الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخ أهل بيته في وقته.
سَمِعَ: أبا حفص بْن مسرور، وأبا الحُسَيْن عَبْد الغافر، وأبا سَعْد الكَنْجَرُوذيّ.
تُوُفّي في سادس صَفَر، وعنده «صحيح مُسْلِم» .
-
حرف السين
-
111-
سليمان بْن الفيّاض.
أبو الربيع الإسكندرانيّ، الشّاعر.
تلميذ أُمَيَّةَ بْن الصّلْت. قرأ عَلَيْهِ مِن الفلسفة والعلوم المهجورة شيئًا كثيرًا.
وكان مِن فُحُولِ الشُّعراء. دخل العراق، وخُراسان، والهند.
وتُوُفّي في الغُربة في حدود سنة ستّ عشرة، أو بعد ذَلِكَ بيسير.
وله يَقُولُ:
بَيْني وبَيْنَكَ ما لو شئت لم يضع
…
سر إذا ذاعت الأسرارُ لم يَذِعِ
تِه احْتَمِلْ، واسْتَطِلْ أصْبِر، أعزّ أهِن
…
ووَلّ أقْبِل، وَقُلْ أسْمَع، وَمُرْ أطعِ
-
حرف العين
-
112-
عَبْد الجبّار بْن أَبِي بَكْر محمد بْن حمديس [1] .
أبو محمد الصَّقَلّيّ الشّاعر.
امتدح ملوك الأندلس بعد السّبعين وأربعمائة، واختصّ بالمعتمد بْن عبّاد، فحظي لديه لحُسْن شِعره [2] . فلمّا أُسِر المعتمد وسُجِن بأغمات قدِم عليه أبو
[1] انظر عن (عبد الجبّار بن أبي بكر) في: خريدة القصر (قسم شعراء الأندلس) ق 4 ج 2/ 66- 84، وبغية الملتمس للضبيّ 536- 537 رقم 1562، وبدائع البدائه 70- 72 و 179، 180 و 310، ومسالك الأبصار (مصوّر) ج 11/ 288- 293، والمطرب لابن دحية 54- 57، ونفح الطيب 1/ 321- 327 و 2/ 417، والعرب في صقلّيّة للدكتور إحسان عباس 235- 263، وبلاغة العرب في الأندلس للدكتور أحمد ضيف 129- 148، وانظر: ديوان ابن حمديس.
وقد تحرّف في (بغية الملتمس) إلى: «حمريش» .
[2]
قال الأديب المعروف بابن رزين: أخبرني عبد الجبّار بن حمديس الصّقلّي قال: أقمت بإشبيليّة لما قدمتها وافدا على المعتمد بن عباد مدّة لا يلتفت إليّ، ولا يعبأ بي، حتى قنطت لخيبتي مع
محمد وافيًا لَهُ ومعزّيًا. وانصرف إلى إفريقيا، فامتدح ملكها يحيى بْن تميم الصّنْهاجيّ، ثمّ ابنه الحَسَن، وآخر العهد بِهِ سنة ستّ عشرة.
ومن شِعره:
حَرّك لمعناك لفظًا كي يُزانَ بِهِ
…
وَقُلْ مِن الشّعْر سحْرًا أو فلا تَقُلْ
فالكحْل لَا يفتنُ الأبصار منظَرُهُ
…
حتّى يصير حشْوَ الأَعْيُن النُّجْل
113-
عَبْد الْجَبّار بْن عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن أصْبَغ [1] .
أبو طَالِب الأُمَويّ المَرْوانيّ الهشاميّ القُرْطُبيّ.
روى عَنْ: محمد بْن فرج الفقيه، وأبي جعفر بْن رزق، وجماعة.
وجمع تاريخًا كبيرًا [2] . وكان أديبًا إخباريًا، شاعرًا ذكيًا.
وُلِد سنة خمسين وأربعين، وتُوُفّي في رمضان.
وقد لقي أبا عبيد البكريّ المؤرّخ، وحمل عنه.
