الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتوفّي في ثامن عشر شَعْبان سنة 512، رحمه الله. قاله ابن النّجّار.
38-
عيسى بْن شُعيب بْن إبراهيم [1] .
الزّاهد المُعَمَّر أبو عَبْد الله السّجْزيّ الصُّوفيّ. نزيل هَرَاة.
ولد بسِجِسْتان بعد سنة عشر وأربعمائة.
وسمع مِن عليّ بْن بزّيّ الحافظ، وبهَرَاة مِن عَبْد الوهّاب بْن محمد الخطّابيّ، وبغزْنَة الخليل بْن أبي يَعْلَى.
وحَمَلَ ولده أبا الوقت عَلَى كتفه مِن هَرَاة إلى بوسَنْج [2] ، فأسمعه «الصّحيح» .
قَالَ أبو سَعْد السّمعانيّ: شيخ صالح، مُسِنّ، حريص عَلَى السّماع. أجاز لي مرويّاته [3] .
مولده في سنة عشرين [4] وأربعمائة، وتوفّي بمالين هَرَاة في ثاني عشر شوّال، وله مائة وسنتان.
-
حرف الميم
-
39-
مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عَبْد الرَّحْمَن [5] .
أبو عَبْد الله الأنصاريّ الطُّلَيْطُليّ، المقرئ. ويُعرف بابن فرقاش [6] . نزيل فارس.
له مصنّف في القراءات [7] .
[1] انظر عن (عيسى بن شعيب) في: التحبير 1/ 611- 613 رقم 602، ومعجم الشيوخ لابن السمعاني (مخطوط) ورقة 187 ب، وعيون التواريخ 12/ 88، وسير أعلام النبلاء 19/ 389، 390 رقم 231 وسيعاد برقم (195) .
[2]
في التحبير: «فوشنج» .
[3]
في سنة 507 هـ.
[4]
في التحبير 1/ 613: «سنة عشر» .
[5]
انظر عن (محمد بن أحمد الطليطلي) في: تكملة الصلة لابن الأبّار 148، 149، ومعجم المؤلّفين 8/ 274.
[6]
في التكملة، ومعجم المؤلّفين:«فرقاشش» .
[7]
وهو مؤلّف صغير في اختلاف القراء السبعة.
أخذ عَنْ: المَغَاميّ، وأبي الحَسَن الألْبِيريّ.
قرأ عَليْهِ في هذا العام بغَرْنَاطة: أبو إِسْحَاق الغَرْنَاطيّ.
40-
محمد بْن أحمد بْن عَوْن [1] .
أبو عَبْد الله المَعَافِريّ القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: حاتم بن محمد، وأبي عبد الله بن عتاب.
وكان فقيهًا، إمامًا، ورِعًا، مُتَصَاونًا، كثير الكُتُب.
ومات في ذي القِعْدة [2] ، فصلّى عَليْهِ ابنه أبو بَكْر.
41-
محمد بْن الحُسَيْن بْن محمد [3] .
فخر القُضاة أبو بَكْر الأرسابَنديّ [4] المَرْوَزِيّ. وأرسابَند مِن قرى مَرْو.
تفقَّه عَلَى الأستاذ أَبِي منصور السّمعانيّ.
ورحل إلى بُخارى، فتفقَّه عَلَى القاضي الزَّوْزنيّ صاحب أَبِي زيد.
وبرع حتّى صار يُضْرب بِهِ المثل في علم النَّظر [5] .
وحجّ، وسمع مِن رزق الله التّميميّ.
روى عَنْهُ: صاحباه أبو الفَضْلُ عَبْد الرَّحْمَن بْن أميرُوَيْه الكرْماني، وقاضي مَرْو محمد بن عبد الله الصّائنيّ، وغيرهما من كبار الحنفيّة.
وتوفّي ربيع الأوّل [6] .
[1] انظر عن (محمد بن أحمد بن عون) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 571، 572 رقم 1260.
[2]
وكان مولده سنة أربعين وأربعمائة.
[3]
انظر عن (محمد بن الحسين) في: الأنساب 1/ 184، والمنتظم 9/ 202 رقم 349 (17/ 168 رقم 3871) ، ومعجم البلدان 1/ 151.
