الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ (32)[الحاقة: 30- 32] .
وقال تعالى: إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالًا وَجَحِيماً (12)[المزمل: 12] .
والأنكال القيود سميت أنكالا لأن الله يعذبهم وينكل بهم بها، وأعد الله لأهل النار مقامع من حديد وهي المطارق التي تهوي على المجرمين، وهم يحاولون الخروج من النار فيعادون مرة أخرى إلى سواء الجحيم، قال تعالى: وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ (22)[الحج: 21- 22] .
طعام أهل النار وشرابهم ولباسهم:
طعام أهل النار الضريع «1» والزقوم وشرابهم الحميم والغسلين والغساق قال:
ْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ (6) لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (7) .
[الغاشية: 6- 7] .
وقال تعالى: لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (52) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (53) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (54) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (55) هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (56)
[الواقعة: 52- 56] .
شجرة الزقوم شجرة خبيثة جذورها تضرب في قعر النار، وفروعها تمتد في أرجائها وثمر هذه الشجرة قبيح المنظر ولذلك شبهه في آية أخرى برؤوس الشياطين وقد استقر في النفوس قبح رؤوسهم وإن كانوا لا يرونهم ومع خبث هذه الشجرة إلا أن أهل النار يلقى عليهم الجوع بحيث لا يجدون مفرّا من الأكل منها حتى تمتلئ بطونهم فإذا امتلأت أخذت تغلي في أجوافهم كغلي الزيت فإذا
(1) الضريع: قال ابن كثير عن مجاهد: (نبات يقال له: الشبرق يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس وهو سم)، وقال قتادة:(من شر الطعام وأبشعه وأخبثه) انظر تفسير ابن كثير 6/ 410.
بلغت بهم الحال مبلغا اندفعوا إلى الحميم وهو الماء الشديد الحر الذي تناهى في حره فشربوا منه كشرب الإبل التي تشرب وتشرب ولا تروى لمرض أصابها وعند ذلك يقطّع الحميم أمعاءهم. قال تعالى: وَسُقُوا ماءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعاءَهُمْ.
[محمد: 15] .
وقال تعالى: وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ (37) .
[الحاقة: 36- 37] .
قال ابن عباس رضي الله عنهما الغسلين: الدم، والماء يسيل من لحومهم، وقال علي بن أبي طلحة: الغسلين: صديد أهل النار.
قال تعالى: لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (24) إِلَّا حَمِيماً وَغَسَّاقاً (25) .
[النبأ: 24- 25] .
قال الربيع بن أنس: (فأما الحميم: فهو الحار الذي قد انتهى حره وحموه، والغساق: هو ما اجتمع من صديد أهل النار وعرقهم ودموعهم وجروحهم فهو بارد لا يستطاع من برده ولا يواجه من نتنه)«1» .
وأما لباس أهل النار فقال الله تعالى: فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ [الحج: 19] .
وقال تعالى: سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) .
[إبراهيم: 50] .
وكان يقول ابن عباس رضي الله عنهما: القطران: النحاس المذاب، وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (النّياحة من أمر الجاهليّة وإنّ النّائحة إذا
(1) انظر تفسير ابن كثير 6/ 341.