الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولقد شهد المؤمنون والكافرون إجابة الله لدعاء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في خرق السنن المعتادة له، وفي إكرام من دعا لهم، وفي الانتقام ممن دعا عليهم، وكان ذلك سببا في قوة إيمان المؤمنين وفي إقناع المتشككين والكافرين برسالته، وحفظ جيل الصحابة تلك الوقائع بأسماء أصحابها وأماكنها وظروفها وأبلغوها إلى التابعين، وحملها التابعون عنهم إلى من بعدهم بتوثيق دقيق كما سبق بيانه.
ويستحيل أن يتحقق ذلك التأييد من الله لمن يدعي الكذب عليه ويفتري دعوى الرسالة وليس بمرسل.
خاتمة:
وهكذا تشهد الخوارق للعادات والسنن الكونية التي جاء ذكرها في كتاب الله بأن محمدا هو رسول الله المصدق من الله بخرق السنن تأييدا له، كانشقاق القمر وحادثة الإسراء، ونصره له أثناء الهجرة، وفي غزوة بدر بإنزال المطر وإلقاء النعاس على أتباعه، وإنزال الملائكة للقتال معهم، وإرسال الريح على أعدائه والجنود التي لا ترى كما في غزوة الأحزاب، وغيرها من الحوادث.
ولقد استفاضت الأخبار في زمن الصحابة بوقائع تأييد الله لرسوله بخرق العادات والسنن الكونية بما يعد شهادة من الله له وتصديقا لرسالته، وقد حفظ المسلمون هذه الوقائع في كتب الحديث بأدق مقاييس الحفظ والتوثيق التي لا تعرف البشرية لها مثيلا، مما جاء مفصلا لما ذكره القرآن من المعجزات أو التي انفردت بها السّنّة من الحوادث الكثيرة التي وقعت للرسول وأصحابه كحوادث تكثير الطعام القليل حتى يكفي حاجة المجموعات أو المئات أو الآلاف من أصحاب رسول الله في إقامتهم أو أثناء رحلاتهم وغزواتهم أو تعرض بعضهم لقلة الطعام.
وكحوادث نبع الماء من إناء صغير من بين أصابعه حين يضع يده فيه حتى يسقي منه جيش بأكمله، أو مباركة الماء في أوعيته أو منابعه.
وكحوادث حفظ الله له من المتامرين عليه لقتله أو تسميمه، وشفاء الله لمن يدعو له من المرضى أو المصابين.
وكحوادث استجابة الشجر لأمره، وحنين الجذع حزنا على فراقه. وشهادة الحيوان بنبوته، وتخاطب الحيوانات معه، وتسبيح الطعام بين يديه، وإضاءة العصا لبعض أصحابه، واستجابة الله لدعائه دون أن يخيبه، وتغيير الكثير من السنن له إجابة لدعوته ولمن دعا لهم أو دعا عليهم.
وهذه الدلائل وأمثالها هي التي كانت سببا لزيادة الإيمان واليقين عند المسلمين كما كانت سببا في تحول الكفار من العداء الشديد والكراهية المستحكمة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإيمان به والحبّ له أكثر من حب الآباء والأبناء، وحملتهم على تقديم الأرواح والمهج للذبّ عنه ونشر دينه الذي بعث به.