[4]
الأرسابندي: أرسابند: بالفتح ثم السكون، وسين مهملة وألف وباء موحّدة مفتوحة، ونون ساكنة، ودال مهملة. من قرى مرو، على فرسخين منها. (الأنساب 1/ 184) .
[5]
قال ابن السمعاني: وهو إمام فاضل مناظر، انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة، رحمه الله، بمرو، وكان كريما سخيا، حسن الأخلاق، متواضعا. أملى وحدّث.
وقال ياقوت: وكان من أجلّاء الرجال ملكا في صورة عالم.
[6]
وكتب على قبره:
42-
محمد بْن عتيق بْن أَبِي بَكْر محمد بْن أَبِي نصر [1] .
أبو عَبْد الله التّميميّ القَيْرواني الأشعريّ المتكلّم، ويُعرف بابن أَبِي كُدَيَّة [2] .
درس الأصول بالقيروان عَلَى أَبِي عَبْد الله الحُسَيْن بْن حاتم الأزْديّ صاحب ابن الباقِلّانيّ.
وسمع بمصر مِن أَبِي عبد الله القُضاعيّ.
وقدم الشّام، فأخذ عَنْهُ أبو الفتح نصر الله بْن محمد المصّيصيّ [3] . ودخل العراق، وأقرأ علم الكلام بالمدرسة النّظاميّة [4] . وكان صلْبًا في الاعتقاد.
تُوُفّي ببغداد في ذي الحجّة. وقد سَمِعَ بالأندلس مِن ابن عبد البَرّ. وقرأ بالروايات بمصر عَلَى أَبِي العبّاس بْن نفيس.
وسمع ببغداد مِن عَبْد الباقي العطّار، وصاحب المخلّص. وأقام بالشّام مدّة، ثمّ قِدم بغداد ثانيا، وأقرأ بها القرآن أيضًا.
قرأ عَليْهِ: أبو الكرم الشّهْرَزُورِيّ.
وحدَّث عَنْهُ: عَبْد الحق اليُوسُفيّ بكتاب «الشّهاب» ، فقال فيه ابن عقيل:
ذاكَرْتُهُ، فرأيته مملوءًا عِلمًا وحِفظًا.
وقال السّلَفيّ في «مُعْجَمه» : كَانَ مشارًا إليه في علم الكلام، وقال لي:
أَنَا أدرّس علم الكلام من سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. وكان مقدّما على
[ () ]
من كان معتبرا ففينا معتبر
…
أو شامتا فالشامتون على الأثر
[1]
انظر عن (محمد بن عتيق) في: تاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) ج 38/ 431، 432، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 45، 46 رقم 74، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 75، 76، وعيون التواريخ 12/ 85، 86، وتذكرة الحفاظ 4/ 1250، ومعرفة القراء الكبار 1/ 467، 468 رقم 411، وسير أعلام النبلاء 19/ 417، 418 رقم 241، وعيون التواريخ 12/ 85، 86، وفوات الوفيات 2/ 473، والوافي بالوفيات 4/ 79، والعسجد المسبوك، ورقة 47، وغاية النهاية 2/ 195، 196، والنجوم الزاهرة 5/ 217، وكتابنا: موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي (القسم الثاني) ج 4/ 79، 80 رقم 1071.
[2]
كديّة: بالكاف المضمومة، ودال مهملة مفتوحة، وتشديد الياء المنقوطة باثنتين وهاء.
[3]
وذلك في مدينة صور.
[4]
مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 75.
نُظَرائه، مبجلًا عند مِن ينتحل مذهبه، مجانبًا عند مخالفيه. جَرَت بينه وبين الحنابلة فتن، وأُوذي غاية الإيذاء.
وأتي مِن شِعْر صديقه الحَسَن بْن رشيق. وقال لي إنّه قرأ أيضًا الكلام ببلده عَلَى أبي طاهر عليّ بْن محمد بْن عُرْس المَوْصِليّ صاحب ابن الباقِلّانيّ.
وأنّه سَمِعَ مِن أَبِي القاسم عَبْد الرَّحْمَن بْن محمد الخِرَقيّ.
قلت: عاش تسعين سنة أو جاوزها. وسأله السّلَفيّ عَنْ مسألة الاستواء، فذكر أنّ أحد الوجهين لأبي الحَسَن الأَشْعريّ أن يُحمل عَلَى ما ورد ولا يفسّر [1] .