[ () ] فرط تعبي، وهممت بالنكوص على عقبي، فإنّي كذلك ليلة من الليالي في منزلي، إذا أتاني غلام، ومعه شمعة ومركوب، فقال لي: أجب السلطان. فركبت من فوري ودخلت عليه، فأجلسني على مرتبة فنك، وقال: افتح الطاق الّذي يليك، ففتحته فإذا بكور زجاج على بعد، والنار تلوح من بابه، وواقده يفتحهما تارة، ويسدّهما أخرى، ثم أدام سدّ أحدهما وفتح الآخر، فحين تأمّلتهما قال لي: ملّط:
انظرهما في الظلام قد نجما فقلت:
كما رنا في الدّجنّة الأسد فقال:
يفتح عينيه ثم يطبقها فقلت:
فعل امرئ في جفونه رمد فقال:
فابتزّه الدهر نور واحدة فقلت:
وهل نجا من صروفه أحد! فاستحسن ذلك، وأمر لي بجائزة سنيّة، وألزمني خدمته، (بدائع البدائه 179، 180) .
[1]
انظر عن (عبد الجبّار بن عبد الله) في: الصلة لابن بشكوال 2/ 379، 380 رقم 813، والوافي بالوفيات 18/ 35 رقم 28، وبغية الوعاة 2/ 72.
[2]
سمّاه «عيون الإمامة ونواظر السياسة» .
114-
عَبْد القادر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد القادر بْن مُحَمَّد بْن يوسف [1] .
أبو طَالِب بْن أَبِي بَكْر البغداديّ.
كَانَ يسكن القرية داخل دار الخلافة.
ولد سنة نيّف [2] وثلاثين وأربعمائة، وسمع المصنّفات الكبار مِن: أَبِي عليّ بْن المُذْهب، وأبي إِسْحَاق البرمكيّ، وأبي بَكْر بْن بَشْران، وأبي محمد الجوهريّ، وجماعة.
وتفرّد في وقته بكثرة المرويّات.
روى عنه: السّلَفيّ، وأبو العلاء الهَمَذَانيّ، والصّائن ابن عساكر، وأبو طَالِب بْن خُضَيْر، وأبو محمد بْن الخشّاب، وأبو الحَسَن بْن عساكر البطائحيّ، وأبو الحسين عَبْد الحقّ، وأبو بَكْر بْن الَّنُّقور، والشّيخ عَبْد القادر الجيليّ، وأبو الحسين عَبْد الحقّ اليُوسُفيّ، وأبو منصور محمد بْن أحمد الدّقّاق، ويحيى بْن برش، وخلْق سواهم.
قَالَ السّمعانيّ: شيخ صالح، ثقة، ديّن، متحرّ في الرّواية، كثير السَّماع. انتشرت عَنْهُ الرواية في البُلدان، وحمل عَنْهُ الكثير.
وقال السّلَفيّ: تربّي أبو طَالِب عَلَى طريقة والده في الاحتياط التّامّ في الدّين مِن غير تكلُّف، وكان كامل الْفَضْلِ، حَسَن الجملة، ثقة، متحرّيًا إلى غايةٍ ما عليها مَزْيَد. قَلَّ مِن رَأَيْت مثله. وكان والده أبو بَكْر أزهد خلْق الله [3] .
وقال محمد بْن عطاف: تُوُفّي في آخر يوم الجمعة، وقيل: ليلة السّبت، ثامن عشر ذي الحجَّة، رضي الله عنه.
[1] انظر عن (عبد القادر بن محمد) في: المنتظم 9/ 239 رقم 389 (17/ 211 رقم 3911) ، والكامل في التاريخ 10/ 606، والمختصر في أخبار البشر 2/ 236، والإعلام بوفيات الأعلام 212، والمعين في طبقات المحدّثين 151 رقم 1642، ودول الإسلام 2/ 43، وسير أعلام النبلاء 19/ 386، 387 رقم 228، والعبر 4/ 38، وعيون التواريخ 12/ 140، وتاريخ ابن الوردي 2/ 31، وشذرات الذهب 4/ 49، ومذكور في تذكرة الحفاظ 4/ 1256 دون ترجمة.
