الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثمّ استوزره طُغتِكين أتابك مدّة، ثمّ صادره في هذا العام، وخُنِق، وأُلقيَ في جُبّ بقلعة دمشق.
وكان مولده في سنة ستٌّ وثلاثين وأربعمائة.
-
حرف الياء
-
61-
يحيى بْن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن الحَسَن بْن بِسطام [1] .
أبو زكريّا الشَّيْبانيّ، التّبْرِيزيّ، [2] الخطيب، اللُّغَويّ، أحد الأعلام في علم اللّسان.
رحل إلى الشّام، وقرأ اللّغة والأدب عَلَى أَبِي العلاء بْن سليمان بالمَعَرَّة، وعلى عُبَيْد الله بْن عليّ الرَّقيّ، وأبي محمد الدّهّان اللّغويّ.
[1] انظر عن (يحيى بن علي) في: الأنساب 3/ 21، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 46/ 345، واللباب 1/ 206، والكامل في التاريخ 10/ 473، والمنتظم 9/ 161- 163 رقم 263، (17/ 114- 116 رقم 3785) ، ودمية القصر للباخرزي 68، ومعجم الأدباء 20/ 25، ووفيات الأعيان 6/ 191- 195، ونزهة الألبّاء 270- 273، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 27/ 287، 288 رقم 160، وآثار البلاد وأخبار العباد 340، والإستدراك لابن نقطة (مخطوط) 1/ 69 ب، وإنباه الرواة، رقم 816، والمختصر في أخبار البشر 2/ 224، ومختصر دول الإسلام لابن العبري 2/ 22، وتلخيص ابن مكتوم 271، 272، والعبر 4/ 8، وسير أعلام النبلاء 19/ 269- 271 رقم 170، ودول الإسلام 2/ 31، والإعلام بوفيات الأعلام 207، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد 257، وعيون التواريخ (مخطوط) 13/ 241- 245، ومرآة الجنان 3/ 172، وتاريخ ابن الوردي 2/ 19، 20، والبداية والنهاية 12/ 171، والتاج المكلّل للقنوجي 148، وطبقات النحاة واللغويين لابن قاضي شهبة 530، 531، والنجوم الزاهرة 5/ 197، وبغية الوعاة 2/ 338، وتاريخ الخلفاء 431، ومفتاح السعادة 1/ 117، وكشف الظنون 108، 992، وشذرات الذهب 4/ 5، والفلّاكة والمفلوكين 66، وهدية العارفين 2/ 519، وديوان الإسلام 2/ 15 رقم 581، وتاريخ الأدب العربيّ 1/ 71، ودائرة المعارف الإسلامية 4/ 567- 570، والأعلام 8/ 157، ومعجم المؤلفين 13/ 214، والبدر السافر (مخطوط) ورقة 230، وموسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (القسم الثاني) ج 5/ 39- 42 رقم 1340.
[2]
التّبريزي: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الباء الموحّدة وكسر الراء، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الزاي. هذه النسبة إلى تبريز وهي من بلاد أذربيجان. أشهر بلدة بها. (الأنساب 3/ 21) .
وسمع بصور مِن سُلَيْم بْن أيّوب الفقيه [1] ، ومن عَبْد الكريم بْن محمد السَّيَّاريّ.
وسمع كُتُبًا عديدة أدّبته مِن أَبِي بَكْر الخطيب، ومن أَبِي ثمال، ومن ابن برهان.
وأقام بدمشق مدّة، ثمّ سكن بغداد وأقرأ بها اللُّغة.
روى عنه: أبو منصور موهوب بْن الجواليقيّ، وابن ناصر الحافظ، وسعْد الخير الأندلسيّ، وأبو طاهر السّلَفيّ، وأبو طاهر محمد بْن أَبِي بَكْر السّنْجيّ.
وقد روى عَنْهُ شيخه الخطيب في تصانيفه. وكان موثَّقًا في اللغة ونَقْلها.