[1] زاد المؤلّف الذهبي رحمه الله في ترجمته في (سير أعلام النبلاء 19/ 418) ما يلي:
«وقال أحمد بن شافع: قال ابن ناصر وجماعة: كان أصحاب القيرواني يشهدون عليه أنه لا يصلّي ولا يغتسل من جنابة في أكثر أحواله، ويرمى بالفسق مع المرد، واشتهر بذلك، وادّعى قراءة القرآن على ابن نفيس.
قلت: هذا كلام «بهوى» .
وذكر ابن عساكر أن ابن عتيق القيرواني سمع يوما قائلا ينشد لأبي العلاء المعرّي:
ضحكنا وكان الضّحك منّا سفاهة
…
وحقّ لسكان البسيطة أن يبكوا
تحطّمنا الأيام حتى كأنّنا
…
زجاج ولكن لا يعاد لنا سبك
فقال ابن عتيق مجيبا:
كذبت وبيت الله حلفة صادق
…
سيسبكنا بعد النّوى من له الملك
وترجع أجسامنا صحاحا سليمة
…
تعارف في الفردوس ما عندنا شكّ
ووقع في (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور) أن الّذي ردّ على أبي العلاء هو: «أبو عبد الله محمد الطائي البجّائي المتكلّم» . (23/ 45) وقد أكّد الصفدي، وابن شاكر الكتبي، وسبط ابن الجوزي أن الّذي ردّ هو القيرواني صاحب الترجمة.
وبيتا أبي العلاء في (شرح المختار من لزوميّات أبي العلاء للبطليوسي 1/ 182) .
وقد وقع في (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 45) أن ابن عتيق القيرواني قتل سنة ثمانين وأربعمائة!! ولم يتنبّه السيد «إبراهيم صالح» محقّق الكتاب إلى هذا الخطأ الواضح، وأقول أنا خادم العلم «عمر تدمري» : إن هذا الخبر مقحم على الأصل بدليل أن تاريخ الوفاة مذكور في آخر الترجمة (23/ 46)«توفي سنة اثنتي عشرة وخمسمائة خارج الكرخ، بالجانب الغربي» .
ووقع في (عيون التواريخ 12/ 86) العبارة الآتية:
«وقال سبط الجوزي في كتاب المرآة كان يحفظ كتاب سيبويه» .
وأقول: ليس في ترجمة القيرواني عند سبط الجوزي هذه العبارة.
وقال سبط الجوزي: إن القيرواني دفن عند قبر الأشعري، وكان يزعم أنه على مذهبه، وقد قال:
كلام إلهي ثابت لا يفارقه
…
وما دون ربّ العرش فاللَّه خالقه
43-
محمد بْن عيسى بْن محمد بْن بقاء [1] .
أبو عَبْد الله الأنصاريّ الأندلسيّ.
أحد القرّاء المجوّدين.
قرأ عَلَى أبي داود صاحب أَبِي عَمْرو الدّانيّ.
وأقرأ بدمشق.
قرأ عَليْهِ جماعة مِن الدّمشقيّين.
وكان فاضلًا، تاركًا للتكلُّف حَفَظَه للحكايات. يسكن في دار الحجارة [2] .
تُوُفّي في ذي القِعْدة وله ثمانية وخمسون سنة [3] .
44-
محمد بْن مُحَمَّدِ بْن عَلِيِّ بْن حكيم [4] .
أبو عَبْد الله الباهليّ القرقويّ، الأندلسيّ، المُرّيّ.
سَمِعَ: أبا خَالِد يزيد مولى المعتصم، وأبا عَلَيّ الغسّانيّ.
وحدَّث «بتقييد المُهْمَل» لأبي عليّ بالإسكندريّة، فأخذه عَنْهُ: السّلَفيّ، وأبو محمد العثماني، وأخوه أبو الفَضْلُ العثمانيّ.
وروى عَنْهُ بالإجازة: بركات الخُشُوعيّ.
ووصفه السّلَفيّ بالحِفْظ، وقال: ثنا مِن حفظه، عن أبي بكر حازم بْن محمد الطُّلَيْطُليّ. وكان مِن أهل المعرفة بقوانين الحديث. أخذ ذَلِكَ عَنْ أَبِي عليّ الجيّانيّ، وغيره. وقد كتب عنّي.
