الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
محاورة مع سفير فرنسا:
في أثناء زيارة سفير فرنسا لي، سألني قائلا: هل اكتملت الحياة وصورها؟
* فقلت: لا.
* فقال: وهل اكتمل الدين؟.
* فقلت: نعم.
* فقال: فكيف يتسع الدين المحدود الذي اكتمل لحاجات الحضارة وصورها المتجددة؟!.
* فقلت له: هل تركيب عينك هو نفس تركيب أعين من كانوا يعيشون في عصر محمد وفي عصر المسيح عليهما السلام؟.
* فقال: التركيب واحد لم يتغير.
* فقلت له: هل تركيب أعضاء جسمك، هو نفس تركيب أعضاء أجسام من كانوا يعيشون في عهد النبي محمد وفي عهد المسيح عليهما السلام؟.
* فقال: نعم، تركيب أجسامنا لم يتغير ولم يتبدل.
* فقلت له: هل تحب، وتكره، وتخاف، وتطمع؟.
* قال: نعم.
* قلت له: الذين كانوا يعيشون في عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفي عصر المسيح هل هم مثلنا يحبون ويكرهون ويخافون ويطمعون؟.
* قال: نعم.
* فقلت له: إذن التركيب النفسي لنا ولهم لم يتغير ولم يتبدل!.
* قال: نعم هذا صحيح.
* فقلت له: التركيب النفسي والبدني لمن يعيشون اليوم هو نفس التركيب النفسي والبدني لمن كانوا يعيشون في عهد النبي محمد وفي عهد المسيح عليهما السلام.
* فقال: هذا صحيح.
* ثم قلت له: لو أن لدينا مليون سيارة مرسيدس، بتصميم هندسي واحد (موديل واحد) ، قد صنعت طبقا لخطة هندسية واحدة، ولها كتاب إرشاد (كتالوج) واحد، فهل يصلح كتاب الإرشاد (الكتالوج) الواحد لتسيير وتشغيل أي سيارة من هذه المليون السيارة؟!
* فقال: طالما الموديل واحد والصنعة واحدة، فلابد أن يكون (الكتالوج) واحدا، والكتالوج الواحد يصلح لأي سيارة من هذه السيارات.
* فقلت له: ولو وزعناها على القارات في آسيا، وأوروبا، وأمريكا؟!
* فقال: ولو وضعت في أي مكان على الأرض، فإنها لا تعمل إلا بنفس (الكتالوج) الذي صنعت طبقا له ما لم يتغير تركيبها.
* فقلت له: ولو أننا أخرجنا من مخزن السيارات مائة سيارة بعد عشر سنوات، فهل لا يزال (الكتالوج) يصلح لها؟!
* فقال: لا يزال يصلح لها، لأنها لم يحدث لها أي تغيير في تركيبها.
* فقلت له: ولو أخرجناها بعد مائة سنة فهل لا يزال الكتالوج يصلح لها.
* فقال: يصلح لها ما دام تركيبها لم يتغير.
* فقلت له: ولو أخرجناها بعد ألف وأربعمائة عام، فهل لا يزال (الكتالوج) نافعا لها ويصلح لتشغيلها؟!