تخرَّج عَليْهِ خلْق، وصنَّف «شرح الحماسة» [2] ، «وشرح ديوان المتنبّي» ، و «شرح سقط الزَّنْد» ، «وشرح السَّبْع قصائد المعلَّقات» ، وكتاب «تهذيب غريب الحديث» [3] .
وكانت لَهُ نسخة «بتهذيب اللُّغة» للأزهريّ فحمله في مِخْلاةٍ عَلَى ظهره مِن تِبْريز إلى المَعَرَّة [4] .
ودخل إلى مصر أيضًا، وأخذ عَنْ أَبِي الحَسَن طاهر بْن بابشاذ [5] ، وغيره.
[1] أنشده سليم بيتين لابن فارس النحويّ بصور:
إذا كان يؤذيك حرّ المصيف
…
ويبس الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن زمان الربيع
…
فأخذك للعلم قل لي متى؟
(تاريخ دمشق 46/ 345) .
[2]
نشر بتحقيق محمد عبده عزّام، طبعة محمد علي صبيح، بالقاهرة. وللتبريزي ثلاثة شروح على الحماسة.
[3]
ومن مؤلّفاته الأخرى: تفسير القرآن، وإعراب القرآن. وشرح اللمع لابن جنّي، والكافي في العروض والقوافي، وشرح المقصورة لابن دريد، وشرح المفضّليّات، وتهذيب إصلاح المنطق لابن السّكّيت، ومقدّمة في النحو، ومقاتل الفرسان. (انظر: معجم الأدباء 20/ 27، 28) .
[4]
يحكى أنّ سبب رحلته إلى أبي العلاء المعرّي أنه حصلت له نسخة من كتاب «التهذيب» في اللغة للأزهري في عدّة مجلّدات لطاف، وأراد تحقيق ما فيها وأخذها عن رجل عالم باللغة، فدلّ على المعرّي، فجعل الكتاب في مخلاة وحملها على كتفه من تبريز إلى المعرّة، ولم يكن له ما يستأجر به مركوبا، فنفذ العرق من ظهره إليها فأثّر فيها البلل، وهي ببعض المكاتب الموقوفة ببغداد، وإذا رآها من لا يعرف خبرها ظنّ أنها غريقة، وليس بها سوى عرق الخطيب. (معجم الأدباء 20/ 26، 27، إنباه الرواة 2/ 515، وفيات الأعيان 6/ 1292) .
[5]
بابشاذ: بسكون الباء الثانية والشين معجمة وذال معجمة. ومعناه: الفرح والسرور.
ومن شِعْره:
خليلّي ما أحلى صُبُوحي بدجلةٍ
…
وأطْيبُ منه بالصُّراة غُبُوقي
شربتُ عَلَى الماءين مِن ماء كَرْمةٍ
…
فكانا كدُرّ ذائبٍ وعقيق
عَلَى قَمَري أفقٍ وأرض تَقَابلا
…
فمن شائق حُلْو الهوى ومَشُوقِ
فما زلت أسقيه وأشرب رِيقَه
…
وما زال يسقيني ويشرب ريقي
وقلت لبدر التّمّ: تعرفُ ذا الفتى؟
…
فقال: نعم، هذا أخي وشقيقي [1]
وممّا رواه عَنْ شيخه ابن نحرير مِن شِعْره:
يا نساء الحيّ مِن مُضَر
…
إنّ سَلْمى ضَرّةُ القَمر
إنّ سلمى لَا فُجِعْتُ بها
…
أسلمتْ طَرْفي إلى السَّهَر
فهي إنْ صدّتْ وإنْ وصلتْ
…
مُهجتي منها عَلَى خطرِ
وبياضُ الشّعْر [2] أسكنها
…
في سواد القلب والبصرِ [3]
كَانَ أبو زكريّا يُقرئ الأدب بالنّظامية.
وقال أبو منصور بْن مُحَمَّدُ بْن عَبْد المُلْك بْن خيرون: ما كانْ بَمْرضيّ الطّريقة، وذكر منه أشياء [4] .
[1] وفيات الأعيان 6/ 193.
