الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحياة البرزخية
إن الإنسان إذا توفي يكون بذلك قد انتقل إلى مرحلة أخرى من مراحل الحياة هي: مرحلة الحياة البرزخية وهي: الحياة التي يقضيها بعد الموت إلى قيام الساعة حين يبعث الله الناس لتوفية الحساب.
قال تعالى: حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)
[المؤمنون: 99- 100] .
فالقبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حفرة من حفر النار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فيجلس الرّجل الصّالح في قبره غير فزع ولا مشعوف
…
ويجلس الرّجل السّوء في قبره فزعا مشعوفا
…
» «1» .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربّك فيقول ربّي الله فيقولان له ما دينك فيقول ديني الإسلام فيقولان له ما هذا الرّجل الّذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقولان له وما علمك فيقول قرأت كتاب الله فامنت به وصدّقت فينادي مناد في السّماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنّة وألبسوه من الجنّة وافتحوا له بابا إلى الجنّة قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مدّ بصره قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثّياب طيّب الرّيح فيقول أبشر بالّذي يسرّك هذا يومك الّذي كنت توعد فيقول له من أنت فوجهك الوجه يجيء بالخير
(1) ابن ماجه ك/ الزهد ب: ذكر القبر والبلى، وأورده الألباني في صحيح ابن ماجه برقم 3443 وصححه.
فيقول أنا عملك الصّالح فيقول: ربّ أقم السّاعة حتّى أرجع إلى أهلي ومالي
…
فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربّك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرّجل الّذي بعث فيكم فيقول هاه هاه لا أدري، فينادي مناد من السّماء أن كذب فافرشوا له من النّار وافتحوا له بابا إلى النّار فيأتيه من حرّها وسمومها ويضيّق عليه قبره حتّى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثّياب منتن الرّيح فيقول أبشر بالّذي يسوؤك هذا يومك الّذي كنت توعد فيقول من أنت فوجهك الوجه يجيء بالشّرّ، فيقول أنا عملك الخبيث فيقول ربّ لا تقم السّاعة» «1» .
(1) أخرجه أحمد في المسند 4/ 287، 295- 296، وأبو داود ك/ السنة ب/ في المسألة في القبر وعذاب القبر، وأخرجه النسائي في الجنائز ب/ عذاب القبر، وأخرجه ابن ماجة في ما جاء في الجنائز ب/ ما جاء في الجلوس في المقابر وب/ ذكر القبر، والحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، وابن أبي شيبة في المصنف 3/ 54، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم: 1672، وصححه أبو نعيم وابن القيم وغيرهم كما ذكر ذلك الألباني في كتابه: الجنائز.