن الكلمات القرآنية في حد ذاتها لها تأثير فسيولوجي بغض النظر عما إذا كانت مفهومة لدى السامع وقد أجريت هذه التجارب خلال اثنين وأربعين جلسة علاجية، تضمنت كل جلسة خمس تجارب وبلغ المجموع الكلي للتجارب مائتين وعشرة تجربة تليت على المتطوعين فيها قراءات قرآنية خلال خمس وثمانين تجربة، كما تليت عليهم قراءات عربية غير قرآنية باللغة العربية مجودة لتطابق القراءات القرآنية من حيث
(1) تفاصيل هذه النتائج عرضت على المؤتمر السنوي السابع عشر للجمعية الطبية الإسلامية في أمريكا الشمالية الذي عقد في مدينة سانتلويس بولاية نيزوري في أغسطس 1984 م.