[2]
في المنتظم: ولد سنة ست وثلاثين.
[3]
وقال ابن الجوزي: «وسمع الكثير وحدّث بالكثير سنين، وكان الغاية في التحرّي واتّباع الصدق والثقة، وكان صالحا كثير التلاوة للقرآن، كثير الصلاة. وَهُوَ آخر من حدَّث عَنْ أَبِي القاسم الأزجي» . (المنتظم) .
115-
عليّ بْن أحمد بْن حرب [1] .
أبو طَالِب السُّمَيْرميّ [2] .
وزير السّلطان محمد. وسُمَيْرم: قرية مِن قرى إصبهان.
كَانَ مجاهرًا بالظُّلْم والفسْق، بنى ببغداد دارًا فظلم النّاس، وأخرب محلّه التُّوثَةِ [3] ، ونقل آلتها [4] ، فاستغاث أهلُها، فحبسهم وغرّمهم.
وهو الَّذِي أعاد المُكُوس بعد أربع عشرة [5] سنة. وكان يَقُولُ: قد فرشت حصيرًا في جهنم، وقد استحييت مِن كثرة الظُّلْم.
قَالَ هذا في اللّيلة الّتي قُتِلَ في صبيحتها. ركب في موكبٍ عظيم وحوله السّيوف المسلّلة، فمرّ بمضيق، فظهر رجلٌ مِن دكَّة فضربه، فجاءت في البغلة، فهرب، فتبِعه الأعوان والغلْمان، وبقي منفردًا، فوثب عَلَيْهِ آخر فضربه في خاصرته، وجذَبه رماه، ثمّ ضربه عدَّة جراحات ثمّ ذبحه. وَقُتِلَ ذَلِكَ الرجل فوق الوزير، وَقُتِلَ اثنان مِن أصحاب الوزير، وَقُتِلَ ثلاثة كانوا مَعَ قاتله يقاتلون الغلمان فقُتلوا. وذلك في سلخ صفر [6] .
[1] انظر عن (علي بن أحمد) في: المنتظم 9/ 239، 240 رقم 390 (17/ 212، 213 رقم 3912) ، والكامل في التاريخ 10/ 601، وتاريخ دولة آل سلجوق 120، 127، 128، ومرآة الزمان ج 8 ق 1/ 107، وفيه «علي بن حرب» ، والعبر 4/ 28، والعبر 4/ 38، وسير أعلام النبلاء 19/ 432، 433 رقم 252، وعيون التواريخ 12/ 132، 133، والبداية والنهاية 12/ 191، والكواكب الدرّية 89، وشذرات الذهب 4/ 50.
[2]
السّميرمي: بضم السين المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء المثنّاة من تحتها وبعدها راء ثم ميم. نسبة إلى سميرم بلدة بين أصبهان وشيراز. وهي آخر حدود أصبهان.
وقد تحرفّت في (مرآة الزمان ج 8 ق 1/ 107) إلى: «السميرقي» .
[3]
في الأصل: «النوبة» . وتوثة: بلفظ واحد التّوث، محلّة في غربي بغداد متصلة بالشونيزية مقابلة لقنطرة الشوك. (معجم البلدان 2/ 56) .
[4]
في الأصل: «ونقل إليها» ، والمثبت عن: المنتظم وفيه: «ونقل آلاتها إلى عمارة داره» .
[5]
في المنتظم: «بعد عشر سنين» .
[6]
انظر التفاصيل في المنتظم 9/ 239، 240 (17/ 212، 213)، وفيه: «وكانت زوجة هذا الوزير قد خرجت في بكرة اليوم الّذي قتل فيه راكبة بغلة تساوي ثلاثمائة دينار بمركب لا يعرف قيمته، وبين يديها خمس عشرة جنيبة بالمراكب الثقال المذهبة، ومعها نحو مائة جارية مزيّنات بالجواهر والذهب، وتحتهنّ الهمالج بمراكب الذهب والفضة، وبين بديهم الخدم والغلمان والنفاطون بالشموع والمشاعل، فلما استقرّت بالخيم المملوءة بالفرش والأموال والحمال جاءها