[ () ]
ومن لم يقل هذا فقد صار ملحدا
…
وصار إلى قول النصارى موافقة
قالوا: وليس هذا مذهب الأشعري، وإنما قوله أول البيت (كلام إلهي ثابت لا يفارقه) مذهب الأشعري، وقوله (ما دون ربّ العرش فاللَّه خالقه) مذهب المعتزلة. (مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 76) .
[1]
انظر عن (محمد بن عيسى) في: معجم البلدان 1/ 488، ومختصر تاريخ دمشق لابن منظور 23/ 157 رقم 185، والمقفّى الكبير للمقريزي 6/ 470، 471 رقم 2982، ونفح الطيب 2/ 153 رقم 103.
[2]
وقال ابن عساكر: خرج الناس إلى المصلّى للاستسقاء، فأنشد قصيدة على المنبر أوّلها:
أستغفر الله من ذنبي وإن كبّرا
…
وأستقلّ له شكري وإن كثرا
[3]
وكان مولده في شعبان سنة 454 هـ-. (مختصر تاريخ دمشق) .
[4]
انظر عن (محمد بن محمد الباهلي) في: معجم السفر للسلفي (مصوّر بدار الكتب المصرية، ق 2) .
قَالَ ابن الأبّار: تُوُفّي في رجب سنة اثنتي عشرة.
قَالَ السّلَفيّ: تُوُفّي في رجوعه مِن الحجّ بالبادية.
45-
محمود بْن الفضل بْن محمود بْن عَبْد الواحد [1] .
أبو نصر الصَّبَّاغ الأصبهانيّ الحافظ، نزيل بغداد.
بالغ في الطّلب، وكتب بخطّه السّريع كثيرًا لنفسه ولغيره. وكان حُمَيْد الطّريقة مفيدًا لُغَويا. نسخ الكُتُب الكبار.
وقد سمع: عبد الرحمن وعبد الوهاب ابني أبي عبد الله بن منده، وأبا الفضل البزاني [2] ، وأبا بكر بن ماجه.
وحدث ببغداد بشيء يسير عَنْ عَائِشَة بِنْت الحُسَيْن الوَرْكانيّة [3] .
قَالَ شِيرَوَيْه الدَّيْلَميّ: قِدم علينا هَمَذَان سنة اثنتين وخمسمائة، وكان حافظا ثقة، يحسن هذا الشّأن، حسن السّيرة، عارفًا بالأنساب والأسماء، مفيدًا لطلبة العِلْم.
وقال غيره: تُوُفّي في جُمَادَى الأولى ببغداد، وقد سمع بها من رزق الله التّميميّ، وطراد، وطبقتهما، وخلقًا مِن أصحاب أَبِي عليّ بْن شاذان. ثمّ خلقًا مِن أصحاب ابن غَيْلان. وبالغ حتّى كتب عَنْ أصحاب الصَّريْفينيّ، وعليّ بْن البُسْريّ [4] .
روى عَنْهُ: ابن ناصر، وأبو الفتح بْن عَبْد السّلام، والمبارك بن كامل. قال
[1] انظر عن (محمود بن الفضل) في: المنتظم 9/ 202، 203 رقم 351 (17/ 168 رقم 3873) ، ومختصر طبقات علماء الحديث لابن عبد الهادي، ورقة 224، وسير أعلام النبلاء 19/ 374، 375 رقم 216، وتذكرة الحفاظ 4/ 1252، 1253.
[2]
البزاني: بضم الباء المنقوطة بواحد، وفتح الزاي، وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى بزان وهي قرية من أصبهان. (الأنساب 2/ 186، 187) .
[3]
الوركانيّة: بفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى محلّة وقرية. أما الأولى فوركان: محلّة معروفة بأصبهان وبها سوق قائمة، منها عائشة هذه.
والثانية: منسوبة إلى وركان، وهي قرية من قرى قاشان، بلدة عند قم. (الأنساب 12/ 249، 250) .
[4]
البسري: بضم الباء المنقوطة بواحدة، وسكون السين المهملة، وفي آخرها الراء. هذه النسبة إلى بسر بن أرطاة، وقيل: ابن أبي أرطاة. (الأنساب 2/ 210) .