[2]
في الأصل: «الثغر» .
[3]
وفيات الأعيان 6/ 194.
ومن شعر الخطيب التبريزي:
فمن يسأم من الأسفار يوما
…
فإنّي قد سئمت من المقام
أقمنا بالعراق على رجال
…
لئام ينتمون إلى لئام
وكتب إليه العميد الفيّاض أبياتا أوّلها:
قل ليحيى بن عليّ
…
والأقاويل فنون
غير أنّي لست من يكذب
…
ذب فيها ويخون
أنت عين الفضل إن ودّ
…
إلى الفضل عيون.
فكتب إليه التبريزي أبياتا أولها:
قل للعميد أخي العلا الفياض
…
أنا قطرة من بحرك الفياض
شرّفتني ورفعت ذكري بالذي
…
ألبستنيه من الثنا الفضفاض
ألبستني حلل القريض تفضّلا
…
فرفلت منها في علا ورياض
(وفيات الأعيان 6/ 194- 196) .
[4]
وهي أنه كان يدمن شرب الخمر، ويلبس الحرير والعمامة المذهّبة، وكان الناس يقرءون عليه
توفّي في جمادى الآخرة لليلتين بقيتا منه.
وعاش إحدى وثمانين سنة.
وقال ابن نُقْطة: ثقة في علِمه، مخلّطًا في دينه، [لُعَبَة][1] بلسانه.
وقيل إنّه تاب مِن ذَلِكَ [2] .
وقال ابن ناصر، عَنْ أَبِي زكريّا: التّبْريزيّ، بكسر التّاء.
62-
يحيى بْن المفرّج [3] .
أبو الحُسَيْن اللَّخْميّ، المَقْدِسيّ، الفقيه، الشّافعيّ.
قاض الإسكندريّة.
تفقَّه عَلَى الفقيه نصر المقدسيّ، وحدَّث عنه.
[ () ] تصانيفه وهو سكران.
قال ابن السمعاني: فذاكرت أبا الفضل محمد بن ناصر الحافظ بما ذكره ابن خيرون، فسكت وكأنه لم ينكر ذلك، ثم قال: ولكن كان ثقة في اللغة وما كان يرويه وينقله. وولّي ابن الخطيب تدريس الأدب بالنظاميّة، وخزانة الكتب بها، وانتهت إليه الرئاسة في اللغة والأدب، وسار ذكره في الآفاق، ورحل الناس إليه.
[1]
في الأصل بياض. والمستدرك عن (الاستدراك لابن نقطة 1/ 69 ب) .
و «لعبة» : أبي يلعب بلسانه.
[2]
وقال القزويني: كان أديبا فاضلا، كثير التصانيف. فلما بنى نظام الملك المدرسة النظامية ببغداد، جعلوا أبا زكريا خازن خزانة الكتب، فلما وصل نظام الملك إلى بغداد دخل المدرسة ليتفرّج عليها، وفي خدمته أعيان جميع البلاد ووجوهها، فقعد في المدرسة في محفل عظيم والشعراء يقومون ينشدون مدائحه والدعاة يدعون له. فقام رجل ودعا لنظام الملك وقال: هذا خير عظيم قد تمّ على يدك ما سبقك بها أحد، وكل ما فيها حسن إلا شيئا واحدا، وهو أن أبا زكريا التبريزي خازن خزانة الكتب، وأنه رجل به أبنة يدعو الصبيان إلى نفسه! فانكسر أبو زكريا انكسارا شديدا في ذلك المحفل العظيم، فلما قام نظام الملك قال لناظر المدرسة: كم معيشة أبي زكريا؟ قال: عشرة دنانير. قال: اجعلها خمسة عشر إن كان كما يقول لا تكفيه عشرة دنانير. فانكسر أبو زكريا من فضيحة ذلك المتعدّي، وكفاه ذلك كفّارة لجميع ذنوبه، ومن ذلك اليوم ما حضر شيئا من المحافل والمجامع حياء وخجالة. (آثار البلاد وأخبار العباد 340) .
[3]
لم أجده.