الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد أظهرت الدراسات الجنينية الحديثة أن الجنين يكتسب شكله الآدمي خلال هذه الفترة، ويظهر على الجنين كل ما ورد ذكره في الحديث الشريف منذ أربعة عشر قرنا" «1» .
صورة رقم 1
هاتان الصورتان منقولتان من كتاب:
«من الحمل إلى الولادة (From Conception (to Birth) «
لمؤلفه الكساندر تسياراس (Alexander Tsiaras) .
صورة رقم 2
(1) علم الأجنة في ضوء القرآن والسّنّة ص 163- 170 الطبعة العربية.
وقد أخذت هاتان الصورتان بكاميرا خاصة يمكنها رؤية الجسم البشري أو أي جزء منه ومسحه أو تكبيره أو تدويره، والتحكم بشفافيته بحيث يمكننا رؤية ما في داخل الكائن الحي وإضاءته من كل زاوية والصورة رقم (1) للجنين في اليوم الثاني والأربعين حين دخول الملك؛ والثانية بعد دخول الملك بيومين والصورتان تبينان صدق ما أخبر به الرسول من عمل الملك في هذا الزمن المحدد كما جاء في حديث حذيفة الذي رواه مسلم.
وهكذا جاء التقدم العلمي مصدقا لما أخبر به الرسول- صلى الله عليه وسلم بعد مرور أربعة عشر قرنا من الزمان، فدلنا ذلك على أن العلم الذي حمله لنا الحديث الشريف، لا يمكن أن
يكون من مصدر بشري، وأنه لابد أن يكون من عند الله المحيط علما بكل شيء.
لأن البشرية لم تقف على هذه الحقائق إلا في القرون الثلاثة الأخيرة: الثامن عشر، والتاسع عشر والقرن العشرين كما مر بنا.
ولأن الرسول- صلى الله عليه وسلم بعث قبل ألف وأربعمائة عام، في عصر كانت الجهالة هي السائدة، والخرافة هي الغالبة، والأساطير هي الرائجة.
ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم عاش في أمة أمية، غرقت أفكارها في عبادة الأصنام، وتاهت عقولها مع مزاعم العرافين والمنجمين، وكان لها من الأساطير والخرافات والضلالات الحظ الكبير.
ولم يكن للعرب يومذاك اشتغال بالعلم، وإذا وجد فيهم من يقرأ ويكتب ويركب الخيل فهو الرجل الكامل عندهم.
أما أدوات الكتابة إن وجدت عند أحدهم؛ فهي بعض قطع من الجلد، أو
العظام، أو الأحجار الرقيقة، أو عسب «1» النخل التي كانوا يكتبون عليها.
ولم ينقل عنهم في أقوالهم، أو شعرهم الجاهلي «2» الذي كان محل عنايتهم قبل الإسلام وبعده- ما يدل على عنايتهم بالعلم؛ أو اشتغالهم به؛ فكيف بعلم الأجنة الغائب عن أبصارهم، داخل جدر ثلاثة، لها ظلمات ثلاث؟!، وهو علم لم تنكشف حقائقه للبشرية إلا بعد النهضة العلمية الحديثة، وطوال قرون ثلاثة من البحث والدراسة! وبعد أن توفرت الآلات الحديثة التي ما كان لها وجود قبل قرون النهضة الحديثة!!.
وبهذا التطابق بين ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من دقائق علم الأجنة، وبين ما كشفه العلم الحديث من حقائق؛ يتضح برهان من براهين صدق الرسول صلى الله عليه وسلم.
إنه برهان العلم الإلهي، الذي تلقاه النبي الأمي، فانفرد بالإخبار به من بين جميع البشر فجاء تقدم العلم في عصرنا مصدقا لكل ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يخطئ في واحدة مما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.
وهل كان أحد يستطيع أن يكذبه- في عصره أو بعد عصره بقرون- لو أنه حدد ليلة أخرى غير الليلة الثانية والأربعين، أو أعضاء غير الأعضاء التي أخبر عن تكونها؟!.
وهل كان النبي- صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى ذكر هذه الحقائق ليصدقه قومه يومذاك وهم لا يعلمون من الأمر شيئا؟!.
لكنه الوحي من الخالق العليم سبحانه الذي نزل إلى الرسول بالعلم الإلهي،
(1) عسيب النخل هو جريدة النخل المستقيمة يكشط خوصها وما لم ينبت عليه الخوص وجمع عسيب عسب.
(2)
الشعر الذي قاله العرب قبل الإسلام.
وهو المعجزة المدخرة لأجيال عصر الاكتشافات العلمية.
وهو الشهادة الإلهية بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم: لكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ [النساء